وزير تونسي سابق: إسرائيل نحو هزيمة مؤكدة وطوفان الأقصى سيُعيد الربيع العربي (خاص)
أكد وزير الخارجية التونسي السابق الدكتور رفيق عبد السلام أن عملية "طوفان الأقصى" ستفتح آفاقا جديدة لاستعادة نسيم الربيع العربي الذي تعرض لضربات عنيفة من قبل الثورات المضادة على مدار العشر سنوات الأخيرة.
وأضاف في حوار مع "الاستقلال"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسير نحو هزيمة مؤكدة وعجز تام عن تحقيق الأهداف السياسية أو العسكرية سواء القضاء على المقاومة الفلسطينية أو استعادة الأسرى.
وأوضح أن الكيان المحتل لم يتمكن من تحقيق أي نصر عسكري في غزة سوى التدمير لكل مقومات الحياة للشعب الفلسطيني، مشددا في الوقت ذاته أنه سيكون لطوفان الأقصى انعكاسات على بقاء إسرائيل.
محليا، أشار عبد السلام إلى أن الإقبال المتدني للغاية على الانتخابات المحلية التي عقدت نهاية 2023 يعني أن مشروع الرئيس قيس سعيد نحو بناء نطام حكم فردي مرفوض من 90 بالمئة من الشعب التونسي.
وتولى عبد السلام (56 عاما) حقيبة وزارة الخارجية التونسية بين عامي 2011 و2013، ويرأس في الوقت الراهن شبكة الوعي العربي، وهو عضو بحركة النهضة التونسية.
كما تناول العديد من القضايا المتعلقة بمستقبل الأوضاع في تونس خلال هذا الحوار..
طوفان الأقصى
كيف ترى معركة طوفان الأقصى بعد 3 أشهر من العدوان؟
لا شك أن عدوان إسرائيل على غزة أكمل الشهر الثالث ولم تتمكن من تحقيق أي نصر عسكري سوى التدمير لكل مقومات الحياة للشعب الفلسطيني، وسيكون لطوفان الأقصى انعكاسات على بقاء إسرائيل.
ومن أهم رسائل هذه الحرب فضح أكذوبة الدولة التي لا تقهر وأن الجيش الإسرائيلي هو أقوى جيش في المنطقة رغم خسائره الرهيبة.
وجيش الاحتلال يسير نحو هزيمة مؤكدة وعجز تام عن تحقيق الأهداف السياسية أو العسكرية سواء القضاء على المقاومة الفلسطينية أو استعادة الأسرى الصهاينة من غزة وهو ما لم يتحقق بعد 90 يوما من التدمير الشامل.
ما الفرق بين العدوان الصهيوني على غزة عام 2012 في عهد الرئيس محمد مرسي وبين المنقلب السيسي في 2023؟
لا شك أنه فرق بين السماء والأرض، فالرئيس محمد مرسي الذي قال "لن نترك غزة وحدها في 2012" تمت الإطاحة به للمجيء بالسيسي الذي يقوم بوظيفة حارس البوابة والمعبر لحماية أمن الكيان الصهيوني ولأداء وظيفة حارس معبر وحارس حدود الكيان الصهيوني..
كما أن الأنظمة العربية المختلفة تقوم أيضا بدور وظيفي للأسف وهو حراسة أمن الكيان الصهيوني بدرجة أو بأخرى وحماية الأقفاص الحديدية التي فرضت على الشعوب العربية حتى يتم حرمانها من التعبير عن غضبها ضد الكيان الصهيوني.
ولذلك قال وزير خارجية السيسي: "لا نستطيع فتح المعبر بدون إذن من إسرائيل ؛ بينما فتح الرئيس مرسي المعبر 24 ساعة في الاتجاهين وأرسل رئيس وزراء مصر وهاتف أوباما ولذلك توقف العدوان في الحال عام 2012.
