الشاذلي.. مهندس حرب أكتوبر الذي نكل به السادات ومبارك وكرمه مرسي
في وقت كان الجميع ينظر إلى الجيش المصري بنظرة مشوهة بعد النكسة التي مني بها في حرب 1967، برز اسم الفريق سعد الدين الشاذلي الذي أعاد الثقة إلى الجنود والضباط واستطاع بعد توليه قيادة أركان الجيش المصري في عام 1971 التخطيط لمعركة العبور والنصر في حرب أكتوبر 1973.
وبسبب خلافات في تنفيذ خطة الحرب بين الشاذلي ووزير الدفاع المصري آنذاك أحمد إسماعيل والرئيس محمد أنور السادات، جرى تنحية الشاذلي من الجيش في 13 ديسمبر/كانون الأول 1973، ليبدأ بعد ذلك ظهور الخلافات على الملأ بين الشاذلي والسادات بعد التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد.
ورغم تنكر ما أطلق عليه "عسكر كامب ديفيد" للفريق الشاذلي، فإن ثورة يناير كانت جزءا من تكريم الرجل الذي رحل في 10 فبراير/شباط 2011، قبل يوم واحد من عزل حسني مبارك، ليصلي عليه مئات الآلاف في ميدان التحرير في نفس اليوم الذي أعلن فيه انتصار الثورة.
لقب الشاذلي بالعديد من الألقاب أبرزها "رومل العرب" نسبة للقائد العسكري الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية إرفين رومل، و"دايان مصر" نسبة لموشيه ديان وزير الجيش الإسرائيلي في الفترة بين 1967 و1973، بالإضافة إلى لقبه الشهير "مهندس حرب أكتوبر".
محطات عسكرية
- 1939 - 1940: الفترة التي قضاها الشاذلي بالكلية الحربية حتى تخرج منها برتبة ملازم.
- 1942: شارك في الحرب العالمية الثانية وكان عمره حينها 20 عاما برتبة ملازم، حيث داهم الألمان مركزه في الصحراء الغربية بالقرب من مرسي مطروح وأمرته الحكومة المصرية بالإخلاء الفوري حيث تمكن من إخلاء جميع الأفراد والمعدات بمهارة عالية وبدأ الحديث عن شجاعته.
- 1943: انتدب الشاذلي للخدمة في الحرس الملكي.
- 1948: شهد هذا العام مشاركته في حرب فلسطين.
- 1954 - 1959: أسس الشاذلي أول فرقة مظلات في مصر وجرى اختياره قائدا لها وخلال هذه الفترة شهد العدوان الثلاثي على مصر.
- 1960 - 1961: جرى اختياره قائدا للكتيبة المصرية لحفظ السلام بالكونغو ضمن قوات الأمم المتحدة. وكانت هذه الكتيبة أول قوات عربية تشارك في حفظ السلام بالكونغو والتي شهدت أول خلاف بينه وبين العميد أحمد إسماعيل الذي تم اختياره فيما بعد وزيرا للدفاع خلال فترة الإعداد وحرب أكتوبر.
- 1961 - 1963: جرى تعيينه ملحقا حربيا بالسفارة المصرية في العاصمة البريطانية لندن.
- 1965 - 1966: شارك في حرب اليمن كقائد للواء الأول مشاة.
- 1967 - 1969: اختير قائدا للقوات الخاصة "المظلات والصاعقة".
- 1970 - 1971: اختاره السادات قائدا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية لصد الهجمات الإسرائيلية التي كانت تتم في هذه المنطقة وحقق فيها نجاحا كبيرا.
- 1971 - 1973: عينه السادات قائدا لأركان القوات المسلحة ووضع خلال هذه الفترة خطة حرب أكتوبر/تشرين الأول.
- 1971 - 1973: خلال المدة التي شغل فيها منصب رئيس أركان الجيش تقلد الشاذلي منصب أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية.
- 1974 - 1975: بعد إنهاء خدماته بالجيش أقنعه السادات بالعمل ملحقا عسكريا في السفارة المصرية في لندن بحجة إنجاز صفقات سلاح من ألمانيا ليتبين له بعد ذلك كذب السادات.
