القطاع لا يحكمه عملاء.. هكذا رد ناشطون على إعلان عباس اعتزامه زيارة غزة

12

طباعة

مشاركة

سخرية واستياء واسع أثاره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بإعلانه اعتزامه التوجه إلى غزة الخاضع لحكم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وذلك بعد مرور 10 أشهر على حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وارتقاء 40 ألف شهيد.

عباس أعلن خلال خطاب هو الأول من نوعه أمام البرلمان التركي بأنقرة، في 15 أغسطس/آب 2024، بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان ووزراء حكومته والأحزاب، عزمه التوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى غزة من أجل وقف العدوان.

ودعا رئيس السلطة الفلسطينية مجلس الأمن لتأمين وصوله إلى غزة، مطالبا إياه بتنفيذ قراراته بوقف إطلاق النار فورا، وسحب قوات الاحتلال من غزة، وتنفيذ توصيات محكمة العدل الدولية، مشددا على أن "دولة فلسطين هي صاحبة الولاية على غزة والضفة الغربية وعاصمتها الأبدية القدس".

وقال: "سأعمل بكل طاقتي لكي نكون جميعا مع شعبنا لوقف هذا العدوان الهمجي، حتى لو كلفنا ذلك حياتنا، فليست حياتنا بأغلى من حياة أصغر طفل من قطاع غزة أو من الشعب الفلسطيني.. نحن نطبق أحكام الشريعة، النصر أو الشهادة، النصر أو الشهادة".

واستهزأ ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #محمود_عباس، #عباس، #غزة، وغيرها، بتصريحات عباس، وتبرؤوا منه وأعلنوا أنه لا يمثل الفلسطينيين، مؤكدين أن "من خرج من غزة لن يعود إليها فاتحا".

وعد ناشطون تصريحات عباس كاشفة لنوايا الانقلاب على حركة حماس الحاكمة لقطاع غزة وإنهاء إدارتها للقطاع وتسليمه لعباس، وإعادة تدويره رغم انتهاء ولايته، مؤكدين حرص عباس على الإبقاء على سلطته وعلى عمالته وخدمته للاحتلال.

وبحسب تقرير لمركز "الجزيرة للدراسات" في مايو/أيار 2024، بعنوان "اليوم التالي": ترتيبات متدافعة لمستقبل قطاع غزة، فإن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن، تتبنى عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. 

وأشار التقرير إلى أن "إدارة بايدن ترى إن كان من الضروري إنهاء الحرب بتقويض حكم حماس ونفوذها في غزة، فإنه ليس ثمة طرف يمكنه أن يقوم بمواجهة ما تبقّى من حماس بعد وقف إطلاق النار في غزة سوى السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية".

نائب للصهاينة

ويقينا بأن عباس لن يفي بما تعهد به، قال الصحفي سلامة عبدالحميد، إن "عباس لن يذهب إلى غزة حتى يلج الجمل في سم الخياط".

وقال الكاتب أحمد عبدالعزيز، "لا أتصور أن يذهب عباس وأركان سلطته إلى غزة الفاضحة (إن ذهبوا) إلا بصفته مندوبا عن الاحتلال الصهيوني، وممثلا للمتصهينين العرب".

ووصف مثنى العبود، محمود عباس بأنه "أكذب قائد فلسطيني لحد الآن، ومكلب بالكرسي الكرتوني أكثر من بشار المجرم"، مؤكدا أنه "لن يذهب إلى غزة".

وقال: "لو أنه -عباس- قائد رجل عربي حر لذهب إلى غزة ومات فيها، وبموته كان منع الموت عن الألف، لكن هو أجبن من أن يضحي بنفسه لصالح شعبه".

وأكد المغرد جاسم، أن "عباس لو ذهب إلى غزة فهو نائب عن الصهاينة العرب والعجم مناديا بوقف إطلاق النار لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي"، قائلا: "لا تعقل توبة الخونة أبدا".

وأكد المغرد جمال، أن "عباس أصبح غريبا على أرض فلسطين من عمالته فهو يحتاج إلى حماية أممية وحماية العدو الصهيوني من أهل غزة وحماس لينتقل من مدينة فلسطينية إلى أخرى".

