عاشق لابن سلمان وإسرائيل.. ما أبرز أفكار منفذ حادث الدعس بألمانيا؟

منفذ حادث الدعس أبدى تأييده المطلق لسياسات ابن سلمان
“محمد بن سلمان الأقدر على هدم الإسلام”.. عبارة دونها طالب العبدالمحسن، الطبيب السعودي المشتبه به في تنفيذ هجوم عملية دعس استهدفت سوقا لعيد الميلاد في ألمانيا.
وأثارت هذه التغريدة القديمة التي نشرها عبد المحسن على حسابه بمنصة إكس عن ولي العهد السعودي جدلا واسعا وأثارت نقاشا حول ابن سلمان والحادث الأخير.
وفي 20 ديسمبر/كانون الأول 2024، دعست سيارة مجموعة من الأشخاص بسوق لهدايا عيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ شرقي ألمانيا، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 200 آخرين.
معادٍ للإسلام
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إن المشتبه به الذي جرى اعتقاله "معادٍ للإسلام"، فيما قال الادعاء العام إنه ستوجه له 5 تهم بالقتل و205 أخرى محاولات قتل.
وكشفت وسائل إعلام ألمانية أن منفذ الهجوم طبيب سعودي يدعى طالب العبد المحسن، يبلغ من العمر 50 عاما.
وقالت إنه مناهض للإسلام وداعم لليمين المتطرف والصهيونية، ومتعاطف مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد.
وبدورها، أدانت وزارة الخارجية السعودية الحادث وأكدت موقفها في نبذ العنف، معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا، وتعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين ولجمهورية ألمانيا الاتحادية حكومة وشعبا، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.
ونقلت شبكة سي إن إن الأميركية ووكالة رويترز البريطانية عن مصدر سعودي قوله إن المملكة حذرت السلطات الألمانية من المهاجم الذي "نشر آراء متطرفة على حسابه الشخصي على إكس".
وتبنى مؤيدون للنظام السعودي رواية المصدر الذي لم يكشف عن هويته واتخذوها ذريعة للهجوم على المعارضين السعوديين بالخارج.
كما تداولوا رواية أخرى تفيد بأن المشتبه به في الهجوم المروع في ألمانيا، فر من السعودية عام 2006 بسبب اتهامه بالاغتصاب وأن الرياض طلبت تسليمه لكن برلين رفضت.
في المقابل، استنكر معارضون سعوديون محاولة تشويههم وقدموا أدلة تثبت تأييد منفذ حادث الدعس لولي العهد ومغازلته له ودفاعه عن سياساته، وحبه المطلق للاحتلال الإسرائيلي ومعاداته للإسلام والمسلمين وتبنيه لأفكار إلحادية.
وتداولوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الارهابي_طالب_عبدالمحسن، #طالب_عبدالمحسن، وغيرها، صورا لتغريدات سابقة وتدوينات على شبكة الليبرالية الحرة أشاد فيها بابن سلمان، وأخرى امتدح فيها "إسرائيل".
وأكد ناشطون أن الادعاء بأن عبد المحسن، فر من السعودية في 2006 يفتقر إلى الأدلة، وأن هذه الرواية نشأت بين مؤيدي النظام "الوطنجية"، مستدلين على كذبها بصورة من جواز سفره الذي جرى تجديده في 2008، ما يعني أنه تمكن من ذلك دون اعتقاله.
ومن جانبه، أدان حزب التجمع الوطني السعودي المعارض الحادث الذي استهدف سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبوغ الألمانية، مؤكدا إدانته الأفعال الإرهابية كافة التي تستهتر بكرامة الإنسان.
كما أكد في بيان أصدره في 21 ديسمبر/كانون الأول 2024، إدانته الأسباب التي أدت إلى مثل هذه الأفعال حيث إن الاستبداد السياسي هو العامل الأساسي لظهور مثل هذه الحوادث، وهو التربة الخصبة لنمو الفعل والفكر المتطرف.
وقال الحزب إن هذا الفعل لا جنسية له ولا لون ولا دين، معربا عن رفضه المظاهر العنصرية كافة، والتسييس من قبل الاستبداد لتسخير الحدث لأجل تبرير القمع العابر للحدود وشرعنة قمع المعارضين.
