سؤال وجواب.. كل ما تحتاج معرفته عن فيروس كورونا المستجد

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا، سلطت فيه الضوء على فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، جمعت فيه المعلومات الأساسية كافة التي يحتاجها الفرد عن هذا الوباء القاتل، وطرق الوقاية، مقارنة في الوقت ذاته بين كورونا وأمراض شبيهة انتشرت سابقا.

وقال التقرير: إن "ما بدأ بعدد قليل من الأمراض الغامضة في مدينة شاسعة بوسط الصين قد تنقل الآن حول العالم، حيث قفز من الحيوانات إلى البشر ومن الغموض إلى العناوين الدولية".

وأضاف أنه "تم اكتشاف فيروس كورونا المستجد لأول مرة في اليوم الأخير من عام 2019، وقد أصاب عشرات الآلاف من الأشخاص - داخل حدود الصين وخارجها - وقتل أكثر من 2500 شخص، وتسبب في فرض حجر صحي غير مسبوق، واضطراب في البورصة".

وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير تؤكد أن معظم حالات الإصابة بفيروس كورونا خفيفة، لكن مسؤولي الصحة يقولون: "إن انتشار الفيروس في الولايات المتحدة أمر لا مفر منه، بينما تستعد البلاد ونظام الرعاية الصحية الخاص بها، لا يزال الكثير غير معروف بشأن الفيروس الذي يسبب مرضا يسمى الآن "كوفيد-19".

تحدثت "واشنطن بوست" في تقريرها مع عشرات الأطباء والمسؤولين والخبراء للإجابة على أكبر عدد ممكن من الأسئلة حول أحدث حالة طوارئ صحية عالمية. إليك آخر ما توصلت إليه الصحيفة عن الفيروس.

ما هو فيروس "كورونا"؟

أوضح التقرير أن فيروس كورونا، هو سلالة جديدة في عائلة من الفيروسات رأيناها جميعا من قبل - وفي شكل ما، كانت لدينا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الفيروسات التاجية هي عائلة كبيرة من الفيروسات تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأكثر خطورة.

وأضاف أن هذه الأمراض يمكن أن تصيب كلا من البشر والحيوانات، إذ ترتبط السلالة التي بدأت بالانتشار في ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي الصينية، بفيروسين تاجيين آخرين تسببا في حدوث فاشيات (أوبئة) كبيرة في السنوات الأخيرة: متلازمة التنفس الحاد الوخيمة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).

ولفتت الصحيفة إلى أن "أعراض الإصابة بفيروس كورونا تتراوح في شدتها من مشاكل في الجهاز التنفسي إلى حالات الالتهاب الرئوي وفشل كلوي وتراكم السوائل في الرئتين".

ما خطورة الفيروس؟

قال مسؤولو الصحة العامة: إن فيروس كورونا الجديد أقل فتكا من "سارس"، الذي تسبب في وفاة حوالي 10 في المئة من الأشخاص الذين أصيبوا خلال الأوئبة التي بدأت في عام، ولكن يبقى السؤال الملح: ما مدى خطورته؟

وذكر تقرير "واشنطن بوست" أنه اعتبارا من 7 فبراير/ شباط 2020، كان حوالي 2 بالمئة من الحالات المبلغ عنها قاتلة، لكن العديد من الخبراء يقولون: إن معدل الوفيات قد يكون أقل، ذلك لأنه في وقت مبكر من تفشي المرض، قد لا يتم الإبلاغ عن أمراض خفيفة، إذا كان الأشخاص المصابون بمرض شديد - والذين هم أكثر عرضة للموت - يطلبون الرعاية، فسيظهر الفيروس أكثر فتكا مما هو عليه بالفعل، بسبب كل الأشخاص غير المصابين بعدد أكبر من الأعراض.

وفي وقت مبكر من اندلاع المرض، قدّر أحد الخبراء أنه رغم الإبلاغ عن ألفي حالة، فمن المحتمل أن يكون 100 ألف منها مريضا بالفعل.

هل ينتشر بسهولة؟

التقرير أشار إلى أن انتشار فيروس كورونا الجديد  ينتشر بسهولة أكبر من "سارس"، ويسبب أعراضا تشبه أعراض نزلات البرد، على حد قول الخبراء.

وأردف: يمثل الفيروس الذي يمكن أن ينتشر بسهولة - وقد يكون واسع الانتشار بالفعل - تحديا هائلا للصحة العامة. تبين أن تقرير الحالة الذي أظهر أن المرض قد ينتشر قبل ظهور الأعراض غير صحيح، على الرغم من أن مسؤولا أمريكيا رفيعا قال: إنه لا يزال يعتقد أنه يمكن أن ينتشر بدون أعراض، بناء على مناقشات مع خبراء صينيين.

ونقل التقرير عن مارك ليبتشيتش، عالم الأوبئة في جامعة "هارفارد تي. إتش"، قوله: "في مرض السارس بدا أن الناس كانوا مرضى تماما قبل بدء انتقالهم، ولهذا السبب، في رأيي، تم السيطرة على السارس في نهاية المطاف، يمكنك حقا عزل الأشخاص المرضى بشكل ملحوظ".

