حتى اللغة الفارسية.. هكذا تطيح طالبان بكل ما يتعلق بإيران في أفغانستان

9 months ago

12

طباعة

مشاركة

بصورة لافتة، تتسبب إزالة الكلمات باللغة الفارسية من اللافتات بالجامعات والمطارات والمستشفيات والمكاتب الحكومية بأفغانستان في ردود فعل واسعة في إيران.

كما تصر جماعات في أفغانستان على منع استخدام كلمة "دانشكاه"(جامعة) باللغة الفارسية الشائعة في البلاد، وتدعو بدلا منها إلى استخدام كلمة الباشتو "بوهنتون" (بمعنى الجامعة).

جدير بالذكر أن معظم أعضاء حركة طالبان ينتمون إلى شعب البشتون.

وردا على سؤال حول تراجع اللغة الفارسية الرسمية في أفغانستان، قال وزير خارجية طالبان أمير خان متكي في تصريحات صحفية، "كل شيء يسير كما كان من قبل، ويجرى التدريس والتحدث باللغتين الباشتو والفارسية، ونحاول جعل كلتا اللغتين أكثر ثراء وعلمية".

صراع لغوي

وفي هذا السياق، تقول صحيفة "8 صبح" الأفغانية الناطقة بالفرنسية، إن الصراع مع الكلمات الفارسية تحت اسم الحفاظ على "المصطلحات الوطنية" اتخذ طرقا مختلفة لسنوات عديدة. 

وتضيف أن حركة طالبان تدعي أنها تطبق "الشريعة الإسلامية" وأنه لا يوجد فرق بين اللغات والمجموعات العرقية في نظامها.

لكن في جامعة طخار شمال البلاد، تسلط الصحيفة الضوء على سياسات رئيس الجامعة الموالي لطالبان المعادية الفرس واستعداء الموظفين غير البشتون. 

وادعت الصحيفة الأفغانية أن الوثائق الصادرة من جامعة طخار تظهر أن حركة طالبان ألغت كلمتي "طالب" و"جامعة" بنسختهما الفارسية.

وبحسب الصحيفة، تقول مصادر في جامعة طخار إن "الزعيم الموالي لطالبان في هذه المؤسسة التعليمية يولي اهتماما للاختلافات اللغوية والعرقية". 

وبحسب المصادر، فإن كمال الدين منيب، رئيس الجامعة، أمر بتغيير وثائق هذه المؤسسة من الفارسية إلى اللغة البشتوية "الأفغانية".

كما تزعم الصحيفة الأفغانية أن منيب فصل أخيرا وحول أكثر من 17 موظفا في الجامعة، ثم عين مكانهم أشخاصا آخرين.

وبحسب وثائق وصلت إلى "8 صبح"، رفض منيب استمارات التقديم الخاصة بالطلاب الذين استخدموا الكلمات الفارسية -مثل "طالب" و"جامعة".

وتظهر وثيقة أخرى حصلت عليها الصحيفة الأفغانية أن "رئيس الجامعة أمر بنقل أكثر من 10 موظفين في الجامعة، وبدلا من ذلك عين أشخاصا من البشتون من أقاربه ورفاقه".

"وبأمر من هذا المسؤول الموالي لطالبان، خُفضت رتبة عبد القادر زياي، المدير العام لمكتب جامعة طخار، وعُين مديرا تنفيذيا لكلية التربية"، وفقا للصحيفة.

وتضيف أن "رتبة مدير الخدمات والمشتريات، محمد زمان محمدي، خفضت كذلك من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الرابعة".

وتؤكد الصحيفة أن "هذه التخفيضات تمت على أساس العرق لتعيين البشتون بدلا من ذلك".

من ناحية أخرى، تقول مصادر في جامعة طخار إن "اثنين من الأساتذة، وهما درفاشان جيهون فيترات وسروار سوروش، استقالا بناء على ضغوط من رئيس الجامعة، كمال الدين منيب".  

"معاداة الفرس"

وداخل أسوار الجامعة، تقول الصحيفة إن مصادر عديدة تشكو من "معاداة الفرس" لدى مسؤولي طالبان.

وبشكل عام، توضح "8 صبح" أنه منذ سيطرتها على أفغانستان، اتُهمت حركة طالبان بأنها "معادية للفرس" مرات عديدة، كما أثارت أوامرها ردود فعل كثيرة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. 

فبخلاف ما حدث في جامعة طخار، غيرت حركة طالبان لغة عدد من لافتات بعض الجامعات في البلاد إلى الباشتو، رغم أن معظم سكان تلك المناطق من الناطقين بالفارسية.

علاوة على ذلك، تذكر الصحيفة أنه سبق أن أزالت طالبان صور الملوك والشعراء والشخصيات التاريخية التابعين للأدب الفارسي من "جدار المثقفين" في مدينة مزار الشريف عاصمة إقليم بلخ. 

إذ نصبت بدلا من ذلك أعلاما وشعارات لدعم حركتها البشتونية، وفق الصحيفة.

كما أصدرت وزارة التعليم العالي الخاضعة لسيطرة طالبان أمرا بتطهير مكتبات جامعات البلاد.

وتوضح الصحيفة أنه بموجب هذا الأمر، ستُزال الكتب المتعلقة بالسلفيين والشيعة والأحزاب والمعارضين السياسيين لهذه الجماعة، وستُوضع كتب أخرى مكانها.

الملالي رؤساء للجامعات

وخلال العامين ونصف العام الماضيين، تلفت الصحيفة إلى أن "طالبان عينت العشرات من مقاتليها والموالين لها رؤساء للجامعات، لا سيما تلك التي تعد من أعرق المؤسسات العلمية والتعليمية في البلاد". 

"وإثر ذلك، غادر عدد كبير من أساتذة الجامعات أفغانستان بسبب الضغوط والسلوك غير المهني"، وفق زعم الصحيفة.

وفي الوقت الحالي، "تُدار عشرات المؤسسات العلمية في البلاد من قبل أشخاص تابعين طالبان، ليس لديهم خبرة علمية ومتخصصة في هذا المجال".

ومن ناحية أخرى، تسلط الصحيفة الضوء على المخاوف التي أُثيرت من تعيين مقاتلين من طالبان في المؤسسات التعليمية.

حيث قال ندى محمد نديم، وهو أحد المسؤولين في وزارة التعليم العالي، ساخرا إنه "يجب حساب الدرجة الأكاديمية وفق الألغام المزروعة". 

وأضاف أن "الرتبة العلمية" لـ "مقاتل طالبان" يجب أن تُحسب على أساس عدد الألغام التي زرعها.

ومن زاوية أخرى، تزعم أن هذا النهج لم يقتصر على الجامعات فقط، بل بدأت طالبان في عمليات تطهير المؤسسات الحكومية الأخرى أيضا.

ففي وقت سابق، وبحسب تقرير استقصائي توصلت إليه "8 صبح" الأفغانية، فصلت حركة طالبان 379 موظفا وعاملا في شركة النفط والغاز الأفغانية المملوكة للدولة.

وفي النهاية، تقول الصحيفة إنه "في عدد من الدوائر الحكومية في المراكز والمحافظات، عادة ما تطرد الحركة الموظفين الحكوميين -من بينهم رؤساء ومديرو دوائر رئيسة- لتعيين أشخاص جدد تابعين لهم".