أشاعوا كذبا نبأ مقتله.. خطط زعيم حماس تجن الصهاينة وتحير إعلامهم

"المقاومة لا تنتهي باستشهاد قائد أو مجاهد"
“ما يشاع عن مقتل السنوار غير صحيح”.. بهذه العبارة ومرادفاتها كذب ناشطون ما روجته وسائل إعلام إسرائيلية من شائعات حول مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار.
وفي مساء 22 سبتمبر/أيلول 2024، جرى تداول تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يحقق في إمكانية أن يكون السنوار قد قتل في غارة بالشهور الأخيرة، ومع ذلك قال الجيش إنه “لا يستطيع تأكيد أو نفي هذه التقارير".
وأشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” إلى احتمال أن يكون التواصل بين السنوار وأعضاء حماس المشاركين في المفاوضات المتعثرة لوقف القتال وتبادل الرهائن قد انقطع، فيما قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن إسرائيل تجري تحقيقات في احتمالية مقتل زعيم حماس.
إلا أن موقع "واللا" الإسرائيلي أفاد بأن جهاز الأمن العام "الشاباك" نفي تقارير مقتل السنوار ويعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.
وتعد إسرائيل، السنوار العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتطارده وتكثف جهودها للوصول إليه، إلا أنها فشلت حتى اليوم في تحديد موقعه.
وكانت حماس قد أعلنت في 6 أغسطس/آب 2024، بعد مشاورات ومداولات معمقة، تعيين السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في 31 يوليو/تموز 2024 خلال مشاركته في مراسم تنصيب مسعود بزشكيان رئيسا جديدا لإيران.
وأصاب الخبر الاحتلال الإسرائيلي بالذعر، إذ قالت هيئة البث الإسرائيلية إن تعيين السنوار "مفاجئ، ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس في غزة قوية وقائمة وستبقى".
وكذب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي إكس وفيسبوك، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #السنوار، #يحيى_السنوار، #حماس، وغيرها، الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن ما يروجه تضليل.
ورصدوا بعض الأهداف التي تدفع الاحتلال لنشر مثل هذه الشائعات بين الحين والآخر، منها رفع معنويات الداخل الإسرائيلي وجنود الاحتلال وتحقيق انتصارات وهمية، أو خدمة الموساد باستفزاز المقاومة للتواصل مع السنوار وبذلك يمكن تعقبه واستهدافه.
نفي وتكذيب
وتفاعلا مع الأحداق، كتب الباحث ماجد أبو دياك، "لا يبدو ذلك إلا تخرصات، وعلى العموم، ستبقى المقاومة شوكة في حلوقهم، وسيكون النصر هو حليف هذا الشعب"، مرفقا صورتين لتغطيتين لمعاريف وهآرتس.
من جانبه، علق الصحفي مختار غميض، على قول القناة 12 الصهيونية إنه يتم التحقيق في إسرائيلي في احتمال مقتل السنوار في غارات للجيش في غازة، قائلا: "تلك أمانيهم".
ونقل عن الصحيفة قولها: "حاليا، لا توجد معلومات استخباراتية إيجابية تدعم مثل هذا التقرير، هناك خلاف بالمؤسسة الأمنية حول ما إذا كان قد تم فصله مرة أخرى من الاتصال أو قُتل بالفعل".
بدورها، أكدت رحيل سليمان غالب، أن السنوار عايش والخبر غير صحيح.
هدف الشائعات
وعن الأهداف الإسرائيلية من وراء الترويج لمثل هذه الشائعات، لفت الباحث بلال نزار ريان، إلى أن جميع المصادر العبرية سربت الخبر في وقت متزامن وبدون مصدر مباشر.
وأشار إلى أن التسريب يتضمن إثارة تساؤلات أو التشكيك في التواصل وانقطاع الاتصال للحصول على المزيد من المعلومات، محذرا من أن أغلب هذه التسريبات تهدف إلى التقاط معلومات جديدة ومحاولة تشتيت قوى المقاومة، أو ربما تأكد لهم بالفعل أن الاتصال قد انقطع، وربما يكون هذا الانقطاع هدفه تكتيكي وتضليلي.
ولفت ريان، إلى أن صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وهي صحيفة رسمية تختلف عن القنوات والمنتديات الخاصة التي سربت الخبر في البداية، تجزم بأنه بخير وأن الأخبار المتداولة غير صحيحة.
واتفق معه في الرأي الناشط ياسين بن مسعود، قائلا إن حماس لن تخفي خبر استشهاد أي قائد من قاداتها لسبب بسيط هو أن "الشهادة لدينا انتصارا".
وذكر بأن السنوار تحدى الكيان في مرة سابقة وقال مقولته التي ستخلد بعده: "أنا أفضل الموت بالـ إف 16 أو صاروخ"، مؤكدا أن كل ما يقوله العدو أكاذيب يكذبها على قطعان مستوطنيه.
وأكد أحد المغردين، أن ما يشاع عن مقتل السنوار غير صحيح، محذرا من أن الاحتلال يروج الشائعات لمقتله لكي يرسل مقطع فيديو أو رسالة من خلال الإنترنت ليسهل رصده ويقضوا عليه في حيل عفى عليها الزمن.
