حائط صد أمام كورونا.. لهذا يتجاهل السيسي رفع بدل العدوى للأطباء

12

طباعة

مشاركة

أثار القرار الصادر من وزارة العدل المصرية، الأحد 15 مارس/آذار 2020، تأجيل كافة الدعاوى المنظورة أمام المحاكم بأنواعها لمدة أسبوعين، ضمن الإجراءات الاحترازية في التعامل مع تداعيات فيروس كورونا، غضب فئة عريضة من الأطباء.

واستنكر أطباء وناشطون عبر تغريداتهم على "تويتر"، ومشاركتهم في وسوم عدة، بينها "#كورونا" و"#كورونا_مصر"، ازدواجية النظام المصري في التعامل مع الأحداث، ومنح مزيد من الامتيازات للقضاة، في الوقت الذي يعاني فيه الأطباء من مشاكل لا حصر لها، دون النظر لمطالبهم.

وقال الناشطون: إن الدولة تخصص بدل علاج للقضاة مقدر بـ3000 جنيه مصري لكل قاض، في حين يصرف للطبيب بدل عدوى 19 جنيها فقط، مشيرين إلى تفاني الأطباء في عملهم، ووقوفهم كخط دفاع أول ضد كورونا، رغم أنهم الأكثر تعرضا لخطر العدوى من أي فئة أخرى.

وشددوا على أن الأطباء يحتاجون في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها البلاد، إلى محفز وقائي وتشجيعي لممارسة عملهم وما يقتضيه من مواجهة الوباء والمخاطر، مشيرين إلى أن مواقفهم في التعامل مع الأزمة حتى الآن مشرفة.

ويكافح الأطباء في مصر منذ سنوات لزيادة بدل العدوى، ففي مايو/ أيار 2019 تقدمت نقابة الأطباء بمشروع قانون لمجلس النواب لرفع قيمة بدل العدوى، كما تقدمت بمطالبات للسلطة التنفيذية، متمثلة فى رئيس مجلس الوزراء لرفع قيمة بدل العدوى، كما نظرت المحاكم عددا من القضايا التي تطالب بالأمر ذاته، لكن لم يتم تحقيق المطالب حتى الآن.

"لا منطق"

من جهته، أبدى الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة المصريون، اندهاشه قائلا: "لا أستوعب أن تمنح الدولة للقاضي ٣٠٠٠ جنيه بدل عدوى لتناوله أوراقا قد تكون غير آمنة صحيا، بينما تمنح الطبيب الذي يعمل في الجحيم الصحي نفسه ١٩ جنيها بدل عدوى"، مشددا أنه "لا المنطق يقبل ذلك، ولا العدل، ولا الأخلاق، ولا الآدمية!".

وكتب ناشطون تغريدات ساخرة، وطالبوا القضاة بالتصدي لكورونا بدلا من الأطباء، فقالت هنا حسبو: "ياريت سيادة القاضى أبو ٣٠٠٠ جنيه بدل عدوى، ينزل من بيتهم ويحبس لنا الكورونا أو يعدمها، علشان (لأن) الدكاترة بتوع (أصحاب) ١٩ جنيها بدل عدوى مش عارفين (لا يستطيعون) يعملوا حاجة".

وتهكم محمد قائلا: "إن شاء الله بعد الأزمة ما تعدي، الحكومة لازم تزود بدل العدوى للقضاة، مش هينفع كمية الضغط اللي شايلينه على كتفهم، بدل عدوى للأطباء 19 جنيها بدل عدوى للقضاة 3000".

نقل المغرد هلال مبروك عن خالد حمدي طبيب بمستشفى بلقاس المركزي قوله: "أنا باخد بدل عدوى 19 جنيها (دولارا واحدا تقريبا)، لما اتجوزت قالوا لي هات قسيمة الجواز عشان المرتب يزيد ولما زاد.. زاد 2 جنيه، ولما خلفت بنتي المرتب زاد 2 جنيه، بقالي عشر سنين شغال في الحكومة ومرتبي ما كملش 2600 جنيه، فليه أحط نفسي في خطر؟".

كما نقل خالد شهاب تغريدة ساخرة تقول: "يابني اسمه COVID19 يبقي أعراضه هي: C = cough كحة OVi = over temp حمى D = Dyspnea صعوبة تنفس = طيب وال 19؟ - لا دول ال 19 جنيه بدل عدوى للأطباء التمريض ماتخدش في بالك".

وازدرى ناشطون التفاوت المبالغ فيه في المبالغ المخصصة لبدل العدوى أو العلاج بين الأطباء والقضاة، معتبرين ذلك أكبر الأدلة على كم الظلم والفساد المستشرى في مصر في ظل حكم السيسي.

وقال عبد الحفيظ: "فى بلد العجايب لا يتعدى مرتب الطبيب ٢٠٠٠ جنيه ويواجه الأوبئة ببدل عدوى ٣ جنيه والقضاة الذين تبدأ مرتباتهم بـأكثر من ١٣ ألف جنيه يتحصلون على بدل عدوى إضافي ٣٠٠٠ جنيه.. لا تتعجب فهذه بلاد الظلم والفساد".

واستهزأ هرم قائلا: "تقريبا الدولة بتقبض على الأطباء والممرضين المعترضين على ١٩ جنيه بدل عدوى في الشهر".