وكتبت المغردة تيما: "بعد 10 أشهر من العدوان، وبعد 40 ألف شهيد فلسطيني، استيقظ عباس من سباته ليعلن ذهابه إلى غزة بشعار النصر أو الشهادة، ثم إلى القدس الشريف ويدعو مجلس الأمن والعرب لمساعدته في الدخول إلى غزة".

وتهكمت مي الطاهر، على عباس لطلبه من مجلس الأمن الدولي تأمين رحلته لطلب النصر أو الشهادة في غزة، قائلة: " هذا جهاد في سبيل أميركا".

سخرية واستهزاء

واستهزأ ناشطون من ترديد عباس شعار "إما النصر وإما الشهادة" الثوري الذي يتلفظ به المقاومون فقط، مذكرين بخيانات عباس للمقاومة وتنسيقه الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وحفاظه على أمن وسلامة القطاع وملاحقة المقاومين.

وقال الصحفي نجيب سيداوي: "عميل التنسيق الأمني ربما يصل غزة في غضون يوم أو بعد أسبوعين برا وبحرا"، متسائلا: “هل تعتقدون سينفذ (تهديده) ويستقل الطائرة بهذه السرعة؟”

وأشار إلى أن "عباس صمت 10 أشهر ويمكنه أن يصمت أكثر"، مضيفا: "كان الأجدر حل السلطة بلا سلطة وتسليم المفاتيح لولي نعمته ولتنتفض الضفة لتصبح عبئا، لكن عباس عميل مهندس أوسلو".

وسخر الطبيب المصري يحيى غنيم، قائلا: “قال السيد محمود عباس: إنه ذاهب إلى غزة إما النصر أو الشهادة!!! ولكنه لم يحدد النصر على من؟ والشهادة في سبيل من؟”

وأضاف: "أظنه لو أتيحت له الإجابة لحدثنا وقال: النصر على حماس، والشهادة فى سبيل النجسياهو -في إشارة إلى نتنياهو- وإسرائيل".

واستخف وائل برغوثي، بتصريحات عباس قائلا: "الضفتين والمَهجَر مسامحينك بالنصر لكن توكل على الله واستشهد".

وقال سفيان مجاهد: "نكتة أو كذبة نيسان أو كاميرا خفية سميها ما شئت محمود عباس يريد الذهاب إلى غزة.. أصقل سيفك يا عباس".

حكم غزة

وبرزت تأكيدات ناشطون بأن تصريحات عباس "مسرحية" أو تحرك سياسي لإخضاع غزة لحكم السلطة وتسويق عباس وتمكينه من حكم القطاع بعد نهاية العدوان الإسرائيلي، لأن هذا الملف لم يحسم حتى الآن والقضاء على حماس بات مستحيلا والطريق الأسهل بجعل غزة مثل الضفة.

ولطالما حاول رئيس السلطة الفلسطينية تسويق نفسه صالحا لحكم قطاع غزة في فترة ما بعد الحرب التي يتم دراستها ويتزايد التواصل الدبلوماسي بشأنها في العالمين العربي والغربي، سواء بخطاباته في القمم والاجتماعات أو بتصريحاته لوسائل الإعلام، أو عبر مستشاريه.

وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بعد شهر من بداية العدوان، أعربت السلطة الفلسطينية عن موافقتها على حكم القطاع بعد انتهاء حكم حركة حماس، ولكن بشرط التزام الولايات المتحدة بالترويج الحقيقي لحل الدولتين ونهاية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وكشفت عن أن أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، طلب من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التزاما بحل يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية بصفتها عاصمة الدولة الفلسطينية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلت قناة "سكاي نيوز" عن مصادر فلسطينية، قولها إن "عباس أكد استعداد السلطة الفلسطينية لتولي الحكم في غزة والضفة بعد نهاية الحرب".

وأوضحت أن ذلك جاء ردا على قول رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن الفلسطينيين "لن يتولوا سلطة أمنية في غزة" بعد انتهاء العمليات الإسرائيلية.

وفي منتصف فبراير/شباط 2024، أكد عباس في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" أن السلطة الفلسطينية مسؤولة عن قطاع غزة، وجاهزة للقيام بواجباتها "فور وقف العدوان على شعبنا"، قائلا: "كنا ولا نزال مسؤولين عن قطاع غزة وسنبقى مسؤولين عنه".

وأواخر فبراير/شباط 2024، سلم عباس رسالة وصفتها مصادر دبلوماسية بـ"بالمهمة"، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، جدد فيها استعداد السلطة الفلسطينية لتولي الحكم في غزة والضفة الغربية والقدس، معتبرا أن قطاع غزة "جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين".

