التقارب السعودي- الحوثي.. الدوافع والمآلات
سيظل الحوثيون عقب تقاربهم مع السعودية وتوقيع تسوية سياسية معها يبتزونها ويمارسون ضغوطهم عليها ويختلقون المبررات باستمرار للحصول على مكاسب وتنازلات جديدة
المحتويات
المقدمة
1.الملك عبد العزيز والإمام يحيى وبينهما الإخوان
2.فيصل والإمام أحمد وبينهما الثورة والجمهورية
حلفاء تاريخيون
التقارب من السرية إلى العلنية
لماذا تسعى السعودية للتقارب مع الحوثيين؟
دوافع الحوثيين في التقارب مع السعودية
مآلات التقارب السعودي -الحوثي على مستقبل الشرعية
السيناريو الأول: ثلاث دول وشرعية ضعيفة
السيناريو الثاني: دولتان بدون الشرعية والإصلاح
الخاتمة
المقدمة
بعد ما يقرب من عشر سنوات على عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية لاستعادة الدولة والشرعية في اليمن، عادت الرياض لتتفاوض مع الحوثيين الذين أطلقت عليهم مصطلح الانقلابيين لسنوات وحشدت القوى لردعهم.
لقد استقبلت المملكة وفود الحوثيين في الرياض وذهبت إليهم في صنعاء للتفاهم على شروط الهدنة ووقف الحرب التي رآها مراقبون أنها كانت "عبثية بامتياز، فلا حررت أرضا ولا استعادت دولة ولا مكنت لشرعية".
لكن لماذا باتت السعودية شديدة الحرص على التقارب مع الحوثيين والتوصل لتسوية سياسية معهم؟ وكيف أدركت أخيرا أن طريق السلام في اليمن يمر عبر "مليشيات" لا تزال مصنفة على قوائمها الإرهابية [1]؟ وما دوافع الحوثيين ومآلات تقاربهم وانعكاساته على مستقبل المملكة والحكومة الشرعية في اليمن؟
في الواقع إذا أردنا فهم دوافع وأهداف التقارب السعودي- الحوثي اليوم فلا بد من العودة إلى التاريخ القريب للنظام السعودي وفحص علاقته السياسية بالنظام الإمامي (الملكي) الذي يُعدّ الامتداد الطبيعي -فكريا وسياسيا- للحوثيين (الإماميبن الجُدد) الذين نجحوا في بعث ذلك النظام بعد (52) عاما من الثورة عليه، وهو ما يفسر لماذا صارت السعودية تتقارب مع الحوثيين وتعدهم شركاء السلام.
1.الملك عبد العزيز والإمام يحيى وبينهما الإخوان
كانت علاقة النظام الإمامي (المتوكلي) بالنظام السعودي، مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، متوترة بسبب أطماعه التوسعية المتزايدة عقب إعلان دولته عام 1932م وهو ما أدى إلى خوضهما حرباً واسعة أفضت إلى هزيمة الجانب اليمني وسيطرة السعودية على أراضٍ يمنية شاسعة (عسير، نجران، جيزان)، ومن ثمّ التوقيع على معاهدة الطائف[2] عام 1934م التي كرّست الوجود السعودي على تلك الأراضي.
ونتيجة للخلاف الحدودي، ولأن الملك عبد العزيز كان يرى في نظام الإمام يحيى حميد الدين الذي كان يلقبه اليمنيون بأمير المؤمنين منافسا له في الزعامة الدينية التي اكتسبها عقب ضم مكة والمدينة لأملاك الدولة السعودية، فقد كان يطمح في إزاحة النظام الإمامي واستبدال بيت حميد الدين بأسرة أخرى من نفس السلالة (الهاشمية).
لذا- وفي أثناء زيارة الأمير علي الوزير (ابن عم عبدالله الوزير الإمام الدستوري لثورة 1948م) للسعودية أواخر عام 1938- جرى التفاهم والتوافق مع الملك عبدالعزيز حول تغيير الإمام يحيى حميد الدين[3] لكن عندما اُغتيل هذا الأخير في 17 فبراير/شباط 1948 تغير موقف الملك عبد العزيز مستنكرا بشدة قتل الرجل المسنّ، وأحجم عن تقديم دعمه للنظام الدستوري (الإمامي) الجديد بزعامة عبدالله الوزير.
بعدها سارع الملك عبد العزيز إلى إعلان دعمه للإمام أحمد نجل الإمام يحيى، الذي اغتنم الفرصة وأرسل في 20 فبراير/شباط 1948 برسالة إليه مُعلما له بحادثة مقتل الإمام يحيى ومنذرا بأن الحركة لا يقتصر خطرها على اليمن بل سوف تمتد الى المملكة، وجاء رد الملك عبد العزيز بأنه مُنجده ومؤازره الى آخر نفس وآخر ريال وما عليه إلا أن يخوض المعركة في استبسال[4].
لكن ما الذي غيّر موقف الملك عبد العزيز فجأة من الموافقة على تغيير نظام الإمامة إلى مساندته؟ السبب الأول، أنه كان يرغب في تغيير سلمي توافقي غير ثوري، لذا استفزه قتل الإمام يحيى الرجل الطاعن في السنّ وإعلان الثورة ضد نظامه.
السبب الثاني وهو الأكثر أهمية، ظهور لاعب جديد غير متوقع على مسرح الأحداث آنذاك أسهم بدور رئيس في إشعال الثورة الدستورية ومقتل الإمام يحيى، ذلكم اللاعب كان جماعة الإخوان المسلمين، الذين وُجهت لهم اتهامات بالاشتراك في تدبير اغتيال الإمام يحيى ومحاولة الاستيلاء على الحكم في اليمن واغتصاب العرش بالقوة لإقامة دولة إسلامية على غرار الخلافة[5].
