صحيفة إسبانية: لا عائق أمام وصول ابن سلمان إلى العرش "إلا نفسه"
لا تتوقف الشائعات في المملكة العربية السعودية بشأن الخلافة في العائلة المالكة، خاصة بعد إجراء الملك سلمان بن عبد العزيز عملية في المرارة، إلى جانب إصابته بالخرف، في سن 84.
وتقول صحيفة إلموندو الإسبانية: إن الملك سلمان، لا يمر بأفضل فترات حياته. وعلى وجه الخصوص، خضع العاهل السعودي لعملية جراحية تم فيها استئصال المرارة بعد نقله إلى مستشفى الملك فيصل في الرياض بسبب التهاب.
وفي الأشهر الأخيرة، عاش الملك سلمان محميا ومعزولا في قصره في مواجهة الزيادة المقلقة في عدد الإصابات بفيروس كورونا المسجلة بين صفوف العائلة المالكة السعودية الواسعة.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر مقربة من الديوان الملكي أن العاهل السعودي يعاني من الخرف وانتشرت شائعات وفاته بسرعة في أوائل مارس/آذار 2020، مصحوبة بتحركات نجله ولي العهد محمد بن سلمان، الهادفة إلى تعزيز نفوذه وتجنب أي تحركات عدائية من منافسيه المحتملين على العرش.
ونقلت الصحيفة أن الأمراض الصحية المقلقة بشكل متزايد والتي يعاني منها سلمان لم تمنع ظهوره للعلن. وقبل أيام قليلة، التقطت الكاميرات صور مغادرته المستشفى برفقة ابنه والوفد المرافق له.
وقبل أيام قليلة، ترأس العاهل السعودي مجلسا للوزراء عبر اتصال مرئي من داخل المستشفى، حيث انتهز الفرصة لشكر المشاركين على المكالمات التي تلقاها منهم والتعبير عن اهتمامهم بصحته.
لكن، في ظل إقامته بالمستشفى، ظهرت الشائعات مرة أخرى حول اقتراب موعد الخلافة التاريخية في المملكة المحافظة.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي السعودي، عبد الله العودة من منفاه في الولايات المتحدة، قوله: إن "صعود ابن سلمان إلى العرش من المفترض أن يكون سهلا، لكن جنون العظمة الذي يتملكه وسلوكه السياسي يعقدان ذلك".
وأضاف: "إنه دائما ما يشك في كل شيء وفي جميع الأشخاص، وفي حقيقة الأمر، لا يعيق خصومه وصوله إلى العرش، بل يمثل هو في حد ذاته عائقا لذلك".
وتابع: "من المحتمل أن يطلق هو (ابن سلمان) النار على نفسه؛ كما فعل مع جمال خاشقجي (الصحفي السعودي الذي اغتيل بأمر من ولي العهد)، وفي حرب اليمن وفي العديد من المناسبات الأخرى".
لماذا العجلة؟
ويتنبأ المحلل السعودي بأن المملكة ستحاول اختتام وصول ابن سلمان إلى العرش قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
ويقول: "إنهم قلقون من عدم إعادة انتخاب دونالد ترامب، وهم في عجلة من أمرهم لجعل ابن سلمان ملكا قبل الانتخابات الأميركية".
وفي وقت سابق، أكدت صحيفة الأونيفرسال الإسبانية أن مراقبين يتوقعون أن يتولى ابن سلمان الحكم في المملكة قبل الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر، أو حتى خلال شهر آب/ أغسطس.
أما السبب فهو بسيط، حيث إن محمد بن سلمان، الذي خان وعوده التحررية وهو منغمس في عملية تطهير لا نهاية لها لإزاحة خصومه من العائلة المالكة، يحتاج إلى تعزيز سلطته قبل أوان الهزيمة المحتملة لأكبر مدافع عنه، الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعلى الرغم من الغضب من اغتيال الصحفي السعودي المؤثر جمال خاشقجي في 2018، بقي ترامب يدعم ولي العهد الشاب، الذي استدعاه لشراء أسلحة أميركية بقيمة 350 مليار دولار.
كما غض ترامب الطرف عن الفظائع السعودية في اليمن، حيث شن ابن سلمان "غزوا كارثيا" قبل خمس سنوات بدعم من الإمارات العربية المتحدة وواشنطن وحلفاء آخرين.
وأكدت الأونيفرسال أن عهد إفلات ابن سلمان من العقاب يمكن أن ينتهي بفوز المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن في الانتخابات. وعلى وجه الخصوص، تعهد بايدن في مناظرة في عام 2019 بجعل السعودية دولة منبوذة.
كما تعهد بايدن، الذي يقود استطلاعات الرأي، بإنهاء مبيعات الأسلحة للحرب في اليمن، حيث لقي أكثر من 100 ألف شخص حتفهم وسط أسوأ كارثة إنسانية عالمية.
ومن جهتها، تحدثت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية عن الإقامة الحالية للعاهل السعودي، الذي يوجد في نيوم، وهي مدينة سياحية مستقبلية ضخمة يتم بناؤها على الساحل الشمالي الغربي للبلاد؛ حيث سيقضي موسما "للتعافي" بعد خضوعه لعملية استئصال المرارة.
ونوهت الصحيفة بأن هناك شائعات منذ شهر آذار/ مارس 2020 حول تدهور حالة سلمان وعملية خلافة وشيكة بعد أن أفادت وسائل إعلام أميركية باعتقال أمراء سعوديين، يفترض أنها جاءت بناء على أوامر من ولي العهد بعد اتهامهم بمحاولة الانقلاب.