تخبط وتعارض
وبمراجعة حساب عبدالمحسن على منصة إكس، تبين أنه أبدى تأييده المطلق لسياسات ابن سلمان في أكتوبر/تشرين الأول 2017 عندما بدأ في شن حملة اعتقالات للمعارضين.
وكتب وقتها أن "الإسلام يرفع من شأن الجهلة من أمثال محمد بن نايف (ولي العهد السابق)، والعلمانية ترفع من شأن المثقفين من أمثال محمد بن سلمان، هذا أحد أسباب حربنا على الإسلام ".
وأكد في 25 أغسطس/آب 2020، أن ابن سلمان هو الأقدر على هدم الإسلام، بينما هو (منفذ الحادث) الأكثر فاعلية في هدمه.
وتابع: "انحصرت المنافسة بيني وبين محمد بن سلمان أيّنا يلعب دورا أكبر في القضاء على دين الجهل".
وأضاف: "هي فرصة لمحمد بن سلمان ليصبح الأكثر تأثيرا في تاريخ البشرية، وإلا فسأنتزع اللقب منه إذا تلكأ".
وخاطب في مارس/آذار 2022، الملحدين، ودعاهم لإحسان الظن في ولي العهد، قائلا: "هو على ما يبدو يريد تنفير الناس من الإسلام.. لذلك جاء نظام الأحوال الجديد مبنيا على شريعة محمد.. حيث المرأة تنتقل من ولي لولي كأنها بقرة منزلية.. محمد بن سلمان في فريقنا يا شباب".
وبرزت تغريدات أصرت على الإشارة إلى منفذ الهجوم بأنه معارض للنظام ويحمل أفكارا متطرفة والزعم بأنه مطلوب لدى السلطات السعودية، وأن ألمانيا تدفع ثمن حمايته له ورفض تسليمه.
تفنيد الأكاذيب
في المقابل، رفض ناشطون ادعاء انتماء عبدالمحسن للمعارضة السعودية وقدموا أدلة تثبت تأييده للنظام واتخاذه ابن سلمان قدوة.
وأعاد السياسي والمستشار المعارض فؤاد الكوثر، نشر تغريدة لسفير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فايز المالكي، عرض فيها صورة تجمع رموز المعارضة بالخارج ووصفهم بالمحرضين والمطلوبين وزعم أنها خطر على كل المجتمعات.
وعلق عليها قائلا إن إرهاصات التخبط تتكاثر، مؤكدا أن عبدالمحسن ليس معارضا، بل ليس مسلما ابتداء كما يقول بنفسه، ويحضر المساحات مدافعا عن ابن سلمان أحيانا، وتسبب في إخراج عدد من الفتيات لفضاء الإباحية كما يدعي.
وأضاف الكوثر: “لكن يصير خير، واصلوا تخبطكم وانحداركم، وسنواصل صعودنا وتحقيق أسمى أهدافنا (تحرير وطننا).”
ونقلت المغردة ثريا، عن ناشط في حقوق الإنسان كان على تواصل مع طالب عبد المحسن، قوله إنه يعتقد أن منفذ الحادث كان يعمل مع الحكومة السعودية.
ورأت أن احتمالية تواطؤ الحكومة السعودية عالية، وقد يكون الدافع هو تسليم المعارضين السياسيين لإيقاف الشوشرة، خصوصا قبل استضافة كأس العالم (2034)، قائلة: "يبدو أن أمامنا جريمة حمقاء أخرى مثل جريمة (قتل الصحفي) مقتل خاشقجي!".
وللدلالة على تأييد منفذ عملية الدعس لسياسات ابن سلمان، عرض الداعية المعارض سعيد بن ناصر الغامدي، أبيات لـ"الملحد طالب"، كال فيها المديح لولي العهد.
وقال: "يصعب تصديق أن تصدر من معارض لنظام القمع السعودي، إلا إذا كان تابعا له أو معجبا بأساليبه في فرقة النمر أو فرقة قنصلية إسطنيول أو فرقة اغتيال الفغم!!.".