هل تعتقد أن طوفان الأقصى يبث الأمل في نفوس الشعوب العربية لاستعادة أجواء الربيع العربي؟
لا شك أن هذه الحرب سوف تفتح آفاقاً جديدة لاستعادة نسيم الربيع العربي الذي تعرض لضربات عنيفة من قبل الثورات المضادة على مدار العشر سنوات الأخيرة بأنظمة استبدادية كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن ومصر وأخيرا في تونس.
إلا أن معركة "طوفان الأقصى" جاءت لتقول لشعوب المنطقة إنه ليس هناك مستحيل. وهذه الدويلة التي ظلوا يُخوفون بها شعوب المنطقة خلال العقود الماضية اتضح أنها نمر من ورق وكيان هش.
بينما الأنظمة العربية الاستبدادية أكثر منه هشاشة ولذلك فهي تغض الطرف عن تدمير غزة ، وإبادة الشعب الفلسطيني خوفاً من صحوة شعوبهم العربية من ناحية ، وحتى يتم القضاء على المقاومة الفلسطينية التي فضحت عجز هذه الأنظمة أمام إسرائيل.
وللأسف فإن هذه الأنظمة تخشى أن يستكمل الربيع العربي مسيرته، ولا تدرك الشعوب العربية المكلومة أن إجهاض الربيع العربي كان بدعم قوى خارجية.
وأن كثيرا من تلك الأنظمة تحالفت مع إسرائيل وأميركا ضد شعوبهم، وأطاحوا بالقيادات الوطنية المخلصة لصالح عملاء واشنطن وتل أبيب بعيداً عن أي تدافع داخلي في هذه الدول.
ولكن كان هناك مخطط إقليمي ودولي أسفر عن دعم تلك الثورات المضادة والتي لا تستطيع أن تصمد طويلا لأنها عبارة عن منحنى عابر وسيزول ويعود منحنى التغيير للصعود مجددا كمطلب رئيس لشعوب المنطقة .
تونس والأقصى
كيف يتعاطف الشعب التونسي مع أشقائه في قطاع غزة؟
قضية فلسطين عامة وفي القلب منها غزة تسكن الشارع العربي والإسلامي عامة؛ بل تهز الشارع العالمي على نحو ما نراه من تحركات واحتجاجات متتالية ضد العدوان.
والحقيقة أن الشعب التونسي شديد الارتباط بالقضية الفلسطينية إلى حد التماهي التام، ولذلك تعطلت الساعة السياسية التونسية، أو كادت تقريبا، لصالح الساعة الفلسطينية؛ فالجميع يتابع ويحلل ويعلق ويُدون ويتحدث عن غزة وتضحياتها وبطولاتها.
ولا ننسى أنه في عام 1948 مع بداية النكبة الأولى للشعب الفلسطيني سافر ما يزيد عن 12 ألفا من التونسيين بما يشبه النفير العام على دوابهم، وأخذوا معهم ما خف حمله من أجل الجهاد في فلسطين.
فمثل هذا العدد في بلد لا يزيد عدد سكانه في ذلك الوقت عن مليونين يعد كبيرا ومرتفعا، وينم عن حضور قضية فلسطين والقدس، في عقول وضمائر التونسيين.
ويبدو أننا نحن المغاربة (أهل المغرب العربي) بحكم موقعنا الجغرافي على تخوم العالم العربي وفي احتكاك وجوار مباشرين مع الفرنجة عبر البحر، تظل قضية فلسطين والقدس أهم عنوان من عناوين الهوية والانتماء، وهذا ما يفسر الحضور القوي لهذه القضية عند عامة المغاربة رغم كل اختلافاتهم وصراعاتهم.
وما ملامح ذلك الدعم للقضية الفلسطينية؟
الحقيقة المسيرات والتحركات الشعبية لم تتوقف ليس في العاصمة فحسب، بل امتدت أفقيا في سائر المدن التونسية وحتى القرى، وإن كان عودة القمع واعتقال القيادات السياسية قد ساهم بشكل أو بآخر في إضعاف الحركة الشعبية عامة.
