عام على حرب عسكر السودان.. معارك وجوع ونزوح ومستقبل مجهول
"في سنة واحدة حرب ودمار وآلاف القتلى وملايين المشردين والنازحين"
في الذكرى الأولى لحرب السودان المستعرة بين الجيش السوداني برئاسة عبدالفتاح البرهان، ومليشيا "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، سلط ناشطون على منصة "إكس" الضوء على المعاناة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها السودان.
الحرب التي بدأت في 15 أبريل/نيسان 2023، انطلقت شرارتها الأولى في العاصمة الخرطوم وامتدت لأرجاء البلاد كافة عقب تفاقم الخلافات بين الجيش وحليفه السابق المتمثل في الدعم السريع، مخلفة أكثر من 14 ألف قتيل، و18 مليون جائع و8.5 ملايين مشرد -وفق الأمم المتحدة-.
الناشطون أكدوا أن أوضاع السودانيين تزداد سواء بسبب الحرب والانتهاكات مستمرة من طرفي الصراع، مشيرين إلى أن الشعب هو المتضرر الوحيد الذي يدفع ثمن زعزعة استقرار البلد التي تجرى بدعم خليجي ووسط عجز دولي غير مسبوق، بينما يتربح "أمراء الحروب".
وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #انقذوا_السودان، #لا_للحرب_فى_السودان، #لا_للحرب، #عام_لحرب_الدمار، وغيرها، طالبوا بوقف كامل للحرب والبحث عن سبل للتفاوض وتحقيق السلام، وتمنوا أن تضع الحرب أوزارها.
وتداول ناشطون تصريحات لنقيب الصحفيين السودانيين، عبدالمنعم أبو إدريس، قال فيها "بعد عام من القتل والتشريد والتجويع، فلتصمت هذه البنادق حالا حقنا لدماء أبناء وبنات السودان"، لافتين إلى أن "السودان يشهد أكبر موجات نزوح في العالم منذ بداية الحرب".
عام أليم
وتفاعلا مع الحدث، قال محمود فاروق عبدالحليم، إن "15 أبريل/نيسان 2023، تاريخ أليم وقاس جدا على كل مواطن سوداني، ففي هذا اليوم قبل عام اندلعت الحرب في السودان الحبيب، والتي نأمل أن تقف سريعا وينعم السودانيون بوطن جميل وحياة مزدهرة".
وأوضح الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، أن حرب السودان كلفت 150 مليارا، وعشرات الآلاف من القتلى، قائلا: "لعن الله من أشعلها".
ونقل الكاتب جامر عبدالرحيم، عن مسؤول في وزارة المالية السودانية قوله لموقع "الجزيرة نت" إن نسبة إيرادات الدولة انخفضت بنسبة 85 بالمئة مع مضي سنة كاملة من القتال، ويتوقع ارتفاع مؤشر الفقر في البلاد إلى أكثر من 90 بالمئة بعد فقدان الموظفين والعمال وظائفهم.
وأشار المغرد أمجد، إلى "مرور عام كامل من الدمار والقتل والتشرد والنهب والنزوح، وفقد لأبسط مقومات الحياة، وبداية تمرد مليشيا الدعم السريع على المواطن الأعزل، وويلات الحرب".
ولفت الصحفي أسامة فرج، إلى أن "عاما من الحرب أدت إلى نزوح أكثر من 8.5 ملايين شخص من ديارهم، مما خلق أكبر أزمة نزوح في العالم حيث يكافح الكثيرون من أجل الهروب إلى البلدان المجاورة مع مشاكل خاصة بهم".
مصير مجهول
وإعرابا عن الغضب من الغموض الذي يحاط بحرب السودان ومآلها، قال أحد المغردين، إن "الواضح أنها أكثر الحروب تعقيدا والسبب يرجع للغموض وكتم الحقائق، لذلك ولهذه اللحظة ليس هناك أي جهة رسمية أصدرت معلومة حقيقية سواء كانت من الجيش ولا الدعم السريع"، متسائلا: "من وجهة نظرك كمواطن هل وضحت لك الشكل الحالي للحرب أو مازلت تنتظر الأخبار؟".
وأشار المغرد محمد، إلى "مرور عام من الحرب والفجائع والموت والخراب والضياع والدمار والسلب والنهب وترويع الآمنين والخراب والتشريد والتهجير والنزوح، عام سالت فيه دموع الرجال"، مؤكدا أن "المصير مازال المجهول لوطننا".
وأشارت إنصاف الحسن، إلى أن "السودان شهد سنة حرب ودمار، وآلاف القتلى، وملايين المشردين، والنازحين".
ووصف شهاب علي، اليوم بأنه "مشؤوم على السودان"، لافتا إلى أن "الحرب أدت إلى سقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من 5 ملايين شخص".
وأشار المغرد سامح، إلى "مرور عام كامل من القتال ولا حسم عسكريا ولا سياسيا مع توسع نطاق المواجهات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، وتضاعف أعداد النازحين واللاجئين والأوضاع الإنسانية والاقتصادية من سيئ لأسوء وتهميش سياسي دولي وإعلامي".
