كورونا يهدد ترامب في سباق الانتخابات.. هل يتمكن من النجاة؟
رأت صحيفة "لي زيكو" الفرنسية أن وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) أعاد خلط أوراق الحملة الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية مرة أخرى وأنه الوحيد القادر على الإطاحة بدونالد ترامب، بعدما حرمه من ورقته الرابحة.
وفي افتتاحية بقلم الكاتبة لوسي روبكان قالت الصحيفة: "وجد ساكن البيت الأبيض أخيرا عدوا ذا شأن، في وقت لا يوجد فيه ديمقراطي قادر على أن يقلقه بسباقه نحو إعادة انتخابه، خاصة مع وجود المرشحين جو (بايدن) النعسان و بيرني (ساندرز) المجنون، كما يصفهم ترامب".
وأوضحت أن نزعة ساندرز "الاشتراكية" تحبط معظم الأميركيين، أما جو بايدن، فيعاني من قلة الكاريزما، فصمته خلال الأيام الأخيرة يظهر عدم قدرته على التفكير في أسوأ أزمة عرفتها البلاد منذ عقد على الأقل.
وتابعت: "ربما يدرك بايدن أن الفيروس التاجي هو أفضل حليف له، وحتى إذا جاز التعبير، فهو المرشح الوحيد القادر على إسقاط ترامب في 3 نوفمبر/ تشرين ثاني ٢٠٢٠".
السجل الاقتصادي
وأشارت إلى أن استطلاعات الرأي تجاه الرئيس لم تتأثر حتى الآن بسبب الوباء- فما زالت شعبيته مستقرة بأعجوبة - لكن هناك فرصة كبيرة في أن يحرمه من ورقته الرابحة ألا وهي السجل الاقتصادي.
ووفقا لـ"روبكان"، يمكن لمعدل البطالة، الذي لم يكن منخفضا على الإطلاق منذ نصف قرن، أن يتضاعف خمس مرات في الأسابيع المقبلة، بسبب عدم امتصاص الصدمات الاجتماعية.
وأوضحت أن سوق الأسهم، التي ارتفعت من رقم قياسي إلى آخر، انهارت، ولم تعرف الدولة مثل هذا الانتشار المستدام على الإطلاق، وأصبحت تخشى واحدة من أسوأ فترات الركود في تاريخها.
وأكدت على أنه "لذلك قد يكون (كوفيد-19) الوحيد القادر على إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب خلال اقتراح الرئاسيات بسبب الخفة التي تعامل بها مع الأزمة الصحية إضافة إلى عدم قدرته على استباقه الأمور وتشكيكه بعلماء بلاده".
وتشير "روبكان" إلى أن هذه الجائحة أظهرت ضعف النماذج السياسية كلها بدءا من الصين التي أعاقت الرقابة الصارمة والسلطة المركزية فيها، كشف حقيقة فيروس كورونا المستجد.
النموذج الأميركي
وفيما تأخرت أوروبا باعتماد التدابير اللازمة بسبب حرصها على الحريات، أسهم النموذج الأميركي نتيجة ضعف نظامه الصحي، في تسارع أعداد المصابين.
وفي نفس الموضوع، قال مراسل صحيفة "لوموند" الفرنسية في نيويورك جيل باري: إنه "في مواجهة أزمة الفيروس التاجي، ضغط الرئيس الأميركي، محاولا فرض إيقاعه وأساليبه على عدو غير مرئي".
وأشار إلى أنه قبل بضعة أيام، أعرب ترامب عن رغبته في العودة إلى الحياة الطبيعية خلال عيد الفصح الموافق، 12 أبريل/نيسان 2020، وهو موعد نهائي قصير جدا في ظل موجة وباء فيروس كورونا التي تجتاح البلاد.
وأوضح أنه في رده على ذلك قال كبير أخصائي المناعة في الولايات المتحدة، الدكتور المخضرم أنتوني فوسي، شيئا واضحا ومرعبا: "عليك أن تكون واقعيا، وعليك أن تفهم أنك لا تملي الجدول الزمني، بل الفيروس هو الذي يفعل ذلك".
وأكد المراسل أنه في مواجهة كورونا انتهى الأمر بدونالد ترامب بارتداء ملابس "الرئيس في زمن الحرب" يوم 18 مارس/ آذار ٢٠٢٠ في وجه حرب العصابات التي شنها "العدو غير المرئي".
واستدك أنه "سرعان ما سئم من الموقف الشبيه بالحرب، وفي عجالة للاحتفال بالنصر، أراد أن يرى الضوء في نهاية النفق بعد أقل من أسبوع".
وأشار جيل باري إلى أن أنه عند مغادرة "المستشفى العائم" - يو إس إن إس كمفورت - التي تم إرسالها على وجه السرعة إلى نيويورك، أكد ترامب على الانتصار في "هذه الحرب" بسرعة، مع أقل عدد ممكن من الوفيات، ورغم أن الهدف جدير بالثناء لكنه لا يزال بعيد المنال.
عدم التناسق
وبحسب مراسل "لوموند"، فإن الواقع على الأرض هو تقدم الوباء وتعثر الرئيس، الذي تحدث عن عيد الفصح ثم صمت، وتذمر من احتياجات الدول لأجهزة التنفس، واعتبر أن مطالب نيويورك، مركز الأزمة الحالي، غير معقولة، وفي اليوم التالي ضغط على شركة تصنيع السيارات جنرال موتور، وتحويلها إلى منتج لهذه الأداة التي أصبحت إستراتيجية.
كما أنه اقترح فجأة إمكانية فرض الحجر الصحي على مركز العدوى العملاق، قبل أن يتراجع بعد بضع ساعات، دون أن ينجح في فرض القصة التي يأملها رجل يتسم بالكفاءة والتصميم.
وفي مواجهة العدو الذي لا يملك حسابا على موقع تويتر، إلى جانب نائب الرئيس، مايك بنس، الأكثر توازنا، يواصل جيل باري: "يتأرجح دونالد ترامب بين التناقض والتضارب، أو مهاجمة بشكل افتراضي المسؤولين الديمقراطيين، الذي تم استدعاؤهم يوم الجمعة كي يعبروا عن امتنانهم للدولة الفيدرالية المثالية بشكل واضح في المحنة".
محاميه الشخصي، رودي جولياني، ذهب إلى حد تقييم بعض النصائح للمحافظين ورؤساء البلديات على قناة فوكس نيوز، بشأن التعامل مع ترامب للحصول على مساعدة حاسمة لمكافحة الفيروسات التاجية قائلا: "عندما تلعب الجولف مع رئيسك، في بعض الأحيان من الأفضل عدم الفوز".
وأكد المراسل أن الأميركيين ينظرون إلى الرئيس الآن بحذر، مضيفا: "من المؤكد أن رد فعل التجمع حول ترامب في أوقات الأزمات يلعب لصالحه، وللمرة الأولى منذ وصوله إلى البيت الأبيض، تفوقت الأعمال الإيجابية لترامب قليلا على السلبية".
لكن أولئك الذين جرى استشارتهم، لديهم ثقة أكبر بكثير في أنطوني فوسي أو في حكام مثل حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، الذين اتخذوا تدابير حربية أفضل منه.