سياسيا وأمنيا واقتصاديا.. كيف سيكون شكل الكويت بعهد الأمير مشعل الصباح؟

a year ago

12

طباعة

مشاركة

مع وفاة أمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح في 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، وتولي ولي العهد مشعل الأحمد الصباح (83 عاما)، مقاليد الحكم، تبرز تساؤلات بشأن التحديات التي تواجه الأمير الجديد، وشكل البلاد في عهده.

وفي هذا الصدد، ذكر موقع "ذا ميديا لاين"، في تقرير له، أن "الكويت تواجه فصلا جديدا من الحكم بتعيين الشيخ مشعل أميرا للبلاد، وسط تحولات سياسية واقتصادية".

رحيل نواف

وأفاد الموقع الأميركي بأنه مع وفاة الأمير نواف، عن عمر يناهز 86 عاما، فإن فترة ولايته كأمير الكويت السادس عشر، التي استمرت ثلاث سنوات، تكون ثاني أقصر فترة حكم في تاريخ البلاد

فقبل توليه منصب الأمير، عُيّن الشيخ نواف وليا للعهد عام 2006، في عهد أخيه الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح. وبعد وفاة شقيقه عام 2020، تولى الشيخ نواف منصب أمير الكويت.

وكان قد عين الشيخ نواف أخا آخر له وهو مشعل الأحمد الجابر الصباح وليا للعهد، والآن أصبح مشعل أميرا جديدا للكويت.

وولد الشيخ نواف عام 1937، وكان الابن الخامس لأمير الكويت الأسبق، أحمد الجابر الصباح، الذي حكم منذ عام 1921 حتى وفاته عام 1950.

وعند توليه السلطة في عام 2020، أبحر الشيخ نواف في الكويت عبر تحديات سياسية واقتصادية داخلية كبيرة.

فقد تميز عهده بجائحة فيروس كورونا، وانخفاض ملحوظ في أسعار النفط، وأزمات سياسية مستمرة، تنبع في المقام الأول من مشكلات بين البرلمان والحكومة.

ووفقا للإحصاءات الرسمية، فإن الكويت، العضو الرئيس في منظمة الدول المنتجة للنفط، يبلغ ناتجه المحلي الإجمالي 184 مليار دولار في عام 2022.

واقتصاد الكويت يعتمد في الغالب على صادرات النفط، حيث تصدر البلاد 2.8 مليون برميل من النفط يوميا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 4.3 ملايين نسمة.

وخلال فترة حكم الأمير نواف التي استمرت ثلاث سنوات، شكلت سبع حكومات مختلفة.

وفي مارس/ آذار 2023، أبطلت المحكمة الدستورية في الكويت الأمر المسبق الذي أصدره الأمير بحل مجلس الأمة، وإجراء الانتخابات في عام 2022، ونتيجة لذلك، ألغيت انتخابات 2022، واستأنف المجلس السابق انعقاده.

جابر وسالم

وقال موقع "ذا ميديا لاين" إن "وفاة الشيخ نواف أدت إلى احتمالية ظهور صراع جديد في الكويت، يتمحور حول الحكم".

وأضاف أنه "بموجب ترتيب دستوري شبه رسمي، يجب أن يتناوب على القيادة في الكويت أحفاد جابر الثاني آل الصباح، وأحفاد سالم المبارك الصباح، وكلاهما من أبناء مؤسس الكويت مبارك الكبير".

وأردف أن "الشيخ صباح السالم الصباح، كان آخر الحكام من أبناء سالم المبارك الصباح، حيث تولى قيادة الكويت من عام 1965 إلى عام 1977".

وعقب فترة ولايته، عُين جابر الأحمد الصباح كأمير للبلاد، إذ حكم الكويت منذ عام 1977 حتى وفاته عام 2006.

وأفاد الموقع بأنه "كان من المتوقع أن يبقى خلفه الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح في السلطة حتى وفاته".

ومع ذلك، فبعد تسعة أيام فقط من تعيينه أميرا في يناير/كانون الثاني 2006، نقل مجلس الأمة سلطته إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد آنذاك.

ويعود هذا القرار -وفق التقرير- إلى سوء الحالة الصحية للشيخ سعد، وما ترتب على ذلك من عدم قدرته على إدارة شؤون البلاد.

وأشار الموقع إلى أنه "خلافا للتوقعات، عين الشيخ صباح شقيقه الراحل الشيخ نواف وليا للعهد، بدلا من اختيار أحد من سلالة سالم المبارك الصباح".

