"بوعزيزي أميركا".. تفاعل واسع مع حادثة إحراق طيار أميركي نفسه نصرة لغزة

9 months ago

12

طباعة

مشاركة

لليوم الثاني على التوالي، يواصل ناشطون على منصة إكس الإشادة بجندي أميركي أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن احتجاجا على الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي، ما أدى لوفاته.

آرون بوشنل البالغ من العمر 25 عاما طيار في البحرية الأميركية، ظهر في بث مباشر على الإنترنت في 25 فبراير/ شباط 2024، وهو يشعل النار في نفسه مرتديا الزي العسكري، وهو يصرخ "فلسطين حرة" عدة مرات.

وقال قبل أن يشعل النار في نفسه إنه لن يكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية؛ وفي اليوم التالي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" وفاته متأثرا بالحروق الخطيرة التي أصيب بها.

بدورها، حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، المسؤولية عن وفاة بوشنل، بفعل سياستها التي دعمت الكيان الصهيوني في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

وقالت في بيان لها، إن بوشنل دفع حياته في سبيل تسليط الضوء على المجازر والتطهير العرقي الصهيوني ضد شعبنا في قطاع غزة، معربة عن تعازيها وتضامنها مع عائلته وأصدقائه.

وعشية إعلان البنتاغون وفاة الطيار نظم ناشطون مناصرون لفلسطين وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، تضامنا معه، وأشعلوا الشموع تكريما له، ورفعوا الأعلام الفلسطينية واتشح العديد منهم بالكوفية إظهارا لتضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وبالتوازي مع ذلك، أعلن الجيش الأردني أنه نفذ أكبر عملية إنزال مساعدات لسكان غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، قامت بها 3 طائرات أردنية وطائرة فرنسية من طراز "سي-130" واستهدفت 11 موقعا على ساحل غزة.

وتداول ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها،  #ارون_بوشنل، #AaronBushnell، مقطع الفيديو الذي وثقه بوشنل لموقفه الاحتجاجي، مستنكرين التكتم الإعلامي الأميركي على الواقعة التي باتت حديث الملايين حول العالم.

وتحدث ناشطون عن الدلالات التي تحملها واقعة بوشنل وانعكاساتها على الأحداث في غزة وتأثيرها على تغيير مجرى الأحداث العالمية والموقف الغربي، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية التي مازالت تتابع الأحداث في غزة دون أن تحرك ساكنا.

أحرج العرب

وتعليقا على المشهد، قال الباحث جلال الورغي، إن "بوشنل أحرجنا جميعا، فكثيرنا قصر ويقصر في التضامن مع غزة، وكثيرنا يستكثر الخروج في مظاهرة نصرة لغزة أو حتى يكتب عنها سطرا وسطرين تذكيرا بالعدوان على غزة وفضحا للعدوان والجرائم الإسرائيلية، وأنظمتنا تتفرج على شعب فلسطين يقتل ويشرد ويجوع ولا يحرك ساكنا".

وأضاف: "توفي بوشنل الذي تصرف نيابة عن الضمير الإنساني الموجوع والمصدوم من القتل والتقتيل لأهل فلسطين، بمشاركة العالم الحر بقيادة أميركا الذين دافعوا عن العدوان وأيدوه ومولوه".

وعد الورغي، بوشنل ضحية الهمجية الإسرائيلية والانحياز الأميركي.

وأشارت الإعلامية فاطمة التريكي، إلى أن بوشنل كان  أمامه كل أسباب حب الحياة أحرق نفسه ومات أمام سفارة الاحتلال في واشنطن لأنه شعر أن إبادة  الإنسانية في غزة تعنيه.

وقالت: "عندما تكون المجزرة قربك ويُقتل إخوتك ويجوعون ويقولون لا تنظر وارقص وافرح الحياة لا تتوقف بيكون في شي غلط".

وإشادة بموقف الجندي الأميركي، وجه الصحفي مصطفى عاشور، التحية العسكرية وغير العسكرية له، قائلا: "إنسانيتك تستحق الاحترام وكنت أتمنى أن تعيش سعيدا بهذا الشعور وهذه الإنسانية".

واقترح شريف عثمان، على أهل غزة إطلاق اسم "طريق بوشنل " على الشارع الفاصل الذي تبنيه إسرائيل داخل قطاع غزة تخليدا لذكرى هذا البطل.