وأضاف أن دولة فلسطين على استعداد للقيام بما يلزم من أجل تولي مسؤوليات الحكم في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والعمل على إرساء الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة، في إطار خطة سلام شاملة تقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وفي مارس/آذار 2024 صرح محمود الهباش، مستشار عباس، بأن صاحب القرار في تركيبة الحكومة المقبلة هو الرئيس، قائلا إنها لن تكون ذات تركيبة "فصائلية"، وستتكون من أفراد مستقلين وخبراء، وطالب حماس بتسليم مقاليد الأمور في قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية.

وخلال كلمته أمام الاجتماع الخاص لمنتدى الاقتصاد العالمي بالعاصمة السعودية الرياض، في أبريل/نيسان 2024، قال عباس "لابد من حل سياسي يجمع قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس في دولة فلسطينية مستقلة من خلال مؤتمر دولي".

وتساءل السياسي العراقي رافع عبدالجبار القبطان: “دعوة عباس إلى زيارة قطاع غزة مع القيادة الفلسطينية -بحجة وقف العدوان ووحدة الأرض الفلسطينية-.. هل هي لسحب البساط من حماس؟ أم كانت هذه الدعوة نتاج إعلان بكين قبل أسبوعين واتفاق فتح - حماس وباقي الفصائل على تشكيل حكومة وطنية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة؟”

وواصل تساؤلاته: "أم كانت بتنسيق أميركي فلسطيني تمهيدا لإيجاد حل لأزمة غزة؟ أم لها علاقة بالمفاوضات الأميركية المصرية القطرية حول وقف إطلاق النار في غزة؟ علما أنه للآن لم تبد أية ردود أفعال دولية اتجاه هذه الدعوة بما فيه مجلس الأمن الذي دعاه عباس لتأمين هذه الزيارة".

وكتب الإعلامي رضا ياسين: "قالوا عن غزّة ستركع.. يريدون إعطاءها لعباس.. فليخسأ المجرم ومن طبّع.. كل بلادي مع حماس".

ورأى عبدالعزيز إبراهيم آل إسحاق، أن عباس يريد بخطابه أن يقول للغرب إنه قادر على تسلم حكم غزة ليحكمها بالنيابة عن سيده نتنياهو، قائلا إن "غزة لا يحكمها العملاء.. مثلها مثل فلسطين، كل فلسطين

العملاء راحلون من عباس إلى دحلان، التراب الفلسطيني كله أطهر من أن تطأه أقدامكم".

وعد أبو خالد المري، تصريحات عباس، بمثابة "الحلقة الأخيرة من المؤامرة على غزة والقضية الفلسطينية برمتها"، متوقعا أن عباس سيذهب وأعضاء حكومته إلى غزة "ليتسلمها" مع الضفة الغربية "المنبطحة"، ومن خلال هذه المؤامرة الفتحاوية يُسدل الستار على قضية فلسطين الجريحة.

وقال جهاد فرحات، إن "عباس تلقى إشارات لبدء قصف صمود أهالي غزة وتحويله إلى أشلاء، بعدما عجزوا من تحويل أشلاء الأجساد إلى كسر روح الصمود، بإعلان نيته الذهاب إلى غزة ورفعه شعار النصر أو الشهادة".

وأكد فرحات، أن "البيانات القطرية الأميركية المصرية تصب في هذا المنحى، لشقّ وحدة المصير بين أهالي غزة والمقاومة".

وحذر المغرد جهاد من عباس، وعد ما قاله أمام البرلمان التركي "خطير جدا"، موضحا أن قوله إنه "سيزور قطاع غزة يُفهم منه أنه يريد العودة إلى غزة وأن تُسلم له من الصهاينة، كما حاول كسب التعاطف بقوله (إما النصر وإما الشهادة) وبقراءة الفاتحة على روح البطل، لكي يجني ثمار ما فعله الكيان في غزة".

غضب واستياء

وصب ناشطون جام غضبهم على عباس وذكروا بعمالته للاحتلال الإسرائيلي وخضوعه لمحور التطبيع مع الاحتلال وشراكته في قتل الشعب الفلسطيني، متداولين صورا ورسوما كاريكاتيرية ومقاطع فيديو ساخرة من تصريحاته.