على مدار التاريخ.. تعرف على أقوى 5 أساطيل بحرية في العالم

12

طباعة

مشاركة

شهدت القرون الثلاثة الأخيرة من تاريخ البشرية عددا لا يحصى من الأساطيل الحربية العظمى، تتنافس فيما بينها لتوفير الأمن لبلدانها وتوسيع نفوذها البحري.

تتسم القوى البحرية في كل فترة من تاريخ البشرية بسمة القوة النسبية، فالبحرية اليونانية التي يحكي عنها هيرودوت مثلا لا يمكن أن تقارن بقوة البحرية الأمريكية اليوم.

بيد أن كلا القوتين قدمتا مساهمة كبيرة في أمن بلدانهم. كل واحدة كانت الأقوى قوة في وقتها، وشكلت العالم من حولها انتهاء بالشكل الذي نعرفه اليوم.

ويستعرض هذا المقال أقوى ٥ أساطيل بحرية في كل الأزمنة وعلى مدار التاريخ كالتالي:

5. البحرية اليونانية.. معركة سلاميز والغزو الفارسي الثاني (480 قبل الميلاد)

لم تكن البحرية اليونانية في وقت الغزو الفارسي الثاني القوة الأكبر وقتها. ومع ذلك، استطاعت أن تتغلب على البحرية الفارسية، وبانتصارها حافظت على الحضارة الغربية.

كقوة برية، كونت الإمبراطورية الفارسية بحريتها من الدول الساحلية التي سيطرت عليها. تضمنت هذه القوة متعددة الجنسيات الفينيقيين والمصريين والقبارصة والبحارة من مختلف أنحاء اليونان وآسيا الصغرى.

وبلغ عدد الأساطيل الفارسية 1207 سفن لكنها خسرت قرابة 250 قبل معركة سلاميز بسبب العواصف والمناوشات في معركة أرطمسيون.

عمل اليونانيون بقيادة أثينا وسبارتا على تجميع قوة من 381 سفينة. وعلى الرغم من أن أسطول البحرية الفارسية في سالاميز كان يقدر بضعف أسطول اليونان، إلا أن الأخير نجح في إلحاق خسائر كبيرة بالفارسيين وأرغمهم على الانسحاب.

حقق النصر البحري اليوناني في سلاميز نتيجتين رئيسيتين: حماية الجيوش اليونانية حيث منعت خشايار (الإمبراطور الفارسي) من الوصول للبلاد. ثانيا، كانت الخسائر الفارسية كبيرة بما فيه الكفاية بحيث أمر خشايار بسحب القوات البحرية، وجرى إيقاف الغزو.

4. الأسطول الصيني.. 1433 قبل الميلاد

كانت البحرية الصينية في القرن الخامس عشر قبل الميلاد قوة بحرية لا نظير لها. وبقيادة الأدميرال تشنغ خه، نفذت سبع رحلات في المحيط الهندي وما حوله لتؤكد على أنها أعظم قوة شهدها العالم على الإطلاق.

كان لسلالة مينغ الحاكمة تطلعات خارجية تهدف لتأمين طرق تجارية من أجل استيراد البضائع والكماليات والمواد الخام إلى الصين. ربما كانت التكنولوجيا البحرية الصينية هي الأكثر تطورا في العالم، حيث سبقت تكنولوجيا بناء السفن الشراعية في أوروبا بألف سنة.

كان أسطول الرحلة الأولى ضخما يتكون من 317 سفينة. ستون منها كانت تسمى "سفن الكنوز" التي يزيد طولها عن 400 قدم وعرضها 160 قدما مع تسعة صواري و١٢ شراعا.

وفي المجمل، شنت مينغ الصين سبع بعثات. كان نطاق رحلات الأسطول يشمل جنوب شرق آسيا والهند والقرن الإفريقي والخليج الفارسي. أدى الصراع الداخلي في نهاية المطاف إلى نهاية أسرة مينغ وبعثاتها، ولم تتمكن بكين مرة أخرى من تأمين هذا الأسطول القوي.

3. البحرية الملكية.. ١٨١٥-١٩١٨م

تركت نهاية الحروب النابليونية في أوروبا البحرية الملكية أكبر وأقوى قوة بحرية في العالم في دولة مكونة من مجموعة جزر.

كانت البحرية الملكية ضرورية في تأمين الممرات البحرية لمستعمرات المملكة المتحدة في الخارج، وخاصة تلك الموجودة في أمريكا الشمالية والهند وإفريقيا.

