تصدع داخلي وعزلة دولية.. قراءات متباينة للاستقالات بمجلس الحرب الإسرائيلي

12

طباعة

مشاركة

بعد 24 ساعة من مجزرة النصيرات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي لتحرير 4 من أسراه في محاولة لاستعادة "الهيبة والترويج لانتصارات وهمية"، أعلن 3 وزراء إسرائيليين استقالتهم من مجلس الحرب، وشنوا هجوما حادا على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، أعلن مساء 9 يونيو/حزيران 2024، استقالته من حكومة الطوارئ التي شكلها نتنياهو في أعقاب العدوان.

وقال غانتس إن "إسرائيل تحتاج إلى انتصار حقيقي، والخروج من الحكومة قرار معقد ومؤلم، وإن الانتصار الحقيقي والواقعي أن نكون مع الولايات المتحدة والعالم في الوصول إلى صفقة"، مشيرا إلى أن "نتنياهو يمنع الانتصار الحقيقي".

واتهم غانتس، نتنياهو بـ"عرقلة قرارات إستراتيجية مهمة لحسابات سياسية"، ودعاه للتوجه إلى "إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق، وحكومة وحدة وطنية صهيونية حقيقية".

كما قدم عضو مجلس الحرب، غادي آيزنكوت، استقالته من مجلس الحرب، وشن هجوما على نتنياهو بسبب القرارات التي يتخذها في العدوان على غزة، قائلا في رسالة لنتنياهو: "تجنب اتخاذ قرارات حاسمة تضر بالوضع الإستراتيجي والأمن القومي لإسرائيل".

وفي أعقاب استقالة الوزيرين في مجلس الحرب، قدّم الوزير حيلي تروبير من حزب معسكر الدولة استقالته من الحكومة.

وأعلن قائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد، استقالته من منصبه، موضحا أنها "بسبب فشله" في مهمة حماية المستوطنات المحاذية للقطاع، خلال معركة طوفان الأقصى، داعيا الجميع أن يتحملوا مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر".

وأعرب ناشطون على منصة "إكس" عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غانتس، عن سعادتهم بتفكك مجلس الحرب، وعدوه بمثابة "إعلان هزيمة ودليل على تصدع الكيان وضعفه حتى بات بلا جنرالات حرب في أتون الحرب".

ورأوا أن إعلان أعضاء مجلس الحرب استقالاتهم أفسدت نشوة نتنياهو بتحرير المحتجزين الإسرائيليين الأربعة لدى المقاومة الفلسطينية، التي حاول استخدامهم كورقة لاستعادة هيبته وهيبة جيشه التي كسرتها المقاومة عسكريا وميدانيا واستخباراتيا على مدار أشهر.

وأكد ناشطون أن الكيان الإسرائيلي يتصدع وبشروا بأن مصيره إلى الزوال، مع تسليط الضوء على دور واشنطن في دفع أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي إلى الاستقالة، وملمحين إلى احتمالية تحريك الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن لـ"انقلاب سياسي على نتنياهو".

تخريب النشوة 

وتأكيدا على أن الاستقالات المتتالية لأعضاء مجلس الحرب خربت النشوة العابرة بتحرير الأسرى من يد المقاومة، قال الكاتب سعيد الحاج: "مرت ساعات النشوة (الحقيقية والمفتعلة) في دولة الاحتلال بعد عملية أمس، وعادت وعدنا للحقائق".

ورصد عددا من الحقائق منها أن "العملية رغم المجزرة كان فيها مناحي فشل وخسائر وثمن (فيديو القسام)، والتصريحات عديدة داخل إسرائيل تقلل من قيمة ما حصل وتدعو لصفقة، واستقالة غانتس التي تضعف الحكومة وإن لم تسقطها مباشرة".

ورأت الصحفية والمذيعة إليسا أبي عيسى، أن "من أهم ما نتج عن استقالة غانتس أنها نسفت كل محاولة نتنياهو تصوير عملية النصيرات واستعادة الأسرى الأربعة من غزة على أنها إنجاز يحتم استمرار الحرب بدل الذهاب نحو صفقة تبادل".

