وصول طائرة روسية إلى الشرق الأوسط.. هل ترغب موسكو في مواجهة واشنطن؟

منذ ٦ أشهر

12

طباعة

مشاركة

تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بعد هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل؛ حيث أطلقت طهران عددا من الصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية. 

وفي خضم هذا التصعيد، أشارت صحيفة "سوهو" الصينية إلى وصول طائرة روسية إلى الشرق الأوسط (دون تحديد الدولة)، مما يثير تساؤلات حول دور موسكو في الصراع القائم.

وتناولت الصحيفة تأكيد إيران على أنها "مستعدة للرد بشكل حاسم على أي هجوم إسرائيلي يستهدف منشآتها النووية".

عداء عميق 

وذكرت "سوهو" أنه في مساء 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، شنت إيران هجوما صاروخيا واسع النطاق على إسرائيل. 

وبحسب وصفها للمشهد، دوت صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة وعملت أنظمة الدفاع الجوي بكامل طاقتها لصد هذا الهجوم. 

وفي ذلك الوقت، صرحت إيران بأن "صواريخها استهدفت ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية حول تل أبيب". 

من جانبه، قال الحرس الثوري الإيراني في بيان إن "العملية أصابت المركز العسكري الإستراتيجي على الأراضي المحتلة بنجاح، وإن بعض قواعد القوات الجوية والرادار الإسرائيلية تعرضت للهجوم". 

وأشار البيان كذلك إلى أنه "رغم أنظمة الدفاع الأكثر تقدما في المنطقة، فإن 90 بالمئة من الصواريخ التي أطلقها الحرس الثوري أصابت أهدافها بنجاح".

وفي هذا الإطار، خلصت الصحيفة إلى أن "هذا الهجوم لا يقتصر على بضعة صواريخ فحسب، بل يعكس أيضا التاريخ والواقع المعقدين للشرق الأوسط". 

ووصفت العلاقة بين إيران وإسرائيل بأنها "أشبه بالبركان الذي قد يثور في أي وقت". 

ولفهم السبب وراء تحول البلدين إلى خصمين لدودين، قالت الصحيفة إنه "من الضروري استكشاف المسار المتعرج والمؤلم، والذي تشابكت فيه عوامل مختلفة مثل المعتقد والأرض والقوة لتشكيل شبكة متشابكة منعت الجانبين من التوصل إلى هدنة حقيقية".

عازمة على القتال

وبخلاف الهجوم الذي وقع بشكل فعلي، أوضحت "سوهو"، نقلا عن مستشار كبير للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن "بعض السياسيين قدموا اقتراحات لإجراء تعديلات محتملة على الإستراتيجية النووية للبلاد". 

من جانبه، حذر المستشار الكبير كذلك من أنه "إذا شنت إسرائيل هجوما على المنشآت النووية الإيرانية، فقد تجري طهران تعديلات مقابلة". 

وفي إطار الاستعدادات لرد إيران والشرق الأوسط على رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الهجوم الصاروخي الإيراني، قال نائب قائد الحرس الثوري للشؤون السياسية، العميد رسول سنائي رعد، إن "ضرب المنشآت النووية سيكون له بلا شك تأثير على الإستراتيجيات أثناء الصراع وبعده".

ومن ناحية أخرى، لفتت الصحيفة الصينية إلى أن "إيران أصدرت أيضا تحذيرا لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، تطلب منهم "عدم تقديم دعم جوي وبري لإسرائيل أو مواجهة الانتقام الإيراني". 

جدير بالذكر أن للولايات المتحدة قوات متمركزة في دول مثل الأردن والإمارات، لكن يبدو أن هذه الدول غير راغبة في التورط في هذه الأزمة. 

ولذلك، من المشكوك فيه -كما تتوقع الصحيفة- أن "تتمكن الولايات المتحدة وإسرائيل من الحصول على دعم هذه الدول". 

وأكدت الصحيفة أنه "من الواضح أن إيران قررت التنافس مع القوى وعدم التردد في القتال". 

وفيما يخص الهجمات الإسرائيلية على لبنان، أوضحت "سوهو" الصينية أن الغارة الإسرائيلية في 27 سبتمبر/ أيلول 2024 أدت إلى اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله بشكل قاس للغاية. 

وفي هذا الهجوم، بحسب مصادر إعلامية، استخدم إجمالي 80 طنا من القنابل، “مما ترك الهدف دون أي فرصة للنجاة”. 

ومن الواضح -وفق ما تراه الصحيفة- أن "التكتيكات الإسرائيلية الصارمة كان لها تأثير رادع كبير على كبار المسؤولين الإيرانيين". 

واستطردت: "بعد نشر الأخبار، انتقل المرشد الأعلى علي خامنئي على الفور إلى مكان آمن، مما يدل على أن إيران تشعر بالفعل بتهديد كبير من إسرائيل"، على حد قول "سوهو". 

علاوة على ذلك، أكدت أنه "في الوقت الحالي، ربما يكون لدى بعض كبار المسؤولين في إيران خوف من إسرائيل، مما يجعل الوضع متوترا للغاية".

كسر النفوذ

وبقولها إن "زيارته في هذا الوقت تثير التساؤلات"، نقلت "سوهو" عن تقرير نشرته وكالة "روسيا نيوز" في 11 أكتوبر 2024، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وصل إلى تركمانستان في زيارة عمل. 

وذكرت الوكالة أن بوتين حضر منتدى دوليا في عشق آباد، وبالإضافة إلى ذلك أجرى محادثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حول الوضع في الشرق الأوسط. 

وبالحديث عن الدور الروسي في ظل التوترات المتصاعدة بسبب الحرب الإسرائيلية في الشرق الأوسط، سلطت الصحيفة الضوء على أن "الوضع في العراق وسوريا وأماكن أخرى يستحق الاهتمام كذلك".

وفي هذه البلدان، واصلت روسيا بالفعل تعزيز وجودها من خلال التدخل العسكري، في حين اغتنمت إيران هذه الفرصة لتوسيع دائرة نفوذها. 

وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن "الحرب الماضية في سوريا أدت بالفعل إلى انخفاض الأعداد وإضعاف القوات، والآن أصبحت محاولة دفع الوضع إلى أبعد من ذلك معقدة بشكل خاص". 

وبالإضافة إلى القوى الكبرى، تعتقد الصحيفة أن "الاتجاهات السائدة في بلدان أخرى تستحق الاهتمام أيضا"، متسائلا: "هل يؤدي صعود الصين التدريجي في الشرق الأوسط إلى جعل الوضع أكثر تعقيدا؟".

واستطردت “رغم أن الدول الأوروبية أكثر حذرا، فإن ضبط موقفها قد يكون له أيضا تأثير على الوضع العام”. 

وبشكل عام، وصفت "سوهو" المشهد بأنه "لعبة دولية يحاول فيها العديد من اللاعبين الحصول على ميزة من خلال الحركات الصغيرة". 

وفي هذا الصدد، قالت إن "اتجاه الوضع في الشرق الأوسط، سواء نحو السلام أو الاضطراب في المستقبل، يعتمد بالكامل على قرارات جميع الأطراف". 

وختمت الصحيفة الصينية بالتأكيد على أن "الحفاظ على العقلانية وبناء علاقات ودية مع العالم لتحقيق السلام الدائم هو ما يأمله كل المهتمين بقضايا الشرق الأوسط، وذلك رغم تعقيد الوضع الحالي".