اليمن يضرب بن غوريون ويقطع شريان حياة إسرائيل.. وناشطون: تغيير شامل للمعادلة

منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في أحدث حلقات مساندة جماعة الحوثي اليمنية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية في غزة، ضرب صاروخ باليستي أُطلق من اليمن إحدى ساحات مطار بن غوريون الإستراتيجي، متجاوزا الدفاعات الأميركية والإسرائيلية في إسقاطه.

وعقب ذلك، أعلن الناطق باسم جماعة الحوثي يحيى سريع، في 4 مايو/أيار 2025، فرض حصار جوي شامل على الكيان الإسرائيلي، حتى يوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة.

ودعا كل شركات الطيران العالمية لإلغاء رحلاتها إلى مطارات إسرائيل حفاظا على سلامة طائراتها، مشددا على أن "اليمن لن يقبل باستمرار الاستباحة التي يحاول العدو فرضها بضرب البلدان العربية كلبنان وسوريا".

ومطار بن غوريون هو المطار الدولي الرئيس في "إسرائيل" ويقع بمنطقة تل أبيب الكبرى، ويعدّ المنشأة الإستراتيجية الأكثر أهمية في الكيان، ويخدم من 20 إلى 23 مليون مسافر سنويا، ومنه تنطلق الرحلات نحو 100 وجهة عالمية.

ويتألف من ثلاثة مدرجات أساسية وجُملة من مباني الركاب، أبرزها مبنى الركاب رقم 3 وهو الذي سقط بقربه الصاروخ الحوثي، وتحديدا في قلب منطقة تم وصفها في الصحف العبرية بكونها: "حساسة وقريبة من برج المراقبة".

إشادة المقاومة

من جانبها، أشادت فصائل فلسطينية و"حزب الله" اللبناني، بهجوم الحوثي، إذ قال الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة"، إن الحوثي "تواصل تحديها لأعتى قوى الظلم".

فيما وصفت الجبهة الشعبية، الهجوم على مطار بن غوريون، بأنه "تطور نوعي بالغ الأهمية في مسار الرد اليمني على جرائم العدوين الأميركي والإسرائيلي في غزة واليمن".

كما أشاد حزب الله بعملية الحوثيين، وقال: إنها كانت "خارقة كل أنظمة الدفاع الصهيونية والأميركية، ومحققة هدفها بدقة عالية محطمة ‏جبروت هذا الكيان".‏

وقالت كتائب المجاهدين الفلسطينية: إن هذا "الاستهداف النوعي الجديد هو امتداد للموقف الراسخ والأصيل للشعب اليمني".

ذعر الاحتلال

وعقب استهداف مطار بن غوريون، دوت صافرات الإنذار في مناطق واسعة في دولة الاحتلال، شملت تل أبيب والقدس الكبرى وعددا من مستوطنات الضفة الغربية، ما أدى إلى حالة من الذعر وتعليق مؤقت لحركة الملاحة الجوية في المطار. 

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية تأكيدها فشل منظومتي الدفاع الجوي "حيتس 3"، و"ثاد" الأميركية في اعتراض الصاروخ قبل وصوله إلى محيط مطار بن غوريون.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن الصاروخ اليمني تجاوز أربع طبقات للدفاع الجوي وسقط في حرم مطار بن غوريون.

بدوره، هدد رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، بالرد على جماعة الحوثي، و"داعميهم الإيرانيين"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة، بالتنسيق معنا، تتحرك ضدهم، ولن يكون الأمر مجرد ضربة، وانتهى الأمر، ولكن ستكون هناك ضربات".

وقال: إن هجمات الحوثيين تنطلق من إيران، سترد إسرائيل على هجوم الحوثيين على مطارنا الرئيس، وفي الوقت والمكان اللذين تختارهما، وعلى الإيرانيين سادتهم في الإرهاب"، مضيفا: "عملنا في الماضي ضد الحوثيين، وسنعمل في المستقبل".