بداية الحرب
وعن بداية شرارة الحرب في السودان، أوضح الصحفي يوسف النعمة، أنها "كانت في 15 أبريل باشتباكات باتجاه حي الكلاكلات والمدينة الرياضية والأزهري"، لافتا إلى "اكتمال عام وتستمر حرب السودان قتل وتشريد واغتصاب وإبادة".
وأعادت بنت خليفة، نشر تغريدة عرضتها في 12 أبريل/نيسان 2023 لفيديو يوثق وصول مليشيا من الدعم السريع لمدينة مروي في الولاية الشمالية، موضحة أنها بداية اندلاع شرارة الحرب بـ"احتلال مليشيا الدعم الإرهابية لمطار مروي".
وقال أحد المغردين، إن "في هذا اليوم قبل عام أشعلت مليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي - قحت ما يعرف حاليا بتقدم-، حربا ضد الدولة، ساعدهم في ذلك الكثير والكثير من الخونة في القوات المسلحة وتم تدمير السودان وتشريد أهله في دول الجوار".
وكتب المغرد أيمن: "عام على بداية الحرب في السودان بإطلاق الدعم السريع الرصاصات الأولى، والضربات الاستباقية بتاريخ 8 و12 و14 أبريل 2023 (رغم بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة بتاريخ 13 أبريل والذي حذرهم وأعطاهم مهلة ولكن تمادوا)".
وقف الحرب
وتحت عنوان: "الحرب في السودان: بعد مرور عام على بدايتها، كيف نوقف الحرب؟"، طرح المهندس عبدالماجد كبر، 3 احتمالات لوقف الحرب، أولها انتصار الجيش القومي عسكريا، مؤكدا أن هذا أقرب الحلول من الناحية العسكرية إلا أنه صعب الحدوث ما لم تغير قيادات الجيش القومي خططها العسكرية.
وأضاف أن الاحتمال الثاني هو انتصار مليشيا الدعم السريع عسكريا، وهو يعد من أصعب الحلول وذلك لقلة الجنود لدى المليشيا والذي يمكنهم من الانتشار في جميع أنحاء السودان بالإضافة إلى القيام بدور الشرطة لتأمين مناطق سيطرتهم.
وأوضح كبر، أن الاحتمال الثالث عقد اتفاق بين الجيش القومي ومليشيا الدعم السريع، وهو الحل الذي يسعى له المجتمع الدولي والقوى السياسية المدنية، ولكن يعد أقل الحلول احتمالا، لأسباب عدة منها انشغال المجتمع الدولي بقضايا أخرى وعدم وجود وسيلة ضغط فعالة تشجع قادة الجيش أو مليشيا الدعم للجلوس في طاولة المفاوضات.
وأكد أنه "لا تلوح في الأفق بوادر أي نصر عسكري للجيش أو للمليشيات، فقد شهدت الحرب تجاوزات عديدة للقانون الدولي وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية ارتكبتها مليشيا الدعم السريع وخاصة في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور".
وقالت الصحفية زاهية باهر: "حان الوقت لتكثيف الجهود الدولية والأولوية لوقف الحرب العبثية والعنف ووقف معاناة المواطن واغتصاب حرائر الوطن".
وأضافت: "لابد من توحيد الجهود للدعم اللوجستي وتقديم المساعدات الحيوية، لا نستطيع أن نتجاهل المأساة في السودان.. النزاع المستمر وتسبب في معاناة إنسانية هائلة، بما في ذلك فقدان الأرواح والتهجير القسري".
وأشارت منظمة "دعم دارفور"، إلى أن "اليوم 15 أبريل 2024 يصادف مرور عام على الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع، ولا تزال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين من طرفي النزاع".
ودعت طرفي الحرب إلى وقفها والدخول في مفاوضات مباشرة، مؤكدة عدم وجود حل عسكري للصراع في السودان.
ولفت المغرد رحمي، إلى أن "اليوم اكتملت عامها الأول منذُ بدء الحرب العبثية ومازال البعض يشجع ويستثمر فيها وتركوا المواطن يدفع ضرائبها...!"، قائلا: "لذلك يجب أن تتوقف هذه الحرب بأي شكل من الأشكال ويلجأ المتحاربون إلى الحوار التفاوضي السياسي، وإلا انتهى شيء اسمهُ السودان".
وأكد مغرد بحساب "عايد روس"، أن "وقف الحرب هو الخيار المنطقي الوحيد للوطنيين من أبناء السودان"، قائلا إن "صيانة حاضر السودان ومستقبله مرهون برمي خلافاتنا جانبا وصياغة اتفاقية سلام جاد".
وأضاف أن ذلك "هو المسار الوحيد المنطقي والجاد للخروج من النفق المظلم".
وتحدث محمد عبدالرحمن، عن وجوب التركيز على وقف الحرب وذلك بالكف عن إرسال السلاح وبالتحديد دولة الإمارات التي تدعم المليشيا بشكل مباشر، وكذلك رفع الغطاء السياسي عنهم، وإزالة التناقضات والنفاق السياسي قبل التفكير في إعادة الإعمار، قائلا إن "غير ذلك نفاق سياسي".