وفي تصريحات السيف عبد الله نجل الإمام يحيى الذي كان في القاهرة أثناء الأحداث كال الاتهامات للإخوان المسلمين بالمشاركة في الفتنة وحمل السلاح وأنهم كانوا على اطلاع بالمؤامرة، وهو ما دفع بالأستاذ حسن البنا حينها إلى مطالبته بتوخي الحذر في تصريحاته والترفع عنها، والانتظار حتى تَسْطَع الحقيقة ببراءة الإخوان، كما بعث البنا برسالة للإمام أحمد يطالبه بلجم أخيه السيف عبد الله[6].
لذا مثّل ظهور الإخوان المفاجئ من وسط انقلاب الثورة الدستورية اليمنية عامل تهديد وقلق للنظام السعودي دفعته للتوجس والحذر الشديد من كل ما هو إخواني وأوغرت صدره وجعلته يتبنى سياسة عدائية ثابتة إزاءهم، حتى أضحت سياسة متوارثة.
2.فيصل والإمام أحمد وبينهما الثورة والجمهورية
ظلت السعودية تراقب عن كثب التطورات السياسية المتسارعة في اليمن وخاصة عقب محاولة الانقلاب الثانية الفاشلة التي حاولت هذه المرة الإطاحة بالإمام أحمد يحيى حميد الدين عام 1955 في تعز، والذي بدوره استدعى التدخل السعودي عبر توجيه رسالة للملك سعود بن عبد العزيز يطلب فيها نجدته بإرسال طائرات حربية لضرب المنقلبين[7].
وحينما عيّن الإمام أحمد نجله محمد (البدر) وليا للعهد، كانت السعودية تتوجس من توجهاته السياسية وميوله اليسارية، حتى إن الأمير فيصل وقتها أطلق عليه لقب الأمير الأحمر، وعندما التقى فيصل في يونيو/حزيران 1960م بالقاضي عبد الرحمن الإرياني (رئيس بعثة الحج اليمنية وقتها) نصحه أن يعمل المخلصون مع الأمير سيف الإسلام الحسن نجل الإمام يحيى، قائلا "أما البدر فهو مصري شيوعي ونخاف على اليمن من اشتراكية مصر التي نعدها لا تختلف عن الشيوعية"[8].
فيما حذر الإرياني فيصل من وقوف السعودية في جانب أيّ من أفراد الأسرة المالكة كونها أصبحت مرفوضة شعبيا، فرد فيصل "إذن اختاروا من ترونه من غيرهم ولكم علينا المساندة، ولنا شرط واحد وهو ألا تعلنوا الجمهورية، فإذا أعلنتموها فإنني أقول لك من الآن بأنا لن نقف مكتوفي الأيدي وسنحارب حتى النهاية"[9].
وهذا ما حدث بالفعل، إذ بمجرد قيام ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 وإعلان الجمهورية سارعت السعودية لحربها وساندت بكل قوتها الملكيين (تيار الإمامة) ضد الجمهوريين لإسقاط ثورتهم وجمهوريتهم الوليدة.
حلفاء تاريخيون
نخلص من العرض السابق أن ثمة محددين سياسيين أسهما في انحياز السعودية للنظام الإمامي في اليمن والتحالف معه لمواجهة الجمهوريين، هما: (1) العداء للجمهورية. (2): العداء للإخوان.
فالسعودية ترفض رفضا قاطعا النظام الجمهوري في اليمن الذي أخل بمبدأ توافق وانسجام الأنظمة العائلية الوراثية في الجزيرة العربية عندما نقل السلطة من الأسرة الحاكمة إلى الشعب، ما يفتح الطريق بالتالي لتكرار التجربة في دول الجوار ويهدد عروشها.
في حين عُدّ الاخوان مصدر إلهام الأفكار الثورية التي تسللت إلى اليمن بدءا من ثورة 1948 الدستورية وحتى ثورة 26 سبتمبر 1962، إذ جلبوا معهم مشروع التغيير القائم على المشروعية الشعبية وأن الأمة مصدر السلطة ومن حقها اختيار ونزع حكامها، وهو ما ينسف أساس الحكم الوراثي الأسري ويقوض بنيانه.
ونتيجة لذلك، تحالفت السعودية مع تيار الإمامة، بالأمس واليوم، للتصدي للإخوان والنظام الجمهوري وأي ثورة شعبية تتحدى النظام وتسعى لتغييره.
لقد تحكم إرث العداء للجمهورية والإخوان بعقلية صانع القرار السعودي في كل خطواته تجاه اليمن. فعندما تقوم أي ثورة في اليمن نرى السعودية تنحاز فورا للطرف المناهض لها وهو تيار الإمامة عدو الجمهورية بالأمس واليوم.
هذا التيار نفسه المتمثل اليوم في الحوثيين تحالفت معه السعودية لإحباط ثورة 2011 مثلما تحالفت مع آبائه من قبل لإحباط ثورة 1962. لقد اختارت السعودية حلفاءها عن وعي عندما رفضت عرض الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أرسل نجله أحمد قبل يومين فقط من بدء عاصفة الحزم لمقابلة محمد بن سلمان في الرياض ومقايضته بفض التحالف مع الحوثيين والدفع بـ 100 ألف من الحرس الجمهوري لمحاربة "مليشيات" الحوثي وطردهم نظير رفع العقوبات عن صالح وعودته للسلطة[10].
