"احتفالا بالتطبيع".. رسائل أرادت إسرائيل إيصالها من خلال قصف غزة

غزة - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ربط ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بين تصاعد وتيرة قصف الاحتلال الإسرائيلي، لمواقع شمال وجنوب قطاع غزة، وبين اتفاق تطبيع العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب المعلن الخميس 13 أغسطس/آب 2020.

ناشطون رأوا عبر مشاركتهم في وسم #غزة_تحت_القصف، أن دولة الإمارات العربية المتحدة دشنت بتطبيعها مع إسرائيل، فصلا جديدا من فصول العدوان على قطاع غزة في فلسطين المحتلة، خاصة بعدما أكدت إسرائيل أن الاتفاقية لم تطلب منها الانسحاب من أي أراض.

وبذلك، فإن رواية إسرائيل تكذب ما أعلنه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، إثر إعلانه للاتفاق، حين قال: إنه "اتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية".

وأكد ناشطون أن ما يحدث الآن هو بداية شؤوم التطبيع، إذ "تقوم الإمارات بقصف غزة تحت راية الجيش الإسرائيلي لترضى عنهم الأخيرة"، ملخصين الحدث بالقول: إن "الإمارات الصهيونية وحكامها يقصفون غزة".

بدورها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن مدفعية الاحتلال المتمركزة شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، قصفت بثلاثة قذائف موقعا شرق البلدة، ما أوقع أضرارا به وبممتلكات المواطنين في المنطقة.

وأوضحت الوكالة أن "قوات الاحتلال أطلقت ثلاث قذائف على موقع شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى تدميره، دون وقوع إصابات بصفوف المواطنين في المكان".

وأكدت أن الاحتلال يواصل تشديد الخناق على أهالي قطاع غزة بإغلاق المعبر التجاري الوحيد، ومنع إدخال البضائع ومواد البناء والمحروقات، إضافة إلى إغلاق بحر غزة بشكل نهائي أمام الصيادين ومنعهم من ممارسة مهنة الصيد.

"احتفالا بالتطبيع"

وصب ناشطون جام غضبهم على حكام الإمارات واتهموهم بالخيانة والعمالة وتضييع القضية الفلسطينية، منددين بترويج المسؤوليين الإماراتيين لاتفاق تطبيع العلاقات على أنه إنجاز تاريخي ودعم للشعب الفلسطيني، وانتصار للدبلوماسية والمنطقة.

وقال الناشط "الثابت": إن "الإمارات العبرية إدعت أنها طبعت مع إسرائيل لخدمة القضية الفلسطينية وبعد التوقيع بسُويعات بدأ قصف غزة دون أن يفتح ابن زايد فمه"، مضيفا: "إسرائيل تجرب السلاح الإماراتي في غزة وسيعم كل المنطقة.. المال الإماراتي كان وما زال نقمة على العرب والمسلمين".

وتهكم الإعلامي جمال ريان قائلا: "ربما يكون القصف الذي تعرضت له غزة فور إعلان التطبيع بين إسرائيل والإمارات قد تم بطائرات وطيارين إماراتيين احتفالا بالمناسبة".

وسخر حمادة الزناتي قائلا: "يقولون #غزة_تحت_القصف حرام متظلموش إسرائيل دي مجرد احتفالات بألعاب نارية احتفالا بـ #التطبيع_الإماراتي_الإسرائيلي ليعلم أهل فلسطين كلهم وبالأخص أهل غزة أن ذلك في مصلحتهم كما وضحت الإمارات فلا تقولوا أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي خيانة إنما هو لصالح الكضية.. يا أمة ضحكت......)".

وأشار العباس التكريتي إلى أن مساحة "الإمارات تعادل مساحة #غزة_تحت_القصف بـ 229 ضعفا، وبالمقابل تلهث الإمارات كالكلب المسعور خلف الصهاينة لتطبع معهم وتسبح بحمدهم ، أما غزة تؤرق الاحتلال منذ ١٩٤٨، ثم يغرد إماراتي وضيع ويسمح لنفسه أن يقارن بين دويلته وبين الشعب الفلسطيني الجبار، هزلت".

