حملة الرياض ضد الفلسطينيين.. هل تمهد لعلاقات رسمية مع إسرائيل؟

12

طباعة

مشاركة

منذ بداية شهر رمضان، بدأ إعلاميون وكتاب محسوبون على النظام السعودي، حملة تهاجم الفلسطينيين وقضيتهم، وتمدح إسرائيل والأعمال الفنية التي تتحدث عنها.

واشتعل الهجوم في أعقاب انتقادات شعبية واسعة ظهرت بقوة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ضد بث أعمال درامية مروجة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وانضم الإعلامي السعودي عبدالحميد الغبين الذي يعرف نفسه على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، بأنه مصنف ضمن أقوى 50 شخصية مؤثرة بالمملكة، إلى صفوف الإسرائيليين المهاجمين لمسلسل "النهاية" المصري، الذي يتنبأ بنهاية الاحتلال.

وقال "الغبين" في مداخلة على قناة روسيا اليوم: إن مسلسل النهاية فاشل، ومبني على أوهام وخرافات، متهما كاتبه –عمرو سمير عاطف- بأن خياله مريض وفكره داعشي خطير بالتحريض على اليهود وعلى زوال دولة إسرائيل -بحسب تعبيره-.

وأضاف: أن "القضية الفلسطينية ميتة وليس لها وجود وللأسف تم تضليل الرأي العام العربي على مدى 70 سنة بها وبأنها قضية حقيقية، ووضعوا لها شيئا مقدسا وهو القدس لإعطائها بعدا دينيا والسيطرة على الغوغاء"، على حد قوله.

وأضاف "الغبين":  "لا يوجد قضية ولا يوجد شيء اسمه فلسطين، وإسرائيل حتى القرآن الكريم تحدث عنها".

ولم يكن "الغبين" السعودي الوحيد الذي انتهج أسلوب التقليل من شأن القضية الفلسطينية والتطاول على الفلسطينيين، وتعظيم كيان الاحتلال الإسرائيلي، فقد طالب الكاتب السعودي رواف السعين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لتخليص العالم من الفلسطينيين.

وزعم عبر مقطع فيديو بثه على قناته على اليوتيوب أن الفلسطينيين "ما لهم دولة وأن هذه الأرض حق الإسرائيليين"، ووصف الفلسطينيين بأنهم "بقايا شعوب، والإسرائيليين بأبناء العم".

هدم القيم

تلك الأصوات وغيرها أثارت غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي تويتر، ودفعتهم لإعادة بثها مرة أخرى وتوجيه انتقادات حادة لأصحابها، والتأسف على أن التطبيع مع إسرائيل يقوده لوبي صهيوني متمثل في الأنظمة الخليجية، وأصبح جاريا على قدم وساق وعلى جميع الأصعدة.

وأكدوا أن هؤلاء الإعلاميين ينطقون بأوامر من النظام السعودي بهدف شرعنة التطبيع مع إسرائيل وترسيخه رسميا وشعبيا والإسراع في التحالف مع الاحتلال لمواجهة حركات المقاومة، بعدما أوغل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في التطبيع والاعتراف بالكيان الإسرائيلي.

ولفتوا إلى أن الاعتراف السعودي بإسرائيل تم فعلا وينتظر الوقت اللازم للإعلان عنه، جازمين بأن مواقف دعاة التطبيع تتوافق مع مواقف الحكومة السعودية وتشير لتقارب سعودي إسرائيلي.

وأشار ناشطون إلى أن تلك الأبواق الناطقة باسم النظام والمحسوبة عليه تسعى أيضا لتأهيل الشعب لقبول الاعتراف بإسرائيل والدفع به نحو التطبيع الشامل، وسلخ الشعب السعودي من هويته وتغيير قناعاته وطمس قيمه وتكفيره بالقضايا التي يؤمن بها.

ونشر الإعلامي السعودي أحمد بن راشد بن سعيد، مقطع الفيديو الذي ظهر فيه "الغبين"، مذكرا بما قاله سابقا بأن "عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني لا بد أن تسبقها عملية هدم لمنظومة القيم والأخلاق التي تقف حائط صد أمامها".

وأضاف: "هذا ما يجري منذ زمن، وفي هذه الأيام تتسارع الخطى نحو قيعان التطبيع بشكل متسارع يخطف الأنظار، فيما يشبه الانتحار، حتى بدا وكأن القرار سيُتخذ غدا أو بعد غد".

