24 قتيلا في 24 ساعة.. الاحتلال الإسرائيلي يذوق الويلات بوسط غزة وجنوبها

منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

بينما كان الكيان الإسرائيلي يُمني نفسه بالعثور على رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكري للحركة كتائب القسام محمد الضيف، وإعادة أسراه، أحكمت الأخيرة كمينا وقتلت ضباطا وجنودا. 

وخلال الـ24 ساعة الماضية، تمكنت كتائب القسام من قتل 24 ضابطا وجنديا في معارك بقطاع غزة، منهم 21 من قوات الاحتياط بتفجير عمارتين في مخيم المغازي وسط القطاع والمتبقين في خانيونس (جنوب)، ووصف الاحتلال اليوم بأنه الأعنف والأصعب وما حدث بأنه "كارثة حقيقية".

وبذلك، يرتفع إجمالي قتلى جيش الاحتلال إلى 221 قتيلا منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جراء الاشتباكات المستمرة مع المقاومة الفلسطينية التي أطلقت عملية طوفان الأقصى في السابع من ذات الشهر.

الإعلام الإسرائيلي كشف أن قوات من اللواء 261، كانت تنفذ عمليات تفخيخ لتفجير منازل الفلسطينيين، بالقرب من المنطقة الفاصلة وسط قطاع غزة، ودخلوا مسافة 600 متر، من الشريط الفاصل، في منطقة مخيم المغازي لتدمير 10 منازل بواسطة الألغام.

وأوضح أن الجنود تعرضوا خلال عملية التفخيخ لهجومين بقذيفتي "آر بي جي" الأولى أطلقت على دبابة والثانية على مبنى كان يحتوي على المواد المتفجرة والألغام.

وهو ما أدى لانفجار الألغام وانهيار مبنيين على رأس الجنود، وتحولت المنطقة إلى دمار كامل.

وبدروها، نشرت القسام صورة، ألمحت فيها إلى مسؤوليتها عن الهجوم الذي تسبب في أكبر حصيلة قتلى للاحتلال، منذ بدء العدوان البري على قطاع غزة، وتضمن إعلانها رقم 20+ محطما، في إشارة إلى تفجير المباني بقوات الاحتلال، وحصد عدد كبير من الضباط والجنود. 

وكتبت على الصورة قول الله تعالى في الآية 15 من سورة الأنبياء "جعلناهم حصيدا خامدين"، للتأكيد على العدد الكبير، من القتلى، والذي شكل صدمة لمجتمع الاحتلال، الذي يعاني من مصاعب عملياتية في غزة، جراء المقاومة الضارية التي تواجهه في كافة مناطقها.

فيما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حكومته لن توقف القتال في غزة حتى تحقيق النصر الكامل على حماس، مضيفا "مررنا بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب في غزة.. وباسم أبطالنا، من أجل حماية أرواحنا، لن نوقف القتال حتى تحقيق النصر المبين".

واحتفى ناشطون على منصة إكس بالكمين الذي نصبته كتائب القسام لجنود الاحتلال، مؤكدين أن خانيونس ألقمتهم حجرا حتى صار جنوده هم عناوين الأخبار.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خان_يونس، #غزه_مقبرة_الغزاة، وغيرها، أعربوا عن سعادتهم من أن المقاومة الفلسطينية ما زالت قادرة لليوم الـ109 من العدوان على تسديد ضربات موجعة لجيش الاحتلال.

وأشاد ناشطون بقدرة المقاومة على تسطير البطولات في خانيونس وكتابة أعظمُ الملاحم، وإذاقة الاحتلال أنواعاً من الموت كان قَد توعدهم بها المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة.

حفاوة واسعة

وتفاعلا مع انجازات القسام ووصف الإعلام العبري اليوم بأنه الأصعب منذ بداية الحرب، أكد المتحدث باسم حماس في الجزائر يوسف حمدان، أن ما اعترف به الاحتلال عما جرى لجنوده ونخبته المجرمة في خانيونس، مثال لما ينتظره هو وجيشه ومرتزقته إذا اختاروا البقاء في غزة والاستمرار في الغرق في رمالها.

ما اعترف به الاحتلال صباح اليوم عما جرى لجنوده ونخبته المجرمة في خانيونس، هو مثال لما ينتظر الاحتلال وجيشه ومرتزقته إذا اختاروا البقاء في غزة والاستمرار في الغرق في رمالها.
نتنياهو يقتل جيشه وأسراه لدى المقاومة ليؤمن بقاءه في موقعه، سيسقط هو وحكومته وسيرحل هذا الاحتلال عن أرضنا.

