"تحول كبير".. لماذا غادر آلاف الأشخاص إسرائيل بلا عودة بعد طوفان الأقصى؟

منذ ١٥ يومًا

12

طباعة

مشاركة

سجل الكيان الإسرائيلي عام 2024، رقما قياسيا سلبيا في ميزان الهجرة للخارج، حيث غادر نحو 82 ألفا و700 شخص، بينما عاد 23 ألفا و800 فقط.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن “هذا التحول الكبير في الهجرة يعكس تزايد العوامل السلبية التي دفعت العديد من الإسرائيليين لاتخاذ قرار المغادرة”.

وحللت الصحيفة أهم الأسباب التي تدفع الإسرائيليين للمغادرة، إذ رأت أن هناك "شيئا ما قد تغير في البلاد".

معاملة سيئة

وترى الصحيفة أنه مع مغادرة 58 ألفا و900 ألف مهاجر من إسرائيل خلال عام واحد وعدم عودتهم، يظهر أن أعداد الراحلين أكثر من العائدين، وهو ما يعد "ذروة سلبية في ميزان الهجرة".

ومن خلال لقائها مع عدد من الإسرائيليين، رصدت الصحيفة أسباب الهجرة من إسرائيل.

فوفق ناتالي ديلا (31 عاما)، وهي ضابطة سابقة في القوات الجوية، قررت المغادرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 إلى نيوزيلندا.

وتعزو ديلا قرارها بسبب "التطرف الديني وغلاء المعيشة والوضع الأمني".

وقالت: "بعد 7 أكتوبر 2023 (عملية طوفان الأقصى)، أدركت أن الحروب جزء لا يتجزأ من الحياة في إسرائيل". 

وأضافت: "انكسرت الثقة في الحكومة التي تركت المختطفين في غزة، وفي الجيش الذي استغرق ثماني ساعات لاعتقال المسلحين". 

وأردفت: "كنت ضابطة سابقة، وخدمت ما يقرب من 10 سنوات في سلاح الجو".

وتابعت: "أفهم ما حدث في ذلك اليوم، فالاستهتار بالنساء؛ بتلك المراقبات اللواتي حذرن ولم يستمع إليهن أحد، هو جزء كبير من السبب الذي جعلني أختار الانسحاب من الجيش، هذا بجانب المعاملة السيئة تجاه النساء".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

خوف واضطراب

ورأت ديلا أن الوضع في دول أخرى أفضل من جوانب عديدة، حيث "هناك حرية دينية، وسوق مفتوحة للبحث عن عمل".

ولفتت إلى أن الوضع الاقتصادي أثر كثيرا على قرارها الهجرة إلى الخارج.

وقالت: "لن أحتاج للعيش على حد الكفاف، ففي إسرائيل كنت أعاني دوما من عجز مالي ولم أستطع التقدم اقتصاديا".

وأضافت: "استأجرت شقة صغيرة جدا بمساحة 40 مترا مربعا في حي عميدار رمات غان بسعر خيالي يبلغ 3500 شيكل (نحو 950 دولارا) بدون فواتير".

وتابعت: "كما أنه لا توجد صفارات إنذارات، وهناك صواريخ تسقط علينا في كل حين، والعيش المستمر في خوف واضطراب".

ومع إقرار ديلا بوجود "صعوبات في الانتقال إلى الخارج، حيث تشعر بأنها لاجئة"، كما أشارت الصحيفة، إلا أنها قالت إنه "لم يكن لديها خيار"، مؤكدة أنها "لا تريد العودة للعيش في إسرائيل".

كما استعرضت  "يديعوت أحرونوت" رأي ليال أبرامسكي التي غادرت خلال عام 2024، والتي أشارت، بدورها، إلى أن "قرار المغادرة ظل يتطور بداخلها على مدى عدة سنوات".

وأوضحت أنها “لم تكن في البلاد عند اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، فقد كانت في رحلة طويلة وعادت فقط في يناير/ كانون الثاني 2024، بعد 100 يوم من بدء الحرب”.

ولكنها تقول: "وعندما عدت، لم أجد نفس البلاد التي غادرتها، بل وجدت مكانا مختلفا تماما".

وبحسب الصحيفة، فقبل عودتها إلى إسرائيل، قضت شهرين في كوريا الجنوبية، حيث "أدركت أنها تحب هذا المكان أكثر".

وقالت: "رغم أنني لا أبدو مثل أي شخص يحمل جواز سفر كوريا، إلا أنني مازلت أشعر بأنني في بيتي هنا".

وأضافت: "لا تزال إسرائيل هي موطني، فطفولتي وذكرياتي هناك، وعائلتي وأصدقائي جميعهم هناك، لكنني وجدت منزلا آخر أكمل فيه حياتي".

وأردفت: "أشعر بأمان تام في هذا العالم (كوريا الجنوبية)، ولا توجد هنا لحظة واحدة من شعور انعدام الأمان".

مع ذلك، لفتت أبرامسكي إلى أنها "تواجه أشخاصا يحملون انطباعات سيئة عن إسرائيل".

في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن “هناك بعض المواطنين قرروا العودة من أوروبا إلى إسرائيل”، بسبب ما وصفوه بـ"انتشار معاداة السامية في أنحاء العالم".