وتهكم خالد عمار، قائلا: "الموساد عامل حملة علاقات عامة في الصحف الأميركية وبيروجوا خبر اغتيال السنوار للمرة الخمسين، عاش السنوار ورجاله منكدين عليكم وعلى اللي جابوكم".
وعد أحمد فريد، الحديث عن استهداف يحيى السنوار، استهلاك وشحن للعواطف.
وحذر مبارك الدياني العولقي، من أن شائعات استشهاد السنوار حركات موسادية وحيلة حتي يقوم بخطأ الظهور أو إلقاء خطاب لمعرفة مكانة، مؤكدا أنها ألاعيب الصهاينة وعملاؤهم من قنوات وإعلاميين صهاينة العرب وما أكثرهم.
وقال محمد أبو علان: "على ما يبدو أن المخابرات الإسرائيلية تريد استدراج حماس أو السنوار للحديث في هذا الاتجاه".
وأكد وائل المبيض، أن إسرائيل تعلم أن السنوار على قيد الحياة، وأن هذا الخبر فخ، لكي تنشط الخلايا داخل الحركة بالحديث عن السنوار، لتتمكن بذلك إسرائيل من محاولة تحديد مكانه.
وأضاف أن في كل مرة تقطع بها إسرائيل الاتصالات والإنترنت عن القطاع فهي تريد تفعيل أجهزة كشف الاتصالات والتي بإمكانها اختراق الأرض والوصول للأنفاق.
المقاومة فكرة
وأبدى ناشطون يقينا وإيمانيا بأن فلسطين بها آلاف الشخصيات أمثال السنوار يكنون العداء للاحتلال الإسرائيلي ولديهم ثأر لم يأخذوه بعد من الإسرائيليين، مبشرين بأنه في حال استشهاد السنوار سيأتي آخر لينوب عنه ويكمل مسيرة المقاومة لأنها فكرة لا تموت بموت شخص.
وأكد حمد بن بريك، أن المقاومة لا تنتهي باستشهاد قائد أو مجاهد أو حتى أسر أحدهم، وأن المقاومة فكرة والفكرة لا تموت، داعيا الله أن يحفظ القائد يحيى السنوار.
وأشار أحد المغردين، إلى أن المقاومة الفلسطينية ليست يحيى السنوار فقط، وإنما مبدأ وفكرة وعقيدة، والمبادئ لا تموت.
وقال إبراهيم مصطفى: "لو أستشهد السنوار فهناك ألف سنوار، فكما استشهد هنية وجدنا ألف هنية، ولو ارتقى الضيف فهناك ألف ضيف"، مضيفا أن فلسطين ولادة بالرجال ولن تسقط مقاومة منهجها إما الشهادة وإما النصر حتى تحرير الأرض.
وأوضح أن الفرق بين المقاومة وأعدائها أن الصهاينة حريصون على أى حياة كما وصفهم الله عز وجل.
وقال حسن الزعبي، إن السنوار أو غيره أو حتي حماس هما نضال مستمر لفكرة وجدت لتبقى.
وأوضح سهل القاضي، أن المقاومة ليست هنية أو السنوار، بل هي فكر وعقيدة تنتقل بين جيل وجيل، متسائلا: "يا صهاينة متى تدركون أنكم تحاربون نور إيمان مستقر في القلب؟ أنتم تحاربون عقيدة وإيمان وليس أشخاص".
مآثر السنوار
وأثنى ناشطون على السنوار وصلابته واستحضروا مواقفه وتداولوا كلماته ودعواته وذكروا بدفاعه عن وطنه وشجاعته وقدرته على مقارعة الاحتلال الإسرائيلي سياسيا وعسكريا، مؤكدين أنه صاحب بصر وبصيرة.
وأوضح الكاتب محمد مثني الشاعري تحت عنوان "القائد الفذ يحيى السنوار في سجلات التاريخ.. من معتقلات الاحتلال إلى قيادة المقاومة؟!"، أن السنوار أفني حياته مجاهدا ضد الاحتلال الإسرائيلي دفاعا عن أرض فلسطين العروبة وعن المقدسات الإسلامية (القدس الشريف).
وقال إن هذه الشخصية القيادية لعبت دور أساسي جوهري إلى جانب المجاهدين الفلسطينيين في إعداد ورسم الخطط العسكرية الفدائية لحركة حماس ضد الصهاينة المحتلين، واستطاع أن يسجل أسمه ناصعا في السجلات التاريخية للثورة الفلسطينية إلى جانب القيادة الفلسطينية للحركات الإسلامية الفلسطينية المجاهدة.
وتساءل الإعلام جمال ريان: "من كان يصدق انه سيظهر بعد ظلمة وظلم امتد أكثر من سبعين عاما؟ من كان يصدق أنه سيصمد أمام قوى الظلم والاستكبار في العالم؟ من كان يصدق أن هذا المقاوم سيعيد للأمة كرامتها وسيادتها؟"، قائلا: "لو كنت في مكان الحكام العرب لتباهيت به".
وقال حمزة عبده قاسم، إن السنوار، رجل المواقف الصلبة، وأسد المقاومة الذي لا ينحني، بصبره وثباته، قاد أمته في أحلك الظروف، وجعل من تضحياته شعلة تضيء طريق الحرية.
مضيفا أن السنوار ليس فقط قائدًا للمقاومة، بل رمزًا للعزة والكرامة، رجل يحمل هموم الأمة على كتفيه ويقف بشموخ أمام قوى الاستكبار.