"ذل ومهانة".. غضب واسع ضد السيسي إثر الكشف عن شهيد ثان برصاص إسرائيلي برفح

16165 | 6 months ago

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها تكتم النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، على عدد الشهداء في صفوف الجيش الذين ارتقوا نتيجة اشتباكات مع قوات إسرائيلية قرب معبر رفح على الحدود مع فلسطين، وقعت عقب ارتكاب الاحتلال محرقة برفح.

وأعلن الجيش في بيان أصدره في 27 مايو/أيار 2024، "استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين في حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح"، مشيرا إلى "إجراء تحقيق بواسطة الجهات المختصة في الحادث".

والشهيد هو الجندي عبد الله رمضان حجي، من قرية العجميين في مركز أبشواي بمحافظة الفيوم، وتسلمت عائلته جثمانه في 29 مايو بعد خروجه من مستشفى العريش العسكري، وشيعه أهالي قريته في جنازة مهيبة تعالت فيها الهتافات المنددة بما حدث.

وأفادت حسابات على منصة "إكس"، ومواقع تحقيقات إخبارية معنية بكشف أكاذيب النظام المصري، باستشهاد مجند ثان جراء الاشتباكات في رفح، يدعى إسلام إبراهيم عبدالرازق، 22 عاما، من عزبة جاب الله التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم.

وصب ناشطون جام غضبهم على نظام السيسي واتهموه بالتعتيم والتضليل وتغييب الحقيقة الكاملة عن عدد الشهداء الذين ارتقوا على الحدود، مطالبين بإعلان بيان رسمي بعدد الشهداء وأسباب استشهادهم وخروجهم في جنازات عسكرية مهيبة.

وأعربوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الحدود_المصرية #شهيد_الوطن، #عبدالله_رمضان_عشري_حجي، #رفح، وغيرها، عن استيائهم من وصف بيان الجيش للمجند المعلن استشهاده بأنه أحد العناصر المكلفة بالتأمين دون تلقيبه بـ"الشهيد".

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر الجنازة الشعبية المهيبة للجندي عبد الله رمضان، وأخرى لصورة الشهيد الثاني إسلام إبراهيم، مع توقعات بأن العدد أكثر من ذلك، واتهموا النظام بالتستر على جرائم الاحتلال والقبول بالذل والمهانة، داعين للثورة عليه.

واستنكروا تجاهل السلطات النظام لتشييع شهدائها وغيابها عن الجنازة، وعدم إقامة مراسم جنازة عسكرية أو وجود تمثيل عسكري رسمي، منددين بتصريحات مسؤولين مصريين وخبراء عسكريين بأن الحادث "خرق بسيط ولن يؤثر على العلاقات المصرية الإسرائيلية ولن يصل للحرب". 

وتفاعل ناشطون مع أنباء غير مؤكدة منسوبة لمصادر عبرية تدعي أن القيادة المصرية وافقت على طلب إسرائيلي لسحب الذخيرة الحية من أسلحة أفراد الجيش المصري الموجودين في معبر رفح وعلى طول الحدود.

شهيد ثان

وتفاعلا مع التطورات، عرض اللاجئ محمد النجار، صورة توثق تشييع شهداء مصر الذين قضوا في هجوم إسرائيلي على حدود رفح في غياب رسمي كامل، وتجاهل إعلامي مصري، إلا من أهلهم وذويهم، ضمن رؤية جهاز مخابرات النظام الذي يرى في هذه الحوادث خروقا بسيطة علاجها التجاهل. 

وأشار إلى أن النظام المصري لا يرمّز هؤلاء الشهداء، ولا يعلن عن أسمائهم بشكل رسمي، ولا يحضر قادتهم الذين زجوا بهم على الحدود مراسم دفنهم، ولا يلقون السلام حتى على أهاليهم، بينما تُجسد لمن قتلوا في معارك داخلية أفلاما ومسلسلات، وتسجل بأسمائهم شوارع وميادين.

وقال النجار: "لا يرى النظام المصري إسرائيل عدوا، ولا تعمل المخابرات العامة مع نظيرتها الإسرائيلية على قاعدة الندية، بل على سبيل تكامل الأدوار التي يشوبها بعض الأخطاء المستدركة، ولا تُقدّر مصر دورها وحجمها كما يقدرها ويخشاها العدو الصهيوني".