وعد الباحث أحمد دعدوش، موقف بوشنل، "بطوليا عجيبا من شاب غير عربي وغير مسلم"، واصفا قصته بأنها "مؤلمة جدا".

ووجه الباحث إسلام حسني، السلام لروح بوشنل الحرة.

 وقال الباحث حسام شاكر، إن أكثر ما يزلزل المرء وهو يشاهد إقدام أرون بوشنل على التضحية بنفسه لأجل موقف أنه واصل الهتاف حتى آخر رمق، صاح مرة تلو مرة والنار تأكله سريعا: "فلسطين حرة، فلسطين حرة، فلسطين حرة".

وأشار إلى أن بوشنل، احترق عن آخره ودوّت كلماته في العالم، وترددت في تأبينه في الموقع: سفارة الإبادة.

انعكاسات وتبعات

وعن انعاكاسات فعلة الجندي الأميركي، أكدت الإعلامية سماح جراح، أنه رغم كل محاولات الإعلام الربحي التعتيم وإنكار فداحة معنى ما فعله آرون بوشنل على السياسة الداخلية في أميركا، إلا أن اسمه تريديند  في تويتر أميركا.  

وقالت: "تخيلوا أثر هذه العملية على الشباب المتحمس لصالح غزة وكل القضايا العادلة الداخلية والخارجية".

ولفت الداعية حامد العلي، إلى أن شبكة "سي إن إن" اضطرت بعدما انتشر فيديو آرون بوشنل انتشارا غير مسبوق، أن تهتم بالخبر وتعترف أنه كان يحتج على الإبادة في غزة.

وأضاف أن بوشنل أصبح رمزا في أميركا واسمه يجلجل في كل وسائل التواصل وفي منصة X وحدها مليون تغريدة.

وأوضح الناشط أحمد القاري، أن  عدد التغريدات حول آرون بوشنل، تجاوز مليون تغريدة، وظل اسمه في مقدمة التغريد عالميا طوال اليوم.

وأكد أن هذا الحدث وأشكال الاحتجاج اليومية المستمرة في الشارع وعلى التواصل الاجتماعي توجه ضربة قاضية لدعايات اللوبي الصهيوني ولرواية الإعلام المتصهين.

وأضاف القاري، أن إسرائيل خسرت معركة الإعلام والكلمة وهي بصدد خسارة معركة الميدان، مؤكدا أن كل إسرائيلي متورط في جرائم الحرب في فلسطين سيجد نفسه ملاحقا قضائيا. 

وأشار إلى أن نظام الفصل العنصري الإرهابي الإسرائيلي نفسه سيصبح منبوذا ومحاصرا في الهامش حتى يرمى في مزبلة التاريخ.

وتحت عنوان "ضربات على رأس نتنياهو، كتب السياسي أحمد رمضان، أن قضية الجندي الأميركي ستكون حدثا خطيرا في عموم أميركا، وداخل المؤسسة العسكرية.

وقال إن الخوف من تكرارها سيدفع الإدارة لاتخاذ تدابير عاجلة، وسياسة كسب الوقت ستنقلب وبالا على من ينتهجها، مؤكدا أن كل ما يفعله نتنياهو هدفُه التستر على أزماته وانكساره.

وأشار رمضان إلى أن الضربات تتوالى عليه، وتنهشُ حكومته وجيشه، لافتا إلى أن المقاومة نفذت خلال 72 ساعة عمليات نوعية في غزة وخانيونس، واصطادت جنودا كانوا داخل منازل، وأوقعتهم بين قتيل وجريح، وكشفُ ذلك سيحدث ردَ فعل حاد لدى الإسرائيليين.

وتوقع أن يرضخ نتنياهو رغم تصريحاته العنترية لشروط المقاومة، وسيفرج عن أسرى محكومين بعدة مؤبدات، ومنهم أسماء كبيرة، وبقدر ما سيكون لذلك أثر إيجابي في المجتمع الفلسطيني، سيحدث غضبا وتوترا لدى مجتمع الاحتلال، وسيفجر صراعا كبيرا وشعورا بالهزيمة والرضوخ.

وأكد الكاتب إبراهيم المدهون، أن إسرائيل هزمت في هذه الحرب ولم تحقق أهدافها، والعالم بدأ يتعامل معها على هذا الأساس.

