بايدن ينسحب من رئاسيات أميركا ويدعم هاريس.. وناشطون: إلى مزابل التاريخ

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على منصة “إكس” بانسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن، من سباق الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مذكرين بدوره الداعم للاحتلال الإسرائيلي في حرب إبادة غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

بايدن قال في بيان انسحابه في 21 يوليو/تموز 2024: "رغم أنني كنت أنوي الترشح لإعادة انتخابي، أعتقد أنه من مصلحة حزبي والدولة أن أتنحى وأركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي".

وقدم بايدن في بيان آخر، دعمه الكامل لنائبته كامالا هاريس لتحل محله مرشحة رئاسية في الانتخابات المقبلة.

ويأتي تراجع بايدن عن الترشح، قبل يوم من زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة لإلقاء خطاب أمام الكونغرس بدعوة من قادة المؤسسة التشريعية، الجمهوريين والديمقراطيين، والمقرر أن يتبعها بلقاء بايدن.

وقدم ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #بايدن، #كامالا_هاريس، وغيرها قراءات متنوعة لقرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، ذهبت أغلبها إلى أن الخطوة ستعزز الانقسام الأميركي الداخلي.

وسلطوا الضوء على الأداء السيئ لبايدن خلال فترة رئاسته، ودعمه غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي وتورطه في الحرب على قطاع غزة وتبنيه روايات الكيان الكاذبة، مطالبين بمحاكمته كمجرم حرب متورط في قتل الفلسطينيين.

وبرز جدل حول الرئيس الأميركي المحتمل إذ ذهب فريق إلى أن الفرصة أصبحت متاحة لعودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض ما ينبئ بمزيد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، فيما رأى آخرون حظا لهاريس بالفوز.

قراءات متنوعة

وتحت عنوان الإمبراطورية التي تفقد رُشدها، ذكر المحلل ياسر الزعاترة، أن أميركا وطبقتها السياسية لو احتفظت ببقية رُشد، لكان عليهم إقناع "هاريس" بالتنحّي لصالح مرشَّح من ليبراليي "الواسب"، أي الأنجلوساكسون، كحال كل رؤساء أميركا من الحزب الديمقراطي؛ ما عدا كينيدي وأوباما وبايدن.

وأرجع ذلك إلى أن يكون المرشح أقدر على منافسة ترامب، ويكون قادرا على لجم حالة الانقسام التي تتعمّق بسبب شعور الغالبية الأنجلوساكسونية بالتهميش، وهي التي تعد نفسها "ربّة البيت" الأميركي.

وأكد الزعاترة، أن غياب الرّشد دفع إلى ترشيح "هاريس"، الأمر الذي سيُعزز الانقسام المجتمعي، مع تراجع الدور والنفوذ، سواء فاز ترامب أم خسر، والخسارة ستكون أكثر كارثية في ظل تعمّق الانقسام في بلد يعجّ بالسلاح بين يدي المواطنين.

من جانبه، قال المحلل لقاء مكي، إن الانتخابات الرئاسية الأميركية مهمة لأنها تتضمن فضلا عن انتخاب الرئيس، انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب (435) عضوا، وثلث أعضاء محلس الشيوخ (34) عضوا، و13 حاكم ولاية، لذلك فهي ستحدد مصير الرئاسة وهوية الكونغرس والنفوذ السياسي في الولايات المتحدة للسنوات الأربع المقبلة. 

وأضاف أنه رغم انسحاب بايدن، فإن مشاكل الحزب الديمقراطي لم تنته، فالمئة يوم المتبقية حتى موعد التصويت ستكون متاحة بكاملها لترامب، لكنها ليست كذلك للديمقراطيين، إذ مازال أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس نحو شهر قبل أن تحظى بترشيح رسمي من حزبها.

وأشار إلى كامالا ستقضي هذا الوقت بالتنافس مع مرشحين آخرين، وهذا وقت ثمين، سيكون على حساب حملة المرشح الديمقراطي ضد ترامب، وما سيتبقى من وقت وهو نحو شهرين سيكون مزدحما للغاية أمام المرشح (هاريس أو سواها) للقيام بحملة ناجحة. 

فيما رأى الإعلامي أحمد منصور، أن قرار بايدن بالتنحي عن خوض الانتخابات الرئاسية يمنح ترامب فرصة ذهبية للعودة للبيت الأبيض.

