تفاوض بالنار.. المقاومة تضغط سياسيا وعسكريا على الاحتلال وعباس يواصل الخنوع

12

طباعة

مشاركة

صب ناشطون على منصة "إكس" جام غضبهم على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعدما قال: "لإسرائيل الحق بالحصول على الأمن الكامل.. وهذا واجبنا.. ونحن كفلسطينيين من حقنا الحصول على تقرير المصير ودولة مستقلة أسوة بباقي شعوب العالم".

تصريحات عباس جاءت خلال كلمته في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد بالعاصمة السعودية الرياض في 28 أبريل/نيسان 2024، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي إبادة قطاع غزة لليوم الـ206 على التوالي، ويصعد عدوانه على الضفة الغربية بدعم أميركي.  

وطالب عباس بحل سياسي يجمع قطاع غزة والضفة الغربية والقدس في دولة فلسطينية مستقلة، والاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، قائلا إن "اجتياح رفح جنوب القطاع سيُؤدي لأكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأميركا الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ارتكاب هذه الجريمة".

يأتي ذلك بينما تواصل كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس-، الضغط على الاحتلال الإسرائيلي سياسيا وعسكريا لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال، إذ تتجه الحركة إلى القاهرة للتفاوض، في ذات الوقت الذي تواصل الكتائب عملياتها وكمائنها وتقصف مقر قيادة للاحتلال. 

وفد من حماس توجه إلى القاهرة اليوم 29 أبريل 2024، لإجراء محادثات بهدف وقف العدوان على غزة، ومن المقرر أن يناقش اقتراحا لوقف إطلاق النار قدمته الحركة إلى قطر ومصر القائمين بدور الوساطة -بحسب ما كشفه قيادي بالحركة في تصريحات إعلامية-.

فيما أعلنت القسام في 28 أبريل، قصف مقر قيادة للاحتلال، في محور "نتساريم"، الفاصل بين شمال وجنوب القطاع، بقذائف هاون من العيار الثقيل، أعقبه كشف وسائل إعلام عبرية، عما وصفته بـ"الحدث الصعب"، واعتراف بمقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 11 آخرين إصابات خطيرة.

ومنطقة "نيتساريم"، دخلها جيش الاحتلال، في الأيام الأولى للعدوان على غزة، وهي منطقة شبه زراعية فارغة، كانت توجد فيها مستوطنة "نتساريم" سابقا، قبل أن يفككها الاحتلال، مع انسحابه من القطاع عام 2005. 

وقالت القسام في بيان ثان، إن مقاتليها، استدرجوا قوة للاحتلال، من عدد من الآليات، وأوقعوها في كمين ألغام، موضحين أن الألغام المستخدمة تتكون من عبوات ناسفة وصواريخ "إف 16" قصف بها العدوان أهالي القطاع ولم تنفجر، في شارع السكة بمنطقة المغراقة وسط القطاع.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزه_تقاوم_وتنتصر، #محور_نتساريم، #كمين_المغراقة، عن سعادتهم بعمليات القسام وتحدثوا عن دلالاتها وتوقيتها الذي جاء في أعقاب مفاوضات للتهدئة ومناقشة المقترح المصري.

عملية نتساريم

وحفاوة بعملية نتساريم وما أسفرت عنه، قال الباحث السياسي سعيد زياد، إن "هذا الحدث، والقادم المتخيَّل من ورائه، هو ما يدفع العدو للتنازل عن فكرة البقاء في غزة، وسطها وأطرافها، لأنه يعلم أن مسألة خروجه منها متعلقة بالوقت لا أكثر، وله الخيار متى يركع ويولّي الأدبار، أبعد القتيل العاشر، أم بعد القتيل المائة".

وأضاف أن "فكرة الاستنزاف هذه هي الرعب الذي يخيم على وجه أي قائد جيش في الدنيا، وهي ما أخرج أرييل شارون من نتساريم وغوش قطيف وإيلي سيناي ودوغيت عام 2005، يوم أن كان القسام لا يملك سوى حفنة من صواريخ قسام 1، وثلة قليلة من الرجال الأشداء".

وأوضح زياد، في تغريدة أخرى، أن "الهدف الذي جرى استهدافه بنيران مدفعية القسام هو مقر قيادة الفرقة 99، المسماة (مشاة النار) المسؤولة جغرافيا وعملياتيا عن الطريق العملياتي وسط القطاع".