— Youssef HAMDAN (@youssefHAM1981) January 23, 2024 

وتساءل الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، كم مرّة تكرّرت هذه العبارة (أصعب أيام القتال)؟!، مشيدا بالبسالة الأسطورية التي يسجّلها أبطال الشعب الفلسطيني.

وأضاف أنها بسالة تزيد جنازاتهم، وتملأ مستشفياتهم بالجرحى والمُعاقين، ومصحّاتهم بالمرضى النفسيين، قائلا: "إلى الجحيم.. سلمت أيدي الأبطال، وليذهب الغزاة إلى الجحيم".

وتابع الزعاترة في تغريدة أخرى: "صباحهم وجع!!ولا شك أن هناك أضعافهم من الجرحى.. إنه يومهم الأسوأ، وستتوالى أيامهم السوداء التي بدأت منذ 7 أكتوبر، ولن تتوقّف، بإذن الله.. سلام على الأبطال والشهداء، والموت للغزاة".

كم مرّة تكرّرت هذه العبارة (أصعب أيام القتال)؟!

بسالة أسطورية يسجّلها أبطال شعبنا.

بسالة تزيد جنازاتهم، وتملأ مستشفياتهم بالجرحى والمُعاقين، ومصحّاتهم بالمرضى النفسيين.

إلى الجحيم. pic.twitter.com/wxCTlDT9eQ

— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) January 22, 2024 

وأعرب ناصر الدويلة، عن سعادته بخسائر الاحتلال، قائلا: "صباح الكوارث يا صهاينة لم يبق من عقدة الثمانية إلا أقل من أربع سنوات، فهل ستمنحونا شرف طردكم من أرضنا أم ستغادرون بسرعة قبل أن تدفع الوكالة اليهودية ضريبة خروجكم المذل.. هذا هو لسان حال جيل الطوفان".

*عاجل* | *صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية: مسلح واحد على الأقل خرج من فتحة نفق دون ان يتم اكتشافه وأطلق صواريخ الآر بي جي ما ادى إلى هذه "الكارثة"؛*
صباح الكوارث يا صهاينه لم يبق من عقدة الثمانية الا اقل من اربع سنوات فهل ستمنحونا شرف طردكم من ارضنا ام ستغادرون بسرعة قبل ان تدفع…

— ناصر الدويلة (@nasser_duwailah) January 23, 2024 

وعد الصحفي أحمد منصور، اليوم "أسودا وليلة قاتمة السواد على إسرائيل وجيشها بعد خسائر فادحة في خان یونس"، مشيرا إلى أن معارك غزة هي الأكبر خلال يوم واحد منذ اجتياح قطاع غزة.

وأضاف أن الاحتلال يتكتم على الخسائر الحقيقية ويهيئ شيئا فشيئا وبالتدريج للاعتراف ببعضها، حيث تؤكد بعض المصادر عن مقتل 22 جنديا إسرائيليا علاوة على 20 مفقودون أو تحت الأنقاض بخلاف الجرحى.

يوم أسود وليلة قاتمة السواد على اسرائيل وجيش الاحتلال الاسرائيلي بعد خسائر فادحة في #خان_یونس ومعارك غزة هي الأكبر خلال يوم واحد منذ الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة،لذلك يتكتمون على الخسائر الحقيقية ويهيؤون شيئا فشيئا وبالتدريج للإعتراف ببعضها،حيث تؤكد بعض المصادر عن مقتل 22 جنديا… pic.twitter.com/rcRDhTkSrJ

— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) January 22, 2024 

وأكد مدير مركز سونار الإعلامي حسن مرتضى، أن ما جرى اليوم في غزة بالنسبة للاحتلال يوازي 7 أكتوبر، ووصفه بأنه الأصعب والأسوأ والأخطر، وحتى الآن هناك حالة الضياع والارباك وعدم معرفة مصير عدد من الجنود.