- 1975 - 1978: نُقل إلى العاصمة البرتغالية وذلك للعمل كسفير لمصر، قبل توقيع السادات لاتفاقية كامب ديفيد التي عارضها الشاذلي من لشبونة وأعلن رفضه لها واستقالته من منصبه.
- 1978 - 1992: بعد استقالته قرر اللجوء السياسي إلى الجزائر وعاش فيها حتى عاد إلى مصر في عام 1992.
- 1992 - 1993: فور عودته من الجزائر اعتقلته السلطات المصرية من المطار وتم سجنه لمدة عام ونصف قضاها داخل السجن الحربي بعد إدانته عام 1983 بنشر كتاب بدون إذن وإفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه حينها بالسجن 3 سنوات.
- 1993 - 2011: تم الإفراج عنه ضمن قائمة العفو العام بعد قضائه نصف محكوميته وعاد لقريته بمحافظة الغربية وعمل خلالها كخبير عسكري وإستراتيجي لبعض القنوات العربية والأجنبية.
نكسة 1967
تعرض الجيش العربي في عام 1967 لنكسة كبيرة بعد هجوم قوي من الجيش الإسرائيلي واحتلال أجزاء كبيرة من مصر وسوريا وفلسطين، حيث خسرت مصر فيه هذه الحرب كامل شبه جزيرة سيناء، وتم تدمير نحو 80% من العتاد الحربي للجيوش الثلاثة.
خلال هذه الحرب ورغم الخسائر الكبيرة، أظهر الفريق الشاذلي تفوقه وتميزه وقدرته على القيادة والسيطرة والمناورة بقواته عندما كان يقود مجموعة متقطعة من الوحدات والتشكيلات المختلفة (كتيبة مشاة وكتيبة دبابات وكتيبتان من الصاعقة) في مهمة لحراسة وسط سيناء.
ففي الأيام الأولى من الحرب استطاع الجيش الإسرائيلي تدمير سلاح الجو المصري واجتياح سيناء واتخذت القيادة العامة المصرية حينها قرارا بالانسحاب العشوائي دون دعم جوي ما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وانقطعت الاتصالات بين القيادة العامة والقوات الموجودة في سيناء.
وكان على الشاذلي أن يفكر في طريقة لإعادة قواته المتمركزة في وسط سيناء حيث اتخذ قرارا جريئا بالعبور شرقا وتخطي الحدود الدولية في اليوم الأول من الحرب فيما كانت جميع القوات المصرية تتجه غربا للضفة الغربية لقناة السويس.
استطاع الشاذلي التمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوالي خمسة كم شرقا داخل صحراء النقب واتخذ موقعا بين جبلين لحماية قواته من الطيران الإسرائيلي إلى أن تمكن من تحقيق اتصال بالقاهرة التي طالبته بالانسحاب الفوري.
استجاب الشاذلي للأوامر وأجرى مناورة عسكرية رائعة حيث نفذ عملية الانسحاب ليلا قبل غروب يوم 8 يونيو/حزيران في ظل ظروف غاية في الصعوبة وظل مسيطرا بكفاءة عالية على وحداته، على خلاف ما حدث مع باقي الوحدات الأخرى.
وقطع الرجل بمهارة عالية أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشاطئ الغربي لقناة السويس بمسافة تصل إلى 200 كم في عملية انسحاب عالية الدقة من دون وجود غطاء جوي في أراض كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة العدو تماما.
نجح الشاذلي في العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصري بخسائر تتراوح بين 10 - 20 % فقط، وكان بذلك آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء قبل أن تتم عملية نسف الجسور المقامة بين ضفتي القناة، ليكتسب الشاذلي شهرة وسمعة كبيرة في صفوف الجيش ليتم تعيينه قائدا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات وهي المرة الأولى والأخيرة التي يتم فيها الجمع بين القوات الثلاث تحت قيادة واحدة.
كما كان له دور كبير في وقف اختراقات إسرائيل لمنطقة البحر الأحمر وتأمينها خلال حرب الاستنزاف، حيث اختاره الرئيس جمال عبدالناصر قائدا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية في عام 1970 للقيام بهذه المهمة.