وأكد أن هذه العملية "جاءت بمثابة حفل استقبال لقيادة الفرقة التي لم يمرّ على انتشارها في المنطقة أسبوع، بعد انسحاب لواء ناحال"، قائلا: "على ما يبدو أن مقتلة وقعت في مقر القيادة، بعد عملية رصد دقيقة، وانتخاب محدد لهدف يتمركز به ثقل القوات الموجودة هناك".

وأفاد زياد، بأن "استهداف مقر قيادة الفرقة 99 بالهاون كان مجرد عملية تغطية بالنار على عملية استدراج محكمة لقوة صهيونية مؤهلة، وقعت في كمين ألغام أعدّه مقاتلو الهندسة في كتيبة المغراقة في شارع السكّة".

وأشار إلى أن الكمين استُخْدمت فيه العبوات الناسفة المضادة للمدرعات وصواريخ "F16" التي أطلقها سلاح الجو للعدو على المدنيين ولم تنفجر، لافتا إلى أنه وقع بعد شهرين كاملين من عملية إعداد منطقة التأمين للطريق العملياتي في وسط القطاع.

وأكد الباحث علي أبو رزقي، أن الحدث في "محور نتساريم" الذي أدى لمقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين "خطير وخطير جدا"، وتصاعده يعني فشل أهم هدف من أهداف الاحتلال في هذا العدوان لعدد من الأسباب، منها استهدف كتيبة وصفها الاحتلال أنها غير مقاتلة في منطقة وسط القطاع، وتصاعد مثل هذه العمليات يهدد وجودها واستمرارها في القطاع.

وقال إن "مثل هذه العمليات الخطيرة تعني أن المقاومة استعادت زمام المبادرة في مناطق الشمال والوسط وأنهت إعادة انتشار قواتها بنجاح تحت الأرض وفي العقد القتالية المختلفة، كما تأتي تحت مبدأ التفاوض بالنار، فكلنا يعلم أن الانسحاب من وسط القطاع أحد أهم شروط المقاومة".

وأشار أبو رزقي، إلى أن "هذا الحدث يعني أن منحنى الحرب بدأ في النزول بعد انتهاء معظم أهداف القصف للاحتلال، فلا يوجد أهداف يقصفها أو يطلق عليها النار"، مؤكدا أن "قيادة المقاومة تدرك أن هذين اليومين حاسمان في عمر التفاوض بعد المبادرة التي طرحتها القاهرة وهناك أنباء عن ذهاب وفد من المقاومة لمناقشة الرد الإسرائيلي المحتمل".

ولفت إلى أن توقيت هذا الحدث منتهى الأهمية والتعقيد إذ يتزامن مع مظاهرات ضخمة ضد الاحتلال وضد الكذبة الكبيرة التي يرددها نتنياهو حول "النصر المطلق" فها قد وصل سلاح الهاون إلى أكثر النقاط والمواقع أمنا وتحصينا.

وأضاف أبو رزقي، أن الأهم أن العملية توحي بفشل مسبق لمخطط الاحتلال دخول رفح لتدمير الكتائب الأربعة هناك، فمثل هذه العمليات تعني أن من فشل في الشمال والوسط وخانيونس، سيفشل في رفح.

وأعاد الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، عرض الأسباب التي رصدها أبو رزقي، قائلا: "على ما يبدو أن مقتلة وقعت في مقر القيادة، بعد عملية رصد دقيقة، وانتخاب محدد لهدف يتمركز به ثقل القوات الموجودة هناك".

وعد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، العملية أهم عملية منذ 200 يوم من حيث النوعية والمكان وطبيعة الأسلحة المستخدمة كونها أسلحة صهيونية تم إعادة استخدامها.

ولفت إلى أنها "كانت عبارة عن كمين محكم وكبير بعد استدراج قوة صهيونية خاصة وقامت بعد بتفجير عبوات من صواريخ إف 16 الصهيونية التي أطلقت على المدنيين ولم تنفجر".

وتعجب أبو سلمية من أن "العملية تمت في منطقة المغراقة في محور نتساريم الذي تحول لمقتلة للجيش الصهيوني بغبائه، المغراقة التي دمرها الاحتلال بنسبة 100 بالمئة والاحتلال موجود في هذه المنطقة منذ 4 أشهر".

