ليس للاستثمار فقط.. لهذا تسعى السعودية إلى شراء نادي نيوكاسل الإنجليزي

12

طباعة

مشاركة

في عملية استحواذ يمكن أن تغير وجه كرة القدم الإنجليزية، يمكن أن يكون هناك "اتحاد" قريب بقيادة صندوق الاستثمار العام السعودي (PIF) المالك الجديد لنادي نيوكاسل بنسبة تصل إلى 80 بالمئة، مقابل مبلغ متواضع بقيمة 380 مليون دولار. 

أما نسبة الـ 20 بالمئة المتبقية من البيع، سيتم تقاسمها بالتساوي بين الأخوة سايمون وديفيد روبن، المليارديراان البريطانيان، ومجموعة بي سي بي كابيتال بارتنرز، المملوكة لسيدة الأعمال أماندا ستافيلي.

تحت هذه الكلمات تطرقت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية إلى أسباب سعي المملكة العربية السعودية لشراء النادي الإنجليزي الذي يلعب في الدوري الممتاز.

وقالت الصحيفة: إن أماندا ستافيلي، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بالشرق الأوسط، هي كلمة السر في الصفقة، حيث شاركت أيضا في استحواذ رجل الأعمال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة بالإمارات العربية المتحدة، منصور بن زايد آل نهيان على مانشستر سيتي عام 2008.

تنويع اقتصادي

وأضافت: "يبدو أن النهج السعودي هو الاستمرار في خطة التنويع الاقتصادي لرؤية 2030، بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المعروف في الغرب بـ (MBS)، حيث أنه أحد أهدافه هو تطوير استثمارات المملكة في مجال الرياضة".

ونوهت "لوريان لو جور" بأن السعودية أعلنت في فبراير/ شباط 2020، عن إنشاء ثلاث وزارات جديدة مخصصة للرياضة والسياحة والاستثمار.

ويشير رافائيل لو ماجوريك، المتخصص في الجغرافيا السياسية للرياضة بدول الخليج، في مقابلة مع الصحيفة، إلى أنه حتى الآن "استثمار الرياض وأبوظبي في الرياضة متشابهان. وتعمل السعودية في المقام الأول إلى الترويج لرياضة معينة من خلال إقامتها على أراضيها، وتطوير اقتصاد رياضي عبر جذب الانتباه".

وبالانتقال إلى نيوكاسل، يتابع الخبير في مختبر العالم العربي والبحر الأبيض المتوسط ​​(EMEM) بجامعة تور لفرنسية: "السعودية تسلك المسار الذي اتبعته سابقا قطر (التي تستحوذ على باريس سان جيرمان الفرنسي) وإمارة أبوظبي، من خلال الاستحواذ على ناد شهير في حالة تراجع، يملك علامة تجارية قوية".

وبحسب الصحيفة فإن هذه الصفقة أعادت إلى الواجهة الصراع بين الرياض والدوحة، حيث إن قطر استثمرت الكثير من الأموال في مجال الرياضة البريطانية ولها تأثير بشكل كبير هناك.

وفي 22 أبريل/نيسان، دعت المجموعة السمعية والبصرية القطرية "بي إن سبورت" إلى إجراء تحقيق من قبل الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يدير البطولة؛ لتحديد ما إذا كان السعوديون هم الأشخاص المناسبون "لقيادة نيوكاسل". 

وأفادت الشركة، التي تمتلك مجموعة كبيرة من حقوق بث الأحداث الرياضية، أن نظام قرصنة يسمى "بي كيو أوت" ينقل البث من المجموعة القطرية، منذ عام 2017 دون وجه حق، بالتزامن مع بدء الحصار الذي فرضته الرياض وحلفاؤها في يونيو/ تموز من العام نفسه على الدوحة، متهمة إياها بإقامة علاقات وثيقة مع إيران وتمويل "الإرهاب" وهو ما تنفيه الأخيرة بشدة. 

