إسرائيل تهشم رؤوس أطفال غزة وتقطع أجسادهم.. وناشطون: أين العرب والمسلمون؟
"هذا الطفل ذنبه الوحيد أن حكام العرب لا يرون ضرورة التدخل الحقيقي لإيقاف إبادة أهل غزة"
"جلود متفحمة ورؤوس متفجرة ووجوه مقطعة وأشلاء متناثرة".. مشاهد لأطفال تداولها ناشطون على منصة إكس، توثق ما خلفته مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في مناطق متعددة بقطاع غزة.
ويكثف الاحتلال الإسرائيلي مجازره منذ 20 أغسطس/آب 2024؛ إذ استهدف في 22 من الشهر ذاته مدرسة صلاح الدين غربي مدينة غزة التي تؤوي نازحين.
بالإضافة إلى منزل ببيت لاهيا شمال القطاع وآخر بسوق النصيرات وسط غزة، وخياما للنازحين بخانيونس جنوب القطاع، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، أغلبهم أطفال.
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن القصف الوحشي الذي نفذه جيش الاحتلال على مدرسة صلاح الدين، إمعانٌ في حرب الإبادة في قطاع غزة، وتأكيد على نهج حكومة المتطرفين الصهاينة في تعمد استهداف المدنيين العزل بمراكز النزوح.
وجددت مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لإرهاب الدولة الذي يمارسه جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عشرة أشهر، ومحاسبة من وصفتهم بمجرمي الحرب على جرائمهم الفاشية.
فيما عد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أن قطاع غزة لم يعد صالحا للأطفال، وتساءل: هل تبقت أي إنسانية؟
وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، فإن الاحتلال الإسرائيلي دمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى السابع من أغسطس/آب 2024 أكثر من 117 مدرسة وجامعة تدميرا كليا، و332 مدرسة وجامعة جزئيا.
وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن قوات الاحتلال قتلت 2100 رضيع فلسطيني ممن تقل أعمارهم عن عامين، ضمن نحو 17 ألف طفل قتلتهم في قطاع غزة منذ بداية جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل".
وصب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مجزرة_الأطفال، جام غضبهم على الأنظمة العربية الحاكمة لخذلانها لغزة وأهلها وصمتها على مجازر الاحتلال، مهاجمين الولايات المتحدة الأميركية لدعمها المستمر للكيان المحتل.
غضب وامتعاض
وتنديدا بهذه المجازر، كتب الصحفي فادي أبو شامة، أن بعض الصور التي يتم نشرها لأطفال تمزقت أجسادهم بنيران الحقد الصهيونية لا يمكن تحمل مشاهدتها، وإذا ظهرت أمامي أسارع إلى تجاوزها وأنا أسأل نفسي إذا كانت الصورة فقط تقتلني فكيف بمن يحمل ذلك الجسد الصغير الممزق وأحيانا يكون أباه أو أخاه أو جاره.
من جانبها، قالت الصحفية وجدان بوعبدالله: “أنت لا تعرف هل تبكي الطفل الذي انفجرت رأسه بصاروخ إسرائيلي أم تبكي الأطفال السائرين بجوار حامل الطفل وهم يتفرجون على ما تبقى من رأسه”.
وأضافت أن في غزة ما عاد الأطفال أطفالا، غزة مكان تُفجر فيه رؤوس الأطفال وتُقطع أجسادهم الصغيرة إلى أشلاء.
بدوره، عرض المغرد تامر، مقطع فيديو لأحد رجال الدفاع المدني يحمل جثمان طفلة متفحمة، ويصرخ قائلا إن هذا بنك أهداف الاحتلال، قتلوا أطفالنا بلا رحمة
قتلوا أطفالنا بلا إنسانية قتلوا أطفالنا بلا مسألة، قتلوا أطفالا بطريقة وحشية، تذكروا ذلك جيدا".
ورأت الصحفية إسراء الشيخ، أن مشاهد الآباء الذين يحملون جثث أبنائهم برؤوسها المتفجرة في غزة كفيلة بأن تجعل هذا العالم ينتفض، متسائلة: “كيف يمر كل هذا !؟؟”
وعرض الكاتب رضوان الأخرس، صورة طفلة أوضح أن الاحتلال قتلها بالرصاص داخل مناطق النزوح في خانيونس قبل قليل، مؤكدا أن مثلها قتل الاحتلال وأصاب العشرات في غزة اليوم في مجازره وجرائمه التي لم تتوقف.
العرب والعجم
وأكد المحلل السياسي حسام شاكر، أن الاحتلال لم يكن ليجرؤ على تحويل قطاع غزة إلى مسلخ لذبح شعب فلسطين لو كان وحده في ما يقترفه، قائلا إن هذه الوحشية مأذون بها غربيا ومسكوت عنها عربيا.
