تركيا المستفيدة.. لماذا عرقل بايدن صفقة طائرات مسيرة أقرها ترامب للمغرب؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلط تقرير لصحيفة إسبانية الضوء على الطائرة دون طيار "إم كيو-9 سكاي غارديان"، إحدى "جواهر تاج سلاح الجو الأميركي".

صحيفة "الكونفدنسيال" ركزت على الأزمة بشأن تلك الطائرة بين المغرب وأميركا، موضحة أنه بعد اتفاق أقره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لبيع هذا الطراز للرباط، حظر الكونغرس الأميركي الصفقة.

وقالت الصحية اليومية إن "درون إم كيو-9 سكاي غارديان"، جرى تطويرها بأحدث جيل من "الأجهزة والبرامج" المصممة لتحمل جميع العوامل وأكثر الظروف الجوية سوءا، مشيرة إلى أنها نموذج لطائرة دون طيار مثالية.

وذكرت أن "هذا النموذج يحمل ويطلق الذخيرة الأكثر فتكا، مثل ذخائر الهجوم المباشر المشترك، التي يمنحها نظام التموضع العالمي الخاص بها أقصى قدر من الفعالية". 

تقرير الصحيفة أورد أن "واشنطن خططت في السابق لبيع 4 طائرات دون طيار وذخائر الهجوم المباشر المشترك للمغرب، الحليف الأميركي التقليدي في المنطقة".

لماذا عرقلها بايدن؟

واستدرك: "لكن الفضائح الدولية الأخيرة المتعلقة بالرباط، وانتهاكها المتزايد لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية، دفعت الرئيس الأميركي جو بايدن لإعادة التفكير بشأن الصفقة، التي حظرها في الكونغرس ومجلس الشيوخ".

"وبشكل عام، تشعر واشنطن، الكتلة الديمقراطية والجمهورية على حد سواء، بقلق متزايد تجاه حليفها في الرباط"، وفق الصحيفة.

"الكونفدنسيال"، ترى أن "هذا التحول في السياسة الأميركية يبدو واضحا وبديهيا، وأن بايدن ليس ترامب".

ولفت تقريرها إلى تأكيد الرئيس الأميركي الجديد منذ تنصيبه أن بلاده ستعود إلى مبادئ القانون الدولي ودعم حقوق الإنسان".

"على الرغم من أن الصحراويين لم يكونوا أولوية بالأجندة الأميركية، التي تقدر الاستقرار الموالي للغرب الذي يسهله النظام الملكي بمدخل البحر المتوسط، إلا أنهم أيضا يصنعون تعاطفا خارج حدودهم"، وفق قول الصحيفة.

نهاية عام 2020، أعلن دونالد ترامب، مقابل تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، اعتراف بلاده بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء الغربية. 

ونوهت الصحيفة بأن "هذا الاعتراف ولد شعورا بالإفلات من العقاب في الرباط، مما أدى إلى زيادة انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية".

رئيسة "مؤسسة منتدى الدفاع" في واشنطن سوزان شولت، أشارت إلى أن "التعذيب والاغتصاب والضرب والاختفاء لم يتوقف، واشتد الآن منذ أن خرق المغرب وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020"، وفق قولها.

وأضافت: لا توجد حرية للصحافة أو حرية التنقل في الصحراء الغربية، لكن هذه الانتهاكات معروفة، في نهاية المطاف، في واشنطن"، بحسب الناشطة الحقوقية للصحيفة.

اليومية الإسبانية قالت: إن "السيناريو الذي تركه ترامب بدأ في التحول إلى مصدر إزعاج لإدارة بايدن، التي تسعى للخروج من هذه الفوضى".

خاصة وأنه عندما بدأ العد التنازلي لإدارة ترامب، قررت واشنطن بيع طائرات دون طيار (إم كيو-9 سكاي غارديان) وذخائر الهجوم المباشر المشترك للمغرب.

تقرير الصحيفة أشار إلى أن ذلك الطراز يحمل "تكنولوجيا عسكرية مخصصة حصريا لحلف شمال الأطلسي أو حلفاء مقربين جدا مثل أستراليا". 

قانون "ليهي"

في هذا السياق، يدخل المشهد المعقد السيناتور الديمقراطي الممثل عن ولاية "فيرمونت" منذ عام 1975، باتريك ليهي، وهو السياسي الأميركي صاحب قانون "ليهي".

