موقع ألماني: 5 إستراتيجيات تستخدمها موسكو للتلاعب بالانتخابات الأميركية

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

مع بدء الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة لعام 2024، وجهت أصابع الاتهام مجددا إلى روسيا بـ"التلاعب بالرأي العام" الأميركي.

وتحدث موقع "تيليبوليس" الألماني عن 5 إستراتيجيات رئيسة تستخدمها موسكو كجزء من محاولاتها للتأثير على الانتخابات و"تعزيز مصالحها". 

ليست المرة الأولى 

وقال الموقع الألماني إن "الكشف عن محاولات روسيا للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024 من قبل البيت الأبيض لن يفاجئ أي شخص تابع تكتيكات التضليل خلال الانتخابات الأميركية السابقة".

وأضاف "أثناء حملة الانتخابات لعام 2020، استخدم الكرملين وسائل الإعلام الممولة من الدولة، مثل قناة التلفزيون الدولية (روسيا اليوم) وموقع الأخبار ومحطة الراديو (سبوتنيك)، لنشر مجموعة من المحتويات التي تشكك في شرعية العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة". 

وتابع مدعيا: "كما ظهر أن المتصيدين الممولين من روسيا كانوا ينشرون معلومات مضللة وانقسامات ونظريات مؤامرة على الشبكات الإلكترونية".

وهذه المرة، صادرت الولايات المتحدة شبكة من النطاقات الإلكترونية التي تديرها روسيا وفرضت عقوبات على عشرة أشخاص، من بينهم رئيسة تحرير (روسيا اليوم)، مارغريتا سيمونيان، بسبب "أنشطة تهدف إلى تقويض ثقة الجمهور في مؤسساتنا"، على حد قول الحكومة الأميركية. 

وتشمل العقوبات -بحسب الموقع- تجميد الممتلكات أو الأصول في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فرض قيود محتملة على أي مواطن أو شركة أميركية تتعامل معهم.

كما وجهت الولايات المتحدة اتهامات بموجب قانون مكافحة غسل الأموال إلى مديرين في "روسيا اليوم" مقيمين بموسكو، هما كوستانتين كلاشنيكوف وإيلينا أفاناسيفا، وذلك بدعوى أنهما دفعا لأشخاص منتجي محتوى في الولايات المتحدة لنشر "دعاية مؤيدة لروسيا ومعلومات مضللة" داخل البلاد.

وفي هذا الصدد، صرح وزير العدل الأميركي، ميريك غارلاند، قائلا إن "روسيا تسعى لتحقيق النتيجة المفضلة لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتقويض دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في الحرب".

استخدام المؤثرين  

ومشيرا إلى الإستراتيجية الأولى، أوضح الموقع أن وزارة العدل تتهم موظفي قناة "روسيا اليوم" بدفع ما يقرب من 10 ملايين دولار لشركة مقرها ولاية تينيسي، من أجل إنتاج محتويات على وسائل التواصل الاجتماعي تتماشى مع مصالح موسكو، دون الكشف عن أن التمويل جاء في النهاية من الدولة الروسية.

ولفت إلى أن عدة مؤثرين مرتبطون بالشركة من تينيسي صرحوا لاحقا بأنهم كانوا يتمتعون بالتحكم التحريري في محتوياتهم، ونفوا علمهم بأي صلة لروسيا.

إضافة إلى ذلك، تضع "روسيا اليوم" بشكل متكرر روابط لمحتويات هذه الوسائل على موقعها الإلكتروني، وقد دعمت شخصيات إعلامية من اليمين الشعبوي برامجهم وعرفت بهم على منصاتها الخاصة.

واستنادا إلى هذا الأساس، أكد مؤلفو كتاب "روسيا، التضليل والنظام الليبرالي" أن قناة "روسيا اليوم" غالبا ما تمنح منصة لشخصيات إعلامية من الدول التي تستهدفها، طالما أن قناعاتهم الصادقة تتماشى مع مصالح روسيا. 