خطة أكتوبر
بعد النكسة التي تعرض لها الجيش العربي في عام 1967، ظل الحديث يدور عن عدم قدرة هذه الجيوش على الدخول في حرب أخرى مع إسرائيل في ظل عدم التكافؤ في القوة والعتاد.
في هذه الفترة وبعد تعيينه في مايو/أيار 1971 رئيسا لأركان القوات المسلحة كان الخلاف بين الشاذلي والفريق أول محمد صادق وزير الدفاع حينها يزداد حول خطة العمليات لتحرير شبه جزيرة سيناء.
ويرى صادق أن هناك فرقا كبيرا في العتاد بين القوات المصرية والإسرائيلية ويرفض القيام بأي هجمات ضد العدو الإسرائيلي لحين التفوق على العدو في المعدات والكفاءة القتالية.
لكن الشاذلي بدأ في وضع خطة هجومية لاسترداد نحو 12 كم في عمق سيناء بناء على إمكانيات الجيش المصري في هذا التوقيت إلا أن صادق عارض الخطة بحجة أنها لا تحقق أي هدف سياسي أو عسكري.
وبعد نقاشات مطولة بين رئيس الأركان ووزير الدفاع توصل الشاذلي إلى حل وسط وهو إعداد خطتين الأولى تهدف إلى احتلال المضائق أطلق عليها اسم العملية 41 والثانية تهدف إلى الاستيلاء على خط بارليف وأطلق عليها اسم عملية بدر، ولكن الفريق صادق لم يقتنع معللا ذلك بأن مصر لا تتحمل هزيمة أخرى.
ومع استمرار الخلاف واقتناع الرئيس السادات بخطة الشاذلي قرر الأخير إقالة وزير الدفاع وتعيين المشير أحمد إسماعيل وزيرا للحربية.
كان القرار بمثابة مفاجأة سيئة بالنسبة للشاذلي حيث تذكر الخلافات القديمة والعلاقة المتوترة مع إسماعيل حينما كانا في الكونغو وفكر جديا في الاستقالة.
لكن منعه سببان رئيسيان: أولهما أن استقالته ستفسر على أنها تضامن مع الفريق أول محمد صادق بعد إقالته، وثانيهما أن البعض قد يفسر استقالته بأنه لا يريد دخول الحرب في حين أن الحقيقة هي عكس ذلك، وبعد الحديث مع السادات أكد له الرئيس أن العلاقة بينهما ستكون طيبة.
استمر الشاذلي في الإعداد للحرب ووضع خطته الشهيرة المعروفة باسم "المآذن العالية" عملية بدر والتي استندت على فلسفة أن إسرائيل لديها نقطتي ضعف هما عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية الكبيرة وعدم قدرتها على التعبئة للحرب لمدة طويلة حيث كانت تعتمد في السابق على الحروب الخاطفة.
حققت خطة الشاذلي نجاحا كبيرا في الحرب واستطاعت القوات المصرية عبور أصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والطيران، وتم سحق ثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة إسرائيلي كانت تدافع عن القناة، وانتهت أسطورة خط بارليف.
خلاف حاد
في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 تدخل السادات بقرار سياسي ليس له أي علاقة بالوضع على الأرض وطلب من وزير الدفاع تطوير الهجوم شرقا نحو المضائق لتخفيف الضغط عن الجبهة السورية في الجولان رغم تحذيرات القادة العسكريين وخاصة الفريق الشاذلي.
وقال الشاذلي وقتها في مذكراته: "لقد كان هذا القرار أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطة إلى سلسلة أخرى من الأخطاء التي كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها".
وبسبب هذا الخطأ تكبدت القوات المصرية خسائر كبيرة بعد أن اصطدمت بكمائن للدبابات وبإسناد جوي إسرائيلي مباشر، في الوقت الذي كانت تتحرك فيه القوات المصرية خارج نطاق حماية الصواريخ، وفشلت خطة التطوير كما توقعها الشاذلي.
