اغتصاب موثق لأسير فلسطيني بـ“غوانتنامو إسرائيل”.. وناشطون: كيان مريض وفاشي

"طوفان الأقصى فضح أسطورة الجيش الأكثر أخلاقية!"
موجة غضب واسعة أثارها مقطع فيديو مسرب يوثق واقعة اعتداء جنود إسرائيليين جنسيا على أسير فلسطيني من غزة في معتقل سدي تيمان سيئ السمعة المسمى بـ"غوانتنامو الشرق الأوسط" جنوبي الأراضي المحتلة.
القناة 12 العبرية عرضت فيديو يظهر توثيق الكاميرات الداخلية في معتقل سدي تيمان الذي يخضع لمسؤولية جيش الاحتلال، ليلة الاعتداء على الأسير الفلسطيني الذي لم يُكشف بعد عن هويته.
ويظهر الفيديو الموثق الذي لم يحدد تاريخه ولا كيفية وصوله إلى القناة، عددا من جنود الاحتياط الإسرائيليين وهم يختارون سجينا من بين أكثر من 30 أسيرا كانوا ملقين على الأرض في ساحة المعتقل وعيونهم معصوبة.
ويظهر الجنود الإسرائيليون وهم يأخذون الأسير الفلسطيني إلى زاوية في ساحة السجن ويستخدمون الدروع لإخفاء ما قاموا به، وعلقت القناة الإسرائيلية على المشهد قائلة إن الجنود على علم بالكاميرات الأمنية وكانوا يحاولون إخفاء أفعالهم بالدروع.
وأوضحت أن بعد ساعات تم نقل السجين إلى المستشفى وهو ينزف ووصفت إصابته بالمعقدة، وكان القرار الطبي لا لبس فيه: لقد حدثت الإصابة بسبب إدخال جسم ما".
وأثيرت في 29 يوليو/تموز 2024، ضجة كبيرة داخل الكيان عقب وصول عناصر من النيابة العسكرية إلى معتقل سدي تيمان للتحقيق مع 9 جنود اعتدوا جنسيا على أسير فلسطيني، وتم لاحقا إطلاق سراح 5 منهم.
بدوره، قال البيت الأبيض، إن التقارير عن اغتصاب وتعذيب وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي، تبعث على القلق الشديد، وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، على ضرورة تعامل إسرائيل مع جميع السجناء وفقا للقانون الدولي.
وتزامن الكشف عن الفيديو الموثق لاغتصاب وتعذيب الأسرى الفلسطينيين، مع تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف تسلئيل سموتريتش، قال فيه: "قتل مليوني فلسطيني بقطاع غزة جوعا قد يكون عادلا وأخلاقيا، لإعادة الإسرائيليين من القطاع".
وندد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #سدي_تيمان، #سموتريتش، وغيرها عن غضبهم من الفيديو المسرب الموثق لجريمة اغتصاب الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال.
وقدموا الفيديو للأنظمة العربية الحاكمة المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي والصامتة على جرائمه والخانعة له، والتي دأبت على مهاجمة المقاومة الفلسطينية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع وشيطنتها عبر أذرعها وتصطف خلف الكيان وحلفائه.
وهاجم ناشطون وزير المالية الإسرائيلي وأدنوا تصريحاته بشأن تجويع غزة، وهاجموا البيت الأبيض الذي اكتفى بالإعراب عن القلق من المشاهد الموثقة لاغتصاب الأسرى الفلسطينيين.
غضب واستياء
وتفاعلا مع الأحداث، كتب أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، أن طوفان الأقصى فضح أسطورة الجيش الأكثر أخلاقية والشواهد كثيرة أبرزها فيديو اغتصاب الأسير الذي عرضته القناة 12 يفضح اعتداء جنود صهاينة في معسكر اعتقال أثار ضجة وتم اعتقال عدة جنود للتحقيق معهم.
وأشار إلى أن ضغط وزراء إسرائيليين متطرفين ومهاجمة المعسكر أدى لإخلاء سبيل الجنود الصهاينة دون انتقادات واحتجاجات من دعاة الحرية والعدالة الذين الساقطون أخلاقيا.
وأوضح أن أغلبية 47 بالمئة من الإسرائيليين اتفقوا في استطلاع رأي للقناة 12 الإسرائيلية بأنه جائز اغتصاب سجناء فلسطينيين، بينما عارض ذلك 43 بالمئة، مؤكدا أن الاحتلال "شعب ونظام وجيش عنصري ومريض وفاشي".
من جانبه، أشار المستشار الإعلامي عثمان عثمان، إلى أنها وثقت اعتداء جنود في جيش الاحتلال جنسيًا على أسير فلسطيني واغتصابهم له داخل معتقل سدي تيمان.