ما جرى اليوم في غزة بالنسبة للاحتلال يوازي ٧ اوكتوبر ،
الاصعب والاسوء والاخطر على الاحتلال ، وحتى الان حالة الضياع والارباك وعدم معرفة مصير عدد من الجنود #غزه_مقبرة_الغزاة

— حسين مرتضى Hussein Mortada (@HoseinMortada) January 22, 2024 

أهمية خانيونس

وأوضح الباحث علي أبو رزق، أن المنطقة التي تكبد فيها العدو اليوم خسائر ثقيلة كانت في غرب خانيونس، وهي للمفارقة، الحارة التي ولد فيها القائد يحيى السنوار وأخوه القائد محمد، والقائد محمد ضيف، والقائد حسن سلامة، والقائد الأول ياسر النمروطي، والقائد الشهيد شادي بارود وغيرهم.

ورأى أن هذا يعني أن يمكن القول إن الاحتلال دخل منطقة "عش الدبابير" وسيخرج منها مهزومًا يجر أذيال الفشل والخيبة، كما خرج خائبًا حاسرًا من جحر الديك وجباليا والشجاعية.

وتوقع أبو رزق، في تغريدة أخرى، أن تكون منطقة غرب خانيونس الأشد ضراوة في القتال في معركة مدينة خانيونس الحاسمة، لأنها الوحيدة التي خاض قادتها القدامى معارك ضارية وقتال شوارع مع الاحتلال في اجتياحات الانتفاضة الثانية، فكان القتال شبه أسبوعي بين أعوام 2000-2005.

أوردت الجزيرة خبرًا عن موقع والا العبري أن اليوم هو أصعب أيام القتال منذ بدء الحرب، وهناك تقارير عن مقتل عدد كبير من الضباط والجنود الصهاينة،

بالمناسبة، المنطقة التي تكبد فيها العدو اليوم خسائر ثقيلة كانت في غرب خانيونس،

وهي للمفارقة، الحارة التي ولد فيها القائد يحيى السنوار…

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) January 22, 2024 

وقال المغرد أبو خالد: "خانيونس العز.. خانيونس أبو خالد الضيف وأبو إبراهيم السنوار ومحمد السنوار.. خانيونس ياسر النمروطي والشيخ حسن سلامة.. خانيونس التي دمرت القسام فيها أول دبابة ميركافا.. خانيونس الجهاد والمقاومة".

خانيونس العز .. خانيونس أبو خالد الضيف و أبو إبراهيم السنوار و محمد السنوار .. خانيونس ياسر النمروطي و الشيخ حسن سلامة ...

خانيونس الي دمرت القسام فيها أول دبابة ميركافا .. خانيونس الجهاد و المقاومة

✌��������

— أبو خالد (@2bu5aled) January 23, 2024

وذكر محمد النجار، بقول العدو "سندخل خانيونس للقضاء على رأس المقاومة"، ساخر بالقول: "يا أغبياء هنا مولد الضيف، ومهد السنوار، وبأس المقاتلين الأشداء، وضربة الرأس قاضية".

قال العدو سندخل #خانيونس للقضاء على رأس المقاومة.
يا أغبياء هنا مولد الضيف، ومهد السنوار، وبأس المقاتلين الأشداء، وضربة الرأس قاضية.

— محمد النجار ���� (@MohmedNajjar88) January 22, 2024

وأوضح الكاتب رضوان الأخرس، أن المقتلة التي حصلت في صفوف جنود الاحتلال وقعت بالمدينة التي كانت على مدار التاريخ قلعة حصينة ومن أحيائها خرجت قوافل المجاهدين لتذيق الأعداء الويلات، ومنها خرج العديد من قادة الجهاد والمقاومة وثلة من قادة كتائب القسام الأوائل ممن قادوا مسيرة نضال الشعب نحو الحرية والخلاص من العدو المجرم.

اللواء المظفر، لواء خانيونس يقاتل 7 ألوية من جيش الاحتلال منذ نحو شهر ونصف واليوم تقول المصادر العبرية إنه الأقسى والأصعب منذ بدء الهجوم والحديث يدور عن مقتلة حصلت في صفوف جنود الاحتلال بالمدينة التي كانت على مدار التاريخ قلعة حصينة ومن أحيائها خرجت قوافل المجاهدين لتذيق الأعداء… pic.twitter.com/sZdEYUEpFe

— رضوان الأخرس (@rdooan) January 22, 2024 

بشارات وانتصارات

وفي سياق الحديث عما تحمله العملية من بشارات وانعكاساتها، قال الباحث سعيد زياد، إنها نسفت إحدى الفرضيات الأساسية التي بنى عليها العدو خطة المرحلة الثالثة، وهي وقف النزيف في عداد القتلى، وأن الحرب لن تكون مكلفة كما الشهور السابقة، مضيفا أن قذيفة واحدة نسفت كل هذا الهراء.

