صحيفة تركية: علاقات أنقرة وواشنطن تزداد قوة.. ما الأسباب؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ميلييت" التركية، مقالا للكاتب شوركو أنداج، سلط فيه الضوء على العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل التوتر السياسي الحالي بين الطرفين.

وقال أنداج في مقاله، إن علاقات واشنطن مع أنقرة "تزيد قوة" وذلك على الرغم من التوتر السياسي بين الطرفين جراء قضايا خلافية تتعلق بصفقة الصواريخ الروسية والمواقف المتباينة في المسألة الروسية وقضايا أخرى.

وأكد الكاتب، أن كل هذه القضايا الخلافية التي تتداولها وسائل الإعلام، لم تمنع من عقد لقاء يعد الأضخم منذ سنين بين مسؤول تركي رفيع المستوى ونظرائه في العاصمة واشنطن، مشددا على أن  واشنطن شهدت خلال الأيام الماضية حراكا كبيرا بين الطرفين التركي والأمريكي، وشهدت العاصمة سلسلة لقاءات بين ثلاثة وزراء أتراك والرئيس الأمريكي في البيت الأبيض.

ولفت إلى أن الاجتماعات التي عقدها مجلس الاستثمار التركي الأمريكي عملت على تحقيق مكاسب كبيرة باسم "السياسة" و "عالم الأعمال" والتي يتواصل الحديث عنها حين يقعد مؤتمر مشابه له في أنقرة.

وينظمُّ مجلس الأعمال التركي الأمريكي (تايك)  "TAİK" مؤتمرا سنويا للاستثمار في مدينة نيويورك، يجمع فيه قادة الرأي الأتراك وكبار المسؤولين الحكوميين، والمسؤولين التنفيذيين في الشركات، مع المستثمرين من المؤسسات المهتمة بفهمٍ أفضل للمشهد الاستثماري في تركيا بالتعاون مع أمريكا.

"دور مصيري"

وكان السفير التركي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، سردار قليج، قد قال، إن أنقرة وواشنطن بحاجة لبعضهما البعض بالقدر نفسه، محذرا من تداعيات التلويح الأمريكي بفرض عقوبات على تركيا.

جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر السنوي التركي الأمريكي الـ37، في واشنطن، بتنظيم من جانب كل من مجلس الأعمال التركي الأمريكي "تايك"، والمجلس التركي- الأمريكي "ATC" (أي تي سي).

وشدد قليج على أن العلاقات التركية الأمريكية تتمتع بتقاليد قوية وراسخة منذ أكثر من 60 عاما، مشيرا إلى أن "هناك من يقول إن تركيا بحاجة للولايات المتحدة، هذا صحيح، لكنني أؤكد لكم أن الولايات المتحدة أيضا بحاجة لتركيا بالقدر نفسه".

وشدد على أن لتركيا "دور مصيري" في جميع خطط الولايات المتحدة المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن "الكل يستخدم مصطلحات من قبيل الشراكة الإستراتيجية، والتحالف الإستراتيجي، بينما أنا أوصّف العلاقات بين البلدين بالصداقة الإستراتيجية، وهذا ليس بالأمر السهل، ويتوجب علينا الحفاظ عليها".

وأشار الكاتب، إلى أن تركيا شاركت في المؤتمر مع وفد من رجال الأعمال على نطاق واسع مع ثلاثة وزراء من الحكومة، برعاية المؤتمر السنوي التركي الأمريكي الـ37، في واشنطن، بتنظيم من جانب كل من مجلس الأعمال التركي الأمريكي "TAİK"، والمجلس التركي- الأمريكي "ATC"،  حيث عقدت مفاوضات بمشاركة الجانبين في نطاق الاجتماعات المشتركة السنوية.

وتبادل رؤساء المجالس المشاركة في المؤتمر وجهات النظر في اجتماع عقد ضمن الفعاليات في فندق ترامب الدولي.

وأكد المجتمعون، بحسب الكاتب، أنهم سيعملون على نقل التبادل التجاري بين البلدين إلى 75 مليار دولار، حيث ستعمل الأطراف المختلفة على إنضاج ما يلزم لتحقيق ذلك، وسيتم تقديم الأفكار والأطروحات إلى كل من الرئيسين ترامب وأردوغان في يونيو/حزيران المقبل.

ولفت الكاتب إلى أن إلغاء المؤتمر مرتين قبل ذلك كان سببا في زيادة التوتر بين واشنطن وأنقرة، موضحا أن الإلغاء جاء بسبب عدم رغبة الطرفين الأمريكي والتركي المشاركة في هذه المؤتمرات.

