إسرائيل تقتل 4 صحفيين بغزة وتقصف اليمن.. أين المواقف العربية؟

شدوى الصلاح | منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

مع بدء تنفيذه مخطط احتلال قطاع غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف الصحفيين الفلسطينيين الذين ينقلون جرائمه إلى العالم، منفذا مجزرة جديدة بحقهم داخل مستشفى.

واستشهد 4 صحفيين ضمن مجموعة من 15 فلسطينيا استهدفهم الاحتلال في 25 أغسطس/آب 2025، بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

والصحفيون الشهداء الذين استشهدوا خلال تغطيتهم الإعلامية، هم مصور قناة الجزيرة القطرية محمد سلامة والمصوران حسام المصري ومعاذ أبو طه والصحفية مريم أبو دقة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 244 منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

ويواصل جيش الاحتلال تدمير مناطق واسعة في القطاع عبر الغارات الجوية والمدفعية، تمهيدا لتنفيذ خطة احتلاله، في وقت تتعمق فيه المجاعة جراء دخول مساعدات محدودة لأكثر من مليونين من السكان.

وشهدت مناطق عدة في القطاع المحاصر منها جباليا والشجاعية والزيتون، قصفًا مدفعيًا وجويًا وانفجارات متتالية ضمن عمليات نسف متتالية قبل اقتحام مدينة غزة.

أكد جيش الاحتلال عودة قوات اللواء 401 إلى القتال خلال الأيام الماضية ضمن حملته على المدينة، زاعما أنها تستهدف تدمير القدرات العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس والبنى التحتية العسكرية فوق الأرض وتحتها.

كما ادعى الاحتلال أن عملياته تهدف أيضًا إلى منع مسلحي حماس من العودة إلى المناطق التي سيطر عليها، وتوسيع نطاق القتال إلى مناطق إضافية في شمال القطاع.

وتأتي هذه العملية ضمن مساعي الاحتلال للسيطرة على مدينة غزة وتهجير سكانها إلى المناطق الجنوبية، ضمن إستراتيجية تهدف إلى فرض سيطرته الكاملة على القطاع لاحقا.

وبدوره، قال المكتب الإعلام الحكومي في غزة، إن أي نزوح إلى محافظات الجنوب شبه مستحيل، لأنها غير قادرة على استيعاب 1.3 مليون مُهجّر قسرا من المدينة.

وحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في القطاع في ظل تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باجتياح مدينة غزة.

وأضاف في بيان: "منذ إعلان الاحتلال السماح بإدخال الخيام ومستلزمات الإيواء، لم يدخل إلى غزة سوى نحو 10 آلاف خيمة فقط، أي ما يعادل 4 بالمئة من إجمالي الاحتياج البالغ 250 ألف خيمة وكرفان، وهو رقم يعكس حجم التلاعب والمماطلة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة".

وعلى صعيد مفاوضات وقف إطلاق النار، يدرس الاحتلال الإسرائيلي نقلها إلى الإمارات أو دولة أوروبية، على أن تحسم وجهة فريق التفاوض خلال ساعات، بحسب ما أوردت القناة 12 العبرية.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية: إن تقديرات مسؤولين أمنيين إسرائيليين تشير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لا يعتزم وقف العملية العسكرية في غزة"، وأنه "ذاهب فيها حتى النهاية، لأنه يدرك أنه لن يتمكن من منع تفكك حكومته دون القيام بذلك".

وحذر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، رئيس الوزراء نتنياهو، من أنّ "احتلال مدينة غزة قد يشكل خطرا شديدا على حياة المحتجزين"، ودعاه لقبول صفقة تبادل الأسرى المطروحة حاليا، والتي قبلتها حركة "حماس".

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر في الجيش، قولها: إنه يجب استعادة أكبر عدد من الأسرى قبل الشروع في احتلال مدينة غزة.

وأكدت أن الجيش  أبلغ الحكومة أن تدمير مدينة غزة على غرار ما جرى في بيت حانون شمال القطاع قد يستغرق عاما على الأقل.

وفي سياق عدوانه الممتد، استهدف جيش الاحتلال العاصمة اليمنية صنعاء بغارات واسعة نالت محطة شركة النفط بشارع الستين وسط المدينة ومحطة حزيز الكهربائية جنوبها.

