انتخابات تركيا القادمة: تحديات وإستراتيجيات الحملات الانتخابية والتحالفات المعارضة

15347 | 8 months ago

12

طباعة

مشاركة

مع العد العكسي للتوجه إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية التركية المقررة في 31 مارس/ آذار 2024، يزداد نشاط القادة والمرشحين للرئاسة في حملاتهم الانتخابية. 

وتأتي الانتخابات المحلية بعد مرور نحو عام من انتخابات رئاسية وبرلمانية شهدتها تركيا في مايو/ أيار 2023 واستنفرت لها لأكثر من عام.

انتخابات مهمة

ونشر مركز "سيتا" التركي مقالا للكاتب، برهان الدين دوران، قال فيه "ما إن انتهت الرئاسيات حتى تسارعت وتيرة المحاسبة والترتيبات للانتخابات المحلية، حيث تسعى الحكومة لاستكمال فوزها بينما تحاول المعارضة تعويض ما خسرته في تلك الانتخابات". 

وأضاف دوران أن "الانتخابات المحلية تُعقد كل خمس سنوات، وتشمل البلديات على مختلف مستوياتها، حيث تُجرى على مستوى المدينة الكبرى التي تضم عدة بلديات، وتشمل الانتخابات أيضا اختيار أعضاء مجلس البلدية والمخاتير".

وأكد أن "الانتخابات المحلية تعد مهمة لأنها تعكس الرأي الشعبي تجاه الأحزاب التي تحاول استغلال نتائجها".

ولفت الكاتب التركي النظر إلى "عدم وجود خطاب مشترك بين الأحزاب المعارضة وصعوبة تحقيق التحالفات المطلوبة". 

وقال دوران إن “الأحزاب تسعى لإظهار دعمها لناخبيها من خلال الدخول في الانتخابات بمفردها وتحقيق النجاح الشخصي بدلا من التركيز على الحملة الانتخابية بشكل عام”.

وأضاف: "تشهد الحملات الانتخابية توجيه المزيد من الجهود والموارد للترويج للمرشحين وجذب أكبر عدد ممكن من الناخبين، بالإضافة إلى الإعلانات التي تشرح المشاريع والوعود والجدل والادعاءات والزلات". 

ولفت إلى أن "جميع الأحزاب ستقوم خلال الأيام المتبقية بتقديم جميع أوراقها الرابحة، والهدف من ذلك هو تعزيز قاعدة الناخبين الخاصة بها وجذب الأصوات من الأحزاب الصغيرة الأخرى".

وأشار  دوران إلى أن "الإقبال هو القضية الأكثر أهمية للمرشحين الذين يتنافسون على القمة، فعلى عكس انتخابات 2019، تبدو مسألة (إيصال الناخبين إلى صناديق الاقتراع) أكثر صعوبة بالنسبة للأحزاب في هذه الانتخابات".

واستطرد: "في المدن التي تشهد منافسةً قوية سيكون الفوز والنجاح حليف الأحزاب والمرشحين القادرين على تجميع عناصر حملتهم في الأيام الأخيرة بطريقة تؤثر على الناخبين".

ادعاءات صادمة

وأردف الكاتب أن “أجندة الحملات الانتخابية تتمحور حول قضايا محددة”. 

واسترسل أن “تحالف الجمهور (حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية) يركز على فكرة أن حزب المعارضة لم يظهر أداء قويا في (الأعمال والخدمات) وأن رؤساء البلديات الذين ينتمون إلى حزب الشعب الجمهوري لم يتمكنوا من تحقيق وعودهم عام 2019”.

وذكر دوران أن “الجدل خلال الحملات الانتخابية أصبح حول من قام ببناء عدد أكبر من مترو الأنفاق، ويتمثل الجدل في تصريحات رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وأعضاء حزب العدالة والتنمية”. 