رفضت السعودية عرض صالح كونه بات ورقة محروقة لا يمكن المراهنة عليها، ولأنها في الواقع لم تكن تخطط لطرد الحوثيين أو سحق انقلابهم بل خططت بعناية لإسقاط ما تبقى من الجمهورية بعدما طوّحت بالثورة الشعبية بواسطة الحوثيين أنفسهم الذين حالت تاليا دون سقوطهم.
فتدخلها العسكري المباغت منع اليمنيين من إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة وأبقى الحوثي الطرف الأقوى في معادلة الصراع وصولا إلى الاعتراف به من التحالف والأطراف الدولية كشريك رئيس في مفاوضات الحل السياسي وترتيبات إنهاء الأزمة اليمنية.
التقارب من السرية إلى العلنية
كانت السعودية تحارب الحوثي وتفاوضه في آن، فلم يكن من ضمن أهدافها -كما أشرنا قبلُ- إسقاطه بل الاحتفاظ به كأحد أوراق اللعبة على مسرح الأحداث تمهيدا لمنحه دورا مستقبليا في إطار التسويات السياسية.
وانطلقت أولى المحادثات السرية بين الجانبين منذ العام الأول للحرب في أغسطس/آب 2015م وتواصلت في مارس/آذار 2016 في ظهران الجنوب بالسعودية[11] واستمرت بسرية حتى نهاية 2018 بمعزل عن الشرعية ونفي الطرفين[12].
بيد أن التحول الأبرز في مسار المحادثات والتقارب بين الجانبين كان في 2019، حين اعترف الطرفان بوجود قنوات مباشرة للتفاوض[13]. وفي هذا العام نفسه تجددت المحادثات بضغوط من الحوثيين بعد أن ضربت طائرة حوثية دون طيار منشآت تابعة لعملاق النفط السعودي أرامكو في سبتمبر/أيلول 2019[14].
حينها قال مسؤول حوثي، إن الحوار الذي تفهمه السعودية بشأن اليمن، هو حوار الصواريخ والطائرات المسيرة[15]. ولم تلبث المحادثات أن انتقلت إلى طور مختلف حيث طرحت مسألة طي صفحة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والترتيب لتسوية سياسية شاملة.
وبالفعل تم الانتهاء من الشق الأول بتنحية الرئيس هادي في مؤتمر الرياض الثاني[16]. وحتى العام 2019 فإن السلطات السعودية لم تبلغ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشأن أي تفاوض يجرى مع الحوثيين، فيما تسارع قطار التقارب بمعزل عنها حيث كشف السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، نهاية مارس/آذار 2020، أن المملكة تجري محادثات يومية مع الحوثيين لإنهاء الحرب[17].
وشهد العام 2023 أهم محطات التفاوض والتقارب بين الجانبين من خلال الزيارة العلنية الأولى لوفد من الحوثيين إلى السعودية[18] في سبتمبر/أيلول 2023، ردا على زيارة وفد سعودي إلى صنعاء[19] في أبريل/نيسان من نفس العام.
وبذلك يكون قد حدث الاعتراف الضمني المتبادل بينهما، ليغدو الطرفان أكثر انفتاحا وقبولا ببعضهما على طريق التقارب السياسي وترتيبات الحل النهائي. وهكذا باتت السعودية تنظر للحوثيين كسلطة أمر واقع وحليف يمكن الاعتماد عليهم والوثوق بهم خاصة بعد أن استطاعت الجماعة أن تفرض حضورها وتثبت وجودها في الميدان العسكري والسياسي والاقتصادي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
لماذا تسعى السعودية للتقارب مع الحوثيين؟
مع الأخذ في الحسبان تجذر العداء السعودي للنظام الجمهوري والإخوان بصفتهما تهديدا ماثلا، من وجهة نظره، يستدعي مواجهته وتنحيته وإحلال بدائله، فإن ثمة عوامل إضافية تدفع بالسعودية لإعادة بلورة علاقتها مع الحوثيين والتقارب معهم أهمها:
1-وقف نزيف خسائرها الباهظة في الحرب التي استمرت قرابة ثماني سنوات، وكان ثمنها ترسيخ دولة الحوثي وإزاحة دولة الشعب وجمهوريته، وهو هدف إستراتيجي بالنسبة للمملكة لأنها بذلك تعيد تأسيس النظام الإمامي البائد وتُنصّبه على جزء مهم من اليمن لتضمن إعاقة نهوضه وعدم خروجه من دوامة الأزمات على المدى البعيد والمنظور.
2-تأمل السعودية في التوصل إلى تسوية سياسية مع الحوثي تعيد دمج الشرعية في حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطراف اليمنية وتبقي يدها فوقها، وهو خيار بعيد المنال إن لم يكن مستحيلا كون الحوثيين لا يعترفون بالشرعية ويرفضون مبدأ الشراكة وتقاسم السلطة التي يعتقدون أن الله فوضهم بها.
3-من جهة ثانية، تكافح السعودية لإيقاف الهجمات الحوثية عبر الحدود، وتطرح فكرة إنشاء منطقة عازلة بطول 3 آلاف كم وعرض 30 كم على الحدود بين اليمن والسعودية وهو الأمر الذي ترفضه الجماعة الحوثية[20]. وستظل جبهة الحدود ورقة ابتزاز بيد الحوثي ضد السعودية لممارسة المزيد من الضغوط عليها وإجبارها على تقديم التنازلات.
