تسريب التشكيلة.. هل تبصر النور حكومة لبنان بعد تجاهل التكنوقراط؟

12

طباعة

مشاركة

بالرغم من أن الأزمات التي تشهدها لبنان تفرض الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أنها لم تبصر النور حتى الآن، وسط حالة من الغضب دفعت اللبنانيين للنزول إلى الشوارع والتأكيد أن كل المرشحين لتولي المناصب الحكومية المسرب أسماؤهم لا يمثلون الشعب.

وأكد الناشطون عبر حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل، ومشاركتهم في هاشتاج #لبنان_الجديد، أن الأسماء المعلنة حتى الآن لا تحاكي الحراك الشعبي ومطالبه، داعين النواب للاستقالة والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة تمثل الشعب حق تمثيل، وتنتج سلطة جديدة تمثل إرادته.

واستنكر رواد مواقع التواصل، استمرار تشكيل الحكومة بمبدأ المحاصصة على الوزارات، متسائلين عن نصيب أحزاب "المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" و"الكتائب اللبنانية" في الحكومة المقبلة، فضلا عن تغيب صوت الشارع اللبناني المطالب بحكومة تكنوقراط.

رفض المحاصصة

وتساءل الباحث والكاتب السياسي ريمون شاكر: "إذا كان الثنائي الشيعي ينتظر اللحظة الأخيرة ليُعلن أسماء وزرائه.. وباسيل وفرنجية وأرسلان وحردان سيسمّون وزراءهم.. فأين هي حكومة التكنوقراط المستقلة يا حضرة الرئيس المُكلّف؟"، مستطردا: "إنها حكومة المحاصصة المعتادة والفاشلة".

واستنكر ناشطون تبني المحاصصة في التشكيل الحكومي وسط أزمات اجتماعية تشهدها البلاد من ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة والجريمة، وقالت المغردة ميرنا دلول: "عاد كل فريق ليتحصن وراء شروطه.. وعاد نظام المحاصصة ليتحكم بمصير البلاد.. ولا حكومة قريبا.. لا أحد ينظر حوله.. الناس تلفظ أنفاسها الأخيرة.. والفقر والقهر يسيطران على الوضع العام.. هل نحن حقا ذلك الشعب المحب للحياة والعنيد في سبيلها؟".

وحذرت ماريا رحال قائلة: "يؤلفون حكومة بالواقع هم يتصارعون على المناصب في لقاءات يتخللها تكسير كراسي ونباح ومواء وزئير وعويل...فيما الشعب واقفا (..) على أبواب المصارف والمستشفيات و قريبا على أبواب الأفران و محطات الوقود".

منظمة إرهابية

وأشار ناشطون عبر الهاشتاج إلى أن "حزب الله هو أحد المعطلين لحل الأزمة التي تمر بها البلاد، نظرا لأن استمرار الأوضاع داخل البلاد بلا حكومة يجعل أمين عام الحزب حسن نصر الله، وأنصاره على رأس الدولة، مطالبين الدول العربية بوضع الحزب على قائمة الإرهاب، إذ أعرب الناشط أيمن خالد عن أمله في أن "تعلن الدول العربية حزب الله وملحقاته ومن يدور في فلكه منظمة إرهابية".

ورأت الصحفية نانسي الفاخوري أن السلطة توزع حقائب وزارية حسب الطائفة والتمثيلات الحزبية، ساخرة من أن الحقيبة الوحيدة اللي ما بتتمثّل بطائفة وحزب هي "حقيبة السفر" ومن نصيب الشعب.


 

انتخابات مبكرة

ورأى ناشطون في الانتخابات المبكرة التي تنتج أغلبية تحكم ومعارضة تعارض حلا للأزمة الراهنة في لبنان، إذ تساءل ربيع ريفي: "هل نعتبر شعبا مظلوما في لبنان أو أننا نستحق ما يحصل لنا ونحن من أوصلهم ليحكمونا بهذة اللا مبالاة؟"، مؤكدا أن "انتخابات مبكرة هي الحل وإذا تم انتخاب نفس الوجوه عندها نستحق كل ما يحصل لنا من ذل ومهانة".

ودعا ناشطون لإعادة السلطة لمصدرها الأصلي المتمثل في الشعب، وقالت باتريك ريشا: "لبنان الجديد ببلش مع إعادة السلطات للمصدر اللي هو الشعب عبر انتخابات نيابية مبكرة بترجع بتتكون بعدها السلطة السياسية من النواب للحكومة لرئيس الجمهورية، بيتشرع قوانين إصلاحية وبيسهر عتطبيقا وزراء كفوئين تحت إشراف قضاء نزيه وغير مسيس".

وأكد المستشار الإعلامي وسام بريدي أن أي حكومة من دون التفاف شعبي حولها لن تتمكن من حل هذه الأزمة، كفى إضاعة للوقت، أي حكومة سيكون لديها إجراءات الأصعب بتاريخ لبنان، متسائلا: "كيف رح تنفذها إذا الناس مش داعمينا، مين رح يقبل يضحي مع حكومة رافضها؟".

واستطرد: "اصحوا يا جماعة الخير بكفي مكابرة واستهزاء بالناس".

أزمات لبنان

وكتب الناشطون تغريدات عدة تشير إلى تدهور أوضاع البلاد الاقتصادية والحقوقية، إذ قال إبراهيم الرشني: "بكفي ٤٥ سنة من حروب، فساد، انهيار اقتصادي، والعجز عن تقديم أبسط حقوق الإنسان".

ولفت ناشطون إلى فساد المنظومة الحكومية برمتها، معلنين رفضهم إعادة الأوجه القديمة أو تدوير الوجوه، وقالت زينا: "لولا الهدر والنهب وتواطؤ المصارف مع المنظومة الفاسدة الحاكمة، اقلّه في موضوع الكهربا الذي يشكل نصف الدين العام والتعيينات العشوائية في كل القطاعات لوُجد المال لتغطية دين الدولة للمستشفيات والبنزين وباقي الخدمات".

وأكدت أم أحمد في تغريدتها أن "لبنان الجديد مارح يكون في لبنان جديد، إلا ما تتغير كل هل البوطة يلي حاكمتنا غير هيك غسلو إيديكن من كلشي جديد".

حرب أهلية

وحذر ناشطون من أن لبنان قادم على أيام مشابهة لفترة الحرب الأهلية التي شهدتها قبل 45 عاما واستمرت 15 عاما وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ120 ألف شخص، إذ تأسف المغرد ذو الفقار قائلا: "للأسف لبنان قادم على أيام شبيهة بالعالم 1975 والعام 1982 والوضع سيتأزم أمنيا وعسكريا ومعيشيا وماليا وحياتيا بشكل خطير جدا ورهيب حمى الله لبنان".

وفي إشارة إلى كم اليأس الذي وصل إليه الشعب اللبناني وبالرغم من ذلك مازال متمسكا بالأمل، قال المغرد داني: إن "المواطن اللبناني يشتهي الهجرة أو الموت لأننا ولدنا في بلد لا يقدر فيها قيمة الإنسان"، لافتا إلى أن "مسؤولين يعارضون مسؤولين من نفس المحور أو من غير محور فقط لأن همهم تقاسم السرقة. دولة لا تستطيع حماية مواطنيها من الجوع والبطالة والجهل والعدو. واستطرد: "مع ذلك لن نتخلى عن الأمل".