وأضاف أن "الدولة بدلا من أن تتسق مع تطلعات شعبها وقناعاته الراسخة بأن (إسرائيل) التي احتلت سيناء عام 1967، وخاضت مصر حربها الأهم ضدها في 1973، هي ذاتها التي لم تغير جلدها حتى اليوم، وهي التي لن تفتأ أن تقضم مصر وأرضها إذا ما قضت حاجتها لذلك". 

وأضاف: "رحم الله شهداء المقاومة المصرية الأبطال: عبد الله رمضان، وإسلام إبراهيم عبد الرزاق، الخالدين رغم أنف المتخاذلين".

وذكر محمد عبدالرحمن، بأن "قناة القاهرة الإخبارية التابعة للمخابرات واللجان الإلكترونية نفت أن هناك شهيدا ثانيا".

وأشار الصحفي أحمد عابدين، إلى أن جنازة الشهيد إسلام إبراهيم عبد الرازق الذي استُشهد اليوم متأثرا بإصابته برصاص إسرائيلي في رفح، والذي نفى الإعلام المخابراتي استشهاده، شيعت منذ دقائق، وحتى النعي بخلت به الدولة والنظام والجيش عليه.

وأكد الإعلامي حسام يحيى، أنه رغم نفي المتحدث العسكري استشهاد جندي ثان في تبادل إطلاق النار برفح، إلا أن أهالي مركز سنهور "الفيوم" يشيعون جثمان الشهيد الثاني إسلام إبراهيم، وإمام المسجد يؤكد أنه استشهد متأثرا بجراحه في اشتباك رفح.

امتهان وتستر

وتسليطا للضوء على دلالات موقف نظام مصر، عد الباحث في العلاقات الدولية أحمد مولانا، "تجاهل النظام للجنديين اللذين قتلتهما إسرائيل في رفح، ونفي قناة القاهرة الإخبارية لوفاة الجندي الثاني رغم الجنازة الشعبية الضخمة التي نُظمت له في قريته، برهان جلي على امتهان النظام للجنود، وأنهم مجرد أرقام لديه، لا ثمن لهم، وبالأخص حين يكون القاتل هو جيش الاحتلال".

وأكد في تغريدة أخرى، أن "الشعب في مصر مكبوت وصامت لكنه يغلي، والبلد أمام منعطف تاريخي، إما تردي في غياهب الذل والفقر أو صحوة تفاجئ القريب قبل البعيد".

واستنكر السياسي والحقوقي أسامة رشدي، “نفي المصدر المسؤول المجهول والجهول وجود شهيد ثان أو يعطي معلومات عن حجم المصابين نتيجة العدوان الصهيوني الخامس على معبر رفح منذ بداية العدوان”.

وتساءل: “لصالح من تكذبون ولحساب من تتسترون وتغطون على آثار العدوان حتى على حساب دماء جنودكم الذين تنكرونهم ولا تقدمون لهم ولعائلاتهم الحماية والدعم اللائق؟”

وأكد رشدي، أن "واقعة إصرار السيسي وأبواقه على إنكار استشهاد المجند المصري إسلام إبراهيم عبد الرازق على معبر رفح حتى بعد تشييع جثمانه في مسقط رأسه بحضور بعض زملائه من الضباط والجنود وأهل قريته وتغطية الوكالات للحدث، أمر يكشف مدى حقارة هذا النظام".

وعد موقف السيسي كاشفا لتواطؤه مع الجرائم الصهيونية، رغم أن ذلك الهجوم الخامس على معبر رفح منذ بداية العدوان على غزة بدون أي رد، في مشهد يعكس المهانة التي وصلنا إليها تحت حكم هذه العصابة.

وتوقع رشدي أن "تدرس هذه القصة في كتب الاستبداد وحكم الفرد الذي يعاني من الانفصام عن الواقع ويفرض إنكاره وروايته بالقوة على المجتمع كله حتى لو كانت ضد كل ما يراه الشعب بعينه".

وتساءلت آية حجازي: “نقول إيه على رئيس دولة يرحب باقتحام العدو لحدود دولته؟ وعلى قائد جيش مقتل عساكره ما بيحركوش؟”

وتساءل الصحفي والمذيع مصطفى عاشور: “ما الحصيلة النهائية للجنود المصريين الشهداء في رفح ولماذا يتم تسريبهم وإخبارهم وجنازاتهم بهذا الشكل المخزي؟ هل هم ثلاثة؟ هل هم أربعة؟ هل المصابون عشرة؟ لماذا عدم الشفافية ولماذا هذه الخيانة لدماء بذلت دفاعا عن الوطن يا بتوع تحيا مصر؟”

وقال في تغريدة أخرى، إن "إسرائيل ووسائل إعلامها كانت على حق عندما قال موقع ويلا إنهما شهيدان، بينما في مصر قالوا عنصر والآن عنصران"، مقدما خالص التعازي لأسرة الشهيد وتقبله الله في الصالحين.

