"الأرض المحروقة".. مخطط مليشيات إيران لتهجير السُنة من شمالي بغداد

12

طباعة

مشاركة

اتهم رواد موقع "تويتر" في العراق، القوات الأمنية ومليشيات الحشد الشعبي بتنفيذ الهجوم المسلح الذي وقع في مدينة الطارمية شمال بغداد قبل يومين، وأودى بحياة العميد الركن علي غيدان الخزرجي آمر اللواء 59 بالجيش، واثنين من مرافقيه، باستهداف موكبه.

وأكد الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم #الطارمية_أهلنا، #أوقفوا_إرهاب_الطارمية، تنفيذ المليشيات الشيعية للهجوم بهدف إشاعة الفوضى الأمنية بحجة عودة تنظيم الدولة وإحياء الطائفية وتهجيرهم لإفراغ حزام بغداد وإيجاد ذريعة لقتل السنة واستخدام العنف واعتقالهم.

وتحدثوا عن مخططات إيران في العراق ومساعيها للسيطرة على حزام بغداد وتحويلها ديمغرافيا لصالحها، بعد تهجير أهلها الأصليين، كما فعلت سابقا في مناطق أبي غريب والمدائن والشعب في بغداد وخان بني سعد في ديالى وجرف الصخر شمال بابل.

واتهم ناشطون إيران بزرع الإرهاب في مناطق السنة والاستيلاء عليها وسرقتها وحرقها وتدميرها، مستنكرين غياب الدور الحكومي في تأمين المدينة وتحميل مسؤولية الأحداث للأهالي، وسعي الأحزاب القريبة من إيران إلى خلق مبررات للتهجير واللعب بورقة الطائفية.

أرض محروقة

وقال رواد "تويتر": إن "أذناب إيران بالعراق يعملون على جعل الطارمية وكرا لمليشياتهم بعدما اتخذوا من جرف الصخر معسكرا لهم، وشردوا أهلها واغتصبوا بيوتها بذريعة مواجهة الإرهاب، كاشفين عن الأهداف الحقيقية للمليشيات الإيرانية في الطارمية.

بلدة جرف الصخر شمالي محافظة بابل العراقية، تم تهجير أهلها عنها منذ 6 سنوات، بقرار من المليشيات الشيعية المسلحة التابعة لإيران، بعدما فرضت سيطرتها على البلدة وحولتها إلى ثكنة عسكرية.

ويقدر عدد الأهالي (السنة) المهجرين بأكثر من 90 ألف نسمة منعوا من العودة إلى البلدة، نزحوا إلى أقاليم مجاورة ومخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

والمليشيات الشيعية التي تفرض سيطرتها على جرف الصخر حاليا أبرزها كتائب "حزب الله"، و"النجباء"، و"العصائب"، و"الخراساني"، وفصائل أخرى كلها مرتبطة بإيران، وتعرّف عن نفسها بعبارة "المقاومة الإسلامية"، ومحليا يطلق عليها اسم "الولائية"، في إشارة الى إيمانهم بمشروع الولي الفقيه الإيراني.

واستنكر ناشطون دعوة المحسوبين على الطائفة الشيعية ومليشيات الحشد الشعبي إلى استنساخ تجربة جرف الصخر بدعوى حل معضلة الإرهاب في الطارمية، وتحويلها إلى "منطقة منزوعة السكان" وتسليم ملفها الأمني للحشد الشعبي، متسائلين عن موقف القانون من تلك الدعوات الصريحة لقتل وتهجير المواطنين من ديارهم.

وقال الإعلامي الدكتور زيد عبد الوهاب الأعظمي: "#الطارمية_أهلنا ومن يحرض عليهم إرهابي معلوم حرض على الشهيد #هشام_الهاشمي من قبل، لا يمكن لقضاء #الطارمية أن يكون #جرف_الصخر الجديدة في التهجير والتجريف والخطف والتغييب في سجون سرية".

واعتبر الصحفي العراقي عثمان المختار، إطلاق وسم #الطارمية_أهلنا للتضامن مع أهل الطارمية خطأ، موضحا أن "أنتم أهلنا" تقال للضيف أو المستضعف، أما أهل الطارمية فهم العراق نفسه وهم نواة بغداد وغيرهم "خطّار" عليها، ولا يحتاجون استعطاف أحد بقدر ما يجب فضح مخططات أيتام "المقبور" سليماني لتحويل الطارمية إلى جرف صخر ثانية.

وأكد الداعية والباحث الإسلامي العراقي فاروق الظفيري، أن الضابط قتل بسلاح #المليشيات_الولائية التي تسيطر على الأمن في العراق بغاية تهجير أهالي الطارمية لجعلها مثل جرف الصخر كما يصرحون علانية في إعلامهم.

تواطؤ "الحشد"

وهاجم ناشطون إيران والمليشيات الموالية لها والقوات العسكرية المسؤولة عن تأمين الطارمية، وشككوا في وقوفهم وراء تنفيذ الهجوم وتدبيرهم لهم، حيث أوضح أحد المغردين أن الطارمية مطوقة بالكامل من قبل الجيش والحشد ودخول أي عدو إلى المدينة لا يمكن إلا بالتواطؤ مع هؤلاء.