4-تتطلع السعودية أيضا عبر تقاربها مع الحوثيين إلى تلقي ضمانات بأن الجماعة ستنأى بنفسها عن إيران[21]. كما تسعى للحصول على تطمينات حوثية بشأن إزالة ترسانة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وضمان أمن حدود المملكة[22]. ومن المحتمل أن يقدم الحوثيون وعودا وتطمينات لتهدئة روع السعوديين لكن لا يضمن أحد إمكان تنفيذها.
5-تهدف السعودية إلى ضمان أمنها، من خلال تجميع شبكة واسعة من الشركاء، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة، ومن خلال تحسين العلاقات مع الخصوم مثل إيران والحوثيين[23] ويأتي التقارب السعودي-الإيراني كأحد محفزات المملكة في تحسين علاقتها بالحوثيين. كما أن الضغوط الأميركية بما فيها تقليص دعم واشنطن للجهود الحربية السعودية يعد سببا إضافيا للذهاب نحو طاولة المفاوضات والتقارب مع الحوثي.
6-تنطلق الخطة السعودية الحالية لإدارة الأزمة باليمن من الرؤية البريطانية التي تعمل لإقناع الرياض بأن جماعة الحوثي لن تشكل خطرا بالغا على المملكة كما تظن، بصفتهم "منتجا محليا"، ويمكن التعامل معهم كما تم التعامل مع أسلافهم الأئمة. بعبارة أخرى، تسليم شمال اليمن لهم، فيما يمكن الاحتفاظ بالمناطق الشرقية، (محافظتا المهرة وحضرموت) تحت النفوذ السعودي، والمناطق الغربية والجنوبية الغربية تحت النفوذ الإماراتي والبريطاني، مع إبقاء الشمال ومناطق السيطرة الحوثية الحالية كما هي، وحصر سيطرة الحكومة الشرعية على مأرب وتعز[24] وترمي الخطة السعودية في النهاية إلى تفتيت اليمن وإضعافه، وتفتيت الشرعية إلى شرعيات متعددة، واستبعاد الكتلة الوازنة في حكومة الشرعية وهو حزب الإصلاح، وتكريس حكم الأقلية الطائفية (الحوثية).
دوافع الحوثيين في التقارب مع السعودية
ـــــ أدرك الحوثيون قوة التأثير السعودي في اليمن ما اضطرهم للانخراط في محادثات سرية وعلنية مع الجانب السعودي ومحاولة التقارب معه، فمعظم أوراق اللعبة في اليمن بيد السعودية، والأطراف الدولية لا تزال تتعاطى مع الوضع اليمني-إلى حد كبير- من خلال الرؤية السعودية وتفوضها بذلك، وهو ما عبر عنه القيادي الحوثي عبد الملك العجري بقوله "لمسنا من الأطراف الدولية أن قرار الحرب والسلام بيد السعودية"[25].
ــــ يشغل الحوثيين حلم الدولة والحصول على المشروعية والاعتراف الدولي، وباتوا على يقين أنهم لن يحصلوا عليها إلا عبر البوابة السعودية، لذا لم يتخلوا أبدا عن فكرة المفاوضات والتقارب معها ولم يوصدوا أبوابهم أمامها رغم الحرب، فالاعتراف السعودي بهم- في حال تمت التسوية- سيفتح أمامهم أبواب الاعتراف الدولي وتثبيت وجودهم لا كسلطة أمر واقع ولكن كدولة كاملة السيادة.
-ترى جماعة الحوثي أن التقارب مع السعودية بمثابة فرصة لإنهاء حرب منهكة لها، فهي تحتاج للسلام مع السعودية، لتثبت حكمها وفرض سيطرتها الكاملة على مناطقها، بصورة أكثر حزما، ومنه التحرك بندية أقوى مع أطراف الصراع المحلي، بصفتها المنتصر والمسيطر على المساحة الأكبر من الأرض. وأنه مثلما كسبت الحرب الخارجية مع السعودية، ستكسب الحرب الداخلية مع الأطراف المحليين[26]، ونجاح التسوية السياسية مع السعودية سيجعل الجماعة ندا لها فيما الآخرون أتباع.
-يأمل الحوثيون من تقاربهم مع السعودية باستنزاف أموالها والحصول منها على أموال التعويضات وإعادة الإعمار ورواتب الموظفين المنقطعة منذ سنوات. والأخطر منه الضغط عليها لإقناع الشرعية بتقاسم الموارد النفطية والغازية مع الحوثي في كل من مأرب وحضرموت وشبوة مقابل السماح بتصديره هذه الموارد.
مآلات التقارب السعودي-الحوثي على مستقبل الشرعية
السيناريو الأول: ثلاث دول وشرعية ضعيفة
في حال تمت التسوية السياسية السعودية-الحوثية بشكل مُرضٍ للحوثيين فسيكون من نتائج ذلك:
حصر الشرعية في نطاق جغرافي ضيق ومتباعد في مدينتي مأرب (شرقا) وتعز (جنوبا)، وفي هذه الحال سنكون من الناحية الواقعية أمام ثلاث دول (دويلات) في شمال اليمن وفق السيناريو التالي:
1. دولة الحوثي (موالية لإيران) وتستأثر بالنصيب الأكبر من الجغرافيا بما فيها العاصمة صنعاء.
2. دولة الساحل الغربي (موالية للإمارات) بقيادة طارق صالح عفاش/ حزب المؤتمر.