رد أميركي

وبعد وقت قصير من إعلان جماعة الحوثي فرض حصارا جويا شاملا على الاحتلال الإسرائيلي، أفادت قناة المسيرة التابعة للجماعة، بأن غارات أميركية استهدفت مدينة صعدة والعاصمة صنعاء.

وقالت عبر "تلغرام"، إن "3 غارات لطيران العدو الأميركي استهدفت شرق مدينة صعدة (شمال غرب البلاد)"، وذكرت في منشور آخر، أن "غارات أميركية استهدفت مناطق متفرقة من العاصمة صنعاء (وسط)".

وأشارت القناة إلى أن القصف في صنعاء طال مديرية بني مطر بـ6 غارات، ومنطقة الملكة في مديرية بني حشيش بغارة، إضافة إلى غارتين على شارع الأربعين بمنطقة سعوان في مديرية شعوب.

تجدر الإشارة إلى أن الحوثي أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فرض حصارا بحريا على الاحتلال الإسرائيلي، وتوعدت باستهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وذلك في رد فعل على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واحتفى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي باستهداف مطار بن غوريون، وعدوها "ضربة قوية" للاحتلال الإسرائيلي وحثوا على استمرار مقاومته وتأديبه بشتى الطرق، معربين عن سعادتهم بفشل منظومات الدفاع في التصدي للاستهداف.

وسطوا الضوء عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيس بوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها ##مطار_بن_غوريون، #اليمن، #الحوثي، #إسرائيل، وغيرها، على وقع الاستهداف اليمني للمطار الإسرائيلي، وفرض الحصار الجوي على الاحتلال.

حفاوة وترحيب

وتفاعلا مع الحدث، كتب محمد علام، أنه ليس مجرد صاروخ انطلق من اليمن نحو الأراضي المحتلة، لقد زعزع أهم منشأة حيوية استراتيجية في الكيان المحتل وأصاب حركته بالشلل التام كاشفاً فشل المنظومة الدفاعية.

وأشار إلى أن الإسرائيليين يهرولون للاختباء في الملاجئ مع تفعيل حالة الإنذار والطوارئ، مذكرا بأن غزة تقصف بأطنان من القنابل منذ ما يقارب عام ونص بلا قبة دفاعية ولا ملجأ للاحتماء، بينما يسقط صاروخ واحد في محيط مطار الكيان المحتل فتقوم قيامة إسرائيل ولا تقعد!.

وعرض أحمد صقر، مشاهد توثق لحظة سقوط صاروخ أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون، لافتا إلى تأكيد وسائل إعلام إسرائيلية فشل منظومتي ثاد الأميركية وآرو حيتس الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ.

وبث محسن ممتاز، مشاهد لآثار الصاروخ الذي أُطلق من اليمن على مطار بن غوريون بتل أبيب، ناقلا عن يحيى سريع وعيده بالقول: "سنواصل مواجهة العدوان الأميركي ونصرة الشعب الفلسطيني مهما كانت التداعيات".

وأوضح ناصر الدويلة، أن الصاروخ اليمني قطع المسافة من اليمن إلى فلسطين وانفجر في مطار بن غوريون بزمن يتراوح من 7 الى 10 دقائق، وهذه سرعة فائقة جدا والأهم أن زاوية سقوطه كانت بزاوية 77 درجة وفي هذه الزاوية تكون سرعة سقوط المقذوف أسرع بكثير من انطلاق الصاروخ الاعتراضي.

وأضاف أن الصاروخ اليمني أطلق عليه صاروخان واحد صاروخ إسرائيلي وآخر أميركي وكلاهما فشلا في اعتراض الصاروخ اليمني الذي أصاب هدفه من بعد 200 كيلو متر تقريبا، مؤكدا أن هذا صاروخ جديد فشلت إسرائيل وأميركا باعتراضه.