بدوره، دعا المدافع الحقوقي معتز المسلوخي، لتخيل مشهد اغتصاب الأسير لو حصل في غزة مع أحد أسرى العدو لدى المقاومة، مؤكدا أن الكرة الأرضية بأسرها كانت ستدين وتشجب وتعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؛ وفي مقدمتهم ما تسمى دول الاعتدال العربي.
أكاذيب الاحتلال
وتذكيرا بالأكاذيب التي روجها الاحتلال وتبنتها وسائل إعلام محسوبة على أنظمة عربية متواطئة مع الكيان بشأن اغتصاب حماس للأسيرات، أشارت المغردة سكينة، إلى أن العالم ضج بكذبة اغتصاب حماس للمستوطِنات في 7 أكتوبر دون دليل قاطع يثبت حادثة واحدة.
واستنكرت صمت العالم أمام التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في معتقل سدي تيمان جنسياً وتوثق الكاميرات ذلك، قائلة إن العالم الذي ضج على كذبة مات أمام الحقيقة، عالم مصّر على تبني الكذب والدجل لإرضاء المشروع الصهيوني.
وقالت الصحفية ليال حداد: "ما ضل حدا بالعالم، لا رئيس دولة ولا منظمة حقوقية ولا إعلامي ما روّج لرواية العنف الجنسي بـ7 أكتوبر من دون ولا أي دليل فعلي، ولا أي شهادة، وعشرات التكذيبات.. وبيجي فيديو مصوّر بيظهر في اغتصاب أسير فلسطيني، بوضوح.
واستنكرت أن كل ما يطلع مع الكوكب أنه "يشعر بالقلق"، مضيفة: "عايشين بمسلخ".
وتمنى المغرد تامر، أن تصرح المقاومة أنه إذا لم يتم إعدام علني للجنود الإسرائيليين المتورطين في اغتصاب الأسير فسيتم إعدام أسير إسرائيلي وتترك الأمر للرأي العام في إسرائيل.
خذلان عربي
وتنديدا بصمت الأنظمة العربية الحاكمة على هذه الجرائم، تساءل حسين المشدلي: "ماذا تنتظرون يا عرب؟ ماذا تبقى يا مسلمين؟ ماذا تبقى يا عالم؟".
وذكرت ورد الياسمين، بأن هذه الجريمة المصوّرة تظهر عقب اعتقال الشرطة العسكرية جنود احتياط بتهمة اغتصاب أسير فلسطيني، لكنها أطلقت سراح خمسة منهم لاحقًا بعد أن طالب يمينيون إسرائيليون، بينهم وزراء ونواب، بالإفراج عنهم باعتبارهم "أبطالًا يستحقون الاحترام".
وتساءلت: "لو كان الوضع مع أسرى صهاينة وأجانب ماذا سيكون رد فعل الغرب المجرم؟".
وتساءلت الناشطة زينب خليل: "أحقا تفاجأتم؟"، قائلة: "بعد البحث في شؤون الأسرى لـ3 أعوام أقول لكم هذا وأشياء أفظع تحصل في سجون المحتل بحق أسرانا منذ زمن!.. وهنا نعود إلى أن قضية الأسرى كانت من أسباب الطوفان".
وعرض يونس أبو جراد، الفيديو الذي وثق اغتصاب الأسير الفلسطيني، مؤكدا أن الأرض والإنسان لن تكون بخير إلا إذا طُهرت من هؤلاء القتلة السفاحين السفلة الذين يعيثون في الأرض فسادا، ولابد أن يحصلوا على عقابهم عاجلا غير آجل.
وعلق سالم ربيح، على مشاهد اغتصاب الأسرى الفلسطينيين التي بثتها القناة 14 الإسرائيلية في أحد السجون، متسائلا: "أين عروبتكم..!!!".
وقال: "إن لم تحرك ضمائركم صيحات النساء وأشلاء الأطفال.. وانتزاع كرامة الرجال.. فمتى تصحو ضمائركم يا أمة الخزي والعار..!!".
وأهدت الناشطة الحقوقية فطيما المزيدي، فيديو اغتصاب الأسير الفلسطيني بسجون الاحتلال للعرب الذين يدينون المقاومة في غزة، قائلة: "انظروا إلى من تحترمونهم يا متصهين ماذا يفعلون من جرائم اغتصاب".
احتلال مختل
وإعرابا عن الغضب من نتيجة استطلاع رأي طرحته قناة 12 الإسرائيلية حول الموافقة على اغتصاب الأسرى، قال الصحفي معاذ حميد: "لما عندك 47 بالمئة من الجمهور الإسرائيلي يؤيد اغتصاب الأسرى الفلسطينيين، نحن نتحدث عن كيان مريض مختل نفسيا وجنسيا ولا يرى أي مشكلة بعمليات الاغتصاب".