3. دولة الشرعية (موالية للسعودية) في مأرب وتعز، وهي وإن كانت تحت حكم الشرعية المعترف بها دوليا في الظاهر إلا أنها في الواقع تحت سيطرة حزب الإصلاح/ الإخوان المسلمين.
هذا الوضع السياسي المنقسم على نفسه إلى ثلاث دول مرشح ليكون أحد سيناريوهات الوضع السياسي لجغرافية اليمن الشمالي، وهو وضع مريح ليس للتحالف السعودي الإمارتي وحسب ولكن أيضا للقوى الدولية المعنية بالملف اليمني (أميركا، بريطانيا).
أما في الجنوب حيث لا وجود حقيقيا للشرعية عدا الرمزية السياسية فقط فثمّة مكونان سياسيان يتنازعانه، وكلاهما من صنع التحالف السعودي الاماراتي، الأول: المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس في 11 مايو/أيار 2017 بدعم إماراتي.
الثاني: المجلس الموحد للمحافظات الشرقية، الذي تأسس أخيرا في 8 يناير/كانون الثاني 2024 بدعم سعودي، ويبدو أنه بديل (سعودي) أوسع لما يسمى مجلس حضرموت الوطني الذي أعلن عنه سابقا في 20 يونيو/حزيران 2023 من الرياض. وبالتالي فالجنوب اليمني مرشح للانقسام إلى دولتين طبقا للسيناريو التالي:
1.دولة موالية للإمارات، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تضم محافظات عدن ولحج وأبين والضالع.
2.دولة موالية للسعودية، بقيادة المجلس الموحد للمحافظات الشرقية يضم محافظات، حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى. ويمثل نحو 80 بالمئة من مساحة الجنوب و65 بالمئة من مساحة اليمن علاوة على وجود معظم حقول النفط في حضرموت وشبوة[27].
وهكذا فإن التسوية السياسية المرتقبة بين الحوثيين والسعودية التي تسندها أطراف دولية قد تضعنا أمام خمس دول تتقاسم اليمن شمالا وجنوبا تبعا للمصالح الإقليمية والدولية.
وبالطبع فإن الوضع في الجنوب لا يعني كثيرا الحوثيين إلا بقدر ما يبحثون فيه عن تقاسم موارد النفط والغاز، وما يهمهم أكثر هو الوضع في الشمال حيث الامتداد التاريخي لدولة الإمامة.
وتبدو الشرعية في السيناريوهات المطروحة كافة هي الخاسر الأكبر، وتدرك جيدا أن التحالف السعودي تخلى عنها وتركها في منتصف الطريق، ولذا تبدي امتعاضها من سوقها مرغمة نحو تسوية خاسرة، وترى أن الحل الحقيقي يكمن في مواصلة حرب الحوثي وهزيمته، وفي هذا السياق قال وزير الداخلية في الحكومة الشرعية، ''إنه وبدون القضاء على مليشيا الحوثي وتحرير أراضي الجمهورية كافة فسيبقى الجميع معرضا لخطر إرهابها وإجرامها[28]. فيما أكد سفير اليمن لدى واشنطن محمد الحضرمي خلال ندوة نظمها معهد دول الخليج في واشنطن، أن اليمن يحتاج حربا حقيقية تنهي كل الحروب[29].
وتشي جميع المؤشرات بعدم جدية الحوثيين للسلام والحل السياسي للأزمة اليمنية، وهم يعملون على الاستفادة من تقاطع المصالح الدولية مع مصالحهم، ويبحثون عن صيغ سياسية تفضي إلى اعتراف دولي بهم.
ويطبق الحوثيون الإستراتيجية الإيرانية القائمة على المراوغة وشراء الوقت والتلاعب به لحين نضوج شروط تحقيق أهدافهم، وتغير المعطيات، وتحسن أوراق القوة لانتزاع المكاسب الموجودة، بالإضافة إلى رغبتهم في شرعنة حضورهم في المناطق المسيطر عليها، وتطلعهم للسيطرة على مناطق أخرى، وإنجاز ما عجزوا عنه بالحرب من خلال السلام[30].
السيناريو الثاني: دولتان بدون الشرعية والإصلاح
بالعودة إلى سيناريو التقسيم الجغرافي والسياسي (الثلاثي) في الشمال، الذي ذكرناه آنفا، نجد أن حزب الإصلاح لا يزال حاضرا بقوة في تلك المحاصصة من خلال سيطرته على تعز ومأرب، وهو وضع غير مسموح به لا من السعودية أو الإمارات وحسب بل ومن الفاعلين الدوليين كذلك.
وعطفا عليه، فمن الأرجح أن تلجأ السعودية وحلفاؤها إلى سيناريو آخر للتقسيم قد يكون الأوفر حظا والأقرب إلى الواقع، من شأنه إخراج الإصلاح من المعادلة السياسية اليمنية والتخلص كذلك من عبء الشرعية التي استنفدت أغراضها في خدمة التحالف بعد تأسيس شرعيات بديلة، وهذا السيناريو:
1.دولة حوثية في مناطق سيطرتها الحالية مع بعض الامتيازات الاقتصادية.
2.دولة مؤتمرية بقيادة طارق صالح في الساحل الغربي تضم إليها محافظتي تعز ومأرب تحت شعار توحيد الصف الجمهوري والتصدي للحوثي، وبهذا يكون حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقا) قد عاد لسدة الحكم مجددا، وتم تنحية خصومه من الشرعية والإصلاح بهدوء. وفي حال أبدى الإصلاح اعتراضه فسيتم إشهار ورقتي التمرد والإرهاب في وجهه.