صنعاء تتحدى الكيان

وعن فرض اليمن حصار جوي شامل على الكيان، كتب خليل نصر الله، أن القرار اليمني الذي دخل حيز التنفيذ، يعتبر خطوة متقدمة في عملية الإسناد، وقد أعد لها مسبقا، متوقعا أن يشهد مطار بن غوريون حالة استهداف متكرر، وربما بصنوف أسلحة مختلفة.

وذكر بأن قرار فرض الحصار الجوي على الكيان أعلن بعد تهديدات نتنياهو، وبالتالي صنعاء تتحدى وتضرب التهديدات الإسرائيلية بعرض الحائط.

وعد علي أبو رزق، قرار فرض حصار جوي شامل على الكيان، بعد فرض حصار بحري منذ عام كامل، "خطير جدا" وقد يغير المعادلة، وقد يكون له تبعات إقليمية كبيرة.

وأكد أن هذا القرار يؤثر بشكل يومي ومباشر على ملايين الإسرائيليين، لافتا إلى أن المطار بالذات هو المنشأة السيادية الأولى والأهم لأي بلد.

وأضاف أبو رزق، أن الثابت الأهم أنها ضربة كبيرة على رأس الثور الهائج نتنياهو، وشعرة أمل في توقيت هام وحساس للمذبوحين في غزة، أنهم، ورغم كل ما يجري ويرتكب في حقهم من مجاعة ومجازر، ليسوا وحدهم.

وقال محمد عبد العزيز الرنتيسي: "ساندتنا (اليمن) وأربكت حسابات عدونا وهي من أبعد الدول العربية عنا.. وخذلتنا دول عربية وساندت عدونا وهي أقرب الجيران لنا".

وحيت دينا زكريا، رجال اليمن، ووصفت استهداف مطار بن غوريون وإعلان فرض حصار جوي على الكيان بأنها "ضربة معلم"، قائلة: "لا عزاء للمنبطحين ولا المتخاذلين ولا المتعاونين ولا اللي بيساهموا في حصار أطهر مكان غزة العزة ولا عزاء أيضا للمطبعين و اللي عايزين يطبعواطز

فشل الدفاعات

وفي قراءة وتحليل حول قصف اليمن مطار بن غوريون، قال الكاتب محمد السكني، إن الضربة الصاروخية اليمنية كشفت هشاشة منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي والأميركي الأقوى في العالم والمكونة من أربع طبقات وهي: منظومة حيتس أرو السهم 2/3 ومنظومة مقلاع داوود ومنظومة ثاد الأميركية ومنظومة القبة الحديدية.

وأضاف أن ضربة اليمن جاءت لتكشف فشل العمليات العسكرية الأميركية والبريطانية على اليمن والتي كان هدفها منع عمليات جماعة أنصار الله الحوثي التي استهدفت الكيان الإسرائيلي وعودة الملاحة إلى البحر الأحمر وفك الحصار البحري عن "إسرائيل".

وأشار السكني، إلى أن جميع عمليات الولايات المتحدة الأميركية باءت بالفشل ولم تمنع جماعة الحوثي من التصعيد الصاروخي الذي تعاظم خلال الثلاثة أيام الماضية.

ورأى أن هذه العملية والتصعيد اليمني الصاروخي مرتبط بتطوير اليمن للقدرات الصاروخية محلية الصنع التى تستطيع التفوق على منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية والأميركية متعددة الطبقات، مشيرا إلى أن هذا ما حصل فعلا عدة مرات.

ورأت سوما الغنام، أن وصول الصاروخ القادم من اليمن إلى قلب مطار بن غورين، يعني فشلا لافتا وخطيرا في منظومات الدفاع الأميركية والإسرائيلية، وضربة قاسية لإسرائيل باستهداف مرفق حيوي سيادي (مطار بن غوريون بوابة إسرائيل إلى العالم).