مَن الأكثر عرضة للإصابة به؟

على غرار أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، فإن كبار السن والذين يعانون من أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم معرضون لخطر متزايد، تشير الدراسات المبكرة أيضا إلى أن الرجال معرضون لخطر أكبر، بحسب الصحيفة.

واستدركت "واشنطن بوست"، بالقول: لكن، كما هو الحال مع الأمراض الأخرى، يمكن أن يكون هناك تباين فردي هائل في كيفية استجابة الناس، سيكون هناك أشخاص لديهم عوامل خطر معروفة يتعافون، إضافة إلى أشخاص يعانون من حالات خطيرة لأسباب لا نفهمها.

ونقلت عن أليسون ماكجير، عالم الأوبئة للأمراض المعدية بجامعة "تورنتو" قوله: "قد يكون الأمر محددا للغاية بشأن الطريقة التي يتفاعل بها نظام المناعة لديك مع أحد مسببات الأمراض، قد يكون الأمر أيضا حول ماهية تعرضك بالضبط".

أين انتشر؟

ينتشر فيروس كورونا في 75 دولة حول العالم، متجاوزا الـ91 ألف مصاب، أما الوفيات فقد وصلت لأكثر من 3 آلاف شخص، منهم 2.943 في دولة الصين لوحدها منبع الوباء القاتل.

هل يمكن الاستعداد لمواجهته؟

وبحسب التقرير، فإن الفيروس قد يكون جديدا، لكنك لا تحتاج حقا إلى شراء أي شيء جديد أو خاص تستعد له، حيث قال خبراء الأوبئة: إن الجانب الأكثر أهمية في الاستعداد لا يكلف شيئا على الإطلاق وهو الهدوء.

ونقلت "واشنطن بوست" عن تيموثي بروير، أستاذ علم الأوبئة والطب بجامعة "كاليفورنيا" في لوس أنجلوس، قوله: "لا داعي للذعر، ليس هناك أي قيمة في الذعر أو شعور الناس بالخوف، لا تدع الخوف والعاطفة يقودان الاستجابة لهذا الفيروس".

وأوضح: هناك بعض الاحتياطات الأساسية التي يمكنك اتباعها، وهي نفس الإجراءات التي يجب عليك القيام بها يوميا لتجنب الأمراض التنفسية الأخرى، تتضمن تلك الإرشادات: اغسل يديك بانتظام. غطّ أنفك وفمك عند العطس. وعندما تكون مريضا، ابق في المنزل ولا تذهب إلى العمل أو المدرسة، واشرب الكثير من السوائل.

ويوصي "مركز السيطرة على الأمراض" بالغسل بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل بعد استخدام الحمام، وقبل الأكل وبعد النفخ أو العطس. كما تنصح بعدم لمس عينيك وأنفك وفمك وتنظيف الأشياء والأسطح التي تلمسها كثيرا.

ارتداء "الكمامة"؟

وبخصوص وجوب ارتداء "الكمامة" من عدمها، أفاد بأنه: إذا لم تكن مريضا بالفعل ولم تكن عامل رعاية صحية، فالجواب المختصر هو لا، ومن المؤكد أنك لست بحاجة إلى شراء كل صندوق تمتلكه الصيدلية. بحسب بروير، فإن "الهدف الرئيسي من القناع هو منع أي شخص مصاب بالفيروس من نشره في محيط الآخرين".

وكتب "مركز السيطرة على الأمراض" توصية على موقعه الإلكتروني يقول فيها: "لا يوصي المركز الأشخاص الذين يرتدون قناع الوجه بحماية أنفسهم من أمراض الجهاز التنفسي".

وبحسب التقرير، فإن الأقنعة الجراحية المنتشرة تمنع القطرات الخارجة من شخص مريض من الوصول إلى الهواء، لكنها ليست ضيقة بما فيه الكفاية لمنع ما هو موجود بالفعل في الهواء من الدخول.

وأوضح أن هناك أقنعة متخصصة - تعرف باسم أقنعة N"95" لأنها تقوم بتصفية 95 بالمئة من الجزيئات المحمولة بالهواء - والتي تكون أكثر فعالية، ولكن هناك مشكلة هي: الأقنعة صعبة الاستخدام دون تدريب، يجب أن تكون مجهزة، كما يجب اختبارها للعمل بشكل صحيح.

هل هناك حالات شفاء من الفيروس؟

وبخصوص الحديث عن شفاء المصابين بالفيروس، نقل التقرير عن بروس ريبنر، الأستاذ في كلية الطب بجامعة "إيموري" قوله: هناك نوعان من "الشفاء" في سياق الأمراض المعدية.

وقال: إنه "يتم علاجه سريريا"، عندما يبدأ شخص ما في الشعور بالتحسن وتتوقف الأعراض مثل الحمى والسعال عن الظهور، ثم هناك "مرض ممرض"، عندما يحدد الأطباء أن الفيروس لم يعد موجودا في الجسم وبالتالي لا يمكن للمريض نقل المرض.