وأكد العسكري المنشق من الحرس الوطني مهند الضيباني، أن “الإرهابي طالب العبدالمحسن ليس معارضا للنظام كما يدعي البعض، بل هو سعودي متصهين ومن أشد المؤيدين لابن سلمان”.
وقال إن هذا المجرم لا يعارض سوى الدين، ويعبر عن دعمه الكامل للنظام السعودي في حربه المعلنة ضد الإسلام والقيم وارتكاب الجرائم.
وقال العسكري المنشق من الحرس الملكي السعودي طارق الزهراني، إن “الإرهابي الملحد طالب العبد المحسن ليس معارضا للنظام السعودي، بل مؤيدا لمحمد بن سلمان المجرم”.
وعرض المغرد نمر، نماذج من التغريدات التي امتدح فيها عبدالمحسن، ولي العهد السعودي، مشيرا إلى أنه كان يراه قدوته في الحرب على الإسلام.
وقال الباحث في العلوم السياسية سلطان العامر، إن الادعاء أن طالب عبدالمحسن هرب من السعودية في 2006 لأنه مطلوب في جريمة اغتصاب وأن الرياض طالبت به وبرلين رفضت، قصة لا يوجد عليها دليل.
وأكد أن القصة اختلقها الوطنجية وانتشرت داخل اليمين العالمي حتى وصلت لأحمقهم المطاع، صاحب منصة إكس، إيلون ماسك، قائلا: “لو مطلوب ماقدر يرجع يجدد جوازه في 2008”.
واستنكر العامر، تصوير البعض له على أنه محسوب على المعارضة السعودية، مؤكدا أن هذا ليس دقيقا وأن مشروع طالب ضد الإسلام.
عاشق للصهيونية
وتقديما للأدلة التي تثبت حب عبدالمحسن للاحتلال الإسرائيلي، عرض المترجم أحمد أبو غوش، مقطع فيديو من مداخلة في ألمانيا مع قناة إسرائيلية.
وأوضح أن منفذ عملية الدعس تواصل قبل أربع سنوات مع مراسل قناة إسرائيلية للإساءة إلى النبي محمد واصفا إياه أنه كان قاسيا مع اليهود حينها، وأنه جاء الوقت لإعادة اليهود إلى السعودية من جديد.
وأشارت المغردة شيماء، إلى أنه وفقا لتقارير وسائل التواصل الاجتماعي ألمانية، الشخص الذي دعس الناس في ألمانيا سعودي وعاشق للصهيونية، كان يمجد الصهيونية وينشر مواد معادية لإيران ويعيد نشر منشورات الصهاينة.
وقال الناشط ناصر، نجل الداعية السعودي المعتقل عوض القرني، إن عبدالمحسن صهيوني، ومحبّ لمحمد بن سلمان الذي قتل خاشقجي وقطّع جثته وأذابها.
وأكد العضو المؤسس لحزب التجمع يحيى عسيري، أن طالب عبدالمحسن ملحد صهيوني غاضب من ألمانيا، عارضا بعض تغريداته وفيديو القبض عليه.
وعرض أبو تيم وصبا، صورة من تعليق لعبدالمحسن يطالب فيه أحد المعلقين على كتاباته بأن يكتب اسمه ليوصله لولاة الأمر، مؤكدا أن هذا يثبت أنه مخبر متعاون مع الحكومة السعودية وعميل لها.
كما عرض تغريدات له يتحدث فيها عن أسباب حبه لإسرائيل، قائلا: “المشتبه به في الهجوم الإرهابي السعودي في ألمانيا صهيوني”.
وبين أنه "عرض بفخر العلم الإسرائيلي على سيرته الذاتية وكتب موضوعا كاملا يشرح فيه سبب حبه لإسرائيل".
ونشر أبو تيم وصبا، صورة لقصيدة كتبها العبدالمحسن يمتدح فيها محمد بن سلمان ويُثني عليه، نشرها في 2015 على موقع منتدى الشبكة الليبرالية الحرة، مؤكدا أن هذا الإرهابي هو صنيعة النظام السعودي، وسخر بالقول "بعدها يقولون لك معارض!".