وأكد اللاجئ محمد حامد العيلة، أن "تأثير قتل المقاومة لجنود جيش الاحتلال على المشهد الحالي أكبر من قتلهم في الأسابيع الماضية، لأن الجيش استنفد غالبية أهدافه، ووجوده في مواقع ثابتة يعزز من مخاوفه من تحول جنوده لأهداف سهلة، مما يدفعه لتفكيك هذه المواقع، إضافة لتأثيرها على مزاج الجمهور من الخيار العسكري نحو خيار التفاوض لاستعادة الأسرى".

وقال في تغريدة أخرى: "ما أفهمه من هجوم المقاومة على محور نتساريم، أنها أخذت قرارا بتفكيك نقطة الجيش الموجودة وسط قطاع غزة، ولم تهاجم المقاومة محور نتساريم من قبل بشكل مركز لأولويات ميدانية أخرى".

وأضاف العيلة: "أما الآن، فتفكيك مواقع الجيش وطرده مسألة وقت، سواء بالاتفاق أو بالنار، لأن ثمن استنزاف قوات الجيش الموجودة في نقطة ثابتة تقع بين لوائي المقاومة غزة والوسطى، أكبر من تحمل العدو".

وعرض الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، صورة جنود يحتفلون قبل أيام بعيد "الفصح" في ممر نتساريم بقطاع غزة، ساخرا بالقول: "اليوم يحتفل بعضهم في المكان الحار جدا والبعض الآخر في المستشفيات، وذلك بعد وقوع قوة عسكرية في كمين للقسام بالمغراقة والأنباء غير النهائية تتكلم عن مقتل 3 وإصابة 11".

وأوضح أن ممر نتساريم هو المنطقة الرئيسة التي مازال جيش الاحتلال موجودا فيها بقطاع غزة، ويبلغ طوله حوالي 6 كيلومترات وعرضه بحدود الكيلومتر الواحد، والهدف الرئيس منه فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه ومنع عودة النازحين إلى الشمال.

وأشار عز الدين، إلى أن “جيش الاحتلال شن هجومه الأخير على النصيرات والمغراقة بهدف تأمين الممر وتوسيعه قليلا، إلا أنه من الواضح أن الأمر سيصبح منطقة استنزاف له”، مؤكدا أن جيش الاحتلال سيضطر للانسحاب من داخل غزة بدون اتفاقية تحت ضربات المقاومة.

وأضاف أن "الغبي نتنياهو بدلا من القبول بصفقة والخروج من غزة مع حفظ ماء وجهه يصر على البقاء ليخرج لاحقا والكندرة معلمة بنص وجهه".

أسلحة الاحتلال

وتعقيبا على إعلان القسام استدراج قوة إسرائيلية وإيقاعها في كمين ألغام مستخدمين العبوات الناسفة وصواريخ "إف 16" التي تم إطلاقها على المدنيين ولم تنفجر في شارع السكة بمنطقة المغراقة وسط القطاع، قال الصحفي والناشط محمد عبدالعزيز: "هذه بضاعتكم ردت إليكم".

وأشار الكاتب عبد السلام الطراونة، إلى أن مروحيات إسرائيلية وعددا من سيارات الإسعاف حطت في مشفى برزيلاي في عسقلان تحمل جنودا مصابين من قطاع غزة  "ما يعكس حجما عاليا للخسائر البشرية  في غزة".

وقال إن عملية كمين المغراقة، تؤكد فشل خطط الكيان للقضاء على المقاومة في جميع محاور القتال في غزة وتأخذه إلى تردد كبير في اجتياح رفح مستقبلا، مؤكدا أن أهداف الحرب انتهت.

واستحضر الإعلامي تامر المسحال، تصريحات قيادي في كتائب القسام في تحقيق سابق لبرنامج "ما خفي أعظم" قال فيه "العقاب من أدوات الجريمة"، وتحدث عن استخدام القسام الهندسة العكسية في تصنيع صواريخه وعبواته من صواريخ ومخلفات أسلحة جيش الاحتلال كما جرى في كمين المغراقة.

وأوضح المغرد تامر، أن الحدث الأمني حدث باستخدام صواريخ ثقيلة لطائرة  إف16 كانت إسرائيل استهدفت فيها أهالي غزة ولم تنفجر وعبوات ناسفة، وأعادت المقاومة استخدامها وزرعتها في منطقة المغراقة في محور نتساريم واستدرجت قوة عسكرية إسرائيلية للكمين، وفجرتها، مشيرا إلى أن بعض جثث الجنود وصلوا أشلاء لمستشفى سوروكا.

