خطر مستقبلي.. كيف تهدد الشراكة بين إيران والحوثيين المصالح الأميركية؟

9 months ago

12

طباعة

مشاركة

تقرير جديد، نشرته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية "DIA" مطلع فبراير/ شباط 2024، كشفت من خلاله تفاصيل جديدة حول التعاون العسكري بين إيران ومليشيا "الحوثيين". 

وفي ضوء الوثيقة، لفتت صحيفة "إي ريفرانسيا" البرتغالية، إلى أنها تعزز الادعاءات بأن "الحوثيين يستخدمون صواريخ وطائرات بدون طيار من أصل إيراني لمهاجمة السفن في البحر الأحمر".

وحذر بعض المحللين من "احتمالية أن يمثل محور المقاومة مشكلة للقوات المسلحة الأميركية في المستقبل".

تعاون متزايد

وبخلاف الادعاء حول استخدام الحوثيين صواريخ وطائرات بدون طيار من أصل إيراني لمهاجمة السفن في البحر الأحمر، ادعى التقرير أن "الهجوم المضاد الذي قادته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فشل في وقف هجوم الحوثي على الملاحة في البحر الأحمر". 

وأشارت الصحيفة البرتغالية -نقلا عن تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية- إلى أن "التقرير يؤكد أن الحوثيين نشروا عدة صواريخ إيرانية المنشأ ومركبات جوية بدون طيار ضد أهداف عسكرية ومدنية في جميع أنحاء المنطقة".

وأَضافت أن "التعاون العسكري بين إيران والحوثيين يتزايد بشكل ملحوظ".

وبحسب ما ورد عن الصحيفة، فإن "الشراكة بين الجانبين بدأت عام 2014، مع توريد الأسلحة والتدريب للمتمردين اليمنيين من قبل (فيلق القدس)، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني".

وتأكيدا على هذه الشراكة، ذكرت الوثيقة أن "الدعم الإيراني سمح للحوثيين بشن حملة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد السفن التجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023".

وفي مقابل ذلك، ورغم أن طهران تنفي تزويد الحوثيين بالأسلحة، قالت الصحيفة إن "الحكومة الأميركية تدعي أنها قامت بتحليل الصور الحديثة والقديمة، والتي يمكن من خلالها ربط الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تصنعها إيران بتلك التي يستخدمها الحوثيون حاليا في البحر الأحمر".

وتابعت: "رغم أنها في كثير من الحالات ليست الأسلحة نفسها تماما، إلا أن التكنولوجيا متشابهة، مما يشير إلى التعاون والتبادل الثنائي".


 

وفي هذا الصدد، لفتت "إي ريفرانسيا" إلى أن هذا هو حال طائرات "الصماد" المسيرة التي يديرها الحوثيون، والتي ستكون نسخة من طائرة "الصياد" الإيرانية. 

كما أوضحت أن نماذج طائرات "وعيد" التي يستخدمها الحوثيون تتميز بخصائص مماثلة لتلك الخاصة بطائرة "شاهد" الإيرانية، والتي تبنتها روسيا أيضا في غزو أوكرانيا .

وبشكل فعلي، أكدت الصحيفة أنه "جرى الحصول على نتيجة مماثلة بشأن الصواريخ الباليستية التي أطلقت على السفن في البحر الأحمر، والتي تحمل العديد من أوجه التشابه مع النماذج الإيرانية".

وأشارت إلى "كونها أسلحة قادرة على الوصول إلى إسرائيل"، بحسب وكالة الاستخبارات الدفاعية.

خطر مستقبلي 

و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لعدوان إسرائيلي بدعم أميركي أدى لاستشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني، استهدف الحوثيون المدعومون من إيران، بصواريخ ومسيرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

ويقع البحر الأحمر بين شمال شرق إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ويتصل بالبحر الأبيض المتوسط ​​عبر قناة السويس شمالا، وخليج عدن عبر مضيق باب المندب جنوبا، ويعد شريانا للنقل بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.

وبشأن تقليد الحوثيين للطائرات الإيرانية، قال الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية "CIA"، بروس ريدل، إن "الحوثيين قد لا يكون لديهم إمكانية الوصول المباشر إلى الأسلحة الإيرانية، لكن التكنولوجيا المستخدمة في بناء ترسانتهم غادرت من طهران، ومنشؤها طهران".

وفيما يخص تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية، أكد ريدل أن "التقرير يسلط الضوء على كيفية حصول الحوثيين على التكنولوجيا الإيرانية لأكثر من عقد من الزمن وتعديلها لبناء صواريخهم وطائراتهم بدون طيار". 

وشدد على أن "قدرات الحوثيين ليست متطورة للغاية ويمكن استبدالها بسهولة بمواد موجودة بالفعل في اليمن".

من ناحية أخرى، حذر المحلل في معهد "إنتربرايز" الأميركي، بريان كارتر، من أن "الشراكة بين إيران والحوثيين يمكن أن تخلق مشاكل على المدى الطويل للقوات الأميركية، والتي اختُبر دفاعها المضاد للطائرات من خلال هجمات المنظمة اليمنية ذات الصلة الوثيقة بإيران".

ولفت الخبير الأنظار إلى أن "إيران وشركاءها وحلفاءها ووكلاءها يبنون بمرور الوقت صورة كاملة للغاية عن نقاط القوة والضعف في الدفاعات المضادة للطائرات التي طورتها الولايات المتحدة". 

وتابع كارتر: "هذا تطور يمكنهم من استخدامه في المستقبل لاستهداف القوات والمصالح الأميركية".