مآلات التقارب السعودي- الحوثي على المملكة
أغلب المراقبين يذهبون إلى أن السعودية باقترابها من الحوثيين تفرط بكل أوراق النصر المحقق باليمن، فهم يفرطون بالجيش الوطني المؤيد للشرعية، وبورقة السخط الشعبي ضد الحوثيين، وبميزان القوى العسكري المحسوم للشرعية، ويفرطون في الوصفة السياسية الجاهزة للحل التي تضمن توافقا وطنيا يمنيا شاملا بسبب ما تعانيه السعودية من أزمة السلطة العميقة، ما جعلها تترنح وتتخبط بشكل كبير في سياستها تجاه اليمن، وقد تدفع ثمن هذا[31].
ويذهب البعض إلى أن هوس الخوف من الإسلاميين والعداء المستحكم للجمهورية جعل السعودية تتخلى عن الشرعية وحلفائها وترتمي في أحضان الحوثيين، متجاهلة أنهم بالأساس جماعة "مليشاوية" مقاتلة نشأت على عقيدة قتالية ترى لنفسها الأفضلية، لا تؤمن بالتعايش ولا تحترم المواثيق والعهود. نكثت بأكثر من مائة اتفاق مع قبائل اليمن[32] وخاضت ستة حروب مع نظام علي عبد الله صالح، ثم تحالفت معه وأخيرا قتلته، وشاركت في مؤتمر حوار وطني مع نظام ثورة فبراير(هادي) ثم انقلبت عليه، وصولا إلى حربها مع التحالف السعودي الذي قررت أخيرا التقارب معه، وافتعلت حربا في البحر الأحمر لأهداف دعائية، وستظل تفتعل الحروب وتختلق لها المبررات لأنها ببساطة لا تستطيع العيش في حالة اللاحرب ولا تنتعش مع السلام والاستقرار.
ومن هنا فالسعودية ليست في مأمن من هذه الجماعة مهما تقاربت معها أو تنازلت أو عقدت معها أي اتفاقات، إذ يمكن أن تنكث بأي اتفاق وتعلن الحرب عليها دون سابق إنذار وبأي ذريعة كانت.
وفي هذا السياق، أفصح الحوثيون عن نواياهم بجلاء عندما حذروا السعودية من إقامة علاقات مع إسرائيل لأنهم سيعدون ذلك عملا عدائيا يهدد الأمن القومي اليمني ويتطلب ردا عسكريا[33].
وبالتالي فالحوثيون ينتظرون فقط أي تصرف سعودي لا يعجبهم ليذهبوا إلى الحرب. وهم لن يكفوا عن تهديد المملكة في كل مناسبة والتلويح لها بالحرب في حال لم ترضخ لشروطهم المتجددة باستمرار. ونلحظ هذا في الخطاب الأخير لرئيس مجلس الانقلاب الحوثي في صنعاء المدعو مهدي المشاط في كلمة ألقاها في الذكرى العاشرة للانقلاب، حيث طالب السعودية بدفع مرتبات اليمنيين ودفع التعويضات وجبر الضرر والانسحاب الكامل من الجمهورية اليمنية، محذرا مما أسماها "الحسابات الخاطئة ومراهنة البعض على احتمالات إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب، مهددا بالتصعيد قائلا: "صبر شعبنا لن يطول، وسيضطر إلى انتزاع حقوقه بالقوة المشروعة، كونه يمتلك أسباب الردع المناسبة لتحقيق ذلك"[34].
وفي رسالة أخرى للمملكة، هدد زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، بأنّ جماعته تمتلك ترسانة عسكرية متطوّرة لا يمتلكها العديد من الدول. وكشف عن التحاق قرابة نصف مليون متدرب عسكري في صفوف الجماعة منذ حرب غزة. مشيرا إلى أن "هناك مئات الآلاف أيضا ممن تدربوا سابقا في إطار التشكيل العسكري" [35] كما هدد وزير دفاع الحوثيين، محمد العاطفي، السعوديين بقوله "عليهم أن يتعلموا من الدروس السابقة لأن بنادقنا ومدافعنا وصواريخنا ومُسيراتنا جاهزة"، متوعدا بأن المعارك القادمة لن تكون داخل اليمن كما يتوهمون بل "ستكون في مفاصل العمق البعيد للعدوان، والتي ستجعلها تدرك جيدا معنى الألم الكبير"[36]. وبالتالي على السعودية توقع الضربة الحوثية في أي وقت كان ولأي سبب، لأن مبرراتهم العدائية جاهزة على الدوام.
الأمر الآخر، وفق مراقبين، سيظل الحوثيون عقب تقاربهم مع السعودية وتوقيع تسوية سياسية معها يبتزونها ويمارسون ضغوطهم عليها ويختلقون المبررات باستمرار للحصول على مكاسب وتنازلات جديدة، عادّين ذلك حقا أصيلا لهم وفاتورة مستحقة على السعودية يتوجب دفعها.
وهذا ما أكده قيادي حوثي حينما قال "بموجب التقارب مع إيران تحتاج المملكة ومن شارك معها في تحالف العاصفة تحمل تبعات الحرب وفاتورتها على المستويات كافة"[37]، مضيفا، أن "السعودية أمام امتحان لن يطول الوقت لتظهر نتائجه، وعلى الرياض أن تدرك أن اليمن ملف مستقل، ولن يعفيه التقارب مع طهران من تبعات الحرب والعدوان على جارتها"، وأنه "لو راهنت الرياض على هذا التفاهم للإفلات من التبعات الكبرى في ملف اليمن، باعتقادي أنه تفاهم مرحلي ولن يكتب له النجاح"[38].
