"نيكي هيلي" آخرهم.. تاريخ جنسي أسود للمرشحين والرؤساء بأميركا

10 months ago

12

طباعة

مشاركة

تعد العلاقات الجنسية المُحرمة والخيانة الزوجية أمرا معتادا في المجتمعات الغربية، خاصة بين السياسيين، لذلك غالبا ما لا تؤثر بقوة على نتائج الانتخابات، لأنها تطال الجميع.

لهذا لم تؤثر الدعاوى القضائية التي اتهمت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالتحرش الجنسي على سُمعته وشعبيته.

في المقابل، تعد "الخيانة السياسية" أو "خيانة الوطن" أمرا مُجرما دستوريا في الولايات المتحدة، وهي أضرت بترامب في أربع دعاوى أمام القضاء ولا يزال يُحاكم بموجبها، رغم مشاركته في الانتخابات التمهيدية الحزبية للرئاسة.

وبينما اتهمته هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" 2 أغسطس/آب 2023 بأنه "متهم بخيانة وطنه" و"تدنيس مكتب الرئيس" لأنه حاول تقويض الدستور وإلغاء نتائج انتخابات 2020، على أمل البقاء رئيسا، فقد غفرت له انتهاكاته الجنسية.

مع هذا لا تمر أي انتخابات أميركية بدون فتح ملفات أغلب المرشحين حول فضائح جنسية وخيانة زوجية.

 وتبدو بالنسبة للأميركيين ومرشحي الانتخابات نوعا من الابتزاز والتراشق لكسب النقاط وهدم مصداقية بعضهم بعضا أمام ناخبيهم، أكثر منها هدم المستقبل السياسي للمرشحين.

ولم يسلم ترامب نفسه من فضائح التشهير الجنسية له ورفعت ضده أميركيات دعاوى عدة بتهم التحرش والاعتداء الجنسي أدين في بعضها كما أوضح موقع "بوليتيكو" الأميركي في 5 سبتمبر 2023.

ومع هذا، لم يؤثر ذلك على فوزه بالرئاسة عام 2017، ولا ترشحه لها مجددا وفوزه في أول مواجهة مع نيكي هيلي يناير 2024.

أيضا حين انتشرت وثائق فضائح رجل الأعمال جيفري إبستين الجنسية، جرى توسع خصوم الحزب الديمقراطي في نشر ما تردد عن أدوار لرؤساء أميركا الديمقراطيين السابقين فيها مثل بيل كلينتون وباراك أوباما وحتى الرئيس الحالي جو بايدن.

وجرى نشر صور مفبركة للرئيس جو بايدن وهو يبتسم بجوار إبستين، كجزء من محاولات التأثير على انتخابه في انتخابات نوفمبر 2024 الرئاسية، حسبما كشفت ذلك صحيفة "يو إس توداي" 12 يناير 2024.

"نيكي هيلي" 

آخر هذه الفضائح التي ظهرت مع بدء الانتخابات التمهيدية للرئاسية، كانت كشف صحيفة "ديلي ميل" البريطانية 19 يناير 2024 عن وثائق تشير إلى أن المرشحة الرئاسية الجمهورية نيكي هيلي، خانت زوجها مرتين.

"ديلي ميل" كشفت أن "هيلي"، التي تنافس ترامب، كانت على علاقات جنسية مع مستشار الاتصالات الخاص بها، وأحد أعضاء جماعات الضغط في كارولاينا الجنوبية، قبل أن تصبح حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية عام 2010.

ونقلت الصحيفة عن مصادر بالحزب الجمهوري قولهم "إنهم كانوا على علم بخيانتها في ذلك الوقت، وإن الأمر كان علنياً".

وأشارت إلى أن كلاً من مستشار الاتصالات ويل فولكس وعضو جماعة الضغط لاري مارشانت، وقعا على إقرارات خطية عام 2010، يؤكدان فيها أنهما أقاما علاقة جنسية مع هيلي.

وكانت هيلي (51 عاماً) نفت مزاعم خيانتها لزوجها قائلة إنها "مخلصة بنسبة مئة بالمئة لوالد طفليها"، مايكل منذ 28 عاماً.

لكن صحيفة "ديلي ميل" نقلت عن "شهود جدد" أن إنكار هيلي لخيانتها الجنسية لزوجها مرتين عام 2008 "غير صحيح، وأن الأمر كان معروفا على نطاق واسع بين السياسيين في الولاية"، وأن من شاركاها الخيانة كتبا اعترافات بذلك.