وعلق المغرد عمرو سليم، على تغريدة تامر، قائلا: "القسام تفعل هذا كله وهي محاصرة من كل اتجاه منذ سنين وتحت القصف.. تخيلوا معي ماذا يمكنهم فعله بالعدو الصهيوني لو فقط حصلوا على نفس الموارد والإمكانيات الموجودة لدى أي جيش عربي لا فائدة منه".

خيانة عباس

وتنديدا بخطاب عباس في الرياض وزعمه أن لإسرائيل الحق في الحصول على الأمن الكامل، تهكم الخبير العسكري اللواء فايز الدويري بالقول: "إذن واجب السلطة تحقيق الأمن لإسرائيل وحماية المستوطنات وقطعان المستوطنين، وليس من واجبها حماية الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو في غزة، هزلت".

وتساءل الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة: "بالله عليكم هل هذا خطاب (رئيس) يُذبح شعبه ويُجوَّع أمام الكاميرات؟!"، مؤكدا أنه "يطارد الوهم منذ عقود، ولا يعترف بالفشل، وله قبيلة تطبّل!".

واستهجن في تغريدة أخرى، قول عباس "أخشى بعد الانتهاء من غزة من توجّه إسرائيل إلى الضفة وترحيل أهلها إلى الأردن"، موضحا أن مخطط تهجير الفلسطينيين من "يهودا والسامرة"، بحسب تسميتهم، أي الضفة الغربية، هو جزء محوري في المشروع الصهيوني. 

وأشار الزعاترة، إلى أن "ذلك يُقال في السر والعلن، وعباس لم يأتِ بجديد"، متسائلا: "هل خشيته هنا مثل خشيته من الاستيطان الذي تضاعف أضعافا خلال ولايته منذ عقدين كاملين؟!".

وأضاف "نؤمن أن تلاحم الشعبين الفلسطيني والأردني سيُحبط هذا المخطّط، لكننا نؤمن أيضا أن أصحاب نظرية (العيش تحت بساطير الاحتلال)، ليسوا مؤهلين لإحباطه، بل يخدمونه من الناحية العملية، وأن مَن سيُحبطونه هُم الذين عرفوا عدوهم، وكشفوا هشاشته بمقاومتهم وطوفانهم".

وأكد أن هؤلاء هُم المؤهلون لإحباط المخطط، بل وهُم المؤهلون لتحرير الأرض التي ضيّعها رموز "أوسلو"، رغم أنهم سوّقوا اتفاقهم الكارثي بإنقاذ ما تبقى منها.

ووصف الكاتب إبراهيم حمامي، عباس بأنه "صعلوك خرف وعميل قذر لا أكثر ولا أقل هو وكل سلطته العفنة ومرتزقتهم تحت مسمى الأجهزة الأمنية"، مستنكرا أنه "مازال يبيع الوهم ويتقيأ قرفه المعتاد".

وسخر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عبدالله عزام، من تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية، قائلا له: "كلك واجب.. قمت وتقوم وستقوم بواجبك على أكمل وجه وأسأل الله أن يقبضك وأنت عاكف على أداء واجبك منهمك فيه".

وعرض الإعلامي والباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني، مقطع الفيديو الذي يوثق ما قاله عباس، قائلا: "متخيلين زعيم حركة تحرر وطني يحكي واجبنا نحقق الأمن الكامل للمحتل؟، وفي ناس تنزعج مني لما أحكي فتح والسلطة أهم ذراع أمني للاحتلال!!".

واكتفى أستاذ الأخلاق السياسية محمد المختار الشنقيطي، بتسمية رئيس السلطة الفلسطينية بـ"محمود بن غفير العباسي"، في إشارة إلى أنه إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين أنفسهم واستخدام لقب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.

مفاوضات القاهرة

وعن ذهاب وفد من حماس إلى القاهرة، قال الكاتب السياسي إبراهيم المدهون: "باعتقادي حماس تذهب للقاهرة لأنها معنية بإنجاح التهدئة والجهود المصرية، وهناك بعض الإيضاحات لابد من تركيزها وتوضيحها بأي ورقة تفضي لوقف إطلاق النار".