فيما نشر جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون، المقطع الذي ظهر فيه الكاتب "السعين" مؤكدا أن السعودية مندفعة بسرعة الصاروخ على طريق التصهين وليس فقط التطبيع.

وأشار إلى أن هذا الكاتب "رواف السعين" ظهر في الوقت الذي يحصي محمد بن سلمان على الكتاب أنفاسهم ويغيب أحدهم وراء الشمس بتغريدة واحدة، لكي يشتم الفلسطينيين ويمجد في الصهاينة ويقول إن الأرض أرض إسرائيل وزعماءهم أبطال.

غضب واستياء

وهاجم ناشطون "الغبين" ووصفوه بالمستعرب والمتصهين، وغيرها من العبارات التي أظهرت غضبتهم من تصريحاته. 

أهداف "ابن سلمان"

وقال ناشطون: إن ما يقدمه ولي العهد السعودي من تقارب مع الاحتلال الإسرائيلي هو ثمن لوصوله إلى كرسي الحكم وتنفيذ مشاريعه السياسية والاقتصادية، مشيرين إلى ما يقدمه من تنازلات وأراض ومشاريع داخل المملكة تخدم إسرائيل بالدرجة الأولى.

وعلى رأسها مشروع مدينة نيوم الذي يتبناه "ابن سلمان" لبناء مدينة عابرة للحدود تربط بين آسيا وإفريقيا، ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية ويضم أراضي داخل الحدود المصرية والأردنية، وتحتاج إحدى مراحله إلى مصادقة إسرائيل من أجل تنفيذها، بحسب موقع  i24 الإسرائيلي.

وأشار كريم إلى تأكيد "الغبين" على ضرورة دخول اليهود إلى الخليج بدون تأشيرة دخول، معتبره دليلا على أن مشروع نيوم السعودية هو عبارة عن مستوطنة أو مدينة صهيونية داخل الخليج.

وأشار أبو علاء الزنكي إلى تقديم "ابن سلمان" قرابين من #الحويطات للتقرب لإسرائيل لدعم كرسي حكمه.

مخطط التطبيع

كما تداول ناشطون آخرون مقطع الكاتب السعودي رواف السعين، واعتبروه تخطيا لوقاحة النظام السعودي وممثليه.

وأكد ناصر الفضالة نائب سابق بالبرلمان البحريني، أن كل من يسلك طريق #التطبيع هو مرتكب لجريمة #خيانة_الأمة ودماء الشهداء أيا كان ‏المطبع الجبان سواء كان مسؤلا أو مغردا أو حتى مبررا لجرائم الاحتلال ومدلسا بشعارات ‏التسامح والتعايش مع قتلة أطفال #فلسطين. ‏

ورأت نورة الحربي أن هجوم المتصهينين على الفلسطينيين هو نتيجة تواطؤ الشعب مع خطة #السعودية لتصفية قضية #فلسطين.

وأشار ناشطون إلى أن خروج الكتاب بآرائهم للإعلام ولمواقع التواصل تأتي ضمن مخططات التطبيع، إذ قال ابن مانع: إن "السعين" ينضم بذلك  إلى مسلسل #أم_هارون و #مخرج_7 لتكملت مخطط التطبيع القذر .

أوامر مباشرة

وطالب ناشطون الحكومة السعودية بإعلان موقفهم من تصريحات الكتاب السعوديين، فيما أكد آخرون بأن هؤلاء ينفذون أوامر عليا لتمرير التطبيع.

وأكد الإعلامي جمال ريان أن هذا التوجه السعودي الجديد، من شروط إسرائيل للموافقة على التطبيع مع السعودية، وهذا الكاتب لا يتحدث أو يقدح من رأسه، بل بتوجيه مباشر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقال أحد المغردين: "السادة بالخارجية السعودية،  لا نعلم من هؤلاء ومن ورائهم نرجوا أن توضحوا موقفكم، وتبينوا لنا إن كان كلامه يوافق سياستكم أم لا".

وهاجم ناشطون "السعين" واتهموا بالخيانة، ووصفوه بالنطفة الخبيثة ووصموه بوكيل نتنياهو وصنفوه ضمن أعداء الأمة وغيرها من التوصيفات الأخرى التي تشير إلى عمالته لإسرائيل، متوقعين له نهاية مخزية.