#ساحة_التحرير.. ناشطون ينقلون الأوضاع بالعراق رغم قطع الإنترنت

12

طباعة

مشاركة

لليوم الرابع على التوالي، يواصل العراقيون انتفاضهم ضد الفساد في بلد الموارد والثروات من خلال هاشتاج جديد بعنوان #ساحة_التحرير.

وأطلق ناشطون الهاشتاج لمواصلة الدعوة إلى الاحتجاج في وسط العاصمة بغداد، ونقلوا من خلاله الوضع في العراق بالصوت والصورة ليصل إلى أكبر عدد من الناس.

كما عبروا عن غضبهم من حملة القمع الواسعة التي واجهت بها قوات الأمن المحتجين مما أدى إلى وقوع عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وفي 1 أكتوبر/كانون الأول، بدأت موجة احتجاجات عنيفة للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، لكن كثيرا من المحتجين يطالبون الآن بإسقاط الحكومة بعد وقوع عشرات القتلى ومئات المصابين.

ويحتج العراقيون منذ سنوات طويلة على سوء الخدمات العامة الأساسية من قبيل الكهرباء والصحة والماء، فضلا عن البطالة والفساد. ويعد العراق واحدا من بين أكثر دول العالم فسادا، بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية.

ورغم حجب مواقع التواصل الاجتماعي وقطع شبكة الإنترنت في بعض المناطق من العراق ضمن إجراءات أمنية اتخذتها الحكومة لمواجهة التظاهرات الغاضبة، إلا أن صوت الشارع وصل ليتصدر المشهد حول العالم.

مشاهد مؤلمة 

ومع الأنباء الواردة عن استمرار المظاهرات، نشر ناشطون مقاطع مصورة لعدد من الشباب الذي أصيبوا في المواجهات مع قوات الأمن.

ونشرت رغد صدام حسين مقطعا مصورا لاستهداف أحد الشباب بشكل مباشر في فخذه بالرصاص، وعلقت عليه: "نعتذر لقساوة المنظر ولكن كي نضع المتابعين بالصورة".

كما نشر فراس السراي مقطعا مصورا في الليل يظهر آثار الدماء على الأرض في ساحة التحرير وسط بغداد.

وعلق عمر الجنابي على فيديو لإصابة أحد الشباب المتظاهر قائلا: "هل يتناسب هذا المشهد مع خطاب رئيس الوزراء؟ عدد الشهداء ارتفع إلى ٣٥ شهيدا واليوم مدينة الأعظمية ودّعت صباحا شهيدا".

أمّا رغد فتحي فقارنت بين بقية شعوب العالم والشعب العراقي المنتفض، حيث قالت: "بينما شخص آخر في بلد آخر يزرع أرضه وردا، هناك من يموت رميا بالرصاص في رحلة البحث عن وطن".

ونشر ليث الزاملي صورة لجنازة أحد الشباب الذين سقطوا برصاص قوات الأمن العراقية، ولم يتمكن ذووه من تشييعه بسبب حظر التجول الذي فرضته السلطات.

لا شرعية 

وإن كانت مطالب المتظاهرين التي رفعت في اليوم الأول للتحركات كانت مطالبة بالإصلاح والحرب على الفساد، إلا أن القمع الكبير الذي تعرضت له التظاهرات، جعل الشعارات تتحول للمطالبة بالإطاحة بالنظام الحاكم.

وكتب الصحفي والإعلامي العراقي منصور غانم على حسابه في تويتر: "لا توجد خيارات أمام الطغاة سوى الاعتذار والتنحي لأن كلمة الله والمتظاهرين هي العليا".

أمّا حسين اليزيدي فغرد مؤكدا على استمرار الحراك الشعبي رغم القمع وسقوط الضحايا "لا تراجع عن الثورة، ولا تفاوض على دماء الشهداء".

وشدد عبد الرحمن أن "العراق بلد تحكمه عصابات، الشعب قرر استعادته".

وذكرت مصادر طبية عراقية أن عدد قتلى الاحتجاجات في العراق خلال الأيام الماضية ارتفع اليوم الجمعة، إلى 44، فيما يحاول المحتجون كسر حظر التجول. واتهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي جهات لم يسمها بإخراج المظاهرات عن سلميتها.

وكان رئيس الوزراء العراقي قال: -في كلمة بثها التلفزيون- إن التذمر من الأداء السياسي العام مفهوم ومبرر، والحكومة لا تستطيع تحقيق أحلام المواطنين في سنة واحدة.

وأضاف: أن الحكومة تتابع وستستجيب لكل مطالب المتظاهرين المشروعة، لكن لا توجد حلول سحرية للمشكلات.

واعتبر عبد المهدي: أن الإجراءات الأمنية بما فيها حظر التجول دواء مر للحفاظ على أرواح المتظاهرين، واتهم البعض بأنه نجح في إخراج المظاهرات من مسارها السلمي، مشيرا إلى أن بعض الشعارات المرفوعة كشفت عن محاولات لركوب المظاهرات وتضييعها، وفق تعبيره.