بعد إطاحة الأسد.. هل تشهد العلاقات التركية الإيرانية أزمة دبلوماسية؟

منذ ٤ أيام

12

طباعة

مشاركة

أدى سقوط نظام بشار الأسد المدعوم من إيران، عقب سيطرة المعارضة السورية إلى "تصاعد التوترات بين أنقرة وطهران، بشكل لم يحدث منذ عقود عديدة"، وفق وصف إعلام عبري.

واستعرض موقع "القناة 12" الإسرائيلية جانبا من علامات هذا التوتر بين البلدين، مبينا خطط إيران لاستغلال ورقة التنظيمات الكردية المسلحة في وجه تركيا.

فيما دعا الموقع إسرائيل إلى استغلال هذا التوتر بين الدولتين، ومحاولة التقرب إلى أنقرة والوصول معها إلى تفاهمات، في ظل خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطموحة بشأن لعب دور متزايد في دمشق وبيروت وبغداد.

إعلان حرب 

وزعم الموقع العبري أن "الأتراك -وخلافا للتفاهمات التي تمت منذ سقوط الأسد- فوجئوا بدرجة نجاح (رئيس الإدارة السورية الجديدة) أحمد الشرع ورجاله، ولم يخطر ببالهم أنه بـ18 ألف مقاتل فقط، سيتمكن المتمردون من اقتحام القصر الرئاسي". 

وتابع ادعاءه: "كل ما كان يأمله الأتراك هو أن يتمكن المتمردون في محافظة إدلب من الاستيلاء على المزيد من الأراضي وتعزيز التهديدات التي يمثلونها بالنسبة للحكم الذاتي الكردي في شمال شرق البلاد".

وأردف: "لكن الأمور سارت بشكل مختلف، كما هو معروف".

واستطرد: "وقد أدت الأحداث اللاحقة إلى صراع متصاعد على نحو متزايد بين تركيا وإيران؛ الإمبراطوريتين السابقتين، اللتين عرفتا لقرون طويلة كيف تتنافسان في ظل تعاون وشراكة".

ورأى الموقع أن الأمور حاليا وصلت إلى "نقطة الغليان"، حيث إن "الزعيم الإيراني علي خامنئي يهدد بشكل شبه صريح، بالعمل على الإطاحة بالإدارة الجديدة في دمشق".

وأشار إلى أن "الرحلات الجوية بين إيران وسوريا حُظرت، كما أطلقت شبكة الإذاعة التركية الرسمية قناة بث باللغة الفارسية، مما أثار حالة من الذعر الحقيقي في طهران".

وتابع: "حيث يتهم المسؤولون الإيرانيون أردوغان بالسعي لإحياء إمبراطورية عثمانية جديدة، واصفين البث بالفارسية بأنه (إعلان حرب)".

وأكمل: "كما أحدثت صورة لقاء عابر بين أردوغان ونظيره مسعود بزشكيان جدلا كبيرا في إيران، إذ أعطت انطباعا بأن الرئيس الإيراني يتذلل أمام نظيره التركي".

وعقب الموقع قائلا: "لم تُسجَّل مثل هذه الدرجة من العداء العلني بين البلدين من قبل".

وبالحديث عن ملف الأكراد الشائك، أشار الموقع إلى أن "ه‍ناك مصلحة لإسرائيل في الحفاظ على الحكم الذاتي الكردي شرق نهر الفرات".  

وتابع محذرا: "لكن من الحماقة أن نعلن ذلك".

تفاهمات هادئة

وحسب الموقع، فإن “للإيرانيين مصلحة مشابهة ولكن لتقديرات أخرى، فمنذ سنوات طويلة وهم يحتفظون بأوراق كردية في مواجهة تركيا”.

واستطرد: "هذه المرة، من الواضح أن أردوغان يعتزم القضاء على المنطقة التابعة (للتنظيمات الكردية المسلحة)، إلا إذا أوقفه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب".

وتابع: "فهو يهدد بشن هجوم عسكري كبير، كعادته، ويعرض على قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، التوصل إلى اتفاق مع الشرع لإلغاء الحكم الذاتي ودمج القوات الكردية في جيش سوري جديد، وهذا الأمر لا يروق لطهران".

في ظل هذا الوضع، رأى الموقع أنه "من المستحسن أن تحاول إسرائيل حشد الإدارة الجديدة في واشنطن للتوسط بين تل أبيب وأنقرة. وذلك من أجل التوصل إلى تفاهمات هادئة بشأن دمشق، وكذلك بشأن بيروت، حيث يسعى أردوغان إلى لعب دور أكثر بروزا من ذي قبل، وهذا ينطبق أيضا على بغداد".

وذكر أن "القلق الإسرائيلي يأتي من التصريحات التي سُمعت في الأيام الأخيرة من شريك أردوغان، زعيم الحزب القومي التركي دولت بهتشلي، التي قال فيها إن الطريق إلى القدس يمر عبر دمشق".

وحذر الموقع من أن هذه التصريحات "تشير إلى الخطر الكامن في تركيا كراعٍ رئيس لسوريا الجديدة"، مشيرا إلى "ضرورة تجنب أن يتحول المسار الثنائي بين الطرفين إلى مسار من العداء النشط تتضرر فيه إسرائيل".

وأردف: "يتعين على إسرائيل أن تحاول التوصل إلى تفاهم مع الرئيس أردوغان في أسرع وقت ممكن، بشأن ذوبان العلاقات بين البلدين -حتى ولو كان ذلك جزئيا، ومن ثم إجراء حوار هادئ فيما يتعلق بالوضع الإقليمي الجديد الذي خلقته الحرب". 

واستطرد: "ورغم أن اعتقادات الرئيس التركي عن إسرائيل معروفة جيدا، لكننا رأينا بالفعل -حسب تاريخه- أنه قادر على الوصول لاتفاق من أجل تحسين العلاقات بعد الأزمات الحادة". 

وأكد الموقع أنه "من الأفضل إدارة الخطوة الدبلوماسية تجاه أردوغان بهدوء، بعيدا عن الأضواء والميكروفونات".

وتابع: "وبالنظر إلى وضع وزارة الخارجية لدينا، قد يكون من الأنسب العمل عبر القنوات الاستخباراتية".

واختتم الموقع قائلا: "ربما يسعى أردوغان ليحل محل إيران كقوة مهيمنة في منطقة الهلال الخصيب، لكنه لا يرغب بالضرورة في استبدال الخطة الإيرانية للقضاء على إسرائيل بخطة خاصة به".