إشادة وثناء

ولم يجد ناشطون في أيديهم شيئا يقدموه للأطباء إلا كتابة تغريدات تمدحهم وتثني على ‏موقفهم وتأديتهم لعملهم بإنسانية، دون إذلال للمرضى ومن عليهم.

وأشاد عوكل بالأطباء قائلا: "شكرا لكل أطباء وطبيبات مصر بجد. بياخدوا بدل عدوى زهيد مش زى القضاه ومعايروش الشعب إنهم شالوا أرواحهم على إيديهم وأنهم حماة الوطن زى مدعي الوطنية وبائعي الأرض والجمبري اللي مرتباتهم بتوصل لـ١٢٠ ألف جنيه بدون عمل أساسا، ومش عاوزين يروحوا يحاربوا إثيوبيا عشان ميوسخوش هدومهم".

وكتب صاحب حساب "ذئب النيل": "يعني مسمعناش حد من السادة الأطباء المحترمين اللي بيخوضوا فعلا حرب حقيقية مع وباء كورونا وبيعرضوا نفسهم وأسرهم للعدوى وخطر الموت الفعلي بيقولوا للناس احنا بناخد بدل عدوى ١٩ جنيه لا مش شغالين.. وابقوا خلي أمك تنزل تواجه الوباء".

ووجه ناشطون التحية لأطباء مصر، معددين مواقفهم وحرصهم على تقديم الخدمات الطبية للمرضى رغم حساسية الحدث الذي تمر به البلاد.

وقال سامر: "أبو ١٩ جنيه بدل عدوى هو اللي مش هيسيب مكانه، أبو ١٩ جنيه بدل عدوى هو اللي مش هيأخد إجازة، أبو ١٩ جنيه بدل عدوى هو اللي هيشيل البلد الفترة الجاية، أبو ١٩ جنيه بدل عدوى مش هيتأخر عن عيان و لا مصاب حتي لو معندوش إمكانيات".

ودون وليد زين: "البلد مرعوبة والدكتور أبو ١٩ جنيه بدل عدوى منتظرك عرفتوا إن فالوقت الحرج ده الدكتور ميفرقش عن اللي بيحمي حدودك وبيأمنك ف بيتك؟ وبعدين إيه أنا ملاحظ أنكم حاليا متابعين الدكاترة ونسيتوا حمو بيكا ومجدي شطة وباقي الشلة ليه كده، فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه واصبر لجهلك إن جفوت معلما".

وسخر أحمد صبري قائلا: "الظاهر إن الأطباء هياخدوا أجرتهم كلها بوستات على السوشيال ميديا لا بدل عدوى هيزيد ولا المعاملة هتتحسن. كلها كام شهر و نرجع للضرب والشتيمة فى المستشفيات وحلقات الإعلامين حول جرائم الأطباء.. خش يا ابني سجل المهرجان عاوزين نعمل قرشين".

استنكار التطبيل

وأعرب ناشطون عن غضبهم من قرارات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، وتطبيل الإعلام المصري لها، إذ قال محمد عبد السلام: "وأنت بتطبّل للسيسي على لحم بطنك على شوية قرارت خايبة ومتأخرة ما تنساش أنه زود معاشات العسكريين 11 مرة من يوم ما حكم - في حين بدل عدوى الطبيب اللي واقف وسط المرض والوباء 19 جنيه بس".

وتساءل صاحب حساب "العجمي": "هو إيه موضوع إن الدولة بتتصرف صح اللي الناس ماشية تقولها دي؟"، مضيفا: "بدل عدوى الطبيب لسة ١٩ جنيه وزيرة الهم بعتت ١٠ طن كمامات وجوانتيات الصين وخلقت أزمة سوق سودة مش قادرين يوفروا بديل للكحول وكمان غلوه في الأماكن الحكومية، الشغل الحكومي لسة شغال ومحدش فاهم حاجة من القرارات دي".

فئات المجتمع

وطالب ناشطون أبرز فئات المجتمع التي تتكسب أموال مبالغ فيها بإظهار أدوار مجتمعية تتناسب مع خطورة الحدث الذي تمر به البلاد. وسخر علام قائلا: "عايز الممثلين ولاعيبة الكورة اللي ملهمش لازمة وبياخدوا ملايين يطلعوا يكتشفوا علاج بقي؟!".

وقالت فيروز: "الدكتور اللي هو الجيش الأبيض حاليا اللي مش هياخد إجازة وشايل البلد وهو أكتر واحد معرض للعدوى دلوقت بياخد 19جنيه بدل عدوى، في الوقت أن فيه واحد قاعد في البيت بياخد 200 جنيه، حرفيا احنا دولة متخلفة وعمرها ما قدرت العلم وعشان كده مش هنتقدم، حسبي الله ونعم الوكيل..".

وأكدت دكتورة عبير أن الأطباء والتمريض أصحاب بدل العدوى 19 جنيه، هم الجندي الحقيقي الآن هم الأطباء والتمريض، مشددة أن "العلم هو أساس التقدم". وأضافت: البلد اللي لازم يمسكها واحد عسكرى (أحمد موسى) ياترى فين اللي واخد فلوسها هو ومراته وعياله ومطبلاتيه عملتوا إيه لحد الآن تخبط فى كل القرارات فقط".