وأكد الناشط على "تويتر" أن آمر اللواء قتل بسلاح "الحشد الولائي" لأنه كشف قبل فترة منصة صواريخ تابعة للحشد الشعبي موجهة إلى مطار بغداد، مؤكدا أن #الإرهاب_مليشياوي وليس غيره.

وقال عمر فاروق الطائي: إن الخرق الأمني أمر يحدث في أقوى أنظمة دول العالم وبطبيعة الحال تتحمل القطعات الأمنية الماسكة للأرض مسؤولية ذلك وعلى دعاة طرد أهالي قضاء #الطارمية ومحاسبتهم الدعوة لمحاسبة القطعات المقصرة بهذا الخرق الذي أدى إلى استشهاد العميد علي الخزرجي ومعالجة أي خلل أمني.

واتهم مغرد آخر إيران بأنها هي من تزرع الإرهاب في المناطق وتجعل الحشد يستبيح مناطق السنة والاستيلاء عليها وسرقتها وحرقها وتدميرها.

"مخطط صفوي"

ورفض ناشطون توجيه أي إدانة من قادة الأحزاب السياسية وزعماء المليشيات الموالية لإيران، ضد أهالي الطارمية والتحريض على تهجيرهم وتحويل المدينة لمنطقة منزوعة السلاح، مشيرين إلى أن ذلك يأتي ضمن مشروع التغيير الديموغرافي الإيراني.

وقال الدكتور مصطفى عياش الكبيسي مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية: إن "#الطارمية_أهلنا وتعميم الاتهامات على السكان الآمنين؛ أسلوب فاشل لم يجلب للعراق إلا الفوضى"، مؤكدا أن "حصر السلاح بيد الدولة كفيل بالقضاء على المجرمين بكل أشكالهم".

وقال الصحفي سفيان السامرائي: إن التحركات في الطارمية التي يقودها الكاظمي (رئيس الوزراء العراقي) هي ضمن التهجير الطائفي وتطهيرها من العرب السُنة. مخطط صفوي إجرامي يمارسه الكاظمي بحجة مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن كل الصرعات بينه وبين العصابات المليشياوية كذب في كذب وهدفها الأول والأخير هو التغطية على عمليات حزام بغداد وطرد السُنة منه.

وأوضح مشعان الجبوري رئيس حزب "الوطن" في العراق، أن دعوة بعض الطائفيين لجعل الطارمية منطقة خالية من السكان كما أختها جرف الصخر تعتبر جريمة بموجب المادة (7/ د) من نظام روما الأساسي الذي يعتبر أن "إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان" من الجرائم ضد الإنسانية التي تخضع لولاية المحكمة، داعيا مجلس القضاء أن يقوم بفتح قضية ضد أصحاب هذه الدعوة.

وبين الكاتب الباحث أياد العطية، أن من ضمن الخطط الإستراتيجية لإيران في العراق السيطرة التامة على مناطق حزام بغداد وتحويلها ديمغرافيا لصالحها، وتهجير أهلها الأصليين، كما فعلت سابقا في مناطق أبي غريب والمدائن وخان بني سعد والشعب وجرف الصخر غرب وجنوب وشرق بغداد والآن المحاولة على شمال بغداد منطقة #الطارمية_أهلنا.

ولخص الكاتب والشاعر خليفة الدليمي ما يحدث قائلا: "بلبلة في داخلها وجلجلة في بساتينها وصولة على أهلها الآمنين من قبل المليشيات لجعل الطارمية وما فيها قاعدة بديلة عن قاعدتهم في جرف الصخر إذا ما تعرضت لضربات كالتي تحدث في إيران، ولإحكام الطوق على حزام بغداد وترسيخ الخط الواصل بينها وبين إيران".

وأشار الكاتب والباحث العراقي مجاهد الطائي إلى أن الطائفية هي الملاذ الأول والأخير لنفوذ إيران ومليشياتها، لأنهم يتراجعون شعبيا وإعلاميا وسياسيا وعسكريا، وهذا لا يخدمهم على المدى البعيد، لذا أفضل حل لهم هو إعادة الطروحات والمشاريع الطائفية والتخادم مع تنظيم الدولة  والإرهاب؛ لتحقيق هذه الغاية وقد بدؤوا من الطارمية.

يشار إلى أن العراق أعلن في 2017، تحقيق النصر على تنظيم الدولة واستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم في يونيو/ حزيران 2014، وتتولى مليشيات من الحشد الشعبي مسؤولية الملف الأمني في الطارمية، بعدما تسلمته من القوات الأمنية ووعدت بملاحقة خلايا الإرهاب داخلها.

ومن حينها تواصل قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي التضيق الأمني على سكان الطارمية، وتنفيذ عمليات الاعتقال والقتل العشوائي وافتعال الحرائق والتعذيب والابتزاز عند نقاط التفتيش على مداخلها تحت ذريعة وجود خلايا أو بقايا أو متعاونين مع تنظيم الدولة.

ويطلق على الطارمية  اسم "القلّغ"، وهي تعني السجن، كناية عن وضع سكانها السيئ، وهي من الأقضية الستة التي تحيط ببغداد، والتي تعرف حاليا بمناطق حزام بغداد، وتربط العاصمة مع صلاح الدين وديالى والأنبار.