وأضاف أن للإبادة حلفا يدعمها بغطاء سياسي وإسناد عسكري وتسويغ دعائي وحصانة قانونية، وأنها مسنودة وتحظى بدعم وحصانة، محذرا من أن القعود والسكوت يشجّعان المذبحة.
وعرضت الإعلامية غادة عويس، مقطع فيديو لفلسطيني يحمل طفل رأسه متفجر، ويؤكد أن هذه هي أهداف إسرائيل قائلا "إسرائيل مقتلتش حماس، إسرائيل قتلت أولادنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل".
وعلقت بالقول إن هذا التوحش ليس إسرائيليا فقط هو توحش بدعم حكومات غربية صدّعت رؤوسنا بحقوق الإنسان، مضيفة أن هذا توحّش بتواطؤ حكومات عربية خانعة معدومة الكرامة.
وقال الحقوقي يحيى الحديد، إن أطفال غزة تُباد بأسلحة أميركية وأيدٍ صهيونية وتأييد ودعم رسمي عربي وسط صمت شعبي، حتى تفجير رؤوس الأطفال لم يحرك ضمائر مدّعي حقوق الإنسان في الغرب.
ضوء أميركي
وهاجم ناشطون بقوة الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن، وعدوها شريكا صريحا في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، مؤكدين أن مواقفها وسياستها سمحت للاحتلال باستخدام مزيد من القوة العسكرية في غزة.
ومنذ اليوم الأول للحرب أعلنت الولايات المتحدة تضامنها مع الاحتلال وتحدثت عما يسمى بـ"حق دفاعها عن نفسها"، قائلة إنها مستعدة لتقديم المساعدة المناسبة لدعم حكومة وشعب إسرائيل"، التي "من حقها أن تدافع عن نفسها، كما أكد بايدن عمق العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.
وعرض الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، صورة لأطفال حرقت أجسادهم بصواريخ أميركا وطيران العدو الصهيوني، مؤكدا أن الاحتلال يتبع طريقة رخيصة باستهداف منزل أو سوق أو مكان يكتظ بالناس أو مركز إيواء أو حتى خيمة ليقول: لا مكان آمنا في غزة.
واستنكر الصحفي معاذ حامد، استمرار الضوء الأخضر الأميركي الممنوح لإسرائيل بالقتل في غزة، مشيرا إلى وقوع مجازر في المناطق المُصنفة إنسانيا، وجثث الأطفال المقطعة والبطون المبقورة للأجساد النحيلة، ورؤوس متناثرة دون أدمغة، قتلتهم إسرائيل اليوم في المناطق الإنسانية.
وقال: "نعيش لحظات أسوأ ما في البشرية لا عرب ولا عجم قادرون على وقف الإبادة في غزة!!".
وأكد الباحث في القانون الدولي معتز المسلوخي، أن جيش الاحتلال الصهيوني يرتكب الإبادة الجماعية ضد الأطفال والمدنيين في غزة بدعم أميركي غربي وتفويض دول محور إبراهام _عربي.
وقال إن غزة تذبح قربانا وتدفع ثمن عقود من المؤامرات العربية والصراعات السياسية والدينية وقرونٍ من الطائفية الإسلامية.
تواطؤ عربي
ووبخ ناشطون الأنظمة العربية الحاكمة واستنكروا خذلانها لغزة وتواطؤها مع الاحتلال الإسرائيلي وتركها الفلسطينيين يقتلون ويذبحون ويبادون دون أن يحركوا ساكنا.
وتحت عنوان "المشهد الصادم" قال الكاتب جلال الوارغي: “عندما تتابع بصدمة وحيرة الصمت العربي الرسمي على ما يفعل بغزة من مجازر.. وهي تحاول وحدها صد هذا العدوان، يخيّل إليك أن كل البلدان العربية اكتمل العدوان عليها قبل غزة وجرى إخضاعها قبل أن يبدأ العدوان على غزة”.
واستنكر الكاتب خالد صافي، أن الاحتلال مازال يرتكب المجازر بحق الأطفال في بغزة بالصواريخ والقنابل الأميركية والصمت والتواطؤ العربي.
وعلق المعارض السعودي ناصر بن عوض القرني، على صورة لجثة طفل متفحم، قائلا: "هذا الطفل كان يحاول أن يبعد النار عن وجهه حتى احترق وتفحم.. هذا الطفل كان لديه وجه جميل ولديه أحلامه الصغيرة كأن يلعب بدراجته أو ينام في بيت أمن".
وأضاف: "هذا الطفل ذنبه الوحيد أن حكام العرب لا يرون ضرورة التدخل الحقيقي لإيقاف إبادة أهل غزة.. هذا الطفل خصيمنا جميعا يوم القيامة.. ".