الخاتمة
الظاهر للعيان أنه لا توجد ضمانات من الأمم المتحدة الراعية للتسوية السياسية ولا من الأطراف الدولية بتنفيذ جماعة الحوثي لأي اتفاق مبرم مع السعودية وإلزامهم به، وقد تركها حلفاؤها بمفردها أكثر من مرة في مواجهة تهديدات الحوثي وضرباته المتكررة للمنشآت النفطية. وما يقال عن استعدادات جارية لتشكيل جبهة موحدة لإسقاط الحوثي ودمجه عسكريا في العملية السياسية[39] هو محض تضليل وتخدير للسعودية والأطراف اليمنية التي لديها تجارب مريرة من نكث الحوثيين للاتفاقات.
ومن الواضح أيضا أن الهدف النهائي بات هو الدفع قدما بالحوثي على طريق الدولة وتسريع إجراءات شرعيته استكمالا لمشروع تفتيت اليمن، ووضع السعودية بين فكي كماشة "المليشيات" الشيعية الإيرانية من الجنوب الحوثيين ومن الشمال "مليشيات الحشد" العراقية، وبذلك تُستكمل حلقات حصارها.
صحيح أن الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان وما ستخلفه من تداعيات عسكرية باهظة الكلفة على إيران وأذرعها في المنطقة بمن فيهم الحوثيون، قد تلقي بظلالها القاتمة عليهم وتكبح جماحهم وتجبرهم على تقديم تنازلات والانكفاء نحو الداخل والانحناء للعاصفة ورفع راية السلام وتمرير التسوية السياسية، إلا أنه لا يمكن الوثوق تماما من جدية الأطراف الدولية في ممارسة ضغوطها عليهم حيث إن مصالحها في اليمن لا تزال مرتبطة بشكل وثيق بهذه الجماعة، وأنها لم تستكمل بعد الدور المنوط بها في مشروع تلك الأطراف وما يعدونه لليمن وأن حاجتها إليهم لا تزال قائمة.
بات من المؤكد، أن السعودية خسرت حليفا موثوقا به هو حزب الإصلاح الذي كان بمقدوره هزيمة الحوثيين وتأمين الحدود السعودية وضمان أمنها على المدى البعيد بقليل من الدعم والثقة، لكنها فرطت به نتيجة الرؤية الضيقة والعقم السياسي والخواء الإستراتيجي لدى النخبة الحاكمة التي طوّحت بمصالح المملكة وأمنها لصالح خصومها الذين مهما تقاربت معهم أو تنازلت فإنهم لا ينسون عداوتهم لها. وعندما تعترف بهم وتمنحهم المشروعية وتفتح أمامهم أبواب الاعتراف الدولي تكون بذلك قد تخلت عن أهم أوراق الضغط والمناورة التي بيدها نظير وعود زائفة بالأمن والسلام لا يضمنها أحد.
المصادر
[1] الداخلية السعودية تعلن عن أول قائمة خاصة بها بشأن المنظمات الإرهابية. موقع BBC عربي-7/ 3/ 2014 م
على الرابط: https://2u.pw/T00d549
[2] مذكرات الرئيس القاضي عبد الرحمن الإرياني-الجزء الأول (1910-1962). مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ط1، 2013م، ملحق رقم (2) ص 437-448.
[3] لطفي فؤاد أحمد نعمان، يلتقيان- العلاقات السعودية اليمنية (1970-1974)، وكالة الأنباء اليمنية سبأ، ط1، 2010، ص30
نقلا عن عبد الرحمن الإرياني، وثائق أولى عن الثورة اليمنية ص170.
[4] مذكرات الرئيس القاضي عبد الرحمن الإرياني-الجزء الأول (1910-1962). مصدر سابق، ص139
[5] حميد أحمد شحرة، مصرع الابتسامة، سقوط مشروع الدولة الإسلامية في اليمن (1938-1948). المركز اليمني للدراسات
الإستراتيجية، ط1، 1998م، ص 214.
[6] المصدر السابق، ص213، نقلاً عن جريدة الإخوان المسلمين العددان الصادران يومي 6، 7 أبريل 1948م.