وبتقدير الكثير من المتابعين للشأن العسكري كان ذلك أسوأ قرار إستراتيجي اتخذته القيادة السياسية، مما أضر كثيرا في سير العمليات فيما بعد وأثر على نتائج الحرب، وجعل ظهر الجيش المصري غرب القناة مكشوفا لأية عملية التفاف، وهو ما حدث بالفعل.
حاول الشاذلي معالجة الآثار السلبية للقرار وقدم اقتراحا تم التدريب عليه من قبل إلا أن اقتراحه قوبل بالرفض من وزير الدفاع وتحول الوضع ميدانيا لصالح الجانب الإسرائيلي الذي بدأ في تنفيذ خطته المعروفة باسم "الغزالة للعبور غرب القناة" بعد اكتشاف ثغرة الدفرسوار.
كما اقترح الشاذلي في 17 أكتوبر/تشرين أول تنفيذ مناورة وهجوم على القوات الإسرائيلية بهدف إغلاق الطريق إلى الثغرة والقضاء عليها نهائيا، لكن هذه الخطة أيضا قابلها المشير أحمد إسماعيل والرئيس السادات بالرفض بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الانسحاب للغرب منذ نكسة 1967.
وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير لتصل الأمور بين الطرفين إلى نهايتها، حيث أقصى السادات الشاذلي لفترة مؤقتة خلال الحرب وعين محمد عبدالغني الجمسي بدلا منه رئيسا للأركان ليقوم بالتعامل مع الثغرة.
نظرة الغرب
نشرت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 1973 تقريرا قارنت فيه بين الشاذلي وأحد القادة الإسرائيليين ونقلت الصحيفة عن العديد من الخبراء العسكريين الغربيين وصفهم للشاذلي بأنه "الشخصية الأكثر أهمية في القوات المسلحة المصرية".
وقال الخبراء العسكريون الغربيون: إن الإستراتيجية المصرية التي استخدمت في حرب أكتوبر/تشرين أول تسمى بخطة الشاذلي على الرغم من أنه لا يعتقد أنها من صنع أي رجل بمفرده.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قالت إنه وزير الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت قوله: "إذا لم يكن (الشاذلي) قد اختفى بشكل متعمد، وإذا كان الجيش المصري لديه ميل للدعاية، وهو ما لا يفعله، فسيكون (الشاذلي) موشي ديان مصر".
وتابعت الصحيفة، نقلا عن أصدقاء الشاذلي، أنه شخص صارم وشديد الطابع وأنه رجل تأديب لا يتزعزع، ويتحدث عنه المواطن المصري العادي أكثر من أي ضابط آخر.
وأضافت: "في بلد تعد فيه المحسوبية تقليدا قديما، يقول الجنرال شاذلي إنه غير تقليدي، لأنه يرفض مزايا أفراد عائلته".
كما ذكرت الصحيفة قصته البطولية كقائد كوماندوز مصري تمكن من إخراج رجاله من شبه جزيرة سيناء بعد وقف إطلاق النار في حرب 1967، وتجنب أسر الإسرائيليين.
وقالت: إن الشاذلي استخدم الأسرى الإسرائيليين الذين أسرتهم وحدة قواته الخاصة كجواز سفر إلى الحرية.
كامب ديفيد
بعد إنهاء خدمته كرئيس لأركان القوات المسلحة في نهاية 1973، وجد السادات في بداية الأمر صعوبة في إقناع الشاذلي بقبول تعيينه سفيرا لمصر في لندن.
واستطاع السادات في النهاية إقناعه بالسفر إلى لندن من أجل إتمام صفقات أسلحة سرية مع ألمانيا لكن الشاذلي اكتشف بعد ذلك عدم وجود أي صفقات أسلحة مع الجانب الألماني، واستمر في منصبه حتى عام 1975 إلى أن تم نقله سفيرا لمصر في العاصمة البرتغالية لشبونة التي كانت شاهدة على موقف الشاذلي من اتفاقية كامب ديفيد.
كان الشاذلي من أشد الرافضين للاتفاقية وبعد توقيع السادات عليها عارض الشاذلي اتفاقية كامب ديفيد علانية وقدم استقالته من منصبه كسفير في لشبونة وعقد مؤتمرا صحفيا عالميا أعلن فيه ذلك، ليقرر السادات نفيه خارج مصر واختار الشاذلي البقاء في الجزائر ليعيش فيها 14 عاما تمكن خلالها من كتابة مذكراته الشخصية.