وتسبب القصف في ارتقاء 4 شهداء و67 جريحا، في حصيلة غير نهائية، بحسب ما أعلنته جماعة الحوثي التي تشن هجمات على إسرائيل ردا على عمليات الإبادة في غزة.

وبدورها، قالت حركة حماس: إن العدوان الإسرائيلي "يستدعي موقفا عربيا وإسلاميا واضحا يُسند اليمن ويقف مع شعبنا الفلسطيني في مواجهة وحشية الكيان وأهدافه الاستعمارية، لا سيما بعد مجاهرة مجرم الحرب نتنياهو، بتطلّعه لتحقيق وهم إسرائيل الكبرى على حساب الأراضي العربية".

ووسط ضعف الاستجابة العربية والإسلامية لمناشدات حماس لمساندتها ودعمها، تعم مسيرات واسعة دول غربية؛ إذ شهدت مدن أسترالية، مظاهرات حاشدة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، شارك فيها عشرات الآلاف للتنديد بحرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية على غزة.

كما شهدت عدة مدن يونانية، في مقدمتها العاصمة أثينا وسلانيك، مظاهرات للتضامن مع فلسطين، والاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية على غزة.

وتداول ناشطون على منصات التواصل بقوة صورة ومقاطع فيديو للمظاهرات الغربية المناهضة للاحتلال والداعية لوقف العدوان، مستنكرين عدم مشاهدة مثل هذه المشاهد في البلدان العربية والإسلامية التي يمنع حكامها الشعوب من إبداء التعاطف مع غزة.

ونددوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مجزرة_مستشفى_ناصر #غزة_تباد_وتحرق، #غزة_تباد، #نتنياهو، وغيرها، بتصعيد الاحتلال عملياته على مختلف أنحاء القطاع، واستهداف المشافي والصحفيين والطواقم الطبية. 

واستنكر ناشطون مواصلة إسرائيل تنفيذ المجازر تلو الأخرى وممارسة التهجير القسري واستكماله العملية العسكرية الهادفة لاحتلال مدينة غزة بالكامل، منددين بقصف اليمن واستهداف منشآت حيوية.

وحذروا من أن توسيع الاحتلال لرقعة الحرب وتفريغ غزة سيتبعه الضفة الغربية وسيطال عددا من البلدان العربية المذكورة بـ"رؤية إسرائيل الكبرى" التي تستهدف توسيع الكيان ليشمل كل فلسطين وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر والسعودية والعراق.

مجزرة ناصر

واستهجانا لاستهداف الاحتلال مستشفى ناصر وتسببه في ارتقاء عدد من الصحفيين، عرض الإعلامي تامر المسحال، مشاهد توثق معاودته قصف مبنى في المؤسسة الطبية مستهدفا رجال الدفاع المدني والصحفيين، مؤكدا أنه مشهد يوثق جريمة مكتملة الأركان.

وبث الصحفي صالح أبو عزة، مقطع فيديو يوثق الاستهداف الإسرائيلي لمجموعة من الصحفيين والمدنيين، وحينما هرعَ الدفاع المدني للإنقاذ داخل المستشفى، قصفتهم إسرائيل للمرة الثانية، وعلى الهواء مباشرة.

وعلق قائلا: "لعنة الله على إسرائيل، وعلى أميركا راعية إسرائيل، وعلى المهرولين للتطبيع مع إسرائيل".

وأشار معتصم طائش إلى أن الاحتلال ارتكب في خان يونس جريمة حين استهدف الصحفيين داخل مستشفى ناصر وهم يؤدون رسالتهم في توثيق الحقيقة. 

وأكد أنه مشهدٌ دموي أراد من خلاله المحتل إسكات الشهود ومحو الصورة الحيّة لمعاناة المدنيين تحت القصف، لافتا إلى سقوط شهداء من الأسرة الصحفية، إلى جانب طواقم الدفاع المدني.