وروت الصحيفة البريطانية تفاصيل مخجلة نقلا عن شهادتي من شاركاها خيانة زوجها، وهما تحت القسم، في مكتبها وسيارتها وشقق خاصة وفي غرفتها بالفندق في مؤتمرات شاركت فيها.

وعرفت نيكي هيلي، السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، بدعمها للكيان الصهيوني وتصريحاتها الكاذبة والاستفزازية بشأن القضية الفلسطينية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023 زعمت أن "الفلسطينيين لا يريدون حل الدولتين، وإنهم يريدون تدمير إسرائيل" لتبرير العدوان على غزة، مشيرة إلى أنها ستدعم أي شيء تقوله تل أبيب للحفاظ على أمنها.

وعندما كانت هيلي سفيرة لأميركا لدى الأمم المتحدة، قالت في مؤتمر للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) عام 2017، إنها ترتدي حذاء بكعب عال ليس من أجل الموضة، "بل من أجل أن أركل من ينتقد إسرائيل".

وخسرت "هيلي" أول انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري بولاية "أيوا" 16 يناير 2024، بحصولها على 19 بالمئة فقط أمام ترامب (51 بالمئة) وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس (21 بالمئة) وتستعد لثاني جولة في نيو هامبشير 23 يناير 2024.

وفي يوليو/تموز وأغسطس/آب 2024، سيعلن الحزبان الديمقراطي والجمهوري عن مرشحيهما الرسميين للانتخابات الرئاسية، التي ستُجرى في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

دونالد ترامب

قبل أن يصل إلى البيت الأبيض، كشفت وسائل إعلام أميركية وبريطانية، أواخر عام 2017 عن تسجيلات فاضحة للرئيس السابق دونالد ترامب، تطرق فيها إلى حياته الجنسية ونظرته للنساء.

التسجيلات كانت من برنامج التوك شو للمذيع هوارد ستيرن، أجراها مع ترامب ما بين سنوات 1993 إلى 2015، تناولت بعض الممارسات الفاضحة له وعلاقته النسائية الجنسية مع مشاهير النساء في أميركا والعالم.

تحدث بنفسه عن مقابلات غرف النوم بشكل فاضح بما فيها مع زوجته "ميلانيا"، ومع هذا لم يؤثر ذلك على فوزه بالرئاسة (2017 - 2021).

وقد رفض "ستيرن" الإفصاح أو تسريب تلك التسجيلات القديمة لترامب خلال حملة انتخابات الرئاسة عام 2016، ورأى أن ذلك سيكون بمثابة "خيانة".

لكن مجلة "نيوزويك" الأميركية قالت في سلسلة تقارير سبتمبر 2017 إنها حصلت بشكل حصري على 15 ساعة من تسجيلات من التوك شو لستيرن.

تضمنت هذه المقابلات فضائح عن "تجسسه على نساء عرايا في مسابقات جمال وممارسته الجنس كثيرا مع زوجته بمشاركة نساء أخريات".

وقد أثيرت مسألة علاقة ترامب والممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيلز، قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016.

لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت تقريراً في يناير 2018 عن مال دفعه مايكل كوهين، محامي ترامب لها مقابل صمتها كي لا تؤثر على ترشحه.

لكن "دانيلز" ظهرت عام 2018، عقب انتخاب ترامب، لتقول إنها أقامت علاقة جنسية معه وإنها حصلت على 130 ألف دولار من محاميه قبل انتخابات عام 2016 مقابل صمتها بشأن هذه العلاقة، لأنه هدد أسرتها حينئذ.

وفي 5 سبتمبر 2023 أصدرت هيئة محلفين في محكمة مانهاتن حكمها في قضية رفعتها الكاتبة جين كارول، اتهمت فيها ترامب بأنه اعتدى عليها أيضا في غرفة تبديل ملابس عام 1996، وغرمته 5 ملايين دولار، بحسب موقع "بوليتيكو".

وقد اتهمت 26 امرأة على الأقل ترامب بسوء السلوك الجنسي معهن منذ السبعينيات، وفق تحقيق لموقع "بيزنس إنسايدر" 5 مايو/أيار 2023 رصد أبرز هذه الحالات.

وفي كل مرة كانت تظهر فيها أي من هذه الفضائح الأخلاقية يحاول خصوم ترامب في الانتخابات النيل منه.