وأشعر الشاعر أبو أمجد المليكي قائلا: "أجهرت تلك الدويلة والمخبأ اليوم بان.. فالإمارات الخبيثة أظهرت حب الكيان.. أصبح التطبيع نهجا يفتخر فيه الجبان.. فابن زايد صار كلب الغرب والإسلام خان.. كانت إسرائيل القرب لابن زايد من زمان.. ونتنياهو حبيبا قد يبادله الحنان.. وترامب الأب أعلن بينهم عقدالقران".

وتساءل مغرد آخر، قائلا: "هل دشنت الإمارات بتطبيعها بدء العدوان على #غزة_تحت_القصف؟".

ونشر الحقلي خبر عن مواصلة الطيران الإسرائيلي لليوم الخامس قصف مواقع في قطاع غزة، معقبا بالقول: إنه "نتائج التأييد والتطبيع #غزة_تحت_القصف".

وتساءل مغرد آخر: "هل قصف غزة الآن بعد معاهدة السلام و#التطبيع_الإماراتي_الإسرائيلي هي رسالة إلى المسلمين أن التطبيع معكم لن يغير سياستنا ولن يوقف رصاصنا المتجه نحو إخوانكم في غزة؟"، مستطردا: "أين #محمد_بن_زايد و #غزة_تحت_القصف أين أنتم وأطفال المسلمين يموتون ...فعلا #التطبيع_خيانة ولن يفيد مع أحفاد القردة".

غياب الإعلام

واستنكر ناشطون غياب الإعلام عن نقل تفاصيل التصعيد الإسرائيلي، والتسويق للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي على أنه المنقذ لغزة وللغزاوية، منددين "بتبني الإعلام مسؤولية دفع عجلة التطبيع التي هي في الأساس شراكة في الحرب على غزة وتركيع الفلسطينيين".

واستغرب الناشط الحقوقي نواف البدر عبر تغريدة على حسابه في "تويتر"، التعتيم الإعلامي العربي عما يحدث في #غزة.

وأشار عمار نبيل إلى انقلاب العالم حزنا على انفجار بيروت والحرائق التي حدثت في السعودية والكويت ومصر، ولم يمل الإعلام من الحديث عنهم، في مقابل الصمت عما تتعرض له غزة دائما من قصف وذهاب عشرات الأرواح إلى بارئها.

وغرد الناشط عمر بلحاج، قائلا: "العالم ينام إلا غزة لا تنام حسبي الله ونعم الوكيل في التعتيم الإعلامي الكبير على القصف الصهيوني على غزة".

من جهته، أكد ناصر الجميعي أن "غالبية الإعلام السعودي من تلفاز وصحف ومواقع تواصل عبارة عن ببغاوات يرددون الكلام الرسمي أو يشتمون الصحوة أو يسقطون على الدين أو يتزلفون للنساء أو يشتمون العرب إما غباء أو تزلفا".

ولفت البريكي إلى أن الشغل الشاغل الآن صنع إعلام جديد تضيع فيه الأمانة والحقيقة، إعلام جديد فاسد يشوهون فيه صورة المسلمين في عيون بعضهم بعضاء، قائلا: "سلاحهم إعلام وسلاحنا قرآن وهم في الحقيقة ما زالوا يقاتلون من جبنهم من وراء جدار".

يشار إلى أن قطاع غزة يشهد منذ أسبوع توترا متصاعدا، إذ يشن الجيش الإسرائيلي بمقاتلات حربية ومروحيات ودبابات غارات يومية عليه وعلى مواقع تابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

كما يفرض الاحتلال الإسرائيلي إجراءات عقابية ومزيدا من القيود على القطاع الذي يحاصره منذ أكثر من عقد، منها منع الوقود، وتقليص مساحة الصيد البحري، وغلق معبر كرم أبو سالم الذي تمر منه البضائع إلى القطاع.

ويتذرع الاحتلال بأن تلك الإجراءات والقصف المتصاعد الذي أسفر عن إصابة مدنيين بينهم حوامل وأطفال يأتي ردا على استمرار إطلاق فلسطينيين بالونات حارقة باتجاه مستوطنات غلاف غزة. فيما يؤكد مراقبون أن موقف الفلسطينين بسبب رفض إسرائيل تخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2006.