وأوضح أن “إمام أوغلو يدعي أنه قام ببناء أكبر عدد من مشاريع مترو الأنفاق، في حين أن أعضاء حزب العدالة والتنمية يشددون على أنهم وضعوا حجر الأساس لهذه المشاريع خلال فترة توليهم للبلديات وبدؤوا في إنشائها، ولكن إمام أوغلو أكمل تنفيذ هذه المشاريع ونسبها لنفسه”.

وأضاف: "سيتم التركيز على التعاون بين حزب الشعب الجمهوري وحزب (ديم) الموالي للأكراد، حيث يسلط تحالف الجمهور الضوء على هذا التعاون، وسيتم أيضا النظر في (فضيحة عد الأموال) التي تتعلق برئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو".

ورأى أن “هذه المناقشات تهدف إلى استعراض القضايا المثيرة للجدل والتحديات التي تواجه المعارضة، وتسليط الضوء على الأخطاء والفساد المحتمل في صفوفها، حيث تم التساؤل عن مصدر الأموال المستخدمة في شراء بناء رئاسة حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول". 

بالإضافة إلى أنه يمكن القول إن "أبرز أخطاء إمام أوغلو في هذه الفترة الانتخابية، فشله في تذكر وتنفيذ وعوده لعام 2019".

وأشار الكاتب إلى أن "الأحزاب المعارضة التي لا تشارك بمفردها في الانتخابات تفتقر إلى إنشاء خطاب مشترك ومهيمن". 

وأضاف: "قام حزب الشعب الجمهوري بحملته كما هو متوقع بالتركيز على التضخم والمتقاعدين، وبسبب تغيير رئيس الحزب والنقاشات الداخلية وصعوبات تحديد المرشحين، بدأت حملة حزب الشعب الجمهوري في وقت متأخر". 

التحالفات في الانتخابات

وقال دوران: "لا يزال تنظيم حزب الشعب الجمهوري وجلب الناخبين الغاضبين واليائسين إلى صناديق الاقتراع يشكل خطرا، ففي انتخابات عام 2019 كانت الخطابات المشتركة لتحالف المعارضة تتركز على (معارضة أردوغان) و(الديمقراطية الرئاسية)".  

ولفت إلى أن “في هذه الفترة صوّر بعض المحللين في حزب الشعب الجمهوري هذه الانتخابات على أنها (انتخابات وجود وعدم وجود للمعارضة)، إلا أن الأحزاب المعارضة الأخرى لا تقبل هذه الحجة”.

واستطرد: “هناك عدد من الأحزاب يرغبون في المشاركة بمفردهم في انتخابات 2028، وذلك لإظهار تأثيرهم على الناخبين الخاصين بهم كجزء من التحضير لعام 2028، بينما لا تسعى الأحزاب الصغيرة الانضمام لحزب الشعب الجمهوري خوفا على بقائها واستمراريتها في المستقبل". 

وشدد دوران على أن “الحجج المبنية على (السلطة الفردية) أو (استمرارية المعارضة) لا تخلق جوا حماسيا في الحملة الانتخابية، وبالطبع فإن هذه الحجة قديمة وقد خسرت في انتخابات مايو 2023”.

واستدرك: "يواصل الحزب الجيد برئاسة ميرال أكشينار شرح أسباب عدم التحالف مع حزب الشعب الجمهوري، وتحاول أكشينار الحفاظ على ناخبيها من خلال انتقاد إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، وتهدف إلى الحصول على أصوات ناخبي حزب الشعب الجمهوري في بعض المدن".

ومن ناحية أخرى، فإن أكشينار لا ترغب في خفض نسبة تصويتها التي تراجعت من حوالي 13 بالمئة إلى نحو 8 بالمئة في مايو 2023 بسبب انضمامها للاتفاق مع حزب الشعب الجمهوري. 

في حين يتبنى حزب النصر سياسة معاداة اللاجئين والأجانب، وليس لديه قدرة على تشكيل أجندة فعالة أو تقديم وعود مهمة للناخبين، بحسب دواران.

وتابع: "بينما يسعى أحزاب الوطن وديفا والشباب والسعادة وغيرهم للبقاء على قيد الحياة حتى فترة الانتخابات لعام 2028".