هل يصبح إيلون ماسك حلقة الوصل السرية بين إيران وترامب؟ صحيفة إسرائيلية تجيب

إيلون ماسك يعد مقربا من الرئيس الجديد
كشفت صحيفة عبرية عن وجود قناة سرية يديرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إيران، ويقودها الملياردير ورجل الأعمال المقرب منه، إيلون ماسك.
وبحسب صحيفة "زمان" العبرية، استطاع ماسك الذي أصبح ضمن الحكومة الأميركية عَقْد صفقة بين إيران وإيطاليا بداية عام 2025، دون علم الإدارة السابقة.
وسلطت الضوء على تفاصيل تلك الصفقة، مستعرضة العلاقة الخاصة بين ماسك ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
كما كشفت كذلك عن جانب من عملية التواصل الخفية بين واشنطن وطهران؛ حيث دأبت الولايات المتحدة على اتباع سياسة "القنوات الخلفية" خلال السنوات السابقة مع إيران.

دبلوماسية السجناء
وبالحديث عن تفاصيل الوساطة الأميركية بين طهران وروما، بدأت القصة عندما قبض على رجل الأعمال الإيراني عبديني نجف آبادي في ميلانو، بعد أن أصدرت الولايات المتحدة مذكرة اعتقال دولية ضده في ديسمبر/كانون الأول 2024.
ويشتبه في أن "عبديني نجف آبادي يعمل كواجهة لإيران، من خلال شركاته في سويسرا".
إذ "تعتقد الوساطة الأميركية أن هذه الشركات ساعدت الحرس الثوري في التحايل على العقوبات الاقتصادية، المفروضة على إيران".
"وسمحت له بشراء آليات ملاحة للطائرات الانتحارية المسيرة التي زُودت بها لاحقا المليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله".
وبحسب الصحيفة، فقد "ضربت إحدى هذه الطائرات المسيرة، التي أطلقتها مليشيات شيعية في العراق، موقعا أميركيا في الأردن في يناير/ كانون الثاني 2024، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة العشرات".
وأضاف: "تمكن المحققون الأميركيون من تعقب شركات نجف آبادي، من خلال فحص أجزاء الطائرة المسيرة التي عُثر عليها في مكان الحادث".
وفور انتشار خبر اعتقال نجف آبادي في إيطاليا، اعتقلت السلطات الإيرانية تشتشيليا سالا، وهي صحفية إيطالية تبلغ من العمر 29 عاما، وكانت في طهران بإذن من السلطات لعملها.
ونفت إيران ضلوعها في الهجوم، ورفضت الاتهامات بأنها سجنت الصحفية سالا في طهران للضغط على روما للإفراج عن عبديني.
وأُفرج عن سالا لاحقا وعادت إلى إيطاليا. وتقول الصحيفة: إن إيطاليا وجدت نفسها في أزمة فرضت عليها الاختيار بين طهران وواشنطن، فاختارت الاستجابة للضغوط الإيرانية.
وتابعت: "أُطلق سراح سالا، وبعد يومين أُطلق سراح نجف آبادي ونُقل إلى إيران".
وعقّب الموقع على تلك الصفقة قائلا: "يبدو أن أوروبا استسلمت مرة أخرى في وجه الإرهاب الإيراني".
وأردف: “وهذه المرة كان إنجازا آخر لسياسة طهران في التعامل مع السجناء، عندما استسلمت إيطاليا وأطلقت سراح نجف آبادي”.

تورط أميركي
وأوضحت الصحيفة أن "هذه القضية لا تقتصر على إيطاليا وإيران، فهناك تورط أميركي عميق من أشخاص مقربين من الرئيس ترامب"
وهو ما قد يشير إلى "أن التصريحات شيء والأفعال شيء آخر، من وجهة نظر الإدارة الأميركية الجديدة".
ونقلت عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قولها: إن "الشخص الذي يقف وراء الوساطة بين البلدين هو إيلون ماسك الذي تولى منصب وزير الكفاءة الحكومية".
وبحسب المصادر الإيرانية، التقى ماسك مرتين بسفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني.
وكانت بعض الصحف تحدثت بالفعل عن لقاء جرى بين ماسك وإيرواني، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
ورأت الصحيفة العبرية أن اللقاءات المزعومة "تثير العديد من التساؤلات حول هذه المبادرة، خاصة في ظل قرب ماسك من الرئيس الجديد".
وتساءل: “هل تراجع ترامب هنا في الاختبار الأول أمام إيران؟” وتابع مجيبا: "إذا نظرنا إلى الحقائق المجردة، يبدو أنه فعل ذلك".
واستدرك: "لكن هذا يتناقض على ما يبدو مع ما قاله ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ترامب إلى الشرق الأوسط".
إذ وجه ويتكوف تهديدا ضمنيا لإيران عندما سُئل في قطر عن صفقة الأسرى الإسرائيليين، قائلا إن استخدام طهران لدبلوماسية السجناء يجب أن يتوقف.

قنوات سرية
من جهة أخرى، تساءلت الصحيفة عن العلاقة بين روما وواشنطن، خاصة مع تزامن الأحداث، حيث زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني منتجع مار إيه لاغو واجتمعت مع ترامب.
في الوقت ذاته، أكد مصدر إيراني أن اللقاءات بين ماسك والسفير الإيراني، جرت بعد وقت قصير من اجتماع ترامب-ميلوني.
وعلاوة على ذلك، فإن ميلوني صديقة مقربة لماسك، الذي يُقال إنه يحاول بيع خدمات الأقمار الصناعية للاتصالات إلى الحكومة الإيطالية من خلال شركته سبيس إكس.
وتضيف الصحيفة: "يبدو أيضا أن عملية إطلاق سراح مواطن إيراني يشتبه في تورطه بقتل جنود أميركيين، جرت خلف ظهر إدارة (الرئيس السابق جو بايدن) التي أصدرت مذكرة التوقيف ضد نجف آبادي".
إذ أكد مسؤولون أميركيون كبار أن إدارة بايدن "لم تكن على علم" خلال المحادثات بين الطرفين، ولم تبلغ حتى بالإفراج المتوقع عن المشتبه فيه الإيراني.
وفي ظل هذه التطورات، طرحت الصحيفة سؤالا حول "الارتباط المباشر بين ماسك وكبار المسؤولين الإيرانيين، ووجود قناة خفية يديرها ترامب مع إيران".
وأشارت إلى أن "الرئيس (الأسبق) باراك أوباما أدار قناة سرية مماثلة عبر سلطنة عمان من خلال روب مالي، المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران آنذاك".
ووقتها، وضع مالي بذلك الأساس للاتفاق النووي الذي وُقع عام 2015، وانسحب منه ترامب في 2018.
وكان مالي أُقيل من وزارة الخارجية خلال فترة حكم الرئيس السابق جو بايدن، بعد الاشتباه في إخراجه مواد محظورة من الوزارة، ولاحقا بتجاوزه التفويض الممنوح له في المحادثات التي أجراها مع إيران.