تحذير من توريط إيران في حرب خطيرة.. ما احتمالات تخلي طهران عن دعم الحوثيين؟

“الوضع يتعقد شيئا فشيئا"
دعوات إيرانية متزايدة لكسر التحالف الكبير مع “الحوثيين” في اليمن، وتخفيف الدعم السياسي والعسكري بدعوى تأثير هجماتهم على مباحثات "الاتفاق النووي".
ونشرت صحيفة "ستاره صبح" الإيرانية، نص رسالة تحذيرية شديدة اللهجة من المتحدث السابق باسم حكومة الإصلاحيين الإيرانية، عبدالله رمضان زاده، موجهة إلى الرئيس مسعود بزشكيان.
ورأى أن "تصرفات الحوثيين في اليمن قد تزج بإيران في مواجهة عسكرية إقليمية خطيرة، خصوصا مع تصاعد مؤشرات تحميل طهران مسؤولية التصعيد في المنطقة من قبل أطراف دولية".
صراع إقليمي
وشدد رمضان زاده في رسالته على أن البلاد “باتت في قلب الأزمة، سواء اعترفت بدورها أم لا”.
ودعا إلى “تغليب الحلول السياسية على الانخراط غير المباشر في حرب قد تُفرض على الداخل الإيراني في لحظة حرجة”.
ولفت المتحدث السابق إلى أن "الحوثيين بصدد التحول إلى عنصر حاسم في مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة من جهة، وفي دفع طهران نحو صراع عسكري إقليمي من جهة أخرى".
وقال رمضان زاده: إن "الوضع أصبح اليوم على نحو لم يعد فيه مهما التساؤل حول كيف سقطت المقاتلة الأميركية (F-18) في البحر، أو لماذا لم تتمكن الأنظمة الدفاعية المتقدمة في إسرائيل من اعتراض صواريخ الحوثيين الفرط صوتية، أو إلى متى سيستمر القصف الأميركي الممنهج للبنية التحتية في اليمن".
ومن وجهة نظره، المسألة الأهم هي أن هذه الأحداث -سواء كانت سقوط الطائرة متعمدا أو أن إسرائيل لم تعترض الصواريخ عمدا أو أن الحوثيين بالفعل هم من قاموا بها- "كلها تُنسب إلى إيران".
وبالإشارة إلى تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتصريحات وزير دفاعه بيت هيغسيث بشأن تحميل إيران مسؤولية ما يحدث في اليمن، بالإضافة إلى تأجيل المفاوضات النووية والمواقف المتشددة لترامب تجاه الملف النووي، وصولا إلى استهداف مطار بن غوريون، يستنكر المتحدث السابق أن "إيران تُحمل مسؤوليتها جميعا".
وفي 6 مايو/أيار 2025، تحطمت مقاتلة من طراز (F-18) في البحر الأحمر، بعد فشل نظام التوقيف أثناء محاولة هبوط على متن الحاملة.
وأعلن الحوثيون في 9 مايو استهداف مطار بن غوريون بصاروخ "فرط صوتي"، في عملية قالت إنها تأتي "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ورفضا للإبادة الإسرائيلية في غزة".
ومنتصف مارس/ آذار 2025، استأنف الحوثيون استهداف مواقع داخل إسرائيل وسفن متجهة إليها عبر البحر الأحمر، ردا على استئناف الاحتلال إبادة غزة.
فيما تعرض اليمن لعدوان أميركي مكثف، عبر شن أكثر من 1712 غارة وضربة بحرية، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين.
مواجهة خطيرة
ومن جهة أخرى، لفت رمضان زاده النظر في رسالته إلى الخلاف الأخير بين الهند وباكستان.
وقال إنه "في الأزمات، لا يكون (اختلاف الروايات) أو (الاعتراف أو عدم الاعتراف بالمسؤولية) هو الأهم، بل الأهم هو ما يحدث نتيجة لهذه الأحداث".
وبحسب ما ورد في الرسالة، فإنه لهذا السبب، قررت الرئاسة الإيرانية- في تلك الأزمة- إرسال وزير الخارجية عباس عراقجي إلى إسلام آباد ونيودلهي للمساهمة في نزع فتيل التوتر بين الجانبين.
وشدد المتحدث السابق على أن الوضع ذاته يتكرر بالنسبة لإيران، بصرف النظر عن صحة أو كذب الروايات.
وفي رأيه، فإن “الوضع يتعقد شيئا فشيئا، وإيران -سواء أرادت أم لم ترد- تنزلق نحو مواجهة خطرة جديدة”.
وفي 7 مايو 2025، اندلعت اشتباكات بين باكستان والهند بعد شن الأخيرة هجمات صاروخية على الأراضي الباكستانية ومنطقة "آزاد كشمير" التي تسيطر عليها إسلام آباد، وذلك عقب هجوم إرهابي بمنطقة "فاهالغام" في 22 أبريل، ما أسفر عن 26 قتيلا.
وبالقول إن "المفاوضات مع أميركا ربما لم تعد أولوية إيران القصوى"، أوضح رمضان زاده أن "تجنب السقوط في فخ مواجهة عسكرية جديدة بات هو ما يجب أن يُعد أولوية السياسة الخارجية".
وفي هذا الصدد، قال رمضان زاده في رسالته: "ومن هذا المنطلق، فإن الشعب من جهة، ومتطلبات الأمن القومي من جهة أخرى، يفرضان عليكم -كرئيس للجمهورية- العمل بجدية على منع البلاد من الانزلاق إلى صراع جديد".
واستطرد: "خاصة عندما يكون مصدرَ هذا الصراع الحوثيون، الذين تقولون ويُقال إنهم لا يرتبطون بإيران ويعملون بشكل مستقل".
واختتم رمضان زاده رسالته بالتذكير أن "الشيء الوحيد المتبقي من الوعود الانتخابية هو منع انزلاق البلاد إلى أتون حرب جديدة".
واستؤنفت المحادثات بين طهران وواشنطن، في 12 أبريل/ نيسان 2025 بعد أن أرسل ترامب رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، دعاه فيها إلى بدء مفاوضات نووية جديدة، وهدد ضمنيا باستخدام القوة.