"لم يتم التعرف على أي شهيد".. محرقة خيام جديدة في غزة والمسلمون يتفرجون

منذ يومين

12

طباعة

مشاركة

"احترقوا حتى ارتقوا".. عبارة تلخص واقعة استشهاد ما لا يقل عن 10 فلسطينيين غالبيتهم أطفال، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي خياما للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها.

وجراء مواصلة الاحتلال قصفه لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 31 لعودة حرب الإبادة، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة استشهاد 16 شخصا معظمهم من النساء والأطفال في استهداف إسرائيلي لخيام النازحين في نهاية شارع الإسطبل بمواصي خان يونس جنوبي القطاع.

ويأتي القصف الإسرائيلي على خان يونس، في سياق عمل الاحتلال على فرض واقع ميداني جديد؛ إذ أعلن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، مطلع أبريل/ نيسان 2025، عن فرض ما يُعرف بـ"محور فيلادلفيا 2" أو "محور موراغ".

ويستهدف ذلك المحور فصل مدينة خان يونس عن مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد أن سبق للاحتلال فرض محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود بين القطاع ومصر.

وتنفيذا لذلك المخطط، وجَّه جيش الاحتلال الإسرائيلي في 13 أبريل إنذارا للفلسطينيين في عدد من الأحياء جنوب خان يونس طالبهم فيه بالإخلاء الفوري، تمهيدا لقصفها.

وحدد متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، أحياء قيزان النجار، قيزان أبو رشوان، السلام، المنارة، القرين، معن، البطن السمين، جورت اللوت، الفخاري، وأحياء بلدة بني سهيلا الجنوبية، للإخلاء الفوري. 

ودعا أدرعي الفلسطينيين إلى التوجه إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي، غرب مدينة خان يونس. وقال: "هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم". 

وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو توثق المحرقة التي خلّفها القصف الإسرائيلي على خيام النازحين بخانيوس، وأخرى لجثث الشهداء محترقة ومتفحمة، وغيرها للأطفال والنساء الذين أزهقهم الاحتلال، وبينهم جنين عمره 4 أشهر.

ووصفوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خان يونس، #غزة_تباد، وغيرها، ما ارتكبه الاحتلال في خان يونس بالمحرقة.

وصب ناشطون جام غضبهم على نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، مستنكرين الصمت الدولي والعربي والمنظمات الحقوقية على جرائم الاحتلال.

غضب واستياء

وإعرابا عن الغضب من المحرقة التي ارتكبها الاحتلال في خان يونس، عرض الباحث سعيد زياد، صورة لعدد من الأطفال الذين قتلوا حرقا، قائلا: الله يحرقك يا إسرائيل".

من جانبه، تساءل الصحفي محمد هنية: "أتعرف ما معنى "القتل حرقا"؟!"، مجيبا: "أن تفاجأ بالنار في خيمتك، أن يحيطك اللهب من كل جانب، ألا تجد سبيلا أو طرف خيط للنجاة، أن تصرخ، هو كل ما تستطيع فعله، تصل صرخاتك وأنت تُحرق كل أصقاع الأرض فلا تُحرك في ضمائر الأحياء شيئا".

وأضاف: "ثم تلتهمك النيران وتهفت صرخاتك كما جسدك وتستلم لموت يُوثق لاحقا بالعدسات، ثم لا يُحركك شيء.. باختصار هكذا نُحرق، فنموت، ثم تلعن أرواحنا كل متخاذل".

وروت نعمة حسن: "أنا نازحة الآن في شارع كله مهدم.. بقايا منازل.. نصف جدار وقطعة قماش.. وسقف من النايلون ويصبح الأمر بيتا لتنام.. يبدأ القصف تحترق الأجزاء ولا شيء يطفئ قطعة القماش وخوفك.. خان يونس تحترق الآن بصاروخ موجه لخيمة".

ووصف أبو يحيى هاني شريف مجزرة خان يونس بأنها “مرعبة”. مشيرا إلى أنه لم يتم التعرف على أي شهيد حتى اللحظة؛ لأن كل الجثامين متفحمة.

فيما وصفتها شيماء محمود بأنها "جريمة تقشعر لها الأبدان"، مشيرة إلى أن جثث الشهداء لم يستطع أحد التعرف عليها؛ لأن "كلهم محروقون مُتفحمون بشكل كامل".

