بينما غزة تعاني المجاعة.. إسرائيل تفشل بمواجهة الحرائق والسلطة تهرع للمساعدة

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

تفاعل ناشطون على نطاق واسع مع العاصفة الترابية والحرائق التي اشتعلت في مناطق واسعة من الكيان الإسرائيلي، وتمددها حتى حاصرت مواقع مدنية وعسكرية، مما دفع السلطة لإعلان حالة الطوارئ وطلب المساعدة من الخارج.

واندلعت في 30 أبريل/نيسان 2025، حرائق هائلة في جبال القدس الغربية المحتلة، قبل أن تصل لمناطق واسعة وتؤدي لتوقف حركة النقل على طرق رئيسة.

واستعرت الحرائق قرب الطريق السريع الواصل بين القدس وتل أبيب مخلّفة 22 إصابة على الأقل، وطلب الاحتلال  من اليونان وكرواتيا وإيطاليا وقبرص الرومية التدخل بطائرات إطفاء لإخماد الحرائق.

وأفادت القناة السابعة العبرية بأن هناك استعدادات في جميع قواعد سلاح الجو لهبوط طائرات إطفاء تابعة لجيوش أجنبية إذا اقتضت الحاجة.

كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن السلطة الفلسطينية عرضت على "إسرائيل" تقديم فرق إطفاء للمساعدة في السيطرة على الحرائق، المستعرة في منطقة جبال القدس، مشيرة إلى أن تل أبيب لم تجب حتى الآن، فيما لم يصدر تعليق فوري من رام الله.

من جانبه، قال قائد منطقة القدس في هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية شموئيل فريدمان، إن الحرائق الحالية بين القدس وتل أبيب قد تكون الأكبر التي تشهدها البلاد على الإطلاق.

ودفعت الحرائق الممتدة سلطات الاحتلال، لإخلاء  بلدة "نيفيه شالوم" الواقعة بين مدينتي القدس المحتلة و"تل أبيب"، وبذلك يرتفع عدد المستوطنات الإسرائيلية التي أخليت بسبب الحرائق إلى خمس، وإغلاق الطريق السريع بين القدس المحتلة و"تل أبيب".

وعلى وقع اندلاع الحرائق وتمددها، ألغى الاحتلال جميع فعاليات الاحتفال بما يسمى "يوم الاستقلال" التي كانت مقررة مساء 29 أبريل.

و"يوم الاستقلال" هو ذكرى إعلان قيام إسرائيل عام 1948 على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية، وهي المناسبة التي يحييها الفلسطينيون في المقابل بصفتها "يوم النكبة" بعد قامت العصابات الصهيونية بتهجيرهم من أرضهم عبر ارتكاب مجازر.

وقبل أيام، أخلت السلطات الإسرائيلية سكان بلدتي "مسيلات صهيون" و"إشتاؤل" بين القدس و"تل أبيب"، بعد اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح النشطة.

وجاءت هذه التطورات، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي تسعير حرب الإبادة الجماعية والمجاعة التي يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويمعن في ارتكاب المجازر، متسببا في ارتقاء 52 ألفا و400 شهيد و118 ألف مصاب.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد بلغت حصيلة الضحايا منذ استئناف "إسرائيل" إبادتها الجماعية في 18 مارس/ آذار 2025، بلغت "2308 شهداء و5973 مصابا"، مؤكدة أنه مازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لم يتمكن من الوصول إليهم.

وسلط ناشطون الضوء على العجز الميداني الإسرائيلي عن السيطرة على الحرائق التي تستمر وتمتد داخل الأراضي المحتلة ملتهمة الأخضر واليابس ومحاصرة حتى فرق الإنقاذ.

وصب ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #إسرائيل_تحترق، #حرائق_القدس، جام غضبهم على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، لعرضها المساهمة في إخماد حرائق الاحتلال، بينما تركت أهل غزة يموتون جوعا ويحرقون بقذائف الاحتلال.

لفظ الاحتلال 

وتحت عنوان "فلسطين تلفظ الاحتلال" قال المحلل السياسي ياسين عزالدين، إن حرائق كبيرة وممتدة وخارج عن السيطرة تستمر في مناطق غرب القدس ووسط فلسطين المحتلة.