ويرى الموقع أن "هذه الخطوة كانت خارجة عن التوقعات التي حددها الدستور الكويتي".

وبعد وفاة الشيخ نواف أخيرا، صعد ولي العهد الشيخ مشعل ليكون أميرا للبلاد، وهذا يعني أن أبناء أحمد الجابر الصباح سيحكمون الكويت لثلاث فترات متتالية.

وحتى كتابة هذه السطور، لم تعين الكويت بعد ولي عهد جديدا، مع استمرار المداولات حول ما إذا كان المعين سيكون من نسل سالم المبارك الصباح، أو جابر الثاني الصباح.

حقبة مشعل

وحسب "ذا ميديا لاين"، فقد اتسمت فترة حكم الشيخ نواف بأزمات داخلية وتركيز أكثر على الداخل، مقارنة بعهد شقيقه الشيخ صباح الذي حكم الكويت في السابق.

واستطرد: "فخلال فترة الشيخ نواف، لم تكن الكويت تلعب دورا مهما في المنطقة، ولم تحاول التدخل في حل الأزمات الإقليمية".

وتابع أنه "وبسبب تدهور حالته الصحية، أصدر الشيخ نواف أمرا أميريا في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بتكليف ولي العهد الشيخ مشعل بممارسة بعض الصلاحيات الدستورية للأمير، نيابة عنه".

وذكر التقرير أنه "قبل تعيينه وليا للعهد، كان أهم منصب للأمير مشعل هو نائب رئيس الحرس الوطني، ولم يشغل أي مناصب حكومية رفيعة أخرى".

وعلى الرغم من أن الدستور الكويتي يسمح للأمير الشيخ مشعل بسنة كاملة لتعيين ولي عهد جديد، إلا أن العديد من المراقبين والسياسيين يدعون إلى اتخاذ إجراءات سريعة، مؤكدين على أهمية اختيار فرد أصغر سنا لهذا المنصب.

وقال الصحفي الكويتي، خالد اللافي، لـ"ذا ميديا لاين"، إن "الشيخ مشعل سيواجه عدة مشاكل تحيط بالكويت، وسيبدأ إصلاحات حقيقية وجادة".

وأفاد اللافي بأن "الكويتيين يتوقعون نقل المناصب المحورية -بما في ذلك منصبا ولي العهد ورئيس الوزراء- إلى جيل الشباب".

وأضاف أن الكويت -التي تعد من أغنى دول العالم- تعاني من أزمات غير مبررة بسبب عدم الاستقرار السياسي.

واستطرد: "لدينا أزمة خانقة في الخدمات والتنمية يجب أن نحلها، وإلا فإن استمرار فقدان موارد الدولة أمر غير مقبول".

بدوره، قال الكاتب والناشط السياسي الكويتي، عبد العزيز سلطان، لـ"ذا ميديا لاين": إن "هناك عدة أزمات سياسية واقتصادية في الكويت حاليا، منها وجود برلمان غير مستقر، وتطوير غير مكتمل، بالإضافة إلى تراجع السياسة الخارجية".

وأكد أن "الشيخ مشعل لديه مهام كبيرة في الفترة المقبلة، أصعبها بالتأكيد اختيار الشخصيات القيادية، بدءا من منصب ولي العهد، وصولا إلى الحكومة والوزراء والبرلمان، وغيرها من الملفات المهمة".

وفي حين أوضح سلطان بأن الكويت هي إحدى الدول التي تصدر أكبر قدر من النفط من حيث نصيب الفرد، إلا أنه شدد على "وجود حاجة إلى إجراء إصلاحات حقيقية وجادة، وإلا فإن الوضع الحالي لن يقودنا إلا إلى طريق مغلق".

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية السابق، عبد الرحمن فهد: "من المتوقع أن تظل السياسة الخارجية الرئيسة للكويت مع دول الخليج كما كانت في عهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، خاصة مع الرياض"

وبحسب فهد، فإن "الشيخ مشعل ستكون له أيضا علاقة متوازنة مع الولايات المتحدة ومع الصين"، مضيفا أنه "يرغب في استقرار الكويت والمنطقة، وأنه شخص يبحث عن السلام".

وختم فهد بالقول: "على الرغم من أنه يتمتع بخلفية عسكرية وعمله في مناصب عسكرية في السابق، إلا أن الشيخ مشعل أكد التزامه بالدستور وعدم تعديله، خلال فترة توليه مهام الحكومة نيابة عن الأمير الراحل".