تأسيس اتحاد القبائل العربية برئاسة العرجاني.. وناشطون: بداية لتقسيم مصر
السيسي يعزز دور مليشيات العرجاني المنتشرة في سيناء
أثار تأسيس "اتحاد القبائل العربية" في مصر حالة من الجدل عن أهدافه وتوقيته والشخصيات التي تقوده، في ظل توترات لا تنتهي داخل المنطقة وعدوان إسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وخلال مؤتمر جماهيري بقرية العجرة، جنوبي رفح في شمال سيناء، عقد مطلع مايو/أيار 2024، أعلن الإعلامي المحسوب على السلطة مصطفى بكري عن تأسيس الاتحاد المذكور.
وجرى تنصيب بكري متحدثا باسم هذه المؤسسة الجديدة برئاسة زعيم اتحاد قبائل سيناء إبراهيم العرجاني، وتعيين رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب سابقا أحمد رسلان، نائبا للرئيس، على أن يكون رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي رئيسا شرفيا له.
وأعلن بكري تأسيس الاتحاد، بزعم أنه يهدف إلى توحيد الصف للقبائل العربية والمصرية لمواجهة التحديات التي تهدد أمنها.
وخلال الأيام المقبلة، سيجرى إعلان اختيار مجلس رئاسي للاتحاد يتكون من 20 عضوا، تكون مهامه اختيار الأمين العام له.
وصب ناشطون عبر تغريداتهم على وسوم عدة أبرزها #اتحاد_القبائل_العربية، #إبراهيم_العرجاني، #القبائل_العربية، #مصطفى_بكري، وغيرها، جام غضبهم على السيسي والعرجاني وبكري، وذكروا بجرائمهم، وعدوا إعلان تأسيس اتحاد القبائل العربية بمثابة مقدمة لتقسيم مصر.
وشبهوا ما يفعله السيسي مع العرجاني بما فعله رئيس السودان السابق عمر البشير، مع قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، حينما أعلن تأسيس تلك القوات وحذر مراقبون من أنها جيش داخل الجيش.
تقسيم وتفتيت
وتحت عنوان "كارثة حقيقية تتم بهدوء شديد"، حذر أستاذ العلوم السياسية عصام عبدالشافي، من مخطط تقسيم مصر في ظل الاهتمام الإعلامي العربي والدولي بأحداث غزة، مؤكدا أن السيسي بإعلانه عن تشكيل اتحاد القبائل برئاسة العرجاني يتقدم خطوات في هذا المخطط.
وأوضح أن التقدم بتقسيم مصر أصبح واقعيا عبر تعزيز دور مليشيات العرجاني عمليا لتكون بديلًا عن الجيش الذي سيتم تفكيكه.
وأكد الكاتب يحيى القزاز، أن تدشين اتحاد القبائل/الطوائف العربية في سيناء هو جريمة تفتيت الدولة الوطنية، وتحويلها إلى كيان قبلي مواز للدولة، أو دولة برأسين كما في السودان.
وتساءل: "هل المسيحيون وغالبية الشعب المتجانس ينضمون إلى اتحاد القبائل أم إلى دولة مفرغة؟!"، مشيرا إلى أن للقبائل شيوخا وعرفا وللدولة مؤسسات وقوانين.
وحذر القزاز في تغريدة أخرى، من أن خطورة تدشين اتحاد القبائل/ الطوائف أشد فتكا بالدولة الوطنية من ضربها بالقنابل النووية، مؤكدا أن تدشين اتحاد القبائل شهادة إعلان وفاة الدولة الوطنية.
وأشار إلى أن مصر دولة متجانسة، والقبائل على الأطراف يؤدون دورهم في إطار الدولة، وأعدادهم محدودة، متسائلا عن الداعي للتضخيم وتشكيل مجلس رئاسي ومنحه دورا موازيا للدولة.
وقال رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان: “لا أعرف ما الصفة القانونية لهذا التنظيم؟ هل هو حزب سياسي؟ هل هو جمعية أهلية تابعة لوزارة الشؤون؟ وهل يسمح الدستور بالتقسيم القبائلي للمواطنين؟ أو التقسيم العرقي للوطن؟”
وتساءل: "ما صلة اتحاد القبائل بالسياسات الخارجية للدولة المصرية لدرجة أن يكون له دور في مستقبل فلسطين؟"، مؤكدا أن في هذا الموضوع ما يريب من أهدافه ومقاصده وخططه ومن يقفون وراءه.
وعلق المغرد عبدالرحمن، على إعلان مصطفى بكرى اختيار إبراهيم العرجانى رئيسا اتحاد القبائل العربية، قائلا إن تقسيم مصر بدأ.
ورأى المحامي محمد النواحي، أن تسمية الكيان بأنه "اتحاد القبائل العربية"، وليس اتحاد قبائل سيناء، يؤكد أن الموضوع به "إن"، متوقعا أن يضم مليشيات ستتكون في شبه الجزيرة.