تطورات ميدانية

وتنديدا بالتطورات الميدانية التي تدل على قرب إتمام عملية احتلال غزة، أشار الصحفي عماد زقوت، إلى أن جباليا البلد وجباليا النزلة تحت نيران قصف متواصل منذ أيام؛ حيث أمعنت إسرائيل في تدمير المربعات السكنية بشكل كامل، مستخدما الطائرات الحربية والعربات المفخخة.

وأكد أن مشهد الخراب يمتد في كل زاوية، والآلة العسكرية ماضية في عنجهيتها لتسحق ما تبقى من ملامح شمال غزة.

وأوضحت سندس النجار، أن مسيرات الكواد الإسرائيلية منذ أمس ومع الليل بطوله لم تترك مكانا بغزة إلا ولفت به، وألقت قنابل خاصة في جباليا وأطلقت الرصاص في أحياء الصبرة والزيتون.

وأكدت أن المحتل يفجر روبوتات مفخخة في أحياء جباليا والصفطاوي شمال غزة ليجبر الناس على ترك بيوتهم وتهجيرهم قسرا.

وقال أحد المغردين: إن الوضع في شمال قطاع غزة الآن يفوق الوصف، ومليء بالخطر والحزن العميق، موضحا أن القصف مستمر بلا توقف، والزنانات تحلق فوق الرؤوس، وطائرات الكواد كابتر (المسيرة) تراقب التحركات بدقة، والروبوتات تُفجر في كل زاوية، تاركة خلفها دمارًا هائلًا ورعبًا يملأ القلوب.

ووصف أحمد زيدان ما يجرى في منطقة الصفطاوي شمال غزة بأنه "كارثة تفوق الوصف"، لافتا إلى أن جرافة تحمل روبوتًا متفجرًا تقدّمت، وأصواته المرعبة جعلت الناس يخرجون من بيوتهم وخيامهم هاربين، أطفال يصرخون، نساء مذعورات، رجال يركضون بلا وجهة.

وأشار إلى أن الكل يبحث فقط عن النجاة قبل أن يبتلعهم الانفجار ويدفنهم أحياء، مؤكدا أن عشرات العائلات بلا مأوى، وبعضهم عاد إلى بيته وهو يعلم أن البيت قد يتحول في أي لحظة إلى قبر فوق رأسه، وأن الخوف يسيطر على المكان، والقلوب ترتجف.

وأفاد زيدان بأنه منذ الأمس وحتى اللحظة يتم طحن ما تبقى من غزة، تُمحى الأحياء ويُهجّر الناس قسرًا وسط صمت عالمي مريب، ولا إعلام ولا صحافة ولا صوت، وكأنهم يدفنون الحقيقة بالصمت وتصبح غزة مجرد ذكرى، قائلا: "لا تنسوهم أبدا وانشروا قضيتهم ولا تملوا".

وحذر محمد يوسف من خطورة الوضع في منطقة الصفطاوي والنزلة شمال غزة، واصفا الأجواء بأنها "ساحة ملغمة من مختلف الطائرات تقنص تقتل تدمر، ورعب وخوف الأطفال والكبار".

وأكد أن ما يحصل لا يتخيله عقل، قائلا: “يا عالم هؤلاء بشر مثلكم؟ أين أنتم أين نخوتكم أين إنسانيتكم؟ إلى أي دين تنتمون؟ أهلكم تحت الموت، يا رب غزة في ودائعك، ليلة مرعبة جديدة”.

استنكار وتحذير

وتنديدا بضعف المواقف العربية والإسلامية وتحذيرا من تبعات الصمت، قال الباحث محمد عبدالعزيز الرنتيسي: إن كل التصريحات الصهيونية والأميركية تعطي مؤشرا واضحا أنهم ماضون بخطة الإبادة والتهجير. وقال: "ثقتنا بأن لله مخططاً قد لا نعلم مجراه لكننا نعلم أن الرحمة محتواه".

وتساءل أحد المغردين: “هل تعرفون لماذا يستمر الاحتلال؟” فأجاب قائلا: "لأن خلفه شبكة دعم من بعض الأنظمة".

وأشار إلى أن المغرب يطبّع ويفتح الموانئ، والإمارات تبني الممرات، والسعودية تمرّر القوافل، ومصر تخنق غزة وتخدم العدو، والأردن يحرس حدوده، مؤكدا أن العدو ما كان ليصمد يوماً لولا هذه الخيانة المفضوحة.