وعرض ضياء أبو عون مقطع فيديو يوثق محرقة الخيام، متسائلا: “أي إجرام وشناعة وتوحش؟”

ترامب ونتنياهو

بدوره، نشر الباحث وسام عفيفة صورة لأطفال أُحرقوا أحياءً بطائرات حربية إسرائيلية في خيامهم بخان يونس، موضحا أن أحدهم كان طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال: "هذا هو الجحيم الذي أطلقه ترامب على غزة جنبا إلى جنب مع شريكه في الجريمة، نتنياهو".

وعرضت نبيلة يوسف، صورة الطفل أحمد زهير أبو الروس من ذوي الاحتياجات الخاصة ارتقى في القصف الصهيوني الإرهابي خيام النازحين بخان يونس، قائلة: "ترامب الصهيوني الألماني، نتنياهو الصهيوني البولندي يحرقون أطفال غزة".

استنكار الصمت

واستنكارا للصمت العربي تساءل الكاتب رضوان الأخرس: "إلى متى التخاذل والصمت على التجويع والحصار والظلم والإبادة؟!"، واصفا مجزرة خان يونس بأنها "مجزرة بشعة".

وندد بإحراق قوات الاحتلال التي نعتهم بـ"المجرمون" للفلسطينيين داخل الخيام، قائلا: “اللهم انتقم من الخونة والمجرمين والمتواطئين ومن عاونهم ومدهم بطعام أو ماء أو سلاح أو أيدهم في ظلمهم وإجرامهم سرا أو علانية”.

وعرض السياسي فايز أبو شمالة، صورة لألسنة اللهب تشتغل، قائلا: "في غزة ناران، نارُ الحطب الحنونة التي يطهو بها العرب الفلسطينيون طعامهم البسيط ونارٌ الصهُيونية الحاقدة، التي تطلق صواريخها على أهل غزة؛ فتأكل أجساد العرب الفلسطينيين".

وتساءل: “أين هي الشعوب العربية القادرة على إشعال نار التضامن والتآخي والتعاون العربي؟ وأين هو البطل العربي القادر على إخماد نار الحقد الصهيوني؟”

وعلق أحد المغردين على مقطع فيديو يظهر رجال الدفاع المدني تحاول إطفاء الحريق الذي أشعله الاحتلال في خيام خان يونس، قائلا: "الأجساد تحترق.. الأجساد تتفحم.. أجساد الأطفال والنساء تتفحم".

وتساءل: “أين أنتم يا مسلمون؟ أين أنتم؟ ”

وناشد نبيه بالقاسم كل العالم والمسلمين والعرب، متسائلا: "أين أنتم.. أين ضميركم.. أين نخوتكم.. يكفي من هذا الصمت المخزي.. إخوانكم في غزة الآن يُحرقون بالنار داخل الخيام في خان يونس.  أطفال شهداء. جثث متفحة".

واستنكر أحد المدونين التزام العالم الصمت حين يُحرق أطفال ونساء وشيوخ غزة يوميًا بصواريخ صهيونية.

وأعرب سلمان زكري عن حزنه على الأطفال الشهداء، قائلا: "صورهم وهم بلباس العيد ثم صورتهم وهم جثث متفحمة ممسوحة الهوية تدمي القلوب وتهز الجبال، لكنها لا تهز أمة نائمة وحكومات متصهينة تحافظ على حكمها بشلال دماء الفلسطينيين".

وأكد أن مجزرة الأطفال في خان يونس فصل جديد من فصول القهر المستمر.

وقالت المغردة فتينة: إن ما يحرق في مواصي خان يونس ليست أجساد بشر بل كرامة أمة ويتامى الإنسانية وضمائر نائمة.

حزن وأسف

وتداول ناشطون صور الأطفال الذين أحرقهم الاحتلال الإسرائيلي وهم نيام داخل خيمتهم في مواصي خان يونس وبينهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وجنين كان داخل رحم أمه التي أصيبت في القصف، معربين عن أسفهم على ما تعرض له هؤلاء الأطفال من تفحم لجثامينهم وانبعاث الدخان منها.

وصية شهيد

كما تداولوا وصية للشهيد محمود أبو الروس أحد شهداء المحرقة التي ارتكبها الاحتلال في خان يونس، كتبها في منشور على حسابه بمنصة فيس بوك قبل استشهاده، مترحمين عليه ومقدمين النعي والرثاء له.