اجتماع "صيغة موسكو" السادس.. لماذا يعد الأكثر أهمية لطالبان؟

a month ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة أفغانية الضوء على الاجتماع السادس لـ "صيغة موسكو"، بمشاركة ممثلين من عدة دول إقليمية مثل روسيا وإيران والصين وباكستان، لمناقشة التهديدات الأمنية الناجمة عن "الجماعات الإرهابية" في أفغانستان. 

وأكد المشاركون خلال الاجتماع الذي عقد في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان ذاتية الحكم التابعة لروسيا في 29 سبتمبر/أيلول 2024، على أن "الجماعات الإرهابية المتمركزة في أفغانستان تشكل تهديدا كبيرا للأمن العالمي والإقليمي"، وفق صحيفة “8 صبح”.

وجرى الاجتماع الأول لـ "صيغة موسكو" لحل النزاع الأفغاني، في 14 أبريل/ نيسان 2017، بمشاركة نواب وزراء الخارجية والممثلين الخاصين لـ 11 دولة.

وهم روسيا وأفغانستان والصين وباكستان وإيران والهند وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان.

وبدوره، يمتنع الجانب الأميركي عن المشاركة في هذه الاجتماعات، بحجة عدم وجود إستراتيجية للعمل في أفغانستان.

مواجهة الخطر 

وعُقد الاجتماع الأخير بمشاركة ممثلين من دول روسيا والهند وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان والصين وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان في موسكو. 

وهنا، تنوه الصحيفة أنه "لم يُدعَ أي ممثلين عن الشخصيات السياسية من الحكومة الأفغانية السابقة أو الجبهات العسكرية المناهضة لطالبان لحضور هذا الاجتماع".

ونقلا عن البيان الختامي للاجتماع، تشير إلى أن المشاركين "أكدوا بالإجماع دعمهم لتطوير أفغانستان كدولة مستقلة وموحدة ومسالمة". 

كما أعربوا عن استعدادهم لـ "مساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب والمخدرات".

ووفق البيان، أبدت هذه الدول أيضا قلقها العميق إزاء الوضع الأمني في أفغانستان ووجود الجماعات الإرهابية تحت حكم طالبان.

وأكدت أن "جميع الجماعات الإرهابية والانفصالية الموجودة في أفغانستان لا تزال تشكل تهديدا خطيرا للأمن العالمي والإقليمي". 

بالإضافة إلى ذلك، تلفت "8 صبح" إلى أن المشاركين في الاجتماع أعربوا عن اهتمامهم بتطوير مشاريع البنية التحتية الإقليمية في أفغانستان، مؤكدين على "الطبيعة الواعدة للتبادلات الاقتصادية والتجارية والتعاون الاستثماري مع كابول". 

كما أشاروا إلى أهمية المساعدات الإنسانية الدولية لأفغانستان، مشددين على أنه "لا ينبغي أن تكون ذات دوافع سياسية".

إجراءات ملموسة

وبحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية، أبدى المشاركون في الاجتماع قلقهم العميق إزاء الوضع الأمني في أفغانستان.

وبتسليطهم الضوء على جميع الجماعات الإرهابية والانفصالية الموجودة في أفغانستان، دعت الدول في الاجتماع إلى "تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وبذل الجهود الثنائية ومتعددة الأطراف". 

ومن خلال تأكيد المشاركين على ضرورة اتخاذ تدابير شاملة للتعامل مع مظاهر وأسباب الإرهاب واقتلاعه في مراحله المبكرة، طالب أعضاء الاجتماع طالبان بـ "اتخاذ إجراءات ملموسة وقابلة للتحقق في هذا الصدد".

وجاء في البيان كذلك أن "مكافحة الإرهاب والقضاء على جميع الجماعات الإرهابية يجب أن يتم بالتساوي وبدون تمييز، وأن يُمنع استخدام أفغانستان ضد جيرانها أو المنطقة أو ما وراءها".

وبخلاف ذلك، تذكر الصحيفة أن ممثلي الأعضاء أكدوا أهمية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وتعزيز التعاون الاستثماري بين أفغانستان ودول المنطقة.