فالشعوب العربية تتوجع وتتألم وتتجه للدعاء والتضرع لله وقت العسرة ولكنها تحتاج إلى القيادات والهياكل لتحول غضبها من مجرد مشاعر نفسية إلى حالة احتجاج منظم، وهذا ما يفسر ضعف الحراك الشعبي في العالم العربي المنكوب بداء القمع والاستبداد.
وما حقيقة ما يثار حول محاولات قيس سعيد الاتجاه نحو التطبيع مع الصهاينة قبل انطلاق طوفان الأقصى؟
قيس سعيد لم يتوقف عن محاولات فتح قنوات سرية والتفافية من أجل التطبيع مع الكيان الصهيوني بسبل شتى؛ إلا أن توثيق الجزائر علاقتها به وممارسة ضغوط عليه للحيلولة بينه وبين التطبيع مع الصهاينة، ولولا ضغط الجزائر عليه لذهب بعيداً في هذا الطريق منذ فترة.
فقيس سعيد في النهاية هو جزء من منظومة الحكم الاستبدادي في العالم العربي، وكل ما يعنيه هو استمراره في الحكم بأي ثمن، ولكنه كغيره من المستبدين يتاجر ببعض الشعارات الكبرى لتحقيق غايات سياسية وانتخابية ليس إلا ..
ورغم ذلك لا أملك شخصياً إلا أن أدعم أي موقف مساند للقضية الفلسطينية مهما كانت حساباته ومناوراته.
الداخل التونسي
ما آخر أوضاع زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي في سجون قيس سعيد؟
الشيخ راشد الغنوشي بخير والحمد لله، يقضي وقته ما بين الصلاة والذكر والقراءة، ولا يضيع دقيقة من حياته فيما لا يعني، فمحنة السجن بالنسبة له -رغم بشاعتها- هي منحة للتفكير والتطور الذاتي بما يخدم قضية تونس، وهم النهوض العربي والإسلامي.
وما ملامح الموقف السياسي في الداخل التونسي اليوم؟
تونس هي اليوم خليط مركب من الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية، فقد جاء قيس سعيد بزعم إصلاح الوضع ولكنه أفسد السياسة وزاد في تعميق الأزمة الاقتصادية..
والآن باتت كل القوى السياسية والاجتماعية ضد قيس سعيد ومنظومة حكمه الفردية، ولذلك لا يستطيع سعيد أن يصمد لأسبوع واحد من دون دعم الأجهزة الصلبة له.
وماذا يعني انتهاء الدور الأول من الانتخابات المحلية في ظل إقبال لم يتجاوز 10 بالمئة؟
هذا الإقبال المتدني للغاية يعني أن مشروع قيس سعيد وخارطة طريقه نحو بناء نظام حكم فردي متمحور حول شخصه مرفوضان مما يقرب عن 90 بالمئة من الشعب التونسي.
ورغم أن هذه المحطة الانتخابية هي الرابعة تقريباً، إذا احتسبنا ما سُمي بالاستفتاء الإلكتروني التي فشل فيها قيس سعيد فشلاً ذريعاً، ولو كانت هناك تقاليد ديمقراطية جدية كابحة لقيس سعيد لفُرض عليه أن يقدم استقالته، أو أن يذهب لانتخابات رئاسية مبكرة لإتاحة التغيير عبر صناديق الاقتراع.
وكيف يمكن الاستفادة من هذا المناخ من قبل رافضي انقلاب قيس سعيد؟
كما أن الانقلاب هو مسار تراكمي بدأه قيس سعيد بمجموعة من الخطوات خارج الدستور والتقاليد السياسية التي استقرت بعد الثورة قبل أن يطيح بالبرلمان والحكومة ويعلن إجراءاته الاستثنائية، فإن مقاومة الانقلاب هي أيضا عمل نضالي تراكمي إلى أن يندحر.