وأضاف أن عادة تحصل حرائق في فصل الصيف لكن هذه هي الأكبر منذ قيام دولة الاحتلال وتزامنت مع احتفالهم بقيامها.

وأشار إلى أن إطفائية الاحتلال ومصادر صحفية قالوا: إن عددا من الحرائق تم إشعالها بشكل متعمد مما عقد الوضع وصعبه عليهم.

من جانبه، قال الصحفي كامل غريب: إن "فلسطين لا تنحني.. تلفظ الاحتلال كما تلفظ النار رمادها"، مشيرا إلى أن حرائق تشتعل في قلب الأرض المسروقة، كأن الطبيعة نفسها تثور في ذكرى قيام الكيان الغاصب.

وأضاف: "من غرب القدس حتى وسط فلسطين، الأرض تصرخ: لا مكان للمحتل هنا".

وأشار نور الدين إلى أن حرائق اليوم هي الأكبر في "تاريخ الاحتلال الصهيوني" ، المستوطنين الصهاينة تركوا المستوطنات وهربوا إلى الطرقات، قائلا: “الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا،  يا رب نحمدك ونشكرك، الانتقام الرباني”.

وذكر خالد البكالي، أن حرائق إسرائيل ليست مجرد نيران، بل هي رسائل من الله.

ورأى أن النيران تلتهم الجذور لا الأوراق فقط، وكأنها تبحث عن أصل الظلم لا ظاهره، مؤكدا أن من يزرع القتل والدمار في غزة وصنعاء وبيروت، سيحصد لهبا لا يُطفئه إلا عدل الله.

وحث خالد صافي، على الدعاء بألا تتوقف النار المشتعلة في غابات القدس التي تنهش في الكيان وتستنفر كل طاقاته ومعداته وجنوده حتى تحرق الأخضر واليابس.

وقال: "ليس معنى أن النيران تشتعل في ثكنات جنود الاحتلال، وتُحاصر دباباته من حيث لا يدري، أن تركن وتستكين وتكمل نومتك العميقة وكأن الأمر لا يعنيك، الله يُرسل آياته تخويفًا للظالمين، وتحذيرًا للمتخاذلين، وتمييزًا للصفوف".

وعرضت ديما الحلواني، مقطع فيديو يوثق اشتعال النيران، قائلة: "عندما تتكلم النيران: مؤامرة بشرية أم عقوبة إلهية؟ "إسرائيل" تحترق والاتهامات تنقسم بين الأرض والسماء!، وبين من يصرخ: "إرهاب" ومن يهمس: "غضب الرب"  كارثة بيئية وسياسية ودينية تلوح في الأفق".

استقلال مزعوم

من جهته، كتب أدهم أبو سلمية، أن الاحتلال في "يوم استقلالهم المزعوم" اشتعلت النار في ديارهم، لافتا إلى أنها نارٌ لا تُطفأ، تلتهم البيوت التي بُنيت على أنقاض بيوتنا، وترسل رسالة من السماء "أن الأرض لا تنسى، وأن الله لا يُمهل إلى الأبد".

وناشد أهل غزة، قائلا: "كما أرسل الله الريح في الخندق نصرةً لنبيّه، يرسل اليوم جندا من جنوده ليطمئن قلوب المؤمنين، ويهين من طغى وتجبر".

وأضاف أبو سلمية: "نتعلم من النار أن الصبر جمرٌ، لكنه طريق النصر.. واستيقنوا أن جنود الله إذا تحركت، أسقطت أكاذيب القوة، وكشفت ضعف الطغاة".

وقالت يوتا حسام: "في يوم "عيدهم" المزعوم، القدس تشتعل نارا.. وفي جبالها يُعلن رسميا: فقدان السيطرة على الحرائق، لكن، أي نار أعظم من التي أشعلوها في غزة؟

وذكر محمد جمال عرفة: "مثلما تشفى الكفار الصهاينة في تهجير أهالي غزة .. أرانا الله إياهم والحرائق تُهجرهم من بيوتهم".