هذه العملية نسفت إحدى الفرضيات الأساسية التي بنى عليها العدو خطة المرحلة الثالثة، وهي وقف النزيف في عداد القتلى، وأن الحرب لن تكون مكلفة كما الشهور السابقة.

قذيفة واحدة نسفت كل هذا الهراء !

— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) January 23, 2024 

وأكد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن الأخبار مبشرة للمقاومة وعظمتها، إذ استطاعت نخبة القسام نصب كمائن مرعبة وقاضية على جيش الاحتلال في خانيونس، وشوهدت الدبابات تدمر أمام جموع المواطنين وعلى مرأى ومسمع من سكان البلد، وهذا يفسر رد فعل الجيش الانتقامي الواسع والوحشي.

وأشار إلى أن المقاومة أدركت أن العدو يعتمد على الدخول الاستطلاعي فانتبهت له وكشفت خططه، وادخرت قوتها للحظة الظفر، وانتظرت وفاجأت القوات الغازية بعد تمركزها وزيادة عددها، وانكشاف تموضعها، ومعنويات رجال النخبة في السماء تحلق، وهناك بركات وآيات من القوة والعظمة قد تكشف عن جزء منها في الأيام القادمة.

وأضاف المدهون، أن العدو ذهل ليلة أمس وعاش جنوده ما بين موت وخوف، وقد انسحب من خانيونس لواء كامل في هذا النهار، وقد شهود الطيران المروحي ينقل إصابات وقتلى بشكل منتظم خصوصا في حي النمساوي، وباعتقادي المقاومة في قمة حيويتها ونفسها طويل.

فقد العدو الإسرائيلي عقله أمام الفشل الكبير في خانيونس، فقام جيشه المدجج بسبعة ألوية بهجوم عسكري فاشل وبتكتيم إعلامي، لبث الرعب والخوف والقلق، مستخدما قوة نارية هائلة، بوحشية ليس لها مثيل، وارتكب الكثير من المجازر بحق المدنيين كعادته المتبعة، وللأسف هناك آلام فاقت أي تصور، ويعيش…

— إبراهيم المدهون غزة Ebrahem Elmadhoun ���� (@ibmadhun) January 22, 2024 

ورأت الكاتبة الصحفية شيرين عرفة، أن الجميل أن قتل الجنود الصهاينة، أحدث حالة صدمة بالمجتمع الإسرائيلي، بسبب ارتفاع العدد، وعدم قدرتهم على تفسير الأحداث، والأجمل أن هلاكهم هذه المرة، جاء بالتفجيرات، وتحت الأنقاض، ليذوق المجرمون والظلمة من نفس الكأس التي يذيقونها للأبرياء.

موقع "والا" الإسرائيلي، يصف يوم الاثنين 22 يناير، بأنه أصعب أيام القتال في قطاع #غزة منذ بدء الحرب البرية عليها

والقصة كما يرويها الإعلام العبري، تنطوي على عجائب، لا يجدون لها تفسيرا

في البداية، استهدف أبطال القسام، دبابة إسرائيلية، في حي #خان_يونس ، بقذيفة "إلياسين" فتم… pic.twitter.com/D31oy3eDbw

— شيرين عرفة (@shirinarafah) January 23, 2024 

وعن تأثير العملية على الداخل الإسرائيلي، توقع الإعلامي والناشط محمد المدهون، أن هذا الحدث قد يغير مجرى المعركة ويعجل بانسحاب الجيش من خانيونس، وسيرفع مستوى الاحتقان الداخلي الصهيوني أكثر على نتنياهو وقيادة الجيش.

الله أكبر ولله الحمد

جيش الاحتلال يعترف رسمياً الآن بمقتل ٢١ ضابط وجندي في حدث التفجير الذي حصل ليلة أمس بخانيونس. وربما يرتفع العدد في الساعات القادمة!

هذا الحدث قد يغير مجرى المعركة ويعجل بانسحاب الجيش من خانيونس … وسيرفع مستوى الاحتقان الداخلي الصهيوني أكثر على نتنياهو…

— محمد المدهون (@mohamed_mdn) January 23, 2024