وقانون "ليهي" تشريع يحظر على وزارتي الخارجية والدفاع الأميركية تقديم المساعدة العسكرية للجيوش الأجنبية التي تنتهك حقوق الإنسان. 

ويشكل القانون إجماعا كاملا بين الديمقراطيين والجمهوريين، ومنذ الموافقة عليه عام 1997، جرى منع المساعدة العسكرية لدول مثل بنغلاديش ونيجيريا وإندونيسيا وغواتيمالا.

الصحيفة الإسبانية قالت: إن السيناتور ليهي يترأس اليوم لجنة المخصصات، التي تؤثر على إمكانية نقل وبيع المعدات العسكرية.

ووصفت الصحيفة موقف ليهي الأولي، من الصفقة بأنه "مؤيد للصحراويين"، وأن هذا الموقف "يتعزز بالفعل على إثر الأحداث الأخيرة". 

وأضافت أن "العديد من قادة اللجان الرئيسة في الكونجرس ومجلس الشيوخ يستخدمون سلطتهم لمنع عملية البيع للمغرب؛ وطلبوا من إدارة بايدن الحصول على مزيد من المعلومات حول الطائرات بدون طيار هذه".

وأوردت الصحيفة أن الطائرة دون طيار، المثالية، والقنابل الدقيقة التي خططت واشنطن لبيعها للرباط تتجاوز بكثير الأسلحة التقليدية التي عادة ما تبيعها للمغرب، من حيث قوتها الفتاكة".

اليومية الإسبانية جزمت بأن الإمكانات التدميرية عالية المستوى لتلك الطائرة "تتطلب المسؤولية التي يطالب بها الأميركيون حلفاءهم في الناتو". 

ولفتت إلى أن "المغرب ليس من حلف الأطلسي، كما أن إحياء الصراع العسكري مع جبهة (البوليساريو) الصحراوية يولد شكوكا حول استعمال المغرب لهذه الأسلحة، التي تعزز أهداف الرباط العسكرية".

البديل التركي

وفي تقريرها أشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن "الطائرات دون طيار التركية: منخفضة التكلفة والحصول عليها سهل وبلا متاعب".

وذكرت أن "حظر عملية بيع الأسلحة الأميركية للرباط يبدو أنه لا رجعة فيها، لهذا السبب، اشترت الرباط من أنقرة أسلحة بقيمة 70 مليون دولار". 

وقالت: إن "وفرت التكنولوجيا العسكرية التركية ميزتين للمغرب: أولا، أن طائراتها دون طيار أرخص من الطائرات الأمريكية، وثانيا، أن إجراءات مبيعاتها العسكرية أقل تقييدا من الأميركية".

وتعلق الصحيفة: لكن شراء المغرب لطائرات دون طيار من تركيا يمكن أن يؤدي إلى نفاذ صبر واشنطن.

ونوهت بأن "التشريع الأميركي لا يتحكم في صادرات المواد الدفاعية فحسب، بل يشرف على استخدام من يشتري التكنولوجيا العسكرية الأميركية، بغض النظر عما إذا كانت واشنطن باعتها لهم أم لا".

وأكدت أن "الجدل في واشنطن حول المسألة المغربية متصاعد، وعلى وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية الإشراف على ما إذا كان يمكن بيع الطائرات المسيرة والقنابل إلى المغرب يتفق ومعاييرها الأخلاقية والقانونية".

 فيما توقعت الصحيفة ألا يجري البت في قرار نهائي بالملف حتى عام 2022.

وفي تلخيصها للجدل الدائر بأروقة مبنى "الكابيتول" تساءلت: "هل يستحق بيع الأسلحة؟ (نعم) في حال فائدتها في مكافحة الإرهاب، و(لا) لأن هذه الطائرات دون طيار والقنابل الدقيقة يمكن استخدامها ضد المدنيين الصحراويين". 

ونقلت الصحيفة عن المحامي الخبير في قضايا الأمن الوطني جيسون بوبليتي، قوله: إن "الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، واستخدام مخابرات المغرب برمجيات (بيغاسوس) للتجسس على شخصيات دولية، واضطهاد الصحراويين؛ كان لها تداعيات دولية واسعة".

وجزم بأن "لها أيضا تأثيرا قويا على ثقة واشنطن في الرباط"، مشددا على أنه "سيكون لها عواقب".