وأضاف: "سبحان  من أذاقكم مُرّ النزوح.. كانوا ينوون الاحتفال بما يسمونه (يوم الاستقلال) والتحرير (اغتصاب فلسطين) فتحوّلت الذكرى إلى (بروفه للرحيل في يوم التحرير) (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله)".

خيانة السلطة

وتنديدا بعرض السلطة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي المساعدة في إطفاء الحرائق، استهزأ السياسي فايز الدويري، بالسلطة قائلا: “طالما لديكم هذه النخوة والإنسانية، فلماذا لم تعرضوا على العدو الإسرائيلي المساعدة في إطفاء حرائق الجوع التي تشتعل في أحشاء أهل غزة؟”

واستنكر عبدالرازق الشايجي، عرض سلطة عباس إرسال فرق إطفاء للمساعدة في إخماد الحرائق، مستشهدا بقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّــا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ}.

وتوقع حذيفة عزام، رؤية طائرات إسلامية وعربية تهرع لتلبية نداء استغاثة الكيان الغاصب وسيتسابق القوم لإثبات شهامتهم ونخوتهم ومروءتهم العربية الأصيلة.

كما توقع رؤية "بعض الدول الإسلامية التي أشبعنا زعماؤها خطابات رنانة تتراكض صوب أراضينا المحتلة لتطفئ نيران عدونا وتسجل موقفا عند هذا الكيان اللقيط".

وقال عزام: "سترونهم يتنافسون لكسب رضا المحتل ويستحثون الخطأ لحصد المركز الأول في مد يد العون لهؤلاء المجرمين".

وأضاف: "أما غزة فتحترق بيد من يحرقهم الله اليوم منذ أكثر من عام ونصف العام ولا ناصر لها إلا الله ولا مجير لها إلا مولاها ولا معين لها إلا بارؤها ولا جابر لأهلها إلا الجبار ولا مطفئ لنارها إلا منشئ شجرتها".

وكتب مراد علي أن قيادات السلطة الفلسطينية تحاول إرضاء إسرائيل بكل الوسائل الممكنة حتى تستمر في مناصبها وامتيازاتها.

وقال: إن "‏ما لا يدركونه -السلطة- أن الصهيونية لن تقبل إلا بإسرائيل الكبرى فهي ترى الضفة الغربية (أو يهودا والسامرة في روايتهم) هي أرضهم ولا بد أن يغادرها محمود عباس وحسين الشيخ إن آجلاً أو عاجلا".

نفاق العالم

وتعليقا على طلب إسرائيل المساعدة الدولية واستجابة بعض الدول لطلبها، نعت صالح بن عيسى العبري، كل من يستجيب لنداء كيان الاحتلال الصهيوني ويساعده في إخماد الحرائق بأنه "ملعونٌ مجرمٌ متجرد من الإنسانية ".

وأشار يحيى بشير إلى تهافت الدول الأوروبية للمساعدة في إطفاء حرائق إسرائيل التي شبّت في مختلف البلاد المحتلة بعد ساعات قليلة فقط من اندلاعها، مستنكرا أن دول العالم وعلى رأسهم دول المسلمين، تركوا غزة للمذبحة منذ  2023 إلى الآن.

وكتب إيهاب خضر: "سحقا لهذا العالم المنافق.. عندما اشتعلت الحرائق في إسرائيل، تحركت الدنيا: طائرات تُرسل، مساعدات تُجهز، استنفار دولي، وحتى بعض الدول العربية هرعت للمساعدة!، لكن حين احترقت غزة بأطفالها، وذُبح أهلها وهم أحياء، لم يتحرك أحد".

وتابع: "حتى وأطفال غزة يموتون جوعا لم نرَ طائرات إغاثة، ولا سمعنا نداء استغاثة، حتى أبناء جلدتنا نفسها قدمت طلب مساعدة لإطفاء حرائق الاحتلال، ولم تفكر أن تطلب مساعدة لإنقاذ أهلها في غزة!. هنا يتجلى النفاق في أقبح صوره دمنا أرخص من نارهم!".