وذكر المحامي علي فضل الله، بأن منذ 56 عاما، لم ينسحب رئيس أميركي من الانتخابات، مؤكدا أن بايدن خرج ضعيفا، وترامب في طريقه لنشر المزيد من الفوضى، داخل بلده وخارجه.

وقال إن الانقسامات الداخلية الأميركية دخلت مرحلة خطرة، والأوروبيون مذعورون، وبوتين سعيد، ومنطقتنا إما إلى حلٍّ سريع قبل رئاسة ترامب المحتملة، أو إلى تصعيد إضافي.

وأكد جمال الخطيب، أن الانقسامات الداخلية الأميركية ستدخل مرحلة حسّاسة بعد انسحاب بايدن من سباق الرئاسة، ويبقى التعويل على صمود وجاهزية جبهات المقاومة في بلادنا لأن بصمودها لا ترامب ولا غيره يستطيع فرض أي واقع علينا.

وتوقع كريم طوبال، أن يغذي انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأميريكي سيغذي الانقسام داخل الحزب الديمقراطي.

حفاوة بالانسحاب

بدوره، عد الإعلامي حافظ المرازي، قرار بايدن المتأخر في الانسحاب من السباق الرئاسي عنيدا وأنانيا وانتقاميا شأنه شأن قراره دعم نائبته كامالا هاريس لتكون مرشحة الحزب للرئاسة بدلا من ترك الأمر مفتوحا للأغلبية تختار مرشحها الأقوى للرئاسة. 

وقال إن بايدن وعائلته يصفّيان حساباته القديمة مع الحزب منذ عام 2015 حين فضّلوا عليه ترشيح هيلاري كلينتون بعد أوباما بينما كان هو نائب الرئيس، وكانت حجتهم وقتها لإزاحته انهياره النفسي بعد وفاة ابنه الأكبر. 

وأضاف المرازي، أن بايدن الذي كان يجب أن ينسحب منذ وقت طويل يفتح المجال لانقسامات حزبية ويرشح شخصية أضعف من غيرها من المرشحين المحتملين، بمن فيهم هيلاري كلنتون.

ووصفت الكاتبة آيات عرابي، بايدن بالمجرم القاتل، مطالبة بإسقاط الحصانة عنه بعد انسحابه ومحاكمته كمجرم حرب.

وقال الأكاديمي حمود النوفلي، "هنيئا للعالم التخلص من رئيس يدعم الشذوذ بالعالم، ففي فترة حكمه حارب لأجل إجبار الدول بالعالم أن تشرع الشذوذ وتبيحه، ودافع عنهم وهدد من يعاقبهم، اليوم ارتاح العالم من كابوس كاد أن ينكس الفطرة لولا حرب أوكرانيا".

وأوضح السياسي أحمد رمضان، أن انسحاب بايدن جاء نتيجة أخطاء متراكمة ارتكبها، وتسبب فيها بتراجع تأييد قطاعات مهمة من المجتمع الأميركي، ومنهم الأميركيون الأفارقة والعرب والمسلمون، وجزء مهم من المجتمع اليهودي.

وأكد أن موقفه من غزة وجريمة الإبادة الجماعية كان لها أثر بالغ في تغيير قناعة هؤلاء تجاه بايدن نفسه، وعانى من مشكلات عدة بسبب تأييده للحرب، ومسؤوليته عن قتل نتنياهو لعشرات آلاف المدنيين، وغالبيتهم أطفال ونساء.

وأكد المحلل ياسين عز الدين، أن بايدن ينسحب من الانتخابات الرئاسية بعد ضغوط داخلية عليه، بسبب تدهور وضعه الصحي والعقلي مما أثر على شعبيته وعزوف الناخب الأميركي عن اختياره، كما كان لموقفه السيئ من فلسطين تأثير (لكن بسيط) على تراجع فرص فوزه.

وقال إنه لم يتم اختيار البديل لكن نائبته كاميلا هاريس هي المرشح الأقوى لخلافته، وهي لن تكون أفضل بكثير منه تجاه القضية الفلسطينية لكنها أقل سوءا من ترامب بكثير.

وأشار عز الدين، إلى أن ترامب هدد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين بترحيلهم من أميركا وهنالك مجموعة من العنصريين والموالين لإسرائيل في حزبه سيجعلهم أقرب لاتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد فلسطين والمنطقة العربية.