بوعزيزي أميركا

من جانبه، قال الكاتب الدكتور رفيق عبدالسلام، إن مشهد طيار البحرية الأميركي، سيمثل بكل تأكيد هزة عنيفة في منظومة الانحياز والدعم الأمريكيين المطلقين لدولة الاحتلال، وسيحرك الكثير من المياه الراكدة تحت الطبقات السميكة من التضليل السياسي والإعلامي الأميركيين.

وأضاف أن المشهد من بعض الوجوه يشبه حادثة حرق البوعزيزي في تونس لنفسه الذي هز منظومة التسلط في نظام -الرئيس التونسي الأسبق- بن علي وأشعل فتيل الثورات في أكثر من بلد عربي فيما بعد.

وخلص عبدالسلام، إلى أن مشهد حرق الجندي الأميركي لنفسه هو مقدمة لحرق شبكات الظلم والهيمنة الإمبريالية وسيحفز الكثير من الشباب الأميركي على مزيد التحرك والاحتجاج ضد حرب الإبادة في عزة، وسيكون له ما بعده بكل تأكيد.

وذكر عبدالوهاب أبو خلبه، أن محمد البوعزيزي التونسي، أحرق نفسه في 2011 فأشاد به الغرب أيما إشادة وكان الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي.

وسخر قائلا: "وهذا الجندي الأميركي أحرق نفسه أمس من أجل غزة ما قالت أميركا ولا بقية الدول الغربية أوه عليه..من أجل لا تغضب دولة اليهود إسرائيل..".

وكتبت أميرة محمد: “ثورة البوعزيزي في تونس قد حررتها من الطغاة فهل سيتحرر الشعب الأميركي من طغاته أيضا؟”

مسرحية أم مساعدة

وبشأن إنزال المساعدات الأردنية على غزة، أكد الصحفي محمد أبو طاقية، أن الإنزال الجوي الكاذب، معادلة أسهم في تحقيقها السذاجة أو التماهي والتعاون مع المجرم الصهيوني.

واستنكر إعطاء مجموعة إذونات لعدد من الإنزالات الشكلية، والتي جرى الجزء الأكبر منها إنزاله في البحر، والباقي في مناطق جنوب الوسط؛ وجنوب القطاع؛ يعني بعيدا عن مناطق المجاعة الأكبر والأعنف.

وسخر أبو طاقية، قائلا: "شكرا لمن يحمي الحدود ويواصل الضحك على ذاته وعلى شعبه بمسرحيات إنزال شكلية وأقل.. إن كان الواقع -أتمنى ذلك من قلبي- عكس ذلك لينزل غدا كميات كافية في ساحات معسكر جباليا وميدان السرايا في مدينة غزة".

وتهكم بالقول: "شكرا لمن يمارس وقاحة / مسرحية الإنزال، بعد أن أغلق المعبر، وشغله بمبالغ ونظام ابتزاز حقير، يجبر فيه المؤسسات الإنسانية والإغاثية على دفع مبالغ طائلة علها تدخل شاحنات المساعدات لغزة، أو لتبقى في صفوف آلاف الشاحنات التي تنتظر عند المعبر من الجانب الفرعوني.

ودعا الباحث مأمون فندي، من له شاحنة واقفة أمام معبر رفح ليأخذها، قائلا: "تحسب الشاحنة على أهل غزة عندما تصلهم، أما شاحنة مشلولة أمام المعبر فما هي إلا نصب تذكاري يرمز لعجز الدولة المرسلة ، فكل من له شاحنة واقفة فهو عاجز".

وفي المقابل، قال الناشط أدهم أبو سلمية، إن كل جهد إغاثي لغزة هو مقدر ومشكور، لكن كان المأمول من الأشقاء في الأردن ما هو أكبر من ذلك بكثير.

وأشار إلى أن عملية الإنزال تمت للأسف في الوسطى والجنوب وبعضها في البحر وليس في شمال غزة التي تتضور جوعا والتي أطلقت نداء غزة للأردن، وكان لديها أمل كبير في أشقائها.

وأضاف أبو سلمية، أن عمليات الإنزال الجوي يجب أن تكون وجهتها شمال غزة وليس جنوبها حيث يمكن إدخال المزيد من شاحنات الإغاثة لو أرادت مصر أن تفعل ذلك.

الكلمات المفتاحية