وخلصت الدراسات إلى أن "الناس يميلون إلى تصديق الادعاءات التي يسمعونها بشكل متكرر، بغض النظر عما إذا كانت صحيحة أم لا".

وفي هذا الصدد، نقل "تيليبوليس" كإستراتيجية الثانية أن "الولايات المتحدة صادرت شبكة من النطاقات الإلكترونية التي يُزعم أنها استخدمت لنشر معلومات مضللة تستهدف أجزاء معينة من السكان الأميركيين". 

وتوضح الأبحاث أن "المحتويات التي تتنكر في شكل مواقع محلية تناولت قضايا مجتمعية وخلافات معينة تثير اهتمام فئات محددة، وعملت على تعزيز الحجج الروسية الأساسية".

ولاحظ مؤلفو الكتاب أن "أنشطة قناة روسيا اليوم السابقة تظهر أنها لا تتورع عن إخفاء روابطها بوعي مع مؤسسات إعلامية وجماعات أخرى".

صب الزيت على النار

وأشار الموقع الألماني في الإستراتيجية الثالثة إلى أن "روسيا تربط المحتوى بالمخاوف والهواجس التي تلعب بالفعل دورا في كل مجتمع". 

فعلى سبيل المثال، لم تجلب روسيا صراع الثقافة إلى الولايات المتحدة، لكنها استغلت بمهارة مخاوف المجتمع الأميركي المتعلقة بهذا الموضوع.

وقامت وسائل الإعلام الروسية بتسليط الضوء على هذه المخاوف دون معالجتها بشكل مباشر، بحسب ما ورد عن الموقع.

وفي هذا السياق، أكد الكتاب أن "المواقع الروسية التي تتظاهر بأنها مصادر محلية تفضل تناول المواضيع التي تكون مألوفة لجمهورها المستهدف". 

كما نوه إلى أن “المواضيع المثيرة للجدل تُزين في الوقت نفسه بمزيج من المعلومات الصحيحة والمختلقة”.

وبالنسبة للجمهور، يكون من الصعب فك شفرة هذه المعلومات، وغالبا لا يكون الجمهور محفزا لمحاولة ذلك بسبب الافتراضات الكامنة.

قلب الطاولة  

وذكر الموقع كإستراتيجية رابعة أن “موسكو نفت مرارا أي تورط في حملات التأثير، كما فعلت عام 2018 عندما حملت بريطانيا الدولة الروسية مسؤولية سلسلة من حالات التسمم بغاز نوفيتشوك”. 

وآنذاك، أشعل السياسيون ووسائل الإعلام الروسية شبكة معقدة من نظريات المؤامرة، تعكس الاتهامات ضد وكالات الأمن البريطانية والأميركية.

وفي هذا الصدد، قال الموقع الألماني -نقلا عن الكتاب- إن "الممثلين الروس، مرة أخرى، قلبوا الطاولة". 

وأضاف أن “السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، رفض الاتهامات الأميركية”، واصفا إياها بأنها “رهاب روسيا”.

كما كررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، موضوعها المفضل في السنوات الأخيرة، متهمة الولايات المتحدة بالتحول إلى "ديكتاتورية نيوليبرالية شمولية". 

وكإستراتيجية خامسة وأخيرة، لفت الموقع الأنظار إلى أن "الدولة الروسية تستخدم الفكاهة بشكل إستراتيجي وروتيني".

ورأى أن "قناة (روسيا اليوم) أثبتت نفسها كنوع من الرواد في استخدام الفكاهة لتبرير الأفعال الروسية أو لتحييد الانتقادات الموجهة إليها، .

وختم الموقع تقريره بالقول إن "روسيا تواصل تحسين أساليبها في محاولة التأثير على الأجندة خارج حدودها، ولا توجد أي إشارات على أن هذا سيتوقف قريبا".