لكن هذه الفضائح لم تؤثر على فوزه، حيث سعى لتصوير الأمر على أنه "مكايدة قضائية" ومؤامرة ضده، لإبعاده عن الرئاسة.

تحدث عن هذا الأمر، الصحفية والروائية الأميركية ليونيل شايفر، التي كتبت في صحيفة "التايمز" البريطانية 11 أغسطس/آب 2023 تقول إن "كل اتهام فيدرالي يجعل ترامب أقوى" ويزيد شعبيته وتقدمه في استطلاعات الرأي.

وفسرت سبب ذلك بأن أنصاره اليمينيين المتطرفين أصحاب نظرية المؤامرة والدولة العميقة "يحبون وقاحته، وأناقته، وفجاجته، وطبيعته الانتقامية المتنمرة، ومخالفته القواعد، وحتى القانون".

كلينتون وأيزنهاور

وفقا لصحف ودراسات أميركية، اشتهر كثير من رؤساء ومرشحي الرئاسة بخياناتهم الزوجية وعلاقاتهم الجنسية، سواء قبل أو بعد فوزهم وفي كل مرة كان يجرى استغلالها في الحملات الانتخابية أو الكونغرس، وتثار ضجة إعلامية.

أشهر هؤلاء كان الرئيس الأسبق "بيل كلينتون" الذي اشتهر بعلاقاته النسائية المتعددة غير المشروعة، وخيانته لزوجته هيلاري.

منها علاقته الجنسية مع عارضة الأزياء البريطانية، وليز هارلي، عام 1998 إبان فترة رئاسته للولايات المتحدة، حيث قضى معها عاما كاملا، وكان يرسل إليها طائرة خاصة تنقلها من لوس أنجلوس إلى العاصمة واشنطن.

وقد احتلت العلاقة بين كلينتون والمتدربة في البيت الأبيض "مونيكا لوينسكي" في التسعينيات، قائمة فضائحه وكادت أن تطيح به.

فقد أحدثت هذه الفضيحة دويًا عالمياً عام 1998، واضطر إلى الاعتراف بأنه أقام علاقة مع المتدربة الشابة داخل المكتب الرئاسي وفي غرف البيت الأبيض، وفق ما أظهرته نتائج التحقيقات الرسمية.

وقد نفى كلينتون في البداية وجود أي علاقة جنسية مع مونيكا، لكنه اضطر إلى الاعتراف، بعد تقديم قاضي التحقيق، أدلة مادية على الأمر، كما أقرت مونيكا بشكل رسمي بذلك.

واضطر "كلينتون" في نهاية المطاف إلى الاعتراف بأنه "كذب على الشعب الأميركي"، بشأن علاقته السرية مع مونيكا، ما دفع خصومه الجمهوريين للسعي لمحاكمته بهدف عزله.

وحين اتهمته "بولا جونز" وهي موظفة سابقة، عام 1998 بالتحرش الجنسي بها، عجلت قضيتها من توجيه نواب الكونغرس تهم "سوء التصرف والكذب" لكلينتون بهدف تنحيته عن المنصب.

وجرت محاكمة كلينتون في 14 يناير 1999 من قبل مجلس الشيوخ بهدف عزله، فيما عرف باسم "فضيحة مونيكا جيت"، وذلك بتهمة "الكذب تحت القسم وإعاقة العدالة".

وفي 12 فبراير/شباط 1999 جرت تبرئة كلينتون من كلتا القضيتين (مونيكا وجونز) لأن أيا منهما لم تحصل على أغلبية الثلثين اللازمة لأعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين للإدانة والعزل من المنصب.

وكان التصويت في الحالة الأولى 45 صوتا للإدانة، مقابل 55 بالبراءة، وفي الحالة الثانية، صوت 50 عضوًا بالإدانة في حين صوت 50 للبراءة، ليبقى كلينتون في منصبه حتى نهاية فترة ولايته الثانية.

 

وقد وجهت أيضا للرئيس "دوايت أيزنهاور" اتهامات بخيانة زوجته مع عشيقته البريطانية "كاي سمربي" التي بدأت قصته معها خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كان قائدا لقوات الحلفاء في أوروبا، وكانت العشيقة قائدة سيارته.

وبعد 20 عاما، عندما صار رئيسا للولايات المتحدة لـ 8 أعوام، وبعد تقاعده ووفاته، كتبت عشيقته "سمربي" مذكرات في كتاب عنوانه: قصة غرامي مع الجنرال أيزنهاور".