تتوافق هذه الفترة مع ما يسمى "باكس بريتانيكا"، وهي فترة من السلام النسبي في العالم. كان متوسط ​​حجم البحرية الملكية خلال القرن التاسع عشر 52.000 سفينة فقط، ومع ذلك فقد لعبت دورا كبيرا في "الحرب الكبيرة". 

حافظت القوات البحرية الملكية على قوتها النسبية من خلال ما يسمى بـ "معيار الطاقة"، والذي يقتضي أن تكون البحرية البريطانية محافظة على هامش تفوق يعادل أكبر قوتين بحريتين مشتركتين. مثل هذا التفوق الساحق ردع القوى الأخرى عن تحدي لندن، وزعزعة توازن القوى بشكل عام.

بخلاف حرب القرم، التي شهدت التدمير السريع لأسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية، قاتلت البحرية الملكية في عدد قليل من المعارك السطحية. واستغرقت قواتها في سلسلة من المعارك الصغيرة داخل الإمبراطورية البريطانية وفي ضواحيها، ضد القراصنة في شمال إفريقيا وبحر الصين الجنوبي.

2. البحرية الإمبراطورية اليابانية.. 1941م

كانت البحرية الإمبراطورية اليابانية في بداية الحرب العالمية الثانية أقوى قوة بحرية في المحيط الهادئ وفي العالم.

ووقتها، كانت اليابان مثل المملكة المتحدة، دولة تتكون من عدة جزر أجبرت على استيراد النفط والمواد الخام من الخارج. وأثارت مشكلة عدم الحصانة لدى اليابان أهمية بناء بحرية كبيرة للحفاظ على ممراتها وتأمين هذه الموارد لنفسها إذا لزم الأمر.

شهدت بداية الحرب دخول اليابان مع عشر حاملات طائرات، و1500 من أفضل الطيارين في العالم. كما كان لديها 12 سفينة حربية، خاصة من فئة نيجاتو Nagato القوية، والعديد من الطرادات الحديثة والمدمرات والغواصات. كما كان لديها أفضل مقاتلة في العالم Zero-sen وقاذفات الطوربيد الممتازة، وقاذفات بحرية وغيرها.

كان الأسطول الياباني مسلحا ومدربا بشكل رائع، كما يشهد بذلك انتصاراته في مالايا، وبيرل هاربر وجزر سليمان.

ولكن سلسلة من القرارات السيئة التي اتخذتها القيادة البحرية - تضافرت بسبب عدم القدرة على تعويض خسائر المعركة في الوقت المناسب - حددت مصيرها. ومهما يكن، فقد كان من السهل اعتبار البحرية الإمبراطورية اليابانية لعام 1941 واحدة من أقوى القوات البحرية في كل العصور. 

5. البحرية الأمريكية.. 1945م

خرجت البحرية الأمريكية عام 1945 منتصرة من حرب المحيطين، حيث خاضت حملتين لهما غايتان مختلفتان لكل منهما.

في المحيط الهادئ، كان لا بد من عكس المكاسب اليابانية من الفلبين إلى جزر سليمان، بينما كانت البحرية في المحيط الأطلسي مسؤولة عن تخفيف تهديد القوارب السريعة وشن غزوات في شمال إفريقيا وإيطاليا وفرنسا.

بعد حادثة ميناء بيرل هاربر، ارتفعت صناعة بناء السفن الأمريكية لتعوض الخسائر وتهيئ الاستعداد للحرب.

تمكنت البحرية الأمريكية من النمو بنجاح من 790 سفينة في ديسمبر/كانون الأول 1941م، إلى 6768 سفينة بحلول أغسطس/آب 1945م. وقد انتقلت البحرية من 17 سفينة حربية إلى ٢٣، ومن 7 ناقلات أسطول إلى ٢٨، ومن 171 مدمرة إلى ٣٧٧، ومن 112 إلى ٢٣٢.

رافقت السفن الحاملة للطائرات 2547 مركبا برمائيا حربيا. كما كان لدى البحرية الأمريكية فرق من القوات الأرضية وستة فرق من مشاة البحرية وخمسة أجنحة جوية تابعة لقوات مشاة البحرية قاتلت من جزيرة جوادالكانال إلى جزيرو أوكيناوا اليابانية.

تشير الإحصاءات إلى أن البحرية الأمريكية لم تخسر معركة بعد عام 1942. فقد نجحت بإرجاع البحرية اليابانية الإمبراطورية المتضائلة باستمرار إلى أبعد منطقة شرقا، حتى استسلام اليابان في أغسطس/آب 1945. ومنذ ذلك الوقت، والبحرية الأمريكية هي الأقوى في العالم.