المظاهرات الحاشدة في إسرائيل.. هل تدفع حكومة نتنياهو إلى تقديم استقالتها؟
"هذه الاحتجاجات قد تكون حجر الأساس لعملية تغيير ضرورية”
احتجاجات حاشدة تشهدها الأراضي المحتلة حيث تسلط الضوء على المشهد المضطرب في الداخل الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023,
وتوقف موقع "كالكاليست" العبري، عن حال الإسرائيليين في ليلة الأول من سبتمبر/ أيلول 2024، والتي وصفها بـ"الليلة الساخنة".
واحتشد مئات الآلاف في شارع بيغن، في “احتجاج ذكّر الكثيرين بقوة الخروج والصراخ ضد واقع معقد”، وفق "كالكاليست".
وأشار إلى أن “هناك أمرا يؤرق الكثير من المتظاهرين الإسرائيليين، وهو ما إذا كانت الحكومة ستستجيب لمطلبهم الرئيس، المتعلق بإجراء صفقة تبادل أسرى واستقالة الحكومة”.
لذلك طرح الموقع تساؤلات حول فعالية الاحتجاجات والضغط الشعبي في التأثير على الحكومة، وعما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يهتم بالأساس بمعارضة الشعب له أم لا.
توحيد الجبهات
ويتصاعد الغضب في الشارع الإسرائيلي ضد المسؤولين، ورغم أن "الأمر استغرق 11 شهرا، ولكن عادت الاحتجاجات ضد الحكومة إلى الشوارع"، وفق "كالكاليست".
ومع أن الموقع "حمّل حركة حماس السبب وراء خروج الناس إلى الشوارع، بعد قتلها المختطفين الستة"، حسب زعمه.
إلا أنه أكد كذلك أن "الحكومة برئاسة نتنياهو هي من تركتهم في الأنفاق لدى حماس حتى الموت".
ومطلع سبتمبر/ أيلول 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثث 6 أسرى من داخل نفق بمدينة رفح، فيما أكدت حركة "حماس" أن الجيش قتلهم عبر قصف جوي مباشر.
ولفت موقع “كالكاليست” إلى وجود انفصال سابق بين الاحتجاجات الداعية لإسقاط حكومة نتنياهو، والتي كانت تخرج عند مفرق عزرائيلي، وبين تلك المنادية بإطلاق سراح الأسرى، والتي كانت تنطلق من ساحة الأسرى وباب بيغن".
واستطرد: "بسبب تعنت الحكومة في إجراء صفقة لتبادل الأسرى، توحدت جبهات الداخل ضدها؛ حيث أدت النهاية المأساوية للأسرى إلى توحيد النضال".
وتابع الموقع حديثه متهما الحكومة بترك الأسرى يموتون، قائلا: "فعندما تكون الحكومة هي التي تتخلى عن مواطنيها وتتركهم للموت، وترفض التقدم بصفقة تنقذ أرواحهم، فإن الاحتجاج لتحرير الأسرى يتحول قسرا إلى احتجاج ضد الحكومة ورئيسها".
وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عدوانا مدمرا على غزة أسفر عن أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذا العدوان متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفه فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
ليلة غالانت
ونقل الموقع الحالة التي تسيطر على ذوي الأسرى، وتمسكهم بالأمل رغم كل شيء.
وقال: "احتشد مئات الآلاف من الإسرائيليين في شارع بيغن، واستمعوا بقلب مثقل إلى صرخات عائلات المختطفين، إلى أولئك الذين فقدوا كل شيء، وإلى أولئك الذين مازالوا متمسكين بالأمل في عودة أحبائهم إليهم".
وأضاف: "وفي هذه اللحظات اختلط الغضب بالحزن، وخنقت الدموع الحنجرة، وصعّبت على الناس ترديد الشعارات الاحتجاجية".
وتابع: "بعد ذلك، صعدّت الحشود احتجاجها، وانتشر الآلاف في الأرجاء، مغلقين شارع أيالون وأشعلوا النيران".
ويشبه الموقع تلك الأجواء، وكأنها "ليلة غالانت"، فقال: "وللحظة بدا وكأننا عدنا إلى ليلة غالانت التي أرعبت الحكومة ومنعت إقالة وزير الدفاع، وهو نفسه وزير الدفاع يوآف غالانت الذي يشكل حاليا رأي الأقلية، وينادي بالمضي قدما في الصفقة التي ستنقذ من لا يزال بالإمكان إنقاذهم".
ويقصد بـ"ليلة غالانت"، المظاهرات الحاشدة التي خرجت في مارس/ آذار 2023، ضد قرار نتنياهو بإقالة غالانت، عقابا له على معارضته العلنية لخطة نتنياهو بشأن الإصلاح القضائي، وقد نجحت الحشود الغفيرة وقتها في التأثير على قرار نتنياهو، الذي اضطُّر للعدول عن قراره.
ورأى الموقع أن “ما يجرى لحظة تاريخية فارقة، قد تسهم في إحداث تغيير منتظر”.
وأضاف أنه "إذا كان هناك إدراك للتاريخ الذي يتشكل حاليا، والذي من شأنه أن يؤدي إلى التغيير، فإن الشعور في تلك الليلة كان مختلطا، كما لو أن علامة استفهام تحوم فوق هذا سماء هذه الليلة بأكملها".
وتابع موضحا: "بينما كانت هناك لحظات من الأمل بأن الاحتجاجات قد تؤدي إلى تغيير، يبقى السؤال معلقا حول ما إذا كانت الحكومة ستستجيب لهذه الضغوط".
وأردف: “هل تهتم الحكومة حتى بأن الناس ضدها؟ هل يمكن أن يستمر الضغط الشعبي والمظاهرات في التأثير على الحكومة الأكثر انعزالا وانفصالا عن شعبها؟”
وأجاب الموقع على السؤال، بقوله: "الأيام ستخبرنا"، لكنه في الوقت ذاته شدد على أنه "في كل الأحوال، ذكّرت هذه الليلة الكثير من المواطنين، بأن لديهم القدرة على الخروج والاحتجاج، على واقع مستحيل فُرض عليهم".
ونظر الموقع لهذه الاحتجاجات بكونها قد تكون "حجر الأساس لعملية تغيير ضرورية"، حيث أكد أنها -أي الاحتجاجات- "قد تزرع بذور التغيير التي نحتاجها بشدة".
ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حركة “حماس” خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
ووصلت مفاوضات وقف العدوان في غزة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة إبادة القطاع.