عمليات انتحارية.. دلائل عودة "بوكو حرام" إلى إرهابها "المفضل" في نيجيريا

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

صورة سلبية عن الأوضاع الأمنية في نيجيريا عكسها الهجوم الإرهابي الذي حدث في 29 يونيو/ حزيران 2024، وذلك في ظل استمرار التهديدات من قبل جماعة "بوكو حرام".

وأشارت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات النيجيرية والدول المجاورة "في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".

عودة العمليات

وقالت "جون أفريك" إن "الأعمال الإرهابية في نيجيريا تصاعدت ليلة 29 يونيو 2024، وذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا وجرح العشرات في عدة هجمات انتحارية في بلدة غوزا بولاية بورنو شمال شرق البلاد".

وأوضحت أن هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان أسلوب العمل الذي تفضله جماعة "بوكو حرام".

جدير بالإشارة إلى أن "بوكو حرام" تترسخ بقوة في هذه المنطقة من نيجيريا المتاخمة للكاميرون.

وقالت المجلة إنه "من المعروف أن بوكو حرام استخدمت العمليات الانتحارية بكثرة في كفاحها المسلح لإقامة (الخلافة) في شمال شرق نيجيريا ضد أهداف سهلة، مثل الأسواق والمدارس والمساجد والكنائس وتجمعات كبيرة من المدنيين".

وأضافت أنه "في الآونة الأخيرة، أصبحت الهجمات الانتحارية نادرة في نيجيريا، حيث يفضل المقاتلون الجهاديون أساليب أخرى من العمل مثل الاختطاف والقتل والنهب وما إلى ذلك".

ولكن بعد ظهر 29 يونيو 2024، أدى هجوم انتحاري في البداية إلى مقتل ستة أشخاص في حفل زفاف، بحسب المعلومات الصادرة عن الشرطة.

وبناء على تلك المعلومات، ذكرت المجلة أن "انتحارية كانت تحمل طفلا على ظهرها، فجرت عبوات ناسفة بين الضيوف الذين كانوا يحتفلون بعد حضورهم حفل زفاف في بلدة غوزا".

وفي تصريح صحفي، أشار رئيس خدمات الطوارئ المحلية، باركيندو سيدو، الذي كان في غوزا أثناء الهجمات، إلى أنه "في حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، وقع أول انفجار لقنبلة في المدينة، فجرته مهاجمة انتحارية وسط حفل زفاف". 

ونقلا عن أحد التقارير الصحفية، فإنه بخلاف مقتل 18 شخصا في الهجمات، نُقل 19 ضحية "بجروح خطيرة" في أربع سيارات إسعاف إلى العاصمة الإقليمية مايدوغوري و23 آخرون ينتظرون الإخلاء.

عنف مستمر

وفي الوقت الذي كانت تُقام فيه صلاة الجنازة على ضحايا حفل الزفاف، أشارت "جون أفريك" إلى أن انتحارية أخرى "فجرت عبوة أخرى في مكان آخر، أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا".

وأضاف سيدو أنه "بعد دقائق قليلة من الانفجار الأول، وقع انفجار عبوة أخرى لفتاة مراهقة في محيط المستشفى العام بالمدينة".

علاوة على ذلك، أعلن عضو في المليشيا المناهضة للجهاديين التي تساعد الجيش في المدينة، والذي أكد وقوع الهجمات الانتحارية المتعددة، أن "اثنين من رفاقه وجنديا قُتلوا أيضا في هجوم انتحاري آخر استهدف موقعا أمنيا". 

وبالعودة بالزمن قليلا إلى الوراء، أوضحت المجلة أن جماعة "بوكو حرام" سيطرت على غوزا عام 2014، ثم أعلنت دولة الخلافة بعد استيلائها على جزء من ولاية بورنو.

ولفتت إلى أن "الجيش النيجيري استعاد البلدة بمساعدة القوات التشادية عام 2015، لكن الجماعة تواصل شن هجمات من الجبال المطلة على البلدة على الحدود مع الكاميرون".

وأكدت على أن "جماعة "بوكو حرام" تواصل شن غارات في المنطقة، مما يؤدي إلى مقتل الرجال واختطاف النساء الذين يغامرون بالخروج من المدينة بحثا عن الحطب".

وبشكل عام، خلصت المجلة إلى أن "العنف المستمر منذ خمسة عشر عاما أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص ونزوح نحو مليونين في شمال شرق البلاد".  

وعلى حد قولها، امتد الصراع إلى النيجر والكاميرون وتشاد المجاورة، مما أدى إلى إنشاء تحالف عسكري إقليمي لمحاربة المسلحين، والمعروف باسم "القوة المشتركة المتعددة الجنسيات"، والتي تتألف من عناصر من القوات المسلحة للدول الأربعة، نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد. 

وختمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أنه "رغم خسارة بوكو حرام للأراضي في السنوات الأخيرة، إلا أن المقاتلين الجهاديين يواصلون مهاجمة المجتمعات الريفية في نيجيريا بانتظام".