وتساءل عاشور في تغريدة ثالثة عن أسباب عدم تشييع جنازة عسكرية للشهيد عبدالله رمضان؟ قائلا: "على الأقل قدم دمه وروحه دفاعا عن كل هذا الوطن وهو أشرف من اللواءات الذين حصلوا على مزارع وفيلات ولم يقدموا شيئا يذكر للوطن".

وانتقدت إحدى المغردات، أن الجيش المصري يصنف بأنه الأقوى والأكبر في الوطن العربي وبالمرتبة الأولى وترتيبه 14 عالميا، قتل الاحتلال الإسرائيلي 2 من جنوده داخل الحدود المصرية قرب معبر رفح الفلسطيني، وقبل ساعات تم تسليم جثمانيها لأهاليهما، ولم تنعهم المؤسسة الرسمية العسكرية.

وقال الأكاديمي سام يوسف: "لقد وصل نظام الحكم المصري إلى أدنى درجات الحقارة والتدني!"، عارضا مقطع فيديو من جنازة المجند الشهيد إسلام إبراهيم.

وأضاف: "تخيل عناصر من الجيش تدفن شهيدها المجند والذي قتل برصاص الإسرائيليين والذى نفى المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية وإعلام الدولة الرسمي أنه يوجد شهيد أصلا!! أي أنه بالنسبة للدولة التي يخدم في جيشها لا أهمية له وغير موجود !!!".

غضب واستياء

وإعرابا عن الاستياء والغضب من تصريحات المسؤولين المصريين وإطلاق النظام لقب "عنصر" على الشهيد رمضان وضعف الموقف تجاه الاستهداف الإسرائيلي لجنود مصريين، قال أحمد بن حسين، إن نظام السيسي أطلق على المجند اسم "عنصر"، ولكنه عند أبيه وأمه اسمه "الضنا"، وعند الشعب هو “البطل”، وعند ربه هو “الشهيد” بإذن الله.

وقال: "رحم الله الشهيد وجعل دماءه لعنة على قاتليه وعلى كل من فرط في ثأره"، لافتا إلى أن جنازته شهدت وداعا مؤثرا من والدته.

وأعرب السينمائي والموسيقي عمرو واكد، عن امتعاضه من معظم المحللين والمنظرين السياسيين، مؤكدا أن “لا منقذ لمصر إلا شعبها بعد الله سبحانه وتعالى”.

وتساءل: “هم كانوا فاكرين ايه؟ ده النظام الذي يحميه الجيش، وهو النظام الذي قضى وعذب حتى الموت واعتقل ودمر مستقبل عشرات الآلاف من هذا الشعب الأعزل المسكين لمجرد أنه هو من يمتلك السلاح”.

وواصل واكد تساؤلاته: "هل يعقل للنظام الذي مارس كل هذه الجرائم أن يتوب نتيجة استشهاد جندي ولا اثنين؟"، قائلا: "أنتم مالكم يا محللين؟ كفاية تنظير بقى! لا ومازالوا يتحدثون كما لو كان هذا النظام أي شيء آخر سوى عصابة قذرة وخطيرة جدا على مصر وشعبها وعلى الإقليم كله".

وقال السياسي عمرو عبدالهادي، إن “الوقاحة والخيانة الحقيقية أن يطلع قيادة مسؤولة تقول إن حادث تبادل إطلاق النار في رفح كان بسيطا وليس له أي أهمية سياسية”.

واستنكر أن “روح المجند الذي مات بسيط وليس له أهمية سياسية وأي قيادة ليس لها لازمة في الجيش تنفق نروح نعملها جنازة عسكرية وتكريم ونطلق اسمها على كوبري”، معربا عن غضبهم بالقول: “لا حياة مهمة في مصر إلا حياة القيادات والباقي سلعة تجارية”

استنهاض الهمم

وفي محاولة لاستنهاض همم الشعب المصري وحثه على تحويل غضبه لثورة شعبية مناهضة للنظام الحاكم تستهدف إسقاطه وتأديب الجيش، وتدافع عن الأمن القومي المصري وتناصر غزة، أكد المفكر والباحث عز الدين محمود، أن “السيسي يزج بالجنود الفقراء المجندين إلى مقدمة المعركة”.