وكتب الكاتب سعيد زياد: "يتنحى بايدن من السابق الانتخابي خاتما حياته السياسية بعار تأييد الإبادة وترديد الأكاذيب الإسرائيلية، يختم بايدن حياته السياسية بالخزي والعار، ويخرج من الباب الضيق للبيت الأبيض نحو مزابل التاريخ".

لعنة غزة

من جهته، قال الطبيب المصري يحيى غنيم: "قلت لكم إن لعنة غزة ستصيب العجوز الخرف بايدن، وأنه سيكون أول رئيس أميركى يجبره حزبه على عدم الترشح للانتخابات الرئاسية حال رئاسته".

وأضاف أن "المجرم الجهول العربيد ترامب فإنه قادم بقوة، ولن تستطيع كاميلا هاريس إيقافه؛ لأن مجتمع رعاة البقر الأميركى مجتمع تستهويه الجهالات والبهلوانيات!".

ودعا المحلل خير الدين الجبري، لتذكر أن غزة كان لها سهم كبير في كسر بايدن، قائلا: "كمن سبقوهم وحاولوا كسر غزة خلال الـ20 عاما الأخيرة بعدما وعدوا بذلك، سيرحل بايدن ونتنياهو وكل متغطرس سافل جبار".

وعلق الباحث نظير الكندوري، على إعلان بايدن، قائلا إنه بذلك يختم حقبة رئاسية مليئة بالخزي والعار له ولبلده، ليس أقلها موقفه الداعم لنتنياهو في إبادة أهل غزة، ودعمه للحرب في أوكرانيا، وتغاضيه عن إجرام إيران.

وأضاف: "حقبة بايدن إجرامية تنتهي لنستقبل حقبة مجنونة بقيادة ترامب".

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافة العربية زيد مصطفى: "غزة تخرج بايدن من السباق وتصيب الديمقراطيون بالإعاقة، وترسم خارطة الطريقة للرؤساء الأميركيين".

ووصف المغرد تامر، بايدن بأنه واحد من أحقر الرؤساء الأميركيين ومشارك رئيس في المذبحة والمحرقة والإبادة في غزة.

وأعرب الباحث علي أبو رزق، عن سعادته بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي، قائلا "إلى مزبلة التاريخ كأحد أقذر القادة الدوليين وأكثرهم خسّة ونذالة وفشلا، نتمناها لحظة النهاية وبداية الأفول للإمبراطورية التي لا تغيب عن قواعدها العسكرية الشمس".

وأكد أن دماء أطفال غزة ستبقى لعنة لا تطاردكم وحدكم، بل تطارد حلفاءكم من رؤساء وقادة المنطقة، ممن داسوا على كرامة وآمال وتطلعات شعوبهم لأجل أن تهنأ إسرائيل، وتُمعن في جريمة القرن التي ارتكبتها، ليس بصمتهم وتواطئهم فحسب، بل بمباركتهم الكاملة.

وجهان متشابهان

وتنديدا باختيار هاريس خلفا لبايدن في السباق الرئاسي، أشار الكاتب مروان الغافوري، إلى دوغلاس إيمهوف، زوج  كامالا هاريس، وجوش شابيرو، حاكم بنسلفانيا، المرشح الأول ليكون نائبا لها فيما لو فازت بالرئاسة، يهوديون، قائلا إن هذه التفاصيل الصغيرة تساعد في شرح المسائل الكبيرة.

ورأى خبير إدارة الأزمات مراد علي، أن الحزب الديمقراطي أخطأ عام 2020 باختيار بايدن مرشحا له، قائلا: "نعم كسب الانتخابات أمام ترامب، لكنه فشل في لم شمل الأميركان وكان سببا رئيسا في إحياء تراث ترامب، وساعد على إضعاف الحزب".

وتساءل: “هل يكرر الحزب خطأه ويرشح كامالا هاريس التي من الصعب أن تفوز، وإن فازت فسيزداد الاستقطاب داخل المجتمع الأميركي ويسير في منحدر الانهيار؟”

وأكد محمود سعد، أن لا فرق بين بايدن وهاريس فكلاهما صورة للحاكم الحقيقي أوباما والدولة العميقة.

وقال سمير طاهر: "لن يجدوا أفضل من كمالا هاريس: صهيونية وفاسدة وفيها كل العبر".