وفي نهاية 1978 أصدر السادات مذكراته التي اتهم فيها الشاذلي بالتخاذل وحمله مسؤولية التسبب بثغرة الدفرسوار ووصفه بأنه عاد منهارا من الجبهة في 19 أكتوبر/تشرين الأول وأنه أوصى بسحب جميع القوات في الشرق، ولم يصمت الشاذلي أمام تلك الاتهامات وقرر نشر مذكرات حرب أكتوبر والتي وصفت بأنها أدق الكتب التي تحدثت عن تلك الحرب.
كما اتهم السادات في مذكراته بالتنازل عن نصر أكتوبر والموافقة على سحب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى، واختتم مذكراته ببلاغ للنائب العام يطلب فيه محاكمة الرئيس السادات بتهمة الإهمال الجسيم.
وفاة وتكريم
بدأ التنكيل بالفريق سعد الدين الشاذلي مبكرا عندما قام السادات بتكريم قادة الجيش الذين كان لهم الدور الأبرز في إحراز النصر على العدو الإسرائيلي وتجاهل الشاذلي من دعوته أو تكريمه، بالإضافة إلى الاتهامات المرسلة التي ساقها السادات في مذكراته ضد الشاذلي.
وكما ذاق المرارة في عهد السادات فلم يسلم منها في عصر مبارك حيث صدر ضده حكم بالسجن 3 سنوات بعد إصداره مذكرات أكتوبر وفور عودته إلى مصر في عام 1992 تم اعتقاله من المطار وإيداعه بالسجن الحربي.
لم يكتف مبارك بذلك حيث عمل على تزييف الصورة الشهيرة التي التقطت داخل غرفة إدارة عمليات المعركة في حرب أكتوبر/تشرين الأول ووضع مبارك صورته بدلا من صورة الشاذلي، ونسب لنفسه الانتصار عبر الترويج لمقولة إن الطلعات الجوية هي التي كانت السبب في هذا النصر.
وقالت شهدان ابنة الشاذلي في حوار لها مع صحيفة المصري اليوم: إن مبارك تعامل مع أبيها على أنه خصم ثقيل الوزن وأنه كان يريد أن يزيحه من طريقه وأن يتخلص من أي خصم أو منافس محتمل.
وبعد صراع طويل مع المرض، توفي الشاذلي في 10 فبراير/شباط 2011 وصلى عليه مئات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير وشيعه عشرات الآلاف في جنازة مهيبة لم تكن لتحدث لولا ثورة يناير التي كتب نهاية حكم مبارك في نفس اليوم الذي شيع فيه الشاذلي إلى مثواه الأخير.
على الرغم من التجاهل والتنكيل الذي قوبل به الشاذلي في عهد كل من السادات ومبارك وهم من كانوا رفقاءه في الجيش والحرب، فإن أول تكريم رسمي لصاحب خطة النصر جاء بعد وفاته وبعد وصول الرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر حيث كرمه لدوره في حرب 6 أكتوبر.
واستقبل الرئيس الراحل محمد مرسي أرملته بحضور وزير الدفاع آنذاك قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي وسلم مرسي أسرته قلادة النيل.
المصادر
- حرب 1973 في رواية سعد الدين الشاذلي
- سعد الدين الشاذلي: بارقة الضوء الوحيدة في هزيمة حزيران
- وفاة رئيس الاركان المصري في حرب اكتوبر سعد الدين الشاذلي
- سعد الدين الشاذلي.. قائد الجيش الذي رحل قبل يوم من تنحي مبارك
- ابنة الفريق سعد الشاذلي: مبارك زوّر التاريخ ووضع صورته مكان والدي فى «غرفة عمليات أكتوبر»
- صفحة سعد الدين الشاذلي على موقع ويكيبيديا
- مرسي يكرّم السادات والشاذلي رئيس أركان حرب أكتوبر
- النكسة.. إسرائيل تهزم العرب في ستة أيام
- A Stern Egyptian Disciplinarian vs. Israel's ‘Bulldog’ General