وحذر الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، من أن العملية العسكرية التي يشنُّها الاحتلال الآن على غزة تستهدف مصر والأردن وأمنهما القومي والإستراتيجي بنفس استهدافها للقطاع وأهله بالضبط.

وأكد أن فكرة تحويل قطاع غزة إلى رمال وصحراء قاحلة بلا مؤسسات ولا مدارس ولا جامعات ولا مساجد يعني انتفاء فكرة التهجير الاختياري وتدشين أكبر حملة تهجير قسري في التاريخ الحديث.

وأوضح أبو رزق، لمن يقارن المشهد بسوريا حديثا، أن التهجير في سوريا عندما تحول من اختياري إلى قسري بعد تجميع ملايين الناس في إدلب، تحركت تركيا عسكريا وكانت على وشك أن تقع حرب ضروس مع النظام وروسيا، قبل الوصول إلى ما يعرف باتفاق خفض التصعيد ومنع التهجير القسري.

وأشار إلى أن الذي يحدث في مدينة غزة أبعد بكثير من مجرد حرب واحتلال وقتل لأجل القتل، مبينا أن تل أبيب تهدف لتغيير جغرافية المنطقة وليس تاريخها فحسب.

ورأى أن نجاح مخطط تهجير الناس من غزة، يعني نجاح نفس الأمر في الضفة الغربية، ويشير إلى بداية زمن إسرائيل.

وأكد أبو رزق أن نجاح مخطط التهجير يعني أيضا التفكير جديا بالعودة لسيناء وغرب نهر الأردن، بعد عودتهم إلى جبل الشيخ والقنيطرة، وهذه لم تعد أحلاما ولا أوهاما، هذه مخططات منشورة ومشاريع تم التوقيع عليها وتدشينها ووضع حجر الأساس لها.

وقال المحلل السياسي محمد الأخرس: إن من يظن أن المعركة تقف عند حدود ما يجري في غزة، أو يتعامل معها كأنها مجرد مشروع سياسي عابر لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أو وزير المالية بتسلئيل سموتريش أو نتنياهو، فعليه أن يرى بعينه ما يفعله جيش الاحتلال في الضفة الغربية.

وأشار إلى أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال المستوطن آفي بلوط، أصدر قرار عقابيا يستهدف اقتلاع آلاف أشجار الزيتون.

وأوضح أن بلوط جاء والداه من الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي ليستوطنوا أرضاً لا يعرفون طينتها ولا هواءها ولا ماءها. 

وأكد الأخرس أن العدو يعرف جيداً عمق ارتباط الفلسطيني بأرضه، ويدرك أن عمر الزيتون أطول من عمر كيانه المجرم. لذلك، حين يريد الانتقام، لا يواجه الإنسان الفلسطيني وحده، بل يصبّ غضبه على الشجر والحجر وكل ما يتصل بتاريخ وهوية هذه الأرض.

وأضاف أن هذا ليس تعبيرا عن قوة، بل عن يأس وإفلاس وخوف من المصير المحتوم لهذا الكيان، واصفا المستوطنين بأنهم "مجرد شذاذ آفاق، مهما طال مقامهم فإن مآلهم الرحيل، ومصيرهم الزوال بإذن الله".

وأكد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، أن كل التقديرات بخصوص الوقت الممنوح لإسرائيل فشلت، وكل رهان على الوقت جريمة، فالوقت من دم، وتل أبيب ماضية في إيقاع النكبة الكبرى.

وقال: "نحن أمام واقع لن يغيره إلا تحرك دولي حقيقي، شعبي ورسمي، لإيقاف المجرم، وإلا فلا معنى لكل بيانات التعبير عن القلق والاستهجان".

إسناد شعبي غربي

وإشادة بالدعم الغربي غير المسبوق لغزة والتنديد بجرائم الاحتلال، أشار الصحفي أحمد منصور إلى أن المظاهرات في أستراليا وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الحركات المؤيدة للفلسطينيين في البلاد.