ولا أرى أن مقاطعة الشعب التونسي لانتخابات قيس سوى نتيجة الرفض والعزوف العام والتي تمثل في حد ذاتها أرضية مناسبة يمكن البناء عليها مستقبلاً، باتجاه إغلاق هذا القوس العابر والعودة لمسار الثورة والدستور والشرعية.
ما واقع انقلاب قيس سعيد على مستقبل السلطة والدستور والقانون في البلاد؟
قيس سعيد أضعف الدولة إلى حد كبير بسبب التداخل الذي بات قائما بين شخصه ومؤسسات الدولة، كما أنه يتحرك خارج إطار دستور 2014؛ بل خارج إطار دستوره الشخصي الذي كتبه بنفسه.
ولذلك لا يهتم كثيراً بنسب التصويت ودرجة المقبولية الشعبية له؛ لأن كل ما يعنيه أن يستمر في الحكم ولو بنسبة 5 بالمئة.
في ظل هذا التدني والتراجع إلى أين وصل الوضع الاقتصادي في تونس؟
الوضع الاقتصادي والمالي في حالة انهيار كبير، حيث تعطلت أو كادت الحركة الاقتصادية وباتت الدولة تعتمد على إثقال كاهل الناس بالجباية والتداين الداخلي والخارجي، ولأول مرة يقف التونسيون في الطوابير الطويلة للحصول على الخبز والحليب والسكر.
ولم يحصل مثل هذا الأمر حتى في بداية الاستقلال، فضلاً عن الارتفاع الجنوني للأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، ناهيك بالطبع عن تردي المناخ السياسي والأمني والقضائي في البلاد والذي بات طارداً للاستثمار وقطاع المال والأعمال.
هذا بخلاف نزوح قيس سعيد منذ انقلابه في 25 يوليو إلى ابتزاز رجال الأعمال وتهديدهم لافتكاك الأموال منهم في ظل نضوب موارد الدولة، ولا يمكن الخروج من هذه الأزمة من دون معالجة سياسية جدية.
وماذا حول مستقبل الحريات والديمقراطية في تونس منذ انقلاب 25 يوليو؟
لا شك أن هناك تراجعا مُريعا على صعيد الحريات والمناخ الديمقراطي العام، ومن ذلك عودة الاعتقال السياسي، وضرب الإعلاميين والقضاة وكل من يخرج عن خط الطاعة.
ومع ذلك بعض بقايا الحرية المتبقية في تونس هي من المكتسبات التي ثبتتها ثورة الياسمين في عام 2011 ، ولم يتمكن قيس من القضاء عليها بشكل تام ولازال ذلك ينغص عليه.
هل يمكن أن تشهد تونس تداولا سلميا للسلطة قريبا؟
للأسف المناخ العام في تونس الآن يتسم بالتراجع على جميع المستويات، ولكن هناك معركة يخوضها الشعب التونسي وقواه السياسية والاجتماعية لاستعادة مكتسب الحرية والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.
وستبقى المسألة مرتبطة بمدى استعداد الأجهزة الداعمة لقيس سعيد بإتاحة فرصة الاختيار أمام الشعب التونسي بعيداً عن كل تضييق وتقييد حتى يتاح التغيير عبر انتخابات حرة ونزيهة، أو أن يستمر الشعب في معركته إلى غاية تشكل ميزان قوى جديد لصالحه.
موقف الشارع
كيف ترى مستقبل حركة النهضة في تونس في ظل اعتقال الغنوشي وعدد من قيادات الصف الأول؟
النهضة مشروع وفكرة وليست مجرد هياكل وأشخاص، وإن كان للشيخ راشد موقع خاص بحكم مكانته الفكرية والسياسية، فالحركة بحمد الله حالة متجذرة في النسيج المجتمعي التونسي وإلى حد الآن لا توجد قوة جدية منافسة للنهضة في انتخابات حرة ونزيهة.
وهذا ما يفسر لجوء قيس سعيد ومن حوله إلى استخدام أساليب القمع والاستبداد والإقصاء والاعتقالات السياسية والمحاكمات المسيسة والتضييق والملاحقات للحيلولة دون كوادر وقيادات النهضة وبين الشارع التونسي .