وفي رسالة موجهة لرؤساء وقادة أندية بطولة إنجلترا قال يوسف العبيدلي رئيس "بي إن سبورت": "يستند طلبي ببساطة على دور حكومة المملكة العربية السعودية في الماضي واستمرار سرقة المصالح التجارية على حساب ناديكم، والدوري الممتاز وشركاء البث التلفزيوني وكرة القدم بشكل عام".

تحسين صورة

إن استحواذ السعودية على النادي البريطاني، تواصل الصحيفة، سيجعله واحدا من أغنى الأندية في العالم، وسيبث حياة جديدة فيه بعد مروره بأوقات مالية ورياضية صعبة. 

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن "ديلي ميل" البريطانية قولها: "دفعت الرياض بالفعل وديعة غير قابلة للاسترداد بقيمة 17 مليون جنيه إسترليني إلى مالك نيوكاسل الحالي مايك آشلي، على الرغم من أن البيع لم يحصل بعد على موافقة الدوري الإنجليزي الممتاز". 

وتقول "لوريان لوجور": "إذا كان رهان الرياض ناجحا، فسيسمح هذا البيع لنيوكاسل بالارتقاء في السنوات القليلة المقبلة، مثل مانشستر سيتي".

وتوضح أنه "بالإضافة إلى رفعها لنفس مرتبة جيرانها الخليجيين الذين يسعون لزيادة الدبلوماسية الرياضية، ستكون العملية وسيلة لتحسين صورة الرياض على الصعيد الدولي بعد الضجة التي أثارها اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018".

ويؤكد رافائيل لو ماجوريك "برز الاستحواذ المحتمل لنادي مانشستر يونايتد من قبل السعودية في الصحافة الدولية بعد أسبوع من اختفاء جمال خاشقجي. هناك رغبة من جانب المملكة، كما في الإمارات وقطر، لإخفاء سلوك الشؤون الداخلية والإقليمية".

لكن إذا كانت الصفقة ستستعيد جزءا من مشجعي نيوكاسل، فإن المنظمات غير الحكومية تنتقد هذا الاستحواذ المحتمل، محذرة من انتهاكات حقوق الإنسان من قبل المملكة العربية السعودية وتأثير البيع على صورة البطولة الإنجليزية. 

وكتبت كيت ألين، المديرة البريطانية لمنظمة العفو الدولية في رسالة إلى رئيس الدوري الممتاز ريتشارد ماسترز "إلى أن يتم حل هذه القضايا (المتعلقة بحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية)، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز يتعرض لخداع من قبل أولئك الذين يريدون استخدام هيبته وبريقه للتستر على الأعمال غير الأخلاقية العميقة".

وردا على سؤال حول عملية الاستحواذ في فبراير/ شباط 2020، قال ماسترز: "لا توجد قواعد. هناك سلسلة من الاختبارات الموضوعية التي تتعلق بالجانب المالي، وهناك أيضا اختبارات بشأن الجرائم المرتكبة في الخارج حيث يمكن إجراء أنشطة يمكن اعتبارها إجرامية (في المملكة المتحدة)".

لكن رافائيل لو ماجوريك يؤكد أن "الدوري الممتاز الإنجليزي سيلتهب إذا تم منع السعودية من الانضمام إليه أو من الاستحواذ على ناد لأن هذا سيعني، على سبيل المثال، أن استحواذ أبوظبي على مانشستر سيتي موضع شك، وهذا يمكن أن يخيف المستثمرين الآخرين".

ومع ذلك، تخلص الصحيفة، إلى أن الصفقة المحتملة لشراء نيوكاسل تأتي في وقت مناسب للرياض، حيث يستحوذ وباء فيروس كورونا التاجي على الاهتمام الدولي، كما أنه أضعف تمويل أندية الدوري الممتاز حول العالم بسبب تعليق المباريات لمدة غير محددة لأسباب صحية.