ولفت إلى أن أكثر من 40 مظاهرة خرجت في أنحاء أستراليا، وشارك فيها نحو 350 ألف متظاهر منهم 50 ألفا في ولاية برزبين، لمطالبة الحكومة الأسترالية بفرض عقوبات على إسرائيل وبإنهاء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ووصف السياسي فايز أبو شمالة المظاهرات الأسترالية بأنها مشهد لعدة دقائق تقشعر له الأبدان، ويهز وجدان الأمة العربية والإسلامية، ويثير الرعب والفزع في عقول الإسرائيليين وقلوبهم.

وأشار إلى أن مئات آلاف البشر يخرجون تحت المطر في أستراليا، في أقصى الكرة الأرضية، نصرة لغزة، ورفضاً للعدوان الصهيوني، عارضا مشهدا تم تصويره من كاميرا في قطار متحرك ووصفه بأنه "في غاية الإثارة والإنارة للعدالة الإنسانية".

واستبق أبو شمالة ذلك بالتوضيح أن هذه المظاهرة المؤيدة لأهل غزة ليست في عمان ولا هي في رام الله، وأن هذه الجماهير ليست في القاهرة، ولا هم في الرياض وبغداد، وأن هذه المظاهرة في أستراليا، في أقاصي الأرض.

وتساءل: “هل تشعر الشعوب العربية بالخجل حين تشاهد هذه المظاهرات المؤيدة لحقوقهم التاريخية والإستراتيجية؟”

وعرضت الصحفية سمر جراح مقطع فيديو يوثق ضخامة مظاهرة أستراليا، مشيرة إلى أنها انطلقت من أجل نصرة غزة.

وتساءل الإعلامي القطري جابر الحرمي: "ألا يخجل العرب وهم يشاهدون الغرب ينتفض من أجل غزة، فيما نحن ننتكس ونغض الطرف عن كل ما يجرى لإخوتنا"، متسائلا: "أي عار يعيش فيه العرب".

وأشار إلى أن إنسانية الغرب تقول لا لجرائم "إسرائيل"، مستنكرا أن "بني جلدتنا خناجرهم تطعن غزة جنباً إلى جنب مع الصهاينة". 

وقال الصحفي خير الدين الجبري، إن العالم ينبذ "إسرائيل" ويقاطعها ويحاصرها٬ لأن كل ما هو مرتبط بها خزي وشبهة وصمة عار، لكن الدول العربية تعوض لها هذا النبذ بمزيد من الانفتاح والتطبيع وصفقات الغاز وجسور الطعام والشراب والمواد الخام.

قصف اليمن

وعن القصف الإسرائيلي لليمن، أكد الأكاديمي حماد النوفلي، أن العدو الصهيوني الجبان عاجز عن الوصول لأي هدف عسكري في هذا البلد العربي.

وأشار إلى أن الاحتلال في كل مرة يقصف أهداف مدنية كمحطات الكهرباء ومخازن الوقود ليشبع غروره وليقنع صهاينة العرب بأنه آذى عدوهم اليمني الشريف، وهو لا يعلم أن مثل هذه الكتل من النار ستتصاعد في مواقعه قريباً، فاليمني لا ينام عن ثأره.

ورأى الكاتب رفيق عبدالسلام، أن اليمن ليس لديه ما يخسره، لأنه ليس جزء من المنظومة الدولية الممسوكة من واشنطن، وليس لديه فكرة التراجع والخوف من الضغط العسكري أو السياسي أو الاقتصادي".

وأكد أن لذلك نتنياهو يخوض معركة خاطئة مع صنعاء، مثلما خاص الأمريكان معركة خاطئة مع طالبان في جبال وكهوف تورا بورا، قائلا إن التاريخ يعيد نفسه وبشكل أكثر درامية هذه المرة.

وأعاد ياسر عمير نشر تغريدة للمحلل السياسي علي جاحز، قال فيها إن "محطة شركة النفط هي أكثر هدف يطلع نيران ودخان عند قصفه.. هذا هو معيار الانجاز الصهيوني.. لكنه لن يستطيع ايقاف تصنيع الصواريخ وتطويرها وانطلاقها الى الاهداف داخل اراضينا المحتلة".

وعلق قائلا: "فعلا قصف صنعاء كان استعراضي الهدف SHWO للداخل الإسرائيلي ردا على الصاروخ الذي أطلق من اليمن ".