عدوان إسرائيل ضد اليمن كان موجها لأميركا والعرب أكثر من الحوثيين.. كيف؟

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

في 20 يوليو/ تموز 2024 ، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات على ميناء الحديدة اليمني الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي وخزانات الوقود ومحطة الكهرباء فيه، ما أسفر عن 9 قتلى وأكثر من 80 جريحا.

وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الغارات ردا على هجوم بطائرة مسيّرة شنه الحوثيون على مدينة تل أبيب قبلها بيوم، أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة 10 آخرين.

و"تضامنا مع غزة" يستهدف الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بصواريخ ومسيّرات سفن شحن مرتبطة بتل أبيب في البحر الأحمر، كما يهاجمون أهدافا داخل إسرائيل.

وردا على مهاجمة الحوثيين سفن شحن، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة، منذ مطلع 2024، غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للجماعة" في مناطق مختلفة من اليمن.

وفي هذا السياق، سلط معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الضوء على أهداف الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة في اليمن، وهو الهجوم الأول من نوعه ضد الحوثيين بشكل مباشر.

إستراتيجية فاشلة

ورأى المعهد العبري أن الهجوم الإسرائيلي كان يستهدف بالأساس إرسال رسالة موجهة إلى الدول الغربية بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، كما كان يوجهه رسالة كذلك إلى الدول العربية "المعتدلة"، حسب وصفه.

فند المعهد الأهداف المعلنة التي أعلنها المسؤولون الإسرائيليون، توضح مبررات قصف اليمن. نافيا أن تكون الأهداف الحقيقية للضربة هي ذاتها الأهداف المعلنة. 

حيث قال إن "معنى الهجوم الذي نفذه سلاح الجو في منطقة ميناء الحديدة، ليس كما قال متحدث إسرائيلي، قطع طريق التهريب من إيران إلى الحوثيين".

وأوضح أن الهجوم سيؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد في المنطقة، قائلا إن "التهريب سيستمر بل سيزداد، كما أن الهجوم لن يردع أو يوقف هجمات الحوثيين، بل من الممكن أن يزيدها بالفعل".

وتابع: "وحتى ادعاء المسؤولين الإسرائيليين الكبار بأن هذه رسالة إلى المنطقة، وخاصة إلى إيران ووكلائها، مفادها أن إسرائيل لن تتهاون في إيذاء مواطنيها، وأنها تعرف كيف تضرب خارج حدودها، لا تعد السبب الرئيس لتنفيذ العملية".

وأكمل موضحا: "فإيران على علم بقدرات سلاح الجو الإسرائيلي، ولم يكن إظهار القدرات مطلوبا حقا، ولم يكن هذا هو الهدف من الهجوم".

رسالة واضحة

لكن المعهد رأى أن الهجوم كان يستهدف إرسال رسالة من إسرائيل إلى الدول العربية "المعتدلة" والدول الغربية.

لا سيما الولايات المتحدة التي كانت تقود خلال الشهور التسعة الماضية تحالفا دوليا في البحر الأحمر يسعى للتعامل مع هجمات الحوثيين، وتحاول عدم تصعيد الوضع والوصول إلى صراع إقليمي شامل.

ووفق المعهد، "أرادت الحكومة الإسرائيلية -عبر الهجوم على اليمن- أن تقول إن سياسة الولايات المتحدة فشلت، وإن فكرة (الاحتواء) التي كان ينتهجها الأميركيون مع الحوثيين لم تعد تجدي نفعا، وإن قد آن أوان استهداف الحوثيين بشكل أكبر وأكثر حسما وحزما".

وذكر أن التركيز على استهداف ميناء الحديدة يأتي على تقدير أنه بمثابة "أنبوب أكسجين" لاقتصاد الحوثيين.

وشدد على أن "مواصلة الإضرار به ستنتج أوضاع صعبة للغاية للاقتصاد المتدهور بالأساس، والذي يواجه كذلك عقوبات أميركية كبيرة".

عزلة قسرية

وعن احتمالية تشكيل تحالف عربي إسرائيلي ضد الحوثيين، قال المعهد: يبدو أن إسرائيل ستخوض معركتها ضد الحوثيين وحيدة، على الرغم من تضرر بعض دول الإقليم من هجمات الحوثيين.

وأشار إلى أن "تل أبيب ستجد صعوبة في تعبئة دول المنطقة للوقوف علنا ضد الحوثيين، على الرغم من أن بعضها، خاصة مصر، تضرر من هجماتهم على طريق التجارة الدولية في البحر الأحمر أكثر من إسرائيل".

وأرجع المعهد سبب نأي الدول العربية بنفسها عن المواجهة مع الحوثيين إلى "خشيتهم من رد فعل إيران أو وكلائها، ورغبتهم في الابتعاد عن خط النار والتحوط من المخاطر، حيث ستكون المساعدة المحتملة من جانبهم سلبية وهادئة".

وعلى الرغم من إقرار المعهد بصعوبة التحالف الإسرائيلي العربي ضد إيران ووكلائها، جدد دعوته إلى “التعاون المشترك بين دول الإقليم”.

 حيث إن التصعيد والتصعيد المضاد "شبه مؤكد"، حسب زعم معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.

ويختتم المعهد العبري: "وفي كل الأحوال، يجب على إسرائيل، إلى جانب إعداد خطوات التصعيد، تنسيق هجماتها قدر الإمكان مع التحالف الأمريكي ومع دول المنطقة، التي قد تتضرر من الحوثيين".