ما إمكانية انفراج المشهد السياسي في تونس؟ وكيف؟
مع قيس سعيد لا يُنتظر أية انفراجة في الوضع السياسي الراهن لتونس؛ لأنه يقود الحكم بمنهج المغالبة والصراعات والنفي.
ولا يوجد في قاموسه السياسي حوار أو توافق؛ بينما البلد في أمس الحاجة لحوار وطني شامل للخروج من أزمته الراهنة ووقف حالة التراجع والتدهور الشاملة التي تعيشها تونس.
ما موقف الشعب التونسي مما يحدث في دول الجوار لاسيما ليبيا والسودان؟
الشعب التونسي يراقب الوضع ويعرف ما يدور في الجوار الليبي بحكم الترابط الاجتماعي والسياحي والتجاري، ولكن معرفته بما يجري في السودان محدودة وربما تقتصر المتابعة على النخبة.
إلا أن الجميع يدرك أن مصير الشعب التونسي مرتبط بشكل كبير بما يجري في جوارها العربي الإفريقي.
ماذا حول قضية التبعية لفرنسا في تونس والتي أعادها وبقوة قيس سعيد منذ مجيئه إلى السلطة؟
النفوذ الفرنسي في عموم القارة الإفريقية في تراجع مستمر ولكن بحكم أن قيس سعيد استند في انقلابه على الدعم الفرنسي؛ بل إن الانقلاب هو فرنسي بامتياز، فقد اختار البقاء ضمن دائرة النفوذ الفرنسي لضمان حماية حكمه.
ولكن بالأمر الواقع أصبحت فرنسا في تونس لاعبا من بين لاعبين آخرين ولم تعد اللاعب الوحيد خاصة في ظل حالة التعددية القطبية التي باتت تطبع الوضع الدولي.
ما جهود جبهة الخلاص الوطني التونسية من أجل إخراج تونس من كبوتها؟
جبهة الخلاص تمثل أهم تكتل للمعارضة التونسية، وتضم عدداً من القوى السياسية المهمة وعلى رأسها النهضة، وهي تعمل على توحيد صف القوى الوطنية التونسية على قاعدة برنامج وطني شامل لإخراج تونس من أزمتها الاقتصادية الراهنة وعودتها إلى مسار الثورة والشرعية الدستورية التي أهدرها قيس سعيد.
ما جهود التونسيين في الخارج في حلحلة الوضع السياسي المتأزم في البلاد؟
النخبة التونسية في الخارج تقوم بجهد سياسي وإعلامي مقدر في مواجهة الانقلاب وفضحه خاصة مع اتساع نطاق التضييق الأمني والبوليسي في الداخل.
وكل هذه الجهود تصب في جدول واحد وقضية واحدة وهي تحرير تونس من الدكتاتورية الجديدة وعودتها لمسارها الثوري والديمقراطي المغدور به مجدداً.
وماذا عن شبكة الوعي العربي وجهودها في مجالات نشر الوعي؟
شبكة الوعي العربي مؤسسة وليدة ولكنها واعدة بحول الله بأهدافها وتطلعاتها الكبرى، ومن بين مهامها الرئيسة تعميق الوعي الإستراتيجي بالتحديات والمخاطر التي تواجه العالم العربي والمنطقة عامة، بما يساعد على تقديم الإجابات المناسبة المرشدة والموجهة للعمل السليم.
وللأسف تتسم الساحة الفكرية والسياسية العربية بقدر كبير من الهشاشة والضعف، كما يروج في السوق الفكرية والسياسية العربية الكثير من التعميمات والأوهام.
ولذلك نرى أول خطوة في تصحيح البوصلة العامة وترشيد العمل هي تصحيح الوعي العام، مع أننا نؤمن أنه لا خير في فكر لا يبني عليه عمل، ولا خير في عمل لا يتأسس على فكر صلب.