وقال العقيد حسام حمودة، إن استقالة غانتس "دليل على أن مجزرة النصيرات لم تكن انتصارا للعدو الإسرائيلي، بل هزيمة بدأت في تفكيك العدو".

وأكد أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، أن "كتائب القسام خرّبت الانتصار الدموي الوحشي المكلف لنتنياهو وعصابة اليمين الفاشي بعد إبادة وإصابة 1000 فلسطيني بينهم 300 شهيد، في مخيم النصيرات في واحدة من أبشع مجازر حرب الصهاينة لإنقاذ 4 رهائن على قيد الحياة بدعم وإسناد استخباراتي ولوجستي أميركي-بريطاني الشركاء والمتواطئين مع الصهاينة".

وأشاد بإعلان القسام في فيديو يضرب معنويات الصهاينة بحرب نفسية ذكية أن "قواتكم حررت بعض الرهائن وقتلت 3 رهائن في طريق تحرير رهائنهم وقتل قائد فريق الإنقاذ!!"، قائلا: "وفوقها استقال اليوم وزيران في حكومة الحرب غانتس وايزنكوت، والعميد روزنفيلد قائد فرقة غزة!! لفشله في حماية منطقة غلاف غزة"؛ وبشر بأن الأسوأ قادم.

دور واشنطن

وفي قراءة لاستقالات المسؤولين الإسرائيليين ودور واشنطن، لخص القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، مشكلة غانتيس، في أنه "تافه"، مشيرا إلى أن "مجلس الحرب الذي يعرف كل شيء لا يقرر والكابينيت الموسع الذي يقرر لا يعرف شيئا".

وقال: "بني غانتس في مجلس الحرب ذيل (دهنية) الخروف، لم يؤثر على المسارات الحقيقية، وفي المعارضة بعد الانسحاب هذه الليلة سيكون ذيل (دهنية) الخروف لن يصل سقف خطابه مستوى خطاب لبيد وليبرمان في مواجهة نتنياهو وحكومته".

وأكد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن استقالة غانتس وآيزنكوت "جاءت بناء على أوامر وترتيبات أميركية، وقد يتجه نتنياهو لقرارات أصعب وأخطر في المرحلة القادمة، كردة فعل فهو في حالة حرب داخلية".

وقال إن "استقالة الاثنين تقلل من احتمالية أن يكون الكيان على موعد قريب مع تصعيد كبير على جبهة الشمال، إلا أن آيزنكوت كان تحديدا من أكثر رافضي شن حرب كبرى ضد لبنان في أكتوبر 2023 وحاول تجنب التصعيد".

وأضاف المدهون، أن "نتنياهو مازال قادرا على الاستمرار في الحكومة وباعتقادي أن مجلس الحرب الذي أسسته الولايات المتحدة فشل بمهمته واليوم ليس أمامنا إلا حكومة التطرف الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو وبن غفير".

وتابع: "عسكريا آزينكوت أهم من غانتس فهو كجنرال عسكري يتمتع بخبرات أعمق وأكثر تجربة من غانتس المتسم بالفشل والمعروف في المجتمع الإسرائيلي بالتردد، ويحاول لعب دور المهندس من وراء الستار، ولا شك أن استقالته أهم من غانتس عسكريا وتأثيرها سيكون أكبر على مستقبل الحرب وأداء الحكومة".

وأوضح الباحث معاذ حمزة، أن "غانتس هو حلقة وصل مهمة مع الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "مجلس الحرب تم تأسيسه من قبل بايدن وبمباركته، ولذلك انسحاب غانتس يعني مشكلة كبيرة جدا في صورة قيادة الحرب السياسية".

وأكد المحلل السياسي محمد الأخرس، أن "السابع من أكتوبر خلق أزمة بنيوية داخل النظام السياسي الإسرائيلي لن تشفى منها؛ وألحقت بدولة الاحتلال هزيمة إستراتيجية لا انفكاك عنها"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة حاولت إنقاذ (إسرائيل) من نفسها عبر غانتس وايزنكوت ومن خلال إيجاد مسارات سياسية بديلة، وفشلت أمام محاولة إسرائيل الإضرار بنفسها".

وقالت خديجة أبو خضرة، إن استقالة بني غانتس تظهر التوترات المتزايدة بينه وبين نتنياهو، وكذلك دور الولايات المتحدة في الشؤون الإسرائيلية، مشيرة إلى أن غانتس، الذي انضم إلى حكومة الطوارئ، قام بزيارة غير مصرح بها إلى واشنطن، مما أثار غضب نتنياهو. 

وأوضحت أن هذه الزيارة "تركزت على مناقشة قضايا إنسانية وتهدئة النزاع في غزة، مع التركيز على صفقة إطلاق سراح الرهائن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع".

وأضافت أبو خضرة، أن "التقارير تشير إلى أن إدارة بايدن تفضل التعامل مع غانتس بدلا من نتنياهو، بسبب التوترات بين البيت الأبيض ونتنياهو في الأشهر الأخيرة"، لافتة إلى أن بعض المحللين يعتقدون أن واشنطن تراهن على غانتس كبديل محتمل لنتنياهو في المستقبل، خاصة أن غانتس يحظى بشعبية كبيرة في الاستطلاعات الأخيرة.

تفكك واضطراب

وتحت عنوان "الصراع الداخلي يتفاقم في إسرائيل"، نقل الصحفي أحمد منصور، عن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، قوله إن "الحكومة الوهمية الفاسدة فقدت شرعيتها برحيل غانتس وآيزنكوت".

وأشار إلى قول يعلون، إلى أن "الحكومة التي أدت لأسوأ فشل أمني في تاريخنا ليس لديها تفويض أو رغبة في خروجنا من الأزمة، والحكومة لا تستطيع اتخاذ قرار بشأن إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن".

ولفت منصور إلى "تأكيد يعلون، أن الحكومة لا تستطيع اتخاذ قرار بشأن إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، وأن الإسرائيليين سينزلون إلى الشوارع لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن من أجل إنقاذ البلاد من الدمار".

وقال منصور، في تعليقه على إعلان غانتس استقالته من حكومة الحرب، إن "التحالف الهش ينهار وإسرائيل ستنهار من الداخل"، مشيرا إلى إعلان الوزير حيلي تروبيز استقالته من الحكومة بعد غانتس وآيزنكوت وبذلك تكون استقالة الوزير الثالث من حكومة مجرمي الحرب في إسرائيل.

وأوضح السياسي أحمد رمضان، أن استقالة ممثلي الجناح العسكري في مجلس الحرب، غانتس وآيزنكوت وقائد فرقة غزة، في اليوم 247 من العدوان معترفين بالفشل في تحقيق الأهداف، وأن وعود نتنياهو فارغة، وهدفه البقاء في السلطة، ولا يملك رؤية للنصر كما وعد، أن "الجيش يقود انقلابا داخليا على نتنياهو وداعميه من اليمين المتطرف".

وأضاف أن "الاستقالات تعني أن نتنياهو لم يعد مستعدا للاستمرار في حرب بلا خطة، وقتل دون طائل، وتصعيد يضع إسرائيل في أزمة داخلية وعزلة دولية".

وذكر رمضان، أن "غانتس (رئيس أركان سابق 2011 - 2015) ساند نتنياهو في جرائمه في غزة، ودافع عن الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشه، ولكنه خسر سمعته، وقد تُوجَّه له من الجنائية الدولية تهمة المشاركة في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأضاف أن "آيزنكوت (رئيس أركان سابق 2015 - 2019) انسحب أيضا من مجلس الحرب، واتهم نتنياهو بعدم اتخاذ قرارات جادة لتحقيق أهداف الحرب التي فقد فيها نجله "غال" في ديسمبر كانون الأول 2023".

وأشار إلى أن قائد فرقة غزة الجنرال آفي روزنفيلد تبعهما في الاستقالة نتيجة الفشل في 7 أكتوبر، حيث نجحت المقاومة في مهاجمة 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة، وأسر عشرات الجنود والمستوطنين.

وأكد رمضان، أن "انسحاب العسكريين من حكومة الطوارئ يعني بقاء ممثلي الأحزاب المتشددة وشخصيات مدنية، لا يثق بها الجيش ولا الرأي العام خلال الحرب، وهو ما يعني مزيدا من الضغط على نتنياهو للتقدم نحو الأمام .. إما صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة".

وأوضح أن "كليهما خيار مرٌّ لليمين الذي يخشى فقدانه الأغلبية وخروجه من السلطة، مما يعني أنه سيُصبح تحت المساءلة عما حدث في 7 أكتوبر وما تلاه، وقد يكون قادته عُرضة لمحاكم محلية ودولية، مع نهاية وخيمة لعدد منهم، في مقدمتهم نتنياهو، الذي يكافح في أمتاره الأخيرة عن مستقبله السياسي.

وأكد المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن استقالة غانتس وآيزنكوت ليست قضية هامشية، مذكرا بأن حكومة الطوارئ تمّ تشكيها بعد 7 أكتوبر كي تعكس الوحدة الوطنية في مواجهة "تهديد وجودي".

وقال: "اليوم تأتي بعد 8 شهور من الحرب، وفي ظل إجماع على الفشل في تحقيق أهدافها وهُراء نتنياهو عن (النصر المطلق) تشرذم جبهة العدو جزء من ميزان المعركة.

وأوضح المحلل السياسي ياسين عز الدين، أن "استقالة غانتس ستزيد الصراع الداخلي اشتعالا لكنها لن تطيح بنتنياهو"، قائلا: "مخطئ من يظن أن نتنياهو سيرحل بسهولة، زعران الليكود والصهيونية الدينية مثل الزعماء العرب مستعدون لحرق (بلدهم) ولا أن يرحلوا".

ورأى محمد السنهاوي، أن خطوة استقالة الوزراء الإسرائيليين من مجلس الحرب "تعني تفكك مجلس الحرب بصورة ما"، قائلا "يبدو أن غانتس يمني النفس بانقلاب سياسي برعاية من إدارة بايدن، ونسأل الله أن يمكّنه منه".

وأضاف أن نتنياهو ذئب متمرس، وربما لديه بعض الحيل والمخارج.. لكن الله فوق الجميع غالب على أمره ويلطف بعباده.

وتمنى الباحث علي أبو رزق، أن "تكون استقالة غانتس خطوة أولى في انفراط العقد وعودة الفوضى لداخل الكيان"، قائلا: "صحيح أن نتنياهو ثعلب كبير ويمكنه امتصاص ارتداداتها الآنية، لكنها استقالة في لحظة حرب وجودية كما يسميها قادتهم، وسيكون لها كثير من التبعات إن لم يكن في الأيام التالية ففي الأسابيع والشهور المقبلة".

وأضاف: "في انتظار أن ينفرط عقد الدولة ككل وليس عقد الحكومة فقط، فالبقاء لأصحاب الأرض وأهل الإرادة الصلبة وللتيار الفلسطيني الذي يرفض فكرة الاعتراف بإسرائيل، والذي سترونه يكبر وينتشر ويتمدد…!".

وتساءل الباحث حسام شاكر: ماذا بقي من مقولة "معا ننتصر" التي رُفِعت شعارا مركزيا لحرب الإبادة؟ ماذا تبقى من "معا" بعد أن قفز غانتس وآيزينكوت من المركب المتأرجح؟، ولو كان الانتصار في الأفق هل كان الانشقاق عن الحكومة سيحدث؟".

وعد الاستقالة مؤشِّرا واضحا على تفاقم مأزق الحرب وعجز الاحتلال عن كسر شوكة غزة.

انكسار وهزيمة

وتأكيدا على أن الاستقالات بمثابة اعتراف بالهزيمة وتحويل الانتصار لإنكسار، أشار الصحفي ماهر جاويش، إلى أن "غانتس لم يمهل نتنياهو أكثر من يوم وأفسد عليه كل شيء بما فيها فرحته بتحرير الأسرى، وبعثر أوراقه وكل جهود نتنياهو في استيعابه وثنيه عن الاستقالة ذهبت أدراج الرياح".

ولفت إلى أن "قادة الاحتلال يزايدون على بعضهم البعض، والحقيقة أنها كرة لهب يتقاذفونها للهروب من جحيم الحرب"، مؤكدا أن "التهديد بالحسم عبر الشارع إرباك واستنزاف وإشغال يصب في مصلحة أهل غزة".

وأوضح جاويش، أن "غانتس غادر وهو مثقل بالجرائم والإبادة الجماعية التي ستلاحقه ولجنة التحقيق التي دعا لتشكيلها لن تستثنيه من المحاسبة فهو جزء من حكومة الحرب، والاستقالة لن تعفيه"، مؤكدا أن "تتوالى الاستقالات دومينو بأصوات تطرب لها الأذن واعتراف غانتس بالإخفاق والفشل مؤشر مهم، وفي المحصلة هذا شرخ قوي جدا في التوقيت والمضمون".

وكتب الباحث سعيد زياد: "استقال المجرم، مهزوما مدحورا، وعلى يديه دماء 50 ألف إنسان".

وأكد أن "استقالة غانتس بعد عملية النصيرات بيوم واحد تعني أن هذه العملية فاشلة، ولم يكن لها قيمة حقيقية، سواء عسكريا أو إستراتيجيا، وأنها مجرد حركة دعائية لنتنياهو"، قائلا: "لو أن غانتس يؤمن بجدوى العملية ونجاحها لما استقال، ولو كان مؤمنا بقدرة المركب الذي هو فيه على النجاة لما قفز منه خشية الغرق".

وأضاف: "يبدو أن حالة النشوة الحمقاء بالعملية قد تم القضاء عليها تماما، عبر فيديو القسام، ثم استقالة غانتس".

ورأى أن أهم ما في الاستقالة أن الهزيمة العسكرية هي التي خلقتها، وأنه لولا انتصار المقاومة وثباتها لما انفرط عقد قيادة إسرائيل، مؤكدا أن المقاومة من هزمتهم في غلاف غزة، وفي قلب غزة، وفي قلب تل أبيب.

وقال أيسر: "بدأ العقد الإسرائيلي ينفك وتفرط أولى حبّاته.. غانتس.. ايزنكوت.. قائد فرقة غزة، الحبل على الجرار وقبلها جاء بيان حماس …قتل ثلاثة أسرى.."، معربا عن سعادته بتحول فرح النتن إلى مأتم.

وأجاب أحمد عايض أحمد، على تساؤل: "ماذا تعني استقالة وزراء حكومة المجرم نتنياهو أبرزها استقالة غانتس وايزنكوت؟، موضحا أنها تعني الهزيمة في هذه الحرب لا مفر منها، وأن استمرار الحرب تمزق إسرائيل داخليا، وأن القيادة فاشلة، والاحتلال في عزلة عالمية، وخسائر الجيش كارثية، واستحالة إعادة الأسرى عسكريا، وسفينة نتنياهو تغرق، ومقاومة غزة انتصرت.

وعد سعد التركماني، استقالة غانتس، “بمثابة هزيمة الكيان الصهيوني والتنصل من مسؤولية الهزيمة”.

وقال المذيع بقناة الجزيرة جمال ريان، إن خروج بني غانتس من مجلس الحرب دليل على فشل نتنياهو في تحقيق اهداف الحرب وهي، القضاء على المقاومة، واستعادة الأسرى، وتهجير الفلسطينيين، موضحا أن ذلك يعني خروج المعارضة من الحكومة، وترك نتنياهو عالقا في وحل غزة.

وأوضح أن خيارات نتنياهو الآن، تأسيس مجلس حرب جديد، أو تصعيد الحرب مع لبنان.