وأكدت أن نجاح العملية، ضربٌ لغرور نتنياهو، وغطرسة اليمين المتطرّف، وسيؤدي إلى تصعيد قادم، موضحة أن الرسالة من الضرابة "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة، وإلا فالمنطقة ستبقى تتحرك على صفيح ساخن".

ورأى محمد رمضان، أن اليمنيين قدموا خدمة لا تقدر بثمن للدول العربية، وهي كشفهم طرق ومنظومة الدفاع الإسرائيلية والتي أصبحت 4 طبقات وهو ما تم كشفه عقب اختراق الصاروخ اليمني الفرط صوتي (بسرعة تفوق سرعة الصوت بمقدار يتراوح بين 5 و 25 ضعفاً).

وأوضح أن الطبقة الدفاعية الأولى هي أحدث منظومة دفاع أميركية (ثاد)، والثانية هي أحدث منظومة إسرائيلية (حيتس)، والثالثة هي (الباتريوت الأميركي)، والرابعة هي الطبقة الأخيرة (القبة الحديدية).

وأضاف رمضان، أن ذلك يعني أن في أي حرب قادمة أصبح العرب أو الإيرانيون وغيرهم يعرفون نقاط الضعف الإسرائيلية جيدا ويمكنهم إيلام الصهاينة بقوة، وهو ما فعلته حماس مثلا حين اكتشفت نقطة ضعف القبة الحديدية وهي أنها ترتبك حين يتم إطلاق وابل من الصواريخ دفعة واحدة.

وأشار إلى ذلك ما فعله أيضا حزب الله وإيران حين كانوا يطلقون وابل من الطائرات المسيرة تنشغل به المنظومة الدفاعية الصهيونية ثم يطلقون في نفس التوقيت سلسلة صواريخ فرط صوتية تصل أهدافها بينما دفاعات الاحتلال مشغولة بصد المسيرات.

وأشار أحد المدونين إلى أن استهداف مطار بن غوريون أول اختبار حقيقي يكشف المنظومة الأميركية أمام العالم، ساخرا بالقول: "سلملي على ترامب".

ولفت إلى أنه فشل مزدوج لـTHAAD و"آرو 3" في اعتراض الصاروخ اليمني قرب مطار بن غوريون، رغم أن THAAD نُشرت بطلب خاص من نتنياهو لحماية المنشآت النووية والمطار تحديداً.

وقع الاستهداف

وعن وقع استهداف مطار بن غورين على الداخل الإسرائيلي، قال رفيق رفيق، إن الضربة الحوثية القاصمة الشديدة الدقة الفائقة الاحترافية التي دمرت المطار الصهيوني عن آخره اليوم وأخرجته نهائيا من الخدمة تزلزل الإرهابي نتنياهو وقادة جيشه المجرم الذي دعوا إلى اجتماع طارئ.

وأشار محمود مرداوي إلى أن صاروخ اليمن هزّ "المركز الحيوي" للعدو، وأسقط روايته "لا اعتراض ولا إنذار ولا حماية!"، لافتا إلى أن 3 ملايين في الملاجئ.. و"المنظومة الخارقة" انهارت أمام الصدق اليمني.

ووجه تحية للحُفّاظ على كرامة الأمة، لليمن السند، لليمن الجبهة، لليمن الدُعاء والنُصرة.

وعرضت الصحفية ديما حلواني، صورة من المطار الإسرائيلي، قائلة: مرحبًا بكم في مطار بن غوريون.. هنا تبيعهم "إسرائيل" الاستقرار في السوق الحرة، وتخفي خلف الجدران كاميرات أكثر من الركاب. 

وأضافت: "هنا لا تُقلع الطائرات فقط، بل تقلع الأكاذيب الكبرى عن "الدولة التي لا تُقهر"، مشيرة إلى أن المطار يُسوَّق كرمز للأمان والحداثة، لكنه يُصاب بالذعر والجنون كلما عطس أحد من جهة الجنوب.