وأكد أنه لا يوجد حتى الآن مضاد للفيروسات لعلاج فيروس كورونا الجديد. لكن تود إلرين، مدير الأمراض المعدية في "ساوث شور هيلث" في ماساتشوستس، قال: إنه كما هو الحال مع الأنفلونزا، "يتم شفاء معظم المرضى من هذا من تلقاء أنفسهم" فقط من خلال نظام المناعة لديهم الذين يقاومون الفيروس، ولكن بالنسبة للمرضى المعرضين للخطر، فإن الإصابة بعدوى الفيروس التاجي الجديدة قد تكون أكثر حدة.

متى ينتهي؟

واستطرد تقرير الصحيفة: يمكن أن يتبع هذا الفيروس التاجي نمطا موسميا، يصل إلى ذروته في أشهر الشتاء، يمكن أن يصيب الكثير من الناس الآن وبعد ذلك تبدأ في الانحسار في نصف الكرة الأرضية الشمالي قبل أن يعود في الخريف، ويمكن أن يترسخ في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.

ونقل عن ماكجير، قوله: "يمكن لهذا الفيروس أن يفعل أي شيء يريده. فكيفية انتشار هذا النمط غير معروفة تماما، لكنه ضروري لما سيكون عليه العبء علينا جميعا يمكن أن يكون مثل فيروس كورونا آخر، مجموعة من نزلات البرد، وقد يكون مثل موسم الأنفلونزا العادية، ومن الممكن أن يكون الأمر مختلفا وأسوأ".

مصطلحات هامة

فيروس كورونا: يشير هذا المصطلح إلى عائلة مكونة من سبعة فيروسات معروفة يمكن أن تصيب الأشخاص، تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى "متلازمة التنفس الحاد الوخيم" (السارس) و"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" الأكثر دموية. يأتي الاسم من شكل الفيروس، والذي يبدو تحت المجهر وكأنه نقطة محاطة برؤوس تشبه التاج.

"كوفيد-19": يستخدم أحيانا بالتبادل مع فيروس كورونا والاسم الرسمي "السارس-2"، يشير "كوفيد-19" إلى المرض الذي يسببه الفيروس، لذا فإن "السارس- 2" يسبب الإصابة بـ"كوفيد-19"، مثلما يسبب فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز.

حيواني المنشأ: ينتقل فيروس كورونا الجديد من الحيوانات إلى البشر، مما يجعله حيواني المنشأ، جاء مرض "سارس" من قطط الزباد، وجاءت الإصابة بفيروس كورونا من الجمال، لكن لم يعرف بعد الحيوان الذي تسبب في انتشار فيروس كورونا المستجد، المشتبه به الرئيسي حتى الآن هو حيوان "البنغولين".

الانتقال الجمعي: يحدث هذا عندما ينتشر مرض ما بين أشخاص في منطقة معينة لم ينتقلوا إلى مكان متأثر وليس لهم صلة وثيقة بالحالات المؤكدة الأخرى، حتى الآن، تم استيراد جميع الحالات تقريبا في الولايات المتحدة من الأمريكيين المصابين بالخارج أو من الزوج أو الاتصال الوثيق بالفيروس، لكن المسؤولين الأمريكيين حددوا حالة واحدة على الأقل في كاليفورنيا تسمى أول مثيل معروف لانتقال المجتمع.

انتقال العدوى: ناقلات الفيروس بدون أعراض هم أشخاص لا تظهر عليهم أي علامات للإصابة بالمرض ولكنهم مصابون بالفيروس ويمكنهم نشره على الآخرين، من غير الواضح مدى انتشار الإصابات غير الشائعة مع فيروس كورونا الجديد.

التفشي: زيادة مفاجئة في عدد حالات المرض في مكان ووقت معين.

الوباء"Epidemic": تفشي كبير ينتشر بين السكان أو في المنطقة.

الوباء "Pandemic": وباء أصبح متفشيا في العديد من البلدان والقارات في وقت واحد. حتى الآن، توقفت منظمة الصحة العالمية عن إعلان أن الأزمة الحالية وباء، لكن العديد من الخبراء يعتقدون أن الانتشار الجغرافي للفيروس قد وصل بالفعل إلى هذا المستوى أو سيكون طويلا.

العزل: يُعتبر إبقاء المرضى بعيدا عن أولئك الذين لا يُشار إليهم بالعزلة، فقد اتخذت المستشفيات تدابير صارمة لعزل مرضى الفيروس التاجي باستخدام أجنحة العزل، وأجهزة التنفس الصناعي التي تمنع الهواء من الدوران على نطاق واسع ومعدات واقية ثقيلة للعاملين الصحيين.

الحجر الصحي: يُعرف بتقييد حركة الأشخاص الذين يبدو أنهم في صحة جيدة، ولكن قد يكونون تعرضوا للفيروس باسم الحجر الصحي، فالأمريكيون الذين تم إجلاؤهم من ووهان والسفن السياحية، على سبيل المثال، ظلوا في الحجر الصحي الصارم على قواعد عسكرية لمدة 14 يوما، وهو ما يعتقد الخبراء أنها فترة حضانة الفيروس.