وأكد أن بوابة التهدئة "انسحاب الاحتلال وعودة النازحين وتعويضهم".

وتحت عنوان نقاط مهمة حول المفاوضات الجارية، أشار اللاجئ الفلسطيني محمد النجار، إلى أن "غزة رغم جرحها الكبير، إلا أنها دفعت الفاتورة الباهظة، واستخدم جيش العدو أقصى طاقته التدميرية خلال 7 أشهر". 

ولفت إلى أن “المقاومة ما تزال تحافظ على ورقة الضغط المؤلمة للعدو وهي 133 أسيرا، منهم أطفال ونساء وكبار سن، ومجندات وجنود، وتدير هذا الملف بذكاء إعلامي، وهي التي تجبر العدو على التفاوض”. 

وأكد النجار أن "الوضع السياسي للمقاومة أفضل من الاحتلال، فقيادة حماس تتنقل بين عواصم المنطقة وتستقبل من أعلى المستويات الرسمية في قطر، تركيا، لبنان، إيران، مصر، روسيا، وأخيرا بوفد كبير في الصين، وهذا ينسف دعاية الاحتلال بدعشنتها وتشويهها، فالعالم مازال يتعامل معها كما قبل 7 أكتوبر بل يزيد". 

وقال إن "المظاهرات الكبيرة التي تجتاح جامعات أميركا تعبر عن تحول في الوعي الجمعي لفئة مهمة في أكبر دول العالم دعما للكيان، وهي من أهم مكاسب طوفان الأقصى، إضافة للتضامن المستمر في كل دول العالم". 

وأضاف النجار أن "الخلاف الأميركي الإسرائيلي بلغ ذروته يوم الرد الإيراني، وكبح جماح (إسرائيل) عن الرد، والحال ذاته حول التهديد المستمر باجتياح رفح، ومازال العدو يواجه معضلات مركبة في اجتياح رفح، تبدأ بالتكدس السكاني، والموقف الدولي المعارض، والخشية من قتل عدد أكبر من الأسرى، إضافة لتأجيج الجماهير العالمية من جديد". 

وأشار إلى "تزايد المسيرات الضاغطة من أهالي الأسرى على نتنياهو وإدارته، وأصبح خيار إعادتهم أموات هو كتابة الوفاة لهذه الحكومة".

وشدد على أن "حماس كسرت نموذج المنظمات الإسلامية الشرسة في القتال، والملولة في السياسة، فعناد حماس السياسي لا يقل عن عنادها العسكري، ولا أخطر على العدو من أن تبقى الحركة واقفة على قدميها بعد 7 أشهر من القتال المستمر". 

وأكد اللاجئ الفلسطيني، أن “كل ما سبق، يجعل العدو مضطرا للتنازل في التفاوض، ما يعطي المقاومة نقاط أفضلية قد تفضي لاتفاق ما إذا أحسن استثمار الموقف”.

وتحدث المراسل الصحفي إسلام بدر، عن آخر مستجدات التفاوض، موضحا أن "الورقة المصرية حملت تراجعا إسرائيليا بخصوص ملف عودة النازحين للشمال والانسحاب من محور نتساريم، لكن لا يوجد نص بخصوص انتهاء الحرب".

وقال إن "حماس لن تقدم ردها في القاهرة الإثنين لكنها ستعطي ملاحظاتها على الورقة التي تسلمتها قبل يومين، وستنتظر توضيحات الوسطاء لأنها تعتقد أن النص يحمل مطبات وفخاخا ونصوصا تحتمل تأويلات قد يستغلها الاحتلال في فترة التنفيذ".

وأشار بدر، إلى أن "الأجواء بشكل عام أفضل من الأوراق السابقة، لكن التفاؤل حذر والاحتلال ممكن أن يتعنت، وكذلك ممكن أن يفجر الفرصة في أي لحظة وقد فعلها عدة مرات خلال الشهور الماضية".

وأكد أن "حماس تعرف جيدا أن وضعها التفاوضي حاليا ضاغط على الاحتلال وأي هدنة ستكون مفيدة للفلسطينيين، لكنها ستحمل تبريدا لحملة التضامن غير المسبوقة وتراجعا كبيرا في الضغط الدولي على إسرائيل، لذلك تضع نصب عينها تحذيرا من تكرار سيناريو هدنة السبعة أيام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023".