سخرية واستهزاء
وسخرية من الإعلان عن اتحاد القبائل العربية، تهكم المحامي نجاد البرعي قائلا: "مصر طلع لها قبائل والقبائل دي طلع لها اتحاد اسمه اتحاد القبائل والعائلات المصرية وله رئيس ومتحدث باسمه"، متسائلا: “يا تري دول حزب سياسي مسجل ولا جمعية أهلية تبع الشؤون ولا شركة؟”
وأضاف ساخرا: "انا بسأل لأني اكتشفت إني من قبيلة برع ودول في اليمن والشام ومصر فيمكن الاتحاد ده يبقي عايز مستشار قانوني".
واستنكر الأكاديمي سام يوسف، إعلان اتحاد القبائل العربية تعيين العرجاني رئيسا وبكري متحدثا رسميا، قائلا: "يحدث فقط في جمهوريات الموز العسكرية مثل مصر!!".
واستهزأ محمد صبحي سلطان، من الإعلان عن اتحاد القبائل العربية، قائلا: "احنا كمنايفة نعمل اتحاد القبائل المنوفية بقى".
وتساءل في تغريدة أخرى: "طب وجبايل مطروح مش هتعمل اتحاد مليشيات ويعينوا السيسي رئيس اتحاد المليشيات زي العرجاني؟"، قائلا: "شد حيلك ياريس، حلو منصب شيخ الجبايل ده".
وسخر الطبيب يحيى غنيم، قائلا: "إلا قل لى ياباز أفندي: هى إيه حكاية اتحاد القبائل العربية؟! وهل يستاهل الاتحاد ده رئاسة الزعيم العرجانى والزعيم الشيصى -السيسي-؟ وبعدين هي دي مرحلة ما بعد الدولة ولا ما قبلها؟، طبعا لازم نثق في الزعيم؛ ده فضل يدرس يعنى إيه دولة 50 سنة! ربنا يتتم بالخير، ويجعله عامر!".
إبراهيم العرجاني
وعن العرجاني، قال الصحفي علي بكري: "اللي بتعملوه معه.. بالظبط عمله عمر البشير مع حميدتي.. جابه وسمح له بعمل ميلشيات مسلحة علشان يحارب بيه المتمردين في مناطق دارفور وقبائلها وبعد حروبه على المتمردين دخله العاصمة وفتح له الباب علشان يدخل في الاقتصاد ويبقى ليه دخل مالي خاص بيه وفي النهاية حميدتي لما اختلف مع الدولة والجيش هناك حرق السودان كلها باللي فيها".
وأكد خالد البنا، أن إبراهيم العرجانى في المستقبل سيصبح شيئا من اثنين، إما عبئا على السيسى وفى هذه الحالة سيحاول التخلص منه بأي طريقة، ولكن هيكون خلاص عنده قواته إلى هتحارب قوات رئيس النظام ويبدأ سيناريو انفصال سيناء عن مصر.
وأوضح أن الاحتمال الثاني، أن يكبر العرجانى جدا لدرجة أن السيسى سيبقى بالنسبة له صغيرا ولن يستطيع تحقيق طموحه.
وفى هذه الحالة العرجاني سيحاول التخلص من السيسى وأيضا سيبدأ سيناريو انفصال سيناء.
وحذر ناصح أمين، من أن العرجاني يسير على خطا قائد مليشيا الدعم السريع في السودان، حميدتي، قائلا إن قواته بقت دولة داخل الدولة وقريبًا يتم دمجه تحت مسمى في الجيش".
ودعا لإنقاذ مصر من خطة التقسيم، مضيفا: "والله ستندمون يوم لا ينفع الندم".
وأعرب منير الخطير، عن غضبه من تسليم سيناء للعرجاني، قائلا: "مئات من أبناء مصر جيش وشرطة استشهدوا في سيناء آخر عشر سنوات من أجل تطهير سيناء من الإرهاب وفي الآخر يتم تسليم سيناء، على طبق من دهب لشخص خطف جنود مصريين في سيناء سنة 2008".
مصطفى بكري
كما تطرق ناشطون إلى تنصيب الإعلامي المحسوب على السلطة مصطفى بكري متحدثا باسم الاتحاد، حيث قالت رانيا الخطيب: “ده مش إنسان عادي ده مؤشر للسلطة”.
وكتب الإعلامي أسامة جاويش: "سنة 2008 مصطفى بكري عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري بيدافع عن المهرب إبراهيم العرجاني ضد اعتقاله.. سنة 2024 أصبح المتحدث باسم اتحاد القبائل العربية.. جمع ووفق".
وأشار المغرد موسى، إلى وجود علاقة قديمة ومصالح بين الشخصين، قائلا: "2008 لما اتقبض على العرجاني محدش كان يقدر يدافع عن واحد خطف جنود وله تجارة مشبوهة غير مصطفى بكرى!! عضو لجنة الأمن القومي اللي عمل صفحة كاملة في جريدة الأسبوع باسمهم ودافع عنهم في مجلس الشعب".
وتساءلت إحدى المغردات: "هو مصطفى بكري من قبايل؟ حتى عنده فكرة؟"، ساخرة بالقول: "كان بيتنطط من الفرحة وهو بيقدم بلوة مؤتمر اتحاد القبايل العربية كأنه بيحضر أكبر (انتصار) ليه في حياته وللقبايل بس مراراتي مجبتنيش أسمع كلمته للآخر".