رغبة بتجاوز الأزمات

التصريحات التي استقاها الكاتب من المشاركين في المؤتمر، تؤكد أن عقد المؤتمر هذه المرة يعني رغبة من الجانبين في العمل على تجاوز الأزمات المتصاعدة بين أنقرة وواشنطن، مؤكدا أن الاهتمام بعقد هذا المؤتمر كان عاليا، وان علاقات أنقرة في واشنطن تزداد قوة. وخلال ال15 عامًا الماضية كان الاهتمام التركي الأمريكي متبادلا.

وأضاف نقلا عن تصريحات مسؤولين شاركت في المؤتمر، ومنها ما قاله مجلس الأعمال التركي الأمريكي محمد علي يالجانيداغ، إن الرغبة تؤكدها مشاركة 700 شخصية وازنة من أنقرة، إضافة إلى ثلاثة وزراء أتراك، مضيفا أنه ونتيجة لأهمية هذا الحدث وافق الرئيس ترامب على زيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى 75 مليار دولار سنويا.

يالجانيداغ، أكد في المؤتمر أيضا، أن الاقتصاد وتقويته هو رغبة الرئيس أردوغان نفسه، بحسب ما صرح به الأخير بعيد الانتهاء من الانتخابات المحلية، وهو هدف أساسي لنا جميعا كرجال أعمال في دنيا الاستثمار.

وتابع الكاتب، أن هذا الحدث ليس الوحيد البارز في العلاقات الاقتصادية الأمريكية التركية مؤخرًا ، فإن هناك لقاء آخر كان شديد الأهمية عقد بين وزير الخزانة والمالية التركي، براءة آل بيرق والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وقد أضاف هذا اللقاء قيمة أخرى للمؤتمر بحسب الكاتب، والذي يؤكد أن هذا الاجتماع الذي جمع الرئيس ترامب مع وزراء أتراك يعد الأول.

وينقل عن يالجانيداغ، أنه وحين المجيء لتركيا، لم يكن هناك ذلك الأمل الكبير في تحسين العلاقة مع واشنطن، لكن بعد هذه اللقاءات ذات المستوى الرفيع، فإن هناك فرصة حقيقة لذلك، مضيفا، التوترات بين تركيا والولايات المتحدة يجب أن تصل إلى النهاية في هذا المؤتمر، خلاف ذلك، نأتي إلى تدهور في العلاقات بين الطرفين مع أضرار لا رجعة فيها.

تفاهمات تركية روسية

ورأى الكاتب، أن الحدث الذي انعقد في واشنطن على الرغم من ضخامته لم يكن الوحيد، اذ ينقل عن رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، نابل أولباك، قوله إن وفدا رفيع المستوى بقيادة الرئيس أردوغان زار موسكو والتقى الرئيس بوتين.

وأكد أولباك، أن هذه المباحثات كانت محادثات أكثر ارتياحا، حيث ضم الوفد 27 شركة من تركياـ واستمر اللقاء مع الرئيس الروسي أكثر من ساعتين ونصف الساعة، مضيفا: "أتيحت لنا الفرصة لشرح جميع مطالبنا والمشاكل ومن هناك وصلنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. لقد أجرينا أيضا مفاوضات فعالة ومثمرة للغاية هنا".

وشدد أولباك وفق ما ينقله الكاتب، على أنهم سيعملون جاهدين في الفترة المقبلة بما يتماشى مع هدف زيادة التبادل التجاري بين روسيا ومن 25 مليار دولار إلى 100 مليار دولار، ومن 25 مليار دولار إلى 75 مليار دولار مع الجانب الأمريكي.

يذكر أن أردوغان، قال أثناء زيارته لموسكو: إن "ثمة زيادة 15 بالمئة في حجم التجارة بين تركيا وروسيا ونهدف للوصول إلى 100 مليار دولار".

وأشار إلى أن الاجتماع الثامن لمجلس التعاون التركي الروسي، سيكون مسرحا للقاءات إستراتيجية في المجالات الثقافية والتجارية والسياسية والعسكرية.

وبالمقابل، فقد رحّب الرئيس الروسي بوتين بتطور علاقات بلاده مع تركيا وخصوصا على الصعيد الاقتصادي. وقال بوتين: "ثمة تعاون مكثف مع تركيا، وتواصل مستمر بين وزارتي الدفاع والخارجية في البلدين. والتعاون في مجال التقنيات العسكرية يزداد بشكل متواصل".

ولفت بوتين إلى وجود تعاون مكثف مع تركيا أيضا فيما يخص العلاقات الدولية والمشاكل العالمية. وأكد وجود العديد من المواضيع والقضايا المشتركة مع تركيا التي يجب أن يُتخذ قرارات بشأنها.