وأكدت إحدى المغردات، أن سياسة الولايات المتحدة ثابتة مهما تغيرت الوجوه بين "أوباما.. ترامب.. بايدن..كاميلا هاريس"، قائلة: "مفيش فرق اللى هيفوز فى السباق الانتخابى هينفذ سياسة أميركا واللى أهم مبادئها الدعم الكامل وغير المشروط لإسرائيل".

وقال الباحث أحمد سليمان العمري: "تعد كمالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي الخيار الأبرز للديمقراطيين لخلافة جو بايدن، ومع ذلك، أثبتت حملتها الرئاسية عام ٢٠١٩ فشلها، وأداؤها كنائبة الرئيس أنها غير قادرة على تولّي قيادة الولايات المتحدة."

وأشار إلى أن حملة هاريس الانتخابية تميّزت بعدم الثبات السياسي والنرجسية وقلّة التنظيم، وبدأت بالتوجه لليسار تحت شعار "كمالا من أجل الشعب" ودعمت التأمين الصحي للجميع، لكنها تراجعت بعد لقاء مع مانحي الأموال الأغنياء، حتى في أوساط السود، كانت تتقدم بشكل أسوأ من بايدن وبيرني ساندرز.

وأكد العمري، أن هاريس تُعرف بعباراتها الفارغة الجوفاء، وهو ما لا يتوافق مع توقّعات الشعب الأميركي من قادتهم السياسيين، متوقعا أن يكون ترامب الرئيس الأميركي القادم مع شديد الأسف، ليس لأنه الأقوى، إنّما لعدم وجود منافس قوي.

وحذر من تداعيات فوز ترامب الكارثية الخطيرة في الشرق الأوسط وتحديدا على القضية الفلسطينية.

في المقابل، رأت الإعلامية صبا مدور، أن انسحاب بايدن خسارة لترامب، لأن كاميلا هاريس ليست منافسة سهلة لترامب ولديها حظوظ قوية نسبيا للفوز لعدة أسباب منها، أن الناخب الذي ضد ترامب سيصوت لها، وأن الناخب في المنطقة الوسط بين ترامب وبايدن، وفي الوقت نفسه ضدهما فأيضا قد يميل للتصويت لهاريس.

وذكرت من بين الأسباب أيضا أن أغلب الناخبين هم من النساء الذين يرون أن هاريس تمثلهن وتحفظ حقوقهن لا سيما حق الإجهاض الذي يحاربه ترامب، كما أن الفئة الشبابية قد ترى في هاريس مرشحاً أقرب لفئتها العمرية والثقافية.

وأوضحت مدور أن الأميركان غير البيض سيرون أنها وجه أميركا الذي يمثل الجميع، مؤكدة أن كاميلا ليست هيلاري كلينتون، غير مكروهة أميركيا وليس لديها فضائح وأخطاء في الماضي قد تؤثر على حظوظها، كما حدث مع هيلاري .

زيارة نتنياهو

فيما أكد الأكاديمي كميل حبيب، أن انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، وقبل يومين من كلمة نتنياهو أمام الكونغرس، يعني فراغا في القرار الأميركي وإعطاء المجرم الصهيوني وقتا طويلا لمتابعة ارتكاب المزيد من المجازر.

وأشار الإعلامي ناصر بن راشد النعيمي، إلى أن نتنياهو يصل اليوم إلى واشنطن، وحالة حكّامها مشتتة أدنى مستويات معنوياتهم.

ورأى أن الوضع مناسب لنتنياهو للخروج بأفضل النتائج وتحقيق مطالبه من كلا الجانبين، مشيرا إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين يطلبون رضاه.

وعد أحد المغردين خطوة تنحي بايدن عن خوض سباق الرئاسة الأميركي قبيل زيارة نتنياهو إلى واشنطن خطوة خطيرة، وليس كما يتصور الكثير من المتفائلين.

وأوضح أن "خطورة هذه الخطوة تتمثل في تحرر هذا الصهيوني القذر من أية قيود قد تحد من دعمه لمشروع (إبادة) العرب القائم على قدم وساق في غزة".

وتوقع الباحث فهد يوسف، أن انسحاب بايدن من السباق الرئاسي سيجعل نتنياهو يمضي قدما في الحرب هذا الانسحاب أشبه بضوء أخضر لتل أبيب، مؤكدا أنه لا يُمكن فصل انسحاب بايدن من السباق الرئاسي عن زيارة نتنياهو إلى واشنطن وما يترتب عنها من نتائج.