وكتبت فيه تفاصيل العلاقة، وقالت إنها أخفت الأمر فترة طويلة حتى لا تسيء إلى سمعة أيزنهاور وهو في منصبه السياسي رئيسا.

4 آخرون

شملت الفضائح أيضا "ستيفن جروفر كليفلاند" الرئيس الثاني والعشرين والرابع والعشرين للولايات المتحدة.

وقد اشتهر بفضيحة جنسية وأخلاقية، حين أقام علاقة غير شرعية مع سيدة تُدعي "هالبين" ورفض الاعتراف بابنه منها، وأجبرها أن تدعي أنه صبي لقيط.

ثم أدخلها مستشفى للأمراض العقلية بعدما أصبحت مدمنة للخمر، وأدخل ابنه دارًا للأيتام، لتتبنى أسرة الطفل.

وحين سعى لخوض انتخابات الرئاسة عام 1884 دون أن يعلم أحد بأعماله الدنيئة، كشفت صحيفة "بوفالو" هذه القصة.

 وواجه "كليفلاند" فضيحة مدوية صاحبها موجة سخرية شديدة من منافسيه في الانتخابات.

إلا أنه اكتسح الانتخابات الرئاسية مع ذلك، وظل ابنه يعيش مع عائلته بالتبني وأصبح طبيبا، ولم يعرف أحد شيئا عن والدته "هالبين".

واشتهر الرئيس الأسبق "وارن هاردنغ" أيضا بفضائح جنسية تمثلت في إقامته علاقتين غير شرعيتين، أثناء حكمه الذي لم يستمر أكثر من عامين، من عام 1921 حتى وفاته 2 أغسطس 1923، قبل أن يُتِمّ ولايته.

جرى الكشف عن أنه خان زوجته مرتين مع كل من كاري فيليبس، صديقة زوجته، ونان بريتون، التي كانت وقتها لا تزال في المدرسة الثانوية واستمرت علاقتهما لمدة 15 عاما.

وانتهى الأمر بفضيحة مدوية في البيت الأبيض، خاصة بعد إنجابها منه فتاة غير شرعية تدعى "إليزابيث آن".

وكانت فترة رئاسة "هاردنغ" كارثية ومليئة بالفساد والفضائح الجنسية، واستمرت تبعاتها لعقود بعد وفاته.

وفي عام 1927، أي بعد 4 سنوات من وفاته، خرجت شائعات بأن زوجة هاردينغ عملت على تسميمه، بعد علمها بخيانته لها وإنجابه طفلة من إحدى عشيقاته.

ارتبط اسم الرئيس الأسبق، جون كينيدي، الذي اغتيل في 22 نوفمبر 1963، بعدد من النساء، منهن مارلين مونرو وجوديث إكسنر، لكن قصة علاقته بالأولى كانت الأشهر.

وكتب الصحفي الأميركي الشهير، سيمور جيرس: "كان سجل كينيدي حافلا بشتى أصناف النساء الجميلات بمن فيهن فتيات النوادي الليلية وموظفات البيت الأبيض وسيدات المجتمع ومضيفات الطيران والممثلات واللواتي كن يحضرن إلى منزله كلما غابت زوجته جاكلين".

وذكرت "مونرو" خيانة كينيدي لزوجته معها في مذكراتها، مؤكدة أنها كانت على علاقة غير شرعية به وأنه كان عشيقها رغم زواجه من "جاكلين".

وقد تردد الكثير من الشائعات بأن كينيدي كان يعمل على تهريبها إلى داخل البيت الأبيض عندما تغيب زوجته في جولات عالمية.

 وانتهى الأمر بانتحار "مارلين" 1962 وتردد أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت لها صلة بذلك أو بتسميمها.

أيضا اشتهر الرئيس الثالث للولايات المتحدة "توماس جيفرسون"، بإقامة علاقات غير شرعية مع "سالي همينجز"، شقيقة زوجته من ناحية الأب، وأنجب منها 6 أطفال غير شرعيين.

وذكرت روايات تاريخية أن شائعات عديدة ترددت عن أن توماس جيفرسون خان زوجته أيضا مع زوجات أصدقائه، أو تحرش بهن، ومن أبرزهن زوجة "جون ووكر".

وبعد أن توفيت زوجته، وسع هذا الرئيس نطاق شهواته مع النساء بما فيهن الخادمات وسيدات القصور والممثلات وموظفات البيت الأبيض والخارجية حسبما تشير مراجع تاريخية أميركية.