وأضاف أن “القادة يتابعون البورصة العالمية ويحسبون أرباحهم وثرواتهم في مكاتبهم المكيفة، فإن مات الجنود فهم مجرد عناصر وهو يقلص عدد السكان وهذا يخدم إسرائيل ويخدم الحكومة”. 

وقال محمود، إن “السيسي يأمر بسحب الأسلحة من الجيش حتى تفطس العناصر بهدوء، أما الطبقة العليا من الجيش فطائراتهم محملة بثرواتهم كما فعل جيش صدام، وليس بجيش صدام ببعيد عندما احتل الأميركان العراق تم إخبارهم حتى يهربوا بسلام إلى أميركا”، مؤكدا أن “هذا ما سيفعله الجيش في مصر”.

وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عصام عبدالشافي، أن الأوضاع في مصر تجاه قضايا أمنها القومي “لن تتغير إلا بتغيير النظام الحاكم بعد انقلاب 2013، ولن يتغير النظام الحاكم بسياسات وإجراءات ترقيعية إصلاحية لأن ما يقوم به ليس فشلا في السياسات لكنه تدمير ممنهج لمقدرات الدولة وأمنها القومي”.

ويرى أن “لا أمل في التغيير إلا بثورة شعبية حقيقية تعيد مصر إلى مكانتها وتعيد لها كرامتها”، قائلا إن “أحاديث الفوضى والتخريب وهدم الدولة التي يمكن أن تحدث بعد الثورة أحاديث فزاعات وتضليل”.

وأضاف عبدالشافي، أن “مصر فيها من الكفاءات والقدرات والكيانات الوطنية ما تستطيع به حماية المقدرات وبناء دولة حقيقية قوية أبية، ولن يكون الحال أسوأ مما نحن فيه الآن من إذلال للشعب وامتهان للكرامة والحرية والإرادة”.

وأكد أن “مصر القوية قوة لكل العرب والمسلمين، وقوة لكل المؤمنين بالحرية والكرامة الإنسانية، وليس هذا حديث شعارات لكنه حديث تجارب وخبرات”.

وأكدت إحدى المغردات أن “الشعب المصري في أشد الغضب وكل واحد ينتظر الآخر ليخرجوا في مظاهرات”، قائلة إن "المطلوب 100 مواطن شجاع وسيخرج الشعب كله عن بكرة أبيه، حتى الجيش والله في أشد الغضب سيلتف حولكم.. متخفوش والله فرصة لا تعوض، خلو عندكم شوية دم بس".

سحب الذخيرة

وتنديدا بكشف الإعلام الإسرائيلي عن موافقة نظام السيسي على طلب إسرائيلي لسحب الذخيرة الحية من أسلحة أفراد الجيش الموجودين في معبر رفح وعلى طول الحدود، أكد رجل الأعمال شريف عثمان، أن “هذا إجراء متعمد لتمهيد دخول القوات الإسرائيلية سيناء دون أي مقاومة”.

وعدت المغردة دينا، سحب بلحة -في إشارة إلى السيسي- الذخيرة الحيّة من العسكريين الموجودين على الحدود مع إسرائيل "فلسطين المحتلة" بمثابة نزع الكرامة من 106ملايين مصري ونزع كرامة الجـيش و"خلّاهم بتوع جمبري ومقاولات وكعك بعجوة وبُن ولحمة بتلو وضاني!".

ووصف سيد السماحجي، سحب الذخيرة الحية من الجنود المصريين “فضيحة كبرى وخيانة من السيسي وتنازل جديد عن سيادة وأمن مصر، وسقوط لمصر في الوحل جثة هامدة”.

وأكد الإمام والداعية الشيخ موسى الخلف، سحب الذخيرة من الجنود المصريين “أكبر ذل حتى يموت حرس الحدود بصمت، وليس معهم ذخيرة”.

وتساءل الكاتب يحيى القزاز: "هل خبر موافقة القيادة المصرية علي طلب إسرائيل بسحب الذخيرة الحية من أسلحة أفراد الجيش الموجودين في معبر رفح وعلى طول الحدود صحيح؟"، مطالبا السادة المسؤولين الإجابة نظرا لخطورته.

وحذر من أن عدم الرد تأكيد بصحة الخبر، ويدعو أبناء الشعب لرفض الانخراط فى جيش بلا سلاح.