[7] الإمام أحمد حميد الدين يطالب السعودية بالتدخل لقصف الثوار في تعز قبل 60 عاما (وثيقة)، مندب برس
٢٩ مارس ٢٠١٧، على الرابط: https://mandabpress.com/news40337.html
[8] مذكرات الرئيس القاضي عبد الرحمن الإرياني-الجزء الأول (1910-1962). مصدر سابق، ص368
[9] المصدر السابق، ص369
[10] حصري لـ"العربية": لقاء وزير الدفاع السعودي بابن صالح، العربية نت-28 مارس ,2015، على الرابط:
[11] مفاوضات سرية مباشرة بين السعودية والحوثيين برعاية أممية، مونت كارلو الدولية - 08/03/2016
[12] سلطنة عمان ترعى محادثات سرية بين السعودية والحوثيين وسط نفي التحالف
صحيفة العرب-16 مارس 2018، على الرابط: https://2u.pw/z0YXyNgB
[13] مسؤول سعودي يعترف: فتحنا قنوات مباشرة للتفاوض مع الحوثيين، الخليج الجديد- 6 نوفمبر 2019 م
على الرابط: https://2u.pw/Esmsk2yH
[14] مسؤول حوثي: السعودية تواصلت معنا عقب هجوم أرامكو، الخليج الجديد- 16 نوفمبر 2019 م
على الرابط: https://2u.pw/GOFm8k7W
[15] قيادي حوثي: الحوار الذي تفهمه السعودية قصف الصواريخ- الخليج الجديد- 14 نوفمبر 2019 م
على الرابط: https://2u.pw/YogbJTJU
[16] مخرجات مشاورات الرياض اليمنية: 11 بندا وترحيب بالمجلس الرئاسي- الشرق الاوسط- 8 أبريل 2022 م
على الرابط: https://2u.pw/2OVavyYC
[17] السعودية والحوثيون: محادثات في ظروف سياسية جديدة- العربي الجديد-20 يونيو 2022
على الرابط: https://2u.pw/pOz8G4Ji
[18] بوساطة عمانية.. وفد حوثي يزور الرياض. الجزيرة نت-14/9/2023
على الرابط: https://2u.pw/ZKg8uPVr
[19] السفير السعودي باليمن: زيارتي لصنعاء تهدف لتثبيت الهدنة والتوصل لحل شامل. الجزيرة نت- 10 أبريل 2023
على الرابط: https://2u.pw/E5lcGXsP
[20] مفاوضات سرية بين صنعاء والرياض دون علم المجلس الرئاسي-«الأيام» 04 يوليه 2022
على الرابط: https://2u.pw/GwxMaYIj
[21] أسوشيتد برس: مباحثات سرية بين السعودية والحوثيين تستضيفها عمان، الخليج الجديد- 14 نوفمبر 2019 م
على الرابط: https://2u.pw/Nop8iF7t
[22] السعودية والحوثيون: محادثات في ظروف سياسية جديدة. العربي الجديد-20 يونيو 2022
على الرابط: https://2u.pw/pOz8G4Ji
[23] واشنطن والأزمة اليمنية... تساؤلات ما بعد الاتفاق السعودي ـ الإيراني. الشرق الاوسط-26 مارس 2023
على الرابط: https://2u.pw/YrEVZu4d
[24] عمرو سعد - المحادثات السعودية الحوثية الأخيرة: رهانات ومآلات- المركز الديمقراطي العربي-24. فبراير 2023
على الرابط: https://democraticac.de/?p=88093
[25] أين هادي من محادثات السعودية والحوثيين السرية؟ الجزيرة نت-19/3/2018
على الرابط: https://2u.pw/n7y7Y3Bc
[26] عمرو سعد - المحادثات السعودية الحوثية الأخيرة: رهانات ومآلات- المركز الديمقراطي العربي-24. فبراير 2023
[27] المجلس الموحد للمحافظات الشرقية: سئمنا التبعية جنوبا وشمالاً ولن تنجح أي جهود تغفل الشرق اليمني
القدس العربي- 9 يناير 2024، على الرابط: https://2u.pw/o7P6WejP
[28] الشرعية تقول إنه لا حل مع الحوثيين إلا بالحسم العسكري ومبعوث واشنطن ينسف هذا الخيار ويهادن الحوثيين
مأرب برس- 22 سبتمبر-أيلول 2024، على الرابط:
https://marebpress.net/news_details.php?sid=206382
[29] الحضرمي: اليمن بحاجة لحرب تنهي كل الحروب وتجبر الحوثيين على السلام، الموقع بوست - 21 سبتمبر2024م
على الرابط: https://almawqeapost.net/news/101848
[30] بندر العنابي- مفاوضات إنهاء الأزمة اليمنية "هل ستنجح في تحقيق السلام"؟ مركز المستقبل اليمني للدراسات الإستراتيجية
15 مايو 2024- على الرابط: https://www.yfcss.com/view/178
[31] أين هادي من محادثات السعودية والحوثيين السرية؟ الجزيرة نت-19/3/2018
على الرابط: https://2u.pw/n7y7Y3Bc
[32] نقض العهود على خطى الأجداد.. قرابة 100 اتفاقية وعهد نكثت بها مليشيا الإرهاب الحوثية، توفيق السامعي.
الإصلاح نت-20 أبريل-نيسان 2021. على الرابط:
https://alislah-ye.net/news_details.php?lng=arabic&sid=8002
[33] الرياض أمام تحدي إدارة عملية توازن معقدة. صحيفة العرب -2024/04/16
على الرابط: https://2u.pw/twFMIX0g
[34] في الذكرى العاشرة للانقلاب.. مشّاط الحوثيين يعلن تخلي جماعته عن مسؤولية صرف رواتب الموظفين ويلمح لخيار
الحرب. مأرب برس - 21 سبتمبر-2024، على الرابط:
https://marebpress.net/news_details.php?sid=206344
[35] الحوثيون يزعمون امتلاكهم “ترسانة حربية متطورة” لا تملكها دول كثيرة، يمن مونيتور-21 سبتمبر، 2024
على الرابط: https://2u.pw/h61CS1JG
[36] مفاوضات السعودية و"الحوثي" تدخل مفترق طرق.. هل تفشل التفاهمات؟ عربي21- أشرف الفلاحي 26 أبريل 2023
على الرابط: https://2u.pw/kILLDnkq
[37] الاتفاق السعودي الإيراني.. ماذا يعني للحرب في اليمن؟ الحرة- 11 مارس 2023
على الرابط: https://2u.pw/6kqd0ISs
[38] المصدر السابق.
[39] د/عادل الشجاع -إيران تقايض بحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، من صفحته على فيسبوك، على الرابط:
https://www.facebook.com/share/p/bThnyg46fKYo983G/?mibextid=xfxF2i