136 مليار دولار في 7 أشهر.. أين تتجه علاقات الصين التجارية مع روسيا؟

منذ ٤ أشهر

12

طباعة

مشاركة

تحت شعار " لنوحّد قوانا ونصنع الفرص" عقد بين 3 و6 سبتمبر/ أيلول 2024، النسخة التاسعة من المنتدى الاقتصادي الشرقي بمقاطعة فلاديفوستوك الروسية، وسط مشاركات من 76 دولة ومنطقة حول العالم.

وسلطت صحيفة "إزفيستيا" الروسية الضوء على تصريحات أدلى بها على هامش المنتدى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد خلالها أن "الشراكة الإستراتيجية بين البلدين تتقدم بنجاح". 

وفي هذا التقرير، سعت الصحيفة إلى توضيح كيف تمثل العلاقات الاقتصادية المتنامية خطوة إيجابية نحو بناء شراكة إستراتيجية قوية ومستدامة بين روسيا والصين؟

علاقات محمية

بعد الإشارة إلى أن الشراكة بين روسيا والصين تواصل تطورها بشكل متصاعد، قالت الصحيفة الروسية إن سياسة السلطات الصينية تجاه تعاون الشركات الخاصة مع روسيا في ظل العقوبات الغربية كانت تقوم في البداية على عدم جبر أحد على التعاون.

بمعنى ترك القرار للشركات الصينية تتخذه بعد أن تحسب المخاطر بنفسها.

وفي الوقت نفسه، تشير الصحيفة إلى أنه لم تكن هناك آليات تعاون، خاصة في المجال المالي، أو لم تكن متوافقة مع الواقع الحديث.

ونتيجة لذلك، كان على الأعمال التجارية الصينية أن تواجه حالة من عدم اليقين في ظل المخاطر. 

وتضيف الصحيفة هنا أن "جميع الشركات لم تكن مستعدة للعمل في مثل هذه الظروف".

ولكن بالنظر إلى الواقع الحالي، تقول الصحيفة إن "الوضع أصبح واضحا، ليس فقط في المنتدى الاقتصادي الشرقي، بل في الاجتماع الدوري التاسع والعشرين لرؤساء حكومتي روسيا والصين الذي عُقد في أغسطس/ آب 2024". 

فممثلو البلدين في ذلك الوقت ناقشوا معايير التعاون وسبل تنميته.

وهو ما يعني -بحسب الصحيفة- إرسال إشارة إلى الأعمال الصينية مفادها أن "الحكومة الصينية تدعم تعاونها مع روسيا، وهي مستعدة لتهيئة الظروف والآليات اللازمة لذلك والاستجابة للإشارات والطلبات".

بالإضافة إلى ذلك، تؤكد "إزفيستيا" أن الرسالة الرئيسة هي أن "الدولتين تتفقان في وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الرئيسة، وضد الضغوطات الناتجة عن العقوبات". 

وهذا يشكل خطوة واضحة نحو علاقات تجارية واقتصادية واستثمارية قوية ومستدامة وحديثة ومحمية، بحسب الصحيفة.

136 مليار دولار

وفي إطار الاجتماع في المنتدى الاقتصادي الشرقي، تشير الصحيفة الروسية أن هذا الحدث أكد بالفعل استعداد الجانبين للالتزام بالاتفاقيات التي تُوصل إليها مسبقا، وهو ما أكّده هان تشنغ خلال حديثه مع فلاديمير بوتين.

ومن جانبها، ترى الصحيفة الروسية أن توقيت وسياق الاجتماعات بين روسيا والصين مهمين في الوقت الحالي. 

ففي يونيو/ حزيران 2024، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا، أثرت سلبا على التجارة المتبادلة وعقدت عمليات الدفع وأثارت مخاوف بعض رجال الأعمال والبنوك الصينية.

ومع ذلك، تظهر الصحيفة الروسية أن حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا زاد في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 بنسبة 1.6 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل إلى 136 مليار دولار.

وفي الوقت نفسه، يستمر الانخفاض الطفيف في الصادرات الصينية، ليصل إلى 61 مليار دولار، بانخفاض 1.1 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وفي المقابل، زادت الصادرات الروسية إلى الصين بنسبة 4 بالمئة لتصل إلى 75 مليار دولار، وفق ما ورد عن الصحيفة.

التعاون الاستثماري

وعلى جانب آخر، تسلط "إزفيستيا" الضوء على أن أحد الاتجاهات المهمة التي أبرزها المنتدى، وهي "تطوير التعاون الاستثماري بين روسيا والصين". 

إذ وقع الجانبان، في ختام زيارة رئيس الوزراء لي تشيانغ إلى روسيا، خطة لتنفيذ هذا التعاون. 

وفي هذا الصدد، تقول إن "حجم الاستثمارات الصينية المباشرة حاليا في روسيا أقل بكثير من نشاط الصين الاستثماري في دول أخرى، أي أن الإمكانيات اُستغلت بأدنى مستوى". 

ولكن بحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن المحفظة، التي تضم أكثر من 80 مشروعا بقيمة حوالي 200 مليار دولار، ستُزود بمشروعين جديدين اُتفق عليهما بالفعل بقيمة تزيد على 1.3 مليار دولار.

ويتعلق أحدهما بإنتاج الكربون التقني في منطقة أستراخان، والآخر ببناء بنية تحتية للسكك الحديدية والإنتاج الخاصة بنقل البضائع الخطرة في المنطقة اليهودية ذاتية الحكم.

علاوة على ذلك، تلفت الصحيفة الروسية إلى أن التعاون الاستثماري يُنفذ أيضا على أساس اللجنة الاستشارية الروسية الصينية لرجال الأعمال، والتي يشرف عليها صندوق الاستثمار المباشر الروسي. 

جدير بالإشارة إلى أنه يوجد في جدول الأعمال بين البلدين 83 مشروعا مشتركا بقيمة إجمالية تبلغ 18 تريليون روبل (198 مليار دولار). 

وفي هذا الإطار، تذهب الصحيفة إلى أن أي لقاءات روسية صينية يجب النظر إليها في سياق الأحداث الأخرى. 

فعلى سبيل المثال، يلعب الحوار المالي الأخير بين وزيري المالية بالبلدين، لياو فوآن وأنطون سيلوانوف، دورا كبيرا في تطوير هذه العلاقات. 

حيث ناقشا، على سبيل المثال، التعاون الثنائي والتبادل بين الأقاليم في مجالات المالية والضرائب، وكذلك التعاون في إطار مجموعة العشرين والبريكس. 

ووفقا للصحيفة الروسية، فقد توصل الطرفان إلى توافق في تلك المجالات.

وبشكل عام، تختتم الصحيفة تقريرها بالقول إنه "في جميع الأحداث الأخيرة التي أُجريت بفواصل زمنية قصيرة، ناقشت الدول مجموعة واسعة من القضايا الحالية". 

آملة أن تؤدي هذه الجهود المتراكمة إلى تحولات إيجابية في التعاون المتبادل.