وأضاف: "لا يرى مشاهد جنوده يرتدون الملابس الداخلية لنساء غزة المقتولات أو المهجرات أي مشكلة.. بل يرونها شكلا من أشكال التسلية والتندر والتشارك في مواقع التواصل الاجتماعي، وشكل من أشكال الفخر.. هذه هي إسرائيل وحقيقتها الكامنة.. لا أوضح من شكل الصراع اليوم مع إسرائيل".
واستنكر الكاتب عبدالعزيز الفضلي، لوم حماس على قيامها بمعركة طوفان الأقصى، مؤكدا أنها نفذتها لأنها تعلم أن الصهاينة همج، ولا دين لهم ولا أخلاق، وأنهم شرار الناس.
وأكد الناشط عبدالعزيز إبراهيم، أن هذه أخلاق من يدعون الديمقراطية في إسرائيل، ساخرا: “هؤلاء شعب الله المختار كما يسمون أنفسهم.”
وندد الشريف حاتم الحسيني، بنتيجة الاستطلاع، ووصف الاحتلال الإسرائيلي بأنه "مجتمع صهيوني ساقط أخلاقيا، متسائلا: “ما رأيكم يا عرب؟”
وأهدى المغرد عبدالله، نتيجة الاستطلاع للذين يدافعون أحقية وجود الصهاينة في فلسطين.
وعقب المغرد معتز، على نتيجة الاستطلاع، قائلا: "هذا الشعب الإرهابي الذي يراهن عليه أغلبية العرب والعالم بأسره".
وعلق الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، على الاستطلاع الإسرائيلي، قائلا: "صهاينة العرب يريدون التطبيع مع هؤلاء!".
وتساءل الناشط عبدالقدوس بن مفضل: "إلى أي درك سحيق من الوحشية والانحطاط الأخلاقي يمكن أن ينحدر المجتمع الصهيوني؟"، قائلا إنه حينما يكشف استطلاع للرأي عن موافقة 47 بالمئة على اغتصاب الأسيرة المقيّد ندرك أن الإنسان في هذا المجتمع فقد جوهره وتحوّل إلى كائن مجرد من القيم والإنسانية.
وأكد أن مثل هذه النتائج تعكس ظلاما أخلاقيا لا مثيل له، مستنكرا صمت العالم المخزي أمام هذا الانحدار.
أميركا والاحتلال
وإعرابا عن الغضب من موقف البيت الأبيض من الواقعة، سخر وائل البرغوثي، من قول أميركا إن تقارير اغتصاب الأسرى "مقلقة للغاية".
وقال ركز لي على "مقلقة للغاية" مع أنها مثبته صوتا وصورة وياريت نتذكر موقف القوادين في البيت الأسود لما قال لهم نتنياهو إن المقاومة اغتصبت النساء وقطعت رؤوس الأطفال بلا دليل".
وعلق حسن الخواجة، على الفيديو الموثقة لجرائم الاحتلال مذكرا بأن سموترتش وبن غفير قالا: "يجب أن نجد طريقة تؤلم الفلسطينيين أكثر من القتل، فبدأت بتجويع الرضع والأطفال ليموتوا أمام أنظار أهليهم بدون أن يستطيعوا فعل شيء لهم، ثم اغتصاب النساء والآن الرجال".
وتهكم جمال الزوبية على موقف أميركا، قائلا: "البيت الأبيض واجعه خاطره من انتهاكات قطعان الهمج لكرامة الأسرى الفلسطينيين، المخنثين العرب لا يعنيهم الأمر المهم لا يغضب نتنياهو".
واستنكر الصحفي سيد العبيدي، دفاع سموتريتش عن الجنود الذين يغتصبون الأسرى الفلسطينيين ومطالبته بمحاسبة من سرب الفيديو وليس من ارتكب تلك الجريمة البشعة، مذكرا بأنه كان مسجون سابق في قضية إرهاب ثم أصبح وزير المالية.
واستهجن الكاتب أحمد سليمان العمري، إعراب البيت الأبيض عن قلقه، متسائلا: "وماذا بعد القلق؟ قلق آخر؟".
أوضاع الأسيرات
وعن أوضاع النساء المعتقلات في سجون الاحتلال، أشارت الكاتبة ماجدة محفوظ، إلى قول الصحفي الإسرائيلي يهودا شليزنجر، إن تعرض السجناء للاغتصاب أمر طبيعي جدا، ويجب استخدام الاغتصاب كسلاح ردع، وأن يكون سياسة منظمة للدولة".
وكتبت المغردة رزان: "فيديو الأسرى مخلي مخي يروح وييجي لنقطة وحدة.. شو الي بصير بسجن النساء؟ إذا هالفظاعات هاي صارت بزلامنا وصارت ععينك يا تاجر ومش هاممهم اشي شو بصير بالستات والصبايا بالسجن؟ يا الله الصبر يا الله ثبت علينا وخفف عنهم يا رب بكفي".