 وذلك بالتوازي مع التركيز على تعزيز التقدم المستدام في مجالات الرعاية الصحية والقضاء على الفقر والزراعة والوقاية من الكوارث الطبيعية. 

علاوة على ذلك، أشار الاجتماع إلى "ضرورة دعم الحقوق الأساسية ومصالح جميع الشعب الأفغاني، بما في ذلك النساء وجميع الأعراق"، مع التأكيد على "مواصلة الجهود لضمان مصالح الشعب الأفغاني".

وعلى جانب آخر، طالب المشاركون طالبان بـ "توفير الظروف اللازمة لتحسين رفاهية الشعب وتوفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين". 

كما أعربوا عن شكرهم لإيران وباكستان والدول المجاورة الأخرى لاستضافتهم ملايين اللاجئين الأفغان.

رفع العقوبات 

وفي كلمته خلال الاجتماع، ذكر القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة طالبان "أمير خان متقي"، أن تنظيم الدولة تمكن من إنشاء مراكز للتجهيز والتدريب خارج حدود أفغانستان، وهو أمر يثير قلقهم. 

وفي هذا الصدد، طالب دول المنطقة ألا تسمح لتنظيم الدولة بتجنيد مواطنيها وإرسالهم إلى أفغانستان أو دول أخرى لأغراض تدميرية.

كما أشار متقي إلى أن اجتماع "صيغة موسكو" أتاح -قبل سيطرة طالبان على أفغانستان- مجالا للحوار مع دول المنطقة وخارجها. 

ومن جهته، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن جماعات إرهابية مختلفة مازالت موجودة في أفغانستان وتشن هجمات خارج البلاد، مطالبا بـ "ضرورة مساعدة كابول في مكافحة الإرهاب".

ودعا الدول الغربية إلى "رفع العقوبات المفروضة على طالبان وتحمل المسؤولية عن إعادة إعمار هذا البلد الذي دمرته عقود من الحرب وإعادة الأصول المالية لكابول". 

وأضاف أن "روسيا تؤمن بأهمية استمرار الحوار مع حكام أفغانستان الحاليين من خلال نهج عملي".

وأكد أن "إعادة البنية التحتية العسكرية لدول أخرى إلى أفغانستان أو إنشاء منشآت عسكرية جديدة هناك أمر غير مقبول". 

وأشار إلى أن "التجارب التاريخية أظهرت أن التدخل العسكري من قبل القوى الأجنبية يؤدي فقط إلى تفاقم المشكلات في المنطقة". 

وفي غضون ذلك، تنقل صحيفة "8 صبح" تصريح رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكساندر بورتنيكوف، بأن "العمل على إزالة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية في روسيا قد وصل إلى مراحله النهائية".

الحل العسكري

ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها أن المشاركين في الاجتماع أعربوا بوضوح عن قلقهم بشأن تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.

كما تطرقوا إلى التهديدات التي تواجهها الدول المجاورة لأفغانستان، خاصة تلك التي تكبدت أكبر الأضرار من الصراعات في كابول. 

وأكدت البعثة الباكستانية في الاجتماع أن "جميع أصحاب المصلحة يتحملون مسؤولية مشتركة في تهيئة الظروف المواتية لعملية سلام مثمرة"، مشددة على أنه "لا يوجد حل عسكري لمشكلة أفغانستان". 

ووفقا لباكستان، فإن "الحل السياسي وحده، الذي يكون مدركا تماما للمكونات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية الصعبة في أفغانستان، يمكن أن يعيد السلام إلى البلاد"، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

وإلى جانب ذلك، فإن معالجة الوضع الإنساني وتشكيل حكومة شاملة وتمثيلية والجهود المنسقة لمكافحة الإرهاب وضمان الأمن الإقليمي هي "من أولويات الهند فيما يتعلق بأفغانستان"، بحسب تقارير إعلامية هندية. 

ووفقا لما تنقله الصحيفة عن بعض التقارير، فقد أكد ممثل الهند في اجتماع "صيغة موسكو" على أهمية هذه القضايا.