الإرهاب الإسرائيلي وخيانة عباس.. كيف ساعدا على تزايد دعم حماس في الضفة؟

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

في وقت تتواصل فيه الإبادة في قطاع غزة، تتزايد الاعتقالات والاضطهاد ضد المشتبه بهم في التعاطف  مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية، وتقود هذه الحملة إسرائيل والسلطة الفلسطينية على حد السواء.

وقالت صحيفة "الدياريو" الإسبانية إن خليل، الذي طلب إخفاء هويته لأسباب أمنية، أحد ضحايا عمليات المداهمة والاعتقال للمشتبه في تعاطفهم مع حماس.

وبعد يوم من خروجه من السجن، كان يتجول في حالة من الغضب حول منزل عائلته في أحد التلال المحيطة برام الله، وكانت والدته متوترة أيضا، ولم يخف مخاوفه من الاعتقال مرة أخرى.

قمع وترهيب

وأشارت الصحيفة إلى أن خليل شاب خجول يبلغ من العمر 21 عاما، اعتقل في وقت مبكر من صباح أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بسبب ولائه لحركة حماس، لكن جنود الاحتلال لم يخبروه بسبب اعتقاله عندما حطموا باب منزله.

وظل خليل مسجونا لمدة ستة أشهر دون تهمة، في ظروف "لا يمكن تصورها"، على حد تعبيره. 

وعلق قائلا: "تحاول إسرائيل قمعنا وإرهابنا من خلال اللجوء إلى هذه الأساليب". 

وأضاف: "الناس خائفون، ولا توجد حرية تعبير… أخشى السفر إلى أي مدينة في الضفة الغربية خوفا من أن يتم اعتقالي".

وشرح قائلا: "لا يزال لدي شعور بأن منزلي قد يتعرض للهجوم في أي لحظة". 

ونقلت الصحيفة أن سلطات الاحتلال، خاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "تعهدت بوضع حد لحماس" بعد أن شنت الحركة عملية توغل غير مسبوقة (طوفان الأقصى) في المستوطنات المحاذية للقطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص واختطاف نحو 250 آخرين. 

وردت إسرائيل بهجوم مدمر على قطاع غزة، بزعم “القضاء على حركة حماس”.

وفي الوقت نفسه، اعتقلت القوات الإسرائيلية حوالي خمسة آلاف شخص في الضفة الغربية، واستشهد أكثر من خمسمائة فلسطيني برصاص الجيش أو المستوطنين، وفقا لما أكدته الأمم المتحدة.

وأوردت الصحيفة أن هيئة الأسرى الفلسطينيين تؤكد أن غالبية الفلسطينيين المسجونين في الضفة الغربية "لا ينتمون إلى حماس". 

انعدام الثقة

في المقابل، أدى مناخ الخوف الذي خلقته الغارات والمداهمات على أيدي جنود الاحتلال، فضلا عن العدد المتزايد من هجمات المستوطنين، إلى إضعاف حركة فتح، الحزب الذي يرأس السلطة الفلسطينية. 

وبالتزامن مع ذلك، تزايدت شعبية "حماس"، خاصة في ظل عجز حركة "فتح" عن حماية الفلسطينيين. 

وفي إشارة إلى المناسبات التي قامت فيها شرطة السلطة الفلسطينية باعتقال أعضاء من حماس في الضفة، قال خليل إن "هذه الحملات تثير حالة من عدم الثقة تجاه السلطة، كما أنها تزرع مخاوف من أنهم هم الذين يلاحقون الفلسطينيين بمعنى لا يمكنهم حمايتنا، وفي الوقت نفسه، يتمكنون من مهاجمتنا".

ونقلت الصحيفة عن الشاب الذي يدرس في جامعة بيرزيت، أن "الشيء الوحيد الذي حققته إسرائيل عبر غاراتها هو إثارة غضب الناس". 

وأضاف أن "القادة الـ24 الذين يشكلون مجلس الطلاب في هذه الجامعة، هم عمليا معتقلون أو يخشون الاعتقال". 

ونقلت الصحيفة أن "الكتلة الطلابية المدعومة من حماس اجتاحت خلال السنوات الأخيرة الانتخابات في جامعة بيرزيت". 

وبعد حوالي عقدين من الزمن لم تدع خلالهما السلطة الفلسطينية إلى إجراء انتخابات، تفسر حماس هذه النجاحات على أنها "مؤشر واضح على الدعم الشعبي".

لكن، خلال الفترة الأخيرة، أصبحت النقاشات السياسية العلنية محظورة بسبب الخوف من الاعتقال في الضفة الغربية، أو حتى خشية من العودة مرة ثانية وراء القضبان، زيادة عن ذلك، يمكن أن يؤدي الحديث البسيط الذي يلمح إلى دعم حماس إلى الاعتقال، وفق الصحيفة الإسبانية.

وبحسب استطلاعات المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، الذي يقع مقره في الضفة الغربية، زاد الدعم لحماس في الأشهر التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى".

في المقابل، بقي الرفض تجاه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على حاله، وبالمثل، ظل مستوى البحث عن بدائل لحكومته في نفس المستوى. 

بين الوعود والخذلان

ونقلت الصحيفة أن قرية المغير بالضفة الغربية شاهدة على اعتداءات المستوطنين. 

وفي هذه القرية، أعرب أحمد، الذي أخفى هويته أيضا، عن غضبه من سلطات عباس، والجنود والمستوطنين الإسرائيليين. 

وقال معلقا على الوضع: "تأتي السلطة الفلسطينية إلى ضيعتنا بالسلاح، لماذا لا تستخدمها عندما يهاجمنا المستوطنون؟ إنهم يأتون إلى هنا ليأخذوا منا الضرائب فقط". 

وأضاف أحمد غاضبا: "إنهم يأخذون كل شيء، ويعدوننا بالحماية دون أن يقدموا لنا شيئا، ولكن إذا حاولت حماية نفسك، فسيعتقلونك حتى قبل أن يفعل الإسرائيليون ذلك".  

وواصل بالقول: "إن الحقيقة واضحة وضوح الشمس، حماس تعطينا بصيص أمل". 

وأضاف: "لقد ازداد دعمي لحماس، وما أخذ بالقوة لن يردّ إلا بالقوة، حماس وحدها القادرة على الدفاع عنا ضد المستوطنين"، في إشارة إلى التزام الحركة بالمقاومة المسلحة.

واستطرد أحمد: "نحن نقاوم ضد السلطة الفلسطينية، وهي سلطة لا نستفيد منها أي شيء. من الواضح أنهم أعداؤنا، وليس لوجودهم أي معنى". 

وفي الأشهر الأخيرة، "كثفت" السلطات في رام الله قمعها ضد المتعاطفين مع حماس بحثا عن الأسلحة، وفقا لأحمد، وانتهى هذا القمع بسجن والده.

وأشار أحمد إلى أن "الناس خائفون، ولا يجرؤون على ذكر حماس، حتى إن إطلاق اللحية أصبح جريمة، وبينما يحاولون إبعاد الناس عن حماس، فإن الدعم للحركة يتزايد". 

وبحسب أحد أعضاء فتح القدامى، فإن "الفلسطينيين ليسوا راضين عن التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.. وإذا أضفنا إلى ذلك الفساد وغياب الانتخابات، وما يترتب عن ذلك من انعدام